الإخبارية الإلكترونية تحالف بين بوليتيكو ورويترز

في أحدث خطوة في المنافسة المتزايدة بين وسائل الإعلام

TT

تحالفت مؤسسة «بوليتيكو»، التي ظهرت حديثا في مجال الخدمات الإخبارية في واشنطن، مع وكالة رويترز للخدمات الإخبارية من أجل تقديم المقالات للصحف وبيع الإعلانات على مواقع الصحف على الإنترنت، في أحدث خطوة في المنافسة المتزايدة بين وسائل الإعلام الإخبارية الإلكترونية التي تعمل على ملء الفراغ الذي تخلفه صناعة الصحافة المطبوعة المتراجعة.

وقد بدأت «بوليتيكو» في الفترة الأخيرة في تقديم عدد محدود من المقالات للصحف، وبدءا من الأسبوع الماضي بدأت الصحف التي تشترك في خدمة شبكة «بوليتيكو»، رؤية الأخبار اليومية التي تبثها رويترز، وستختار ما يصل إلى 10 مقالات و10 صور يوميا للاستخدام في الصحافة المطبوعة أو على شبكة الإنترنت.

وستحصل «بوليتيكو» على حق بيع الإعلانات على صفحات المواقع الإلكترونية للصحف التي تحتوي على موضوعات لـ«بوليتيكو» ورويترز، على الرغم من أن ذلك لا ينطبق على الصفحات المطبوعة، وستتقاسم مع الصحف إيرادات تلك الإعلانات.

وفي الوقت نفسه، تبدأ رويترز في نقل معظم أعمال «بوليتيكو» عبر شبكتها الإخبارية.

ويقول جيم فانديهي، رئيس التحرير التنفيذي في «بوليتيكو»: «نعترف بأن هذه تجربة، ولكننا متأكدين من وجود حاجة إليها».

وفي الوقت نفسه، تحاول سي إن إن إلى إقامة خدمة إخبارية للصحافة المطبوعة لتنافس الأسوشيتدبرس، ومؤسسات خدمات إخبارية التي تركز على الاقتصاد مثل شبكتي بلومبيرغ وداو جونز. يأتي هذا، في حين تواجه الصحف منافسة جديدة من وسائل تقديم الخدمات الإخبارية التي تعتمد على الإنترنت والتي تنتشر في جميع أنحاء البلاد.

وستكون الخدمة الجديدة مجانية لمدة ستة أشهر، ويمكن أن يطلب الشريكين رسوما للحصول على محتوى رويترز فيما بعد.

ولكن حتى يحين ذلك الموعد، كما يقول كريستوف بليتغين، المدير الإداري في وكالة رويترز الإخبارية، التي يقع مقرها في لندن، ستمنح «بوليتيكو» مدخلا لرويترز إلى عدد كبير من وسائل نقل الأخبار في الولايات المتحدة.

وقال إن خدمته يشترك بها 15 صحيفة فقط في هذه البلاد، مقارنة بعملاء يزيد عددهم على 1400 لدى الأسوشيتدبرس. أما شبكة «بوليتيكو»، التي أطلقت في سبتمبر (أيلول)، فيشترك بها أكثر من 60 صحيفة وأكثر من 40 عميلا إذاعيا وتلفزيونيا. وقال: «إذا استطعنا من خلال تلك الخطوة أن نتعاون مع عملاء محتملين ليس لدينا علاقة بهم، فسيكون هذا رائعا. وهناك سوق لم نطرقها بعد».

وتستعين «بوليتيكو»، التي أنشأت منذ أقل من عامين، بفريق عمل مكون من صحافيين مشهورين في الصحف والمجلات، وقد تطورت بسرعة إلى واحدة من أشهر المصادر في البلاد لأخبار واشنطن والحملات السياسية، مع زيارة أكثر من ثلاثة ملايين مستخدم لموقعها شهريا.

وتمتلك شركة ألبريتون كوميونيكاشنز، التي تمتلك سلسلة من المحطات التلفزيونية، «بوليتيكو»، التي تقدم خدماتها عبر الإنترنت غالبا ولديها صحيفة ذات توزيع محدود.

ومثل الأسوشيتدبرس، فإن رويترز وكالة إخبارية عالمية، تأسست في منتصف القرن التاسع عشر، ويعمل بها آلاف من الصحافيين، ولكنها تختلف إلى حد ما حيث لا تعتبر منافسا قويا من قبل العملاء في الولايات المتحدة. وتتميز رويترز بالقوة في تغطيتها لمجالي الأعمال والأخبار العالمية، ولكن مصادرها في الولايات المتحدة تعتبر قليلة للغاية مقارنة بالأسوشيتدبرس، كما أنها لا تغطي الأخبار المحلية، ولكن هذا شيء أساسي في تغطيات الأسوشيتدبرس.

وتكمل تغطية «بوليتيكو» السياسية المطلعة، التي أحيانا ما يضاف إليها مواقف كُتابها، إلى أسلوب رويترز الرزين، وتغطيتها لأخبار واشنطن وكأنها موجهة إلى قراء في الخارج. ومع تضاؤل عمل المؤسسات الإخبارية الأخرى أو غلقها لمكاتبها في واشنطن، تشهد «بوليتيكو» توسعا بعد أن كان فريق عملها مكون من 85 شخصا قبل الانتخابات، ليصل كما هو متوقع إلى 105 أو 110 في الأشهر القليلة المقبلة.

وتقدم «بوليتيكو» شبكتها الإخبارية للصحف على أنها وسيلة جديدة ومهمة من أجل جني الأرباح، ولكن سيظهر الوقت إلى أي مدى يمكنها المحافظة على ذلك. وتستطيع الصحيفة الاستعانة بما يصل إلى خمس مقالات من «بوليتيكو» أسبوعيا، والحصول على 50 في المائة من عائد الإعلانات التي تبيعها «بوليتيكو» على تلك الصفحات على الإنترنت؛ أو الاستعانة بـ10 مقالات في الأسبوع، والحصول على 40 في المائة من عوائد الإعلانات، أو الاستعانة بـ15 مقالا والحصول على 30 في المائة.

ومن الأفضل للصحف أن تبيع مساحاتها الإعلانية على الإنترنت بذاتها، ولكنها عادة ما تبيع أقل من نصف تلك المساحة. وتحول البقية إلى شبكات إعلانية، تدفع مقابل ضئيل للصحف، ما يقل عن 50 في المائة، مقارنة بما تكسبه الصحف بنفسها.

ويقول روي شوارتز، نائب رئيس «بوليتيكو» لتنمية الأعمال والتسويق، تستطيع «بوليتيكو» الحصول على أسعار أعلى من الشبكات الإعلانية بتقديمها قراء محددين من مستويات عليا، بدلا من عشوائية الشبكات الإعلانية. ويقول إذا كانت صحيفة كبرى قد تحصل على 20 دولارا لكل ألف قارئ يشاهدون الإعلان، «نهدف للحصول على 10 دولارات»، مع ذهاب نصف القيمة للصحيفة. وبالمقارنة، ربما تحصل الصحيفة ذاتها على دولار أو أقل من شبكة إعلانية.

وبينما يبلغ عمر شبكة «بوليتيكو» ثلاثة أشهر، فقد بدأت بالكاد في بيع الإعلانات على مواقع الصحف. ومع حالة الركود الاقتصادي الحالية، تنكمش سوق الإعلانات، حتى على الإنترنت. ويقول شوارتز: «نحن واثقون من وجود السوق. وسوف نكتشف ذلك».

*خدمة «نيويورك تايمز»