يوم الجمعة «الأوسكار»

يتابعه 100 مليون شخص.. ويصوت 6000 شخص لاختيار الفائزين والفائزات

TT

يوم الجمعة، في الخامسة مساء بتوقيت لوس أنجليس (ولاية كاليفورنيا) وعن طريق تلفزيون «اي بي سي»، يبدأ أكبر مهرجان فني ربما في كل العالم، وهو توزيع جوائز «أوسكار» لأحسن الأفلام السينمائية خلال السنة الماضية. ولأول مرة، ستتمكن تلفونات «ثرى جي» (3G) من نقل المهرجان.

على رأس قائمة أحسن ممثلين: شين بين، فيلم «ميلك». رتشارد بيركنز، فيلم «فيزيتور». فرانك لانجيلا، فيلم «مناظرة نيكسون فروست». براد بيت، فيلم «بنجامين بوتون». وعلى رأس قائمة أحسن ممثلات: كيت وينسليت، فيلم «ريدر». ميريل ستريب، فيلم «داوت». أنجلينا جولى، فيلم «جينجلنغ». آن هاثاوي، فيلم «راكيل تتزوج».

وعلى رأس الأفلام الوثائقية: «الخيانة»: لاجئون من حرب فيتنام هربوا إلى أميركا. «نهاية العالم»: الحياة في القطب المتجمد الجنوبي. «الحديقة»: تطوير شوارع لوس أنجليس بعد اضطرابات السود سنة 1992. «الشاهد»: شخص شهد اغتيال القس الأسود مارتن لوثر كينغ سنة 1964. وعلى رأس الأفلام الأجنبية: «بادار ماينهوف»: منظمة إرهابية ألمانية في الستينات. «الفصل»: في مدرسة فرنسية فيها أطفال من أعراق مختلفة. «ريفانشي»: شرطي نمساوي نصح عاهرة بترك الدعارة. «والتز مع بشير»: اعترافات جندي إسرائيلي اشترك في غزو لبنان ومجزرة صبرا وشاتيلا سنة 1982.

غير أن ما سيجري داخل قاعة مهرجان «أوسكار» لن يقل عما سيجري خارجها، أو ما يعرف بمهرجان «ريد كاربيت» (البساط الأحمر)، قبيل دخول الممثلين والممثلات إلى القاعة، حيث يقفون، على بساط أحمر، ليتحدثوا مع الصحافيين أمام كاميرات التلفزيون، بينما المشجعون والمعجبون يحتشدون خلف فاصل، يصفقون ويعلقون. ولا بد أن يتكرر يوم الجمعة «أشهر عرض أزياء في العالم» على هذا البساط الأحمر. وطبعا، هو عرض أزياء نسائية أكثر منه رجالية. وعبر خمسين سنة، اشتهر فستان الممثلة ربيكا مورني الذي كشف جزءا كبيرا من صدرها. وفستان الممثلة الصينية جونغ لي الذي جمع بين الشرق والغرب. وفستان الممثلة سندي كروفورد بينما يحيط بخصرها ذراع الممثل رتشارد غير.

وبعد يومين أو ثلاثة من مهرجان «أوسكار» ستصدر صحف التابلويد الأميركية، مثل «ستار» و«انكوايارار» وفيها، بالإضافة إلى صور أجمل الفساتين، صور أقبحها. وبالإضافة إلى صور أجمل الأجسام، صور أسوأها. وبالإضافة إلى صور أجمل ابتسامات، صور أقبح تعبيرات وجه.

وهكذا، ستكون هناك مهرجانات داخل مهرجان «أوسكار». وإذا كان الهدف منه هو الترفيه، فهو، حقيقة، يرفه مثلما لا يرفه مهرجان آخر.

لكن، ربما بسبب عقدة نقص، تريد لجنة «أوسكار» أن تكرر أنها ليست للترفية فقط، ولكن للأشياء الجادة أيضا. قبل ثلاثين سنة، لم تكن هناك غير الأفلام السينمائية الأميركية. وبعد اتهامات، أضيفت مسابقات الأفلام الأجنبية. وبعد اتهامات، أضيفت أفلام كرتون. وبعد اتهامات، أضيفت أفلام وثائقية. يوم الجمعة، ستتسابق أفلام وثائقية عن قضايا جادة، مثل: لاجئون من فيتنام، وضحايا اضطرابات الزنوج في لوس أنجليس، وضحايا فيضانات إعصار «كاترينا» في نيو أورلينز (ولاية لويزيانا).

وحتى لا تزيد الاتهامات ضدها، نظمت لجنة «أوسكار» «مسابقات معلومات»، وهذه، مثل أسئلة «من يريد أن يكون مليونيرا؟»، تخلط الترفيه بالأشياء الجادة. لكن، في مسابقات «أوسكار» تدور الأسئلة حول الأفلام السينمائية، وكأنها تريد أن تختبر ذكاء الذين يحبون الترفيه.

وحتى لا تزيد الاتهامات ضدها، نظمت لجنة «أوسكار» أعمالا خيرية. في أكثر من خمسين مدينة أميركية، ستعقد حفلات في قاعات ضخمة لمشاهدة المهرجان مقابل تذاكر تذهب قيمتها لأعمال الخير في تلك المدينة. في السنة الماضية، جمعت «ليالي أوسكار» ملايين الدولارات لهذه الأهداف. ولمزيد من الترفيه، صارت «ليالي أوسكار» نفسها مهرجانات، حيث ترتدي أشهر النساء في كل مدينة أجمل الأزياء، ونعم، مثل ممثلات «أوسكار»، يمشين على «ريد كاربت» (بساط أحمر)، وتجري قنوات التلفزيون المحلية والصحف المحلية مقابلات معهن.

وصار الفن الجاد جزءا من الفن الترفيهي، وذلك بإقامة مسابقات للملصقات لاختيار أجملها كعلم فني قائم بذاته. وتتنافس يوم الجمعة ملصقات أفلام مثل: «راكيل تتزوج» و«نيكسون وفروست» و«ريفوليوشناري رود» و«ميلك».

ويبلغ طول تمثال «أوسكار» قدما تقريبا (ثلث متر تقريبا)، ووزنه أربعة كيلوغرامات تقريبا. وهو على شكل فارس يحمل سيفا، ويقف على شريط أفلام، وهو مصنوع من البريتانيوم الذي هو خليط من النحاس والقصدير.

ويقال إن الاسم جاء على لسان مارغريت هاريك التي كانت تشرف على مكتبة «أوسكار»، وعندما رأت التمثال أول مرة، قالت: «إنه يشبه عمي أوسكار».

في سنة 1988، فازت بالجائزة الممثلة كلي ولتر، لكنها، عندما رفعت التمثال إلى أعلى، تزحلق من يدها، وسقط على الأرض وتحطم. وكانت تلك أول وآخر مرحلة يتحطم فيها التمثال خلال مهرجان.

لكي يرشح الفيلم في سنة معينة، يجب أن يكون عرض في صالات السينما في ولاية كاليفورنيا، وأن لا يقل طوله عن أربعين دقيقة، وأن يتم ذلك خلال الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى ديسمبر (كانون الأول) من السنة ذاتها. ويوضع الفيلم الذي يقل عن أربعين دقيقة في قائمة الأفلام القصيرة.

ولا يعرف إذا كان سيفوز فيلم معين برقم قياسي وسط الجوائز. لكن، في سنة 1959، سجل فيلم «بن هور» رقما قياسيا عندما حصل على 11 من 12 جائزة. وكان أفضل ممثل فيه هو شارلتون هيستون. وفي سنة 1997، حصل فيلم «تايتانك» على 11 من 14 جائزة. وفي سنة 1961، حصل فيلم «قصة الحي الغربي» على 10 جوائز من جملة 11 جائزة. وسجلت أفلام أخرى أرقاما قياسية، مثل «جيجي» سنة 1958، و«الإمبراطور الأخير» سنة 1987. و«سيد الخواتم» سنة 2003. و«مريض إنجليزي» سنة 1996، و«ذهب مع الريح» سنة 1939. وفي هذا الفيلم، كانت سوزي ماكدونالد أول سوداء حصلت على «أوسكار».

من المتوقع أن يتابع المهرجان قرابة مائة مليون شخص. وصوت قرابة ستة آلاف شخص الأعضاء في أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية الأميركية لاختيار الفائزين والفائزات.

* صحف الممثلين والممثلات

* «ستار»: أكثر صحف المشاهير «احتراما»، أي إنها تنشر إشاعات مثيرة وصورا فاضحة، لكن في حدود معقولة. قبل أكثر من ثلاثين سنة، أسسها الاسترالي الإعلامي روبرت ميردوخ لمنافسة مثيلتها «ناشيونال انكوايارار»، وبعد عشرين سنة، باعها لنفس الشركة التي تصدر «ناشيونال انكوايارار».

«نيويورك بوست»: كان ولا يزال يملكها ميردوخ، وهي خليط من جريدة إثارة سياسية، عن أخبار وفضائح السياسيين والمسؤولين في نيويورك، وإثارة فنية، عن أخبار وفضائح الممثلين والممثلات والمشاهير في كل المجالات.

«ناشيونال انكوايارار»: أقدم صحف المشاهير، تأسست سنة 1926، ولم تُخْفِ أنها تدفع للذين يكشفون أسرارهم، أو أسرار غيرهم. وتهتم أيضا بفضائح السياسيين، مثل نشرها أخبار مونيكا لوينسكي، عشيقة الرئيس السابق كلينتون.

«غلوب»: قديمة أيضا، وتأسست سنة 1954، لكنها لا تبدو جادة في الإشاعات التي تنشرها، لأنها مثل الآتي: «زوجة أوباما السرية في كينيا». كما تتخصص في نشر الصورة الفظيعة، مثل تشريح جسد ممثلة أو ممثل. وأيضا، صور البنات ضحايا الاغتصاب، اللائي لا ينشر صورهن الإعلام الأميركي أو أسمائهن إلا بإذنهن.

«بيبول»: أكثر مجلات المشاهير احتراما، لأنها لا تنشر الصور المثيرة، ولا الإشاعات غير المؤكدة، وذلك لأنها فرع من مجلة «تايم» التي تحرص على سمعتها. وتهتم بالمشاهير في مجالات السياسة، مثل مقابلة مع السيدة الأولى ميشيل أوباما.

«يو إس»: مثل «بيبول». لكن، بسبب المنافسة، تميل أحيانا نحو الإثارة أكثر منها. مثل عناوين واحد من أعدادها: «صور للممثلة وايلي سايروس على البلاج وهي تكشف نهديها».

«إن تاتش»: آخر مجلات المشاهير صدورا (سنة2002). وتسير على طريق «يو إس» و«بيبول». وتتقاسم النشر والتوزيع مع مجلات أخرى جديدة، مثل «ستايل». ويبدو أن مؤسسيها أحسوا أن «يو إس» و«بيبول» تحقق أرباحا كبيرة لاهتمامها بالممثلين والممثلات والمشاهير والمشهورات.