جاسوس روسي سابق يشتري صحيفة «إيفينينغ ستاندرد» اللندنية

الصفقة تثير جدلا في الأوساط الإعلامية البريطانية

أليكسندر ليبديف (أ. ب)
TT

تمت أمس صفقة شراء رجل الأعمال وعميل الاستخبارات الروسية السابق، أليكسندر ليبديف، لغالبية الأسهم في صحيفة «إيفينينغ ستاندرد» البريطانية، حسب ما أفادت الشركة الأم للصحيفة.

وجاء في بيان أن «شركة (أسوشييتد نيوزبيبرز) وافقت على بيع غالبية الأسهم في صحيفة (إيفينينغ ستاندرد) لشركة (إيفينينغ برس) المحدودة، التي أسسها أليكسندر ليبديف وابنه يفغيني».

وجاء في البيان أن ليبديف سيكون رئيس مجلس إدارة الشركة، فيما سيشغل نجله منصب المدير التنفيذي.

وكانت مساعي ليبديف لشراء صحيفة «إيفينينغ ستاندرد»، وهي الصحيفة المسائية الرئيسية في لندن، قد أثارت جدلا كبيرا في أوساط المجتمع الإعلامي البريطاني.

وحسب ما ذكرت التقارير الصحافية، فإن الملياردير الروسي أليكساندر ليبديف، اشترى أسهم الأكثرية في الصحيفة، التي تملكها حاليا مجموعة «ديلي ميل آند جنرال تراست» (ناشرة مجموعة صحف بارزة مثل «ديلي ميل» و«ميل أون صنداي» و«لندن لايت» المسائية المجانية).

ولعل ما يثير الجدل في هذه الصفقة، هو كونها المرة الأولى التي يمتلك فيها عضو سابق في جهاز استخبارات أجنبي، لمطبوعة بريطانية، وما يزيد الأمور تعقيدا هو العلاقات المتوترة بين لندن وموسكو منذ اغتيال المنشق الروسي السابق أليكسندر ليتفينينكو، في العاصمة البريطانية عام 2006.

وفي تصريح سابق لجريدة «الغارديان»، وصف ليبديف الـ«إيفينينغ ستاندرد» بأنها صحيفة «جيدة جدا»، وأن بها صحافيين «ممتازين»، موضحا أنه كان يقرؤها ويقرأ غالبية الصحف المحلية الكبرى، بحكم عمله كجاسوس في الســـفارة السوفياتية بلندن، في أواخر الثمانينـات.

وفي حين ذكرت الغارديان أن الصفقة تم مناقشتها على أعلى المستويات الحكومية في لندن، نوهت إلى أن ليبديف معروف حاليا في روسيا بأنه شخص شبه معارض، وكثيرا ما تعارض مع الرئيس السابق، رئيس الوزراء الحالي فلاديمير بوتين.

حيث يذكر في هذا السياق أنه يملك صحيفة روسية صغيرة، لكن معارضة بشدة تدعى «نوفويا غازيتا»، والتي تعرضت إحدى مراسلاتها للقتل بإطلاق النار عليها خارج شقتها في موسكو عام 2006.

ليبديف من جهته قال إنه لا يسعى من وراء الصفقة إلى التدخل في شؤون السياسة البريطانية، إلا أن تقارير عدة إشارات إلى أنه يسعى، على الأرجح، من خلالها للترويج لنفسه ونشاطاته الاجتماعية المختلفة.

ولعل ما يثير تساؤلات عدة حول هذه الصفقة، هو كون جريدة الـ«إيفينينغ ستاندرد» تعاني من خسائر جمة، حاليا وخلال السنوات الماضية، لا سيما بعد الضغط الكبير الذي وضع عليها إثر انطلاق صحيفة «لندن بيبر» (المملوكة من قبل «نيوز إنترناشونال») المسائية المجانية، مما دفع مجموعة «ديلي ميل» إلى إطلاق «لندن لايت» كصحيفة مسائية مجانية كذلك، للمنافسة عام 2006.

بينما ما يعتبر لافتا، هو أن هذه الصفقة تأتي بموازاة قيام ثاني أغني رجل في العالم، الملياردير المكسيكي كارلوس سليم حلو، بضخ 250 مليون دولار إلى شركة «نيويورك تايمز»، وحصل في المقابل على 17% من أسهمها، لكنه أسهم من جهة ثانية في إنقاذها من مشكلات مالية محتملة، نظرا إلى وضع الاقتصاد العام، وقطاع الإعلام تحديدا.