رئيس تحرير «تومسون رويترز»: حريصون على نقل التطور الحاصل في السعوية

وكالته ضمت 150 إعلاميا في المنطقة رغم الأزمة المالية

ديفيد سكاليسنجر («الشرق الأوسط»)
TT

اعتبر ديفيد سكاليسنجر رئيس تحرير الأخبار في مجموعة «تومسون رويترز» العالمية للأنباء أن المجموعة العالمية ما زالت في منأى عن مجرى التأثير العاصف لأزمة الائتمان العالمية، حيث يذكر أن وكالة «تومسون رويترز» العالمية للأنباء تأسست من اندماج شركتي «رويترز» و«تومسون» في شهر أبريل (نيسان) 2008 لتكون بذلك واحدة من أكبر شركات المعلومات في العالم. «الشرق الأوسط» التقت رئيس تحرير الأخبار خلال زيارته لمكتب «رويترز» في دبي وكان معه اللقاء التالي:

* وسائل الإعلام ووكالات الأنباء حول العالم لم تسلم من تأثير الأزمة المالية العالمية، في «رويترز» كيف تتعاملون مع هذا الوقت الصعب؟

ـ منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا تشكلان أهمية خاصة بالنسبة إلينا، لذلك ورغم الأزمة المالية عملنا مؤخرا على ضم 150 إعلاميا ما بين صحفي ومراسل يغطون الأحداث السياسية والاقتصادية والإخبارية كافة في المنطقة، لذلك أؤكد لك أننا نسعى باستمرار لبذل الجهود المستمرة والتي تعزز وجودنا في هذه البقعة المهمة من العالم.

* صحف كبرى في أوروبا والولايات المتحدة احتجبت عن الصدور وسرحت موظفيها نتيجة لأزمة الائتمان. هل تعتقد أن الإعلام في منطقة الشرق الأوسط سيصل إلى هذه المرحلة؟

هذا الوقت صعب جدا بالنسبة إلى الإعلام بسبب: أولا الاقتصاد والتغيرات التي طرأت عليه، وثانيا التغيرات التقنية الحديثة، وثالثا اعتماد الجيل الشاب قنوات أخرى غير الإعلام التقليدي في تلقي المعلومة ومتابعة الحدث. لذلك على وسائل الإعلام أن تقوم بعملية هيكلة شاملة لتطور من طريقة تعاطيها مع الجمهور الذي تتوجه إليه لتظل على الساحة.

* تقود فريقا يتكون من 2400 إعلامي حول العالم، بصراحة ألم تدفعك الأزمة المالية إلى تقليص هذا العدد؟

ـ نعم، لم يحصل ذلك مطلقا حتى الآن، ونتمنى استمرار العمل في تلك الأجواء الإيجابية، فالاندماج الذي شهدته شركتا «رويترز» و«تومسون» للأنباء، والذي مضى عليه عام تقريبا، جسد تكتلا يتضمن الآن زيادة بلغت ألفين وسبعمائة إعلامي يعملون لحساب الوكالة حول العالم.

* قبل أيام صرّح الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات حاكم دبي بأن الأخيرة نجحت إجمالا في تجاوز أعسر مراحل الأزمة المالية، هل ينطبق الأمر على سوق الإعلام برأيك؟

ـ أنا متأكد أن الشيخ محمد بن راشد عندما يطلق تصريحات كهذه فهو على دراية كبيرة بمدى تحسن الأوضاع، لكن ما أود قوله لك هو أن هذه الأزمة ولدت لدى الكثيرين حول العالم حساسية شديدة الاتجاه، لذلك أتوقع أن يمضي وقت طويل قبل أن يقوم الناس بإصدار ردود أفعال توحي باستعادة الثقة، وهذا ما يجب على الساسة أخذه بعين الاعتبار في خطاباتهم الموجهة إلى الجمهور, هذا الوقت بالفعل صعب للغاية وسيستغرق فترة زمنية ليست بالقصيرة حتى تعود الأمور إلى نصابها الصحيح.

* هل تؤيد من يقول بأن الأزمة المالية أنعشت سوق الإعلان عبر شبكة الإنترنت؟

ـ في الوقت الحاضر الإعلانات عبر الإنترنت تعاني بعض المشكلات، تنسحب كذلك على السوق الإعلاني حول العالم ببساطة لضعف القوة الشرائية عند كثير من الناس، وأعود لأؤكد لك أن الناس أضحت تستخدم بكثرة الشبكة العنكبوتية للاضطلاع بآخر الأخبار، ما دفع الكثير من المنشآت الإعلامية، ونحن من ضمنها، إلى تنويع قنوات دخلها الاقتصادي، فلدينا نشاطنا المالي الخاص ونشاطنا الإعلامي، إضافة إلى مواقعنا الإلكترونية الخاصة بنا، ونسعى لنشر ما يردنا من أنباء بأكثر من وجه لجمهور العامة والنخبة.

* الأزمة المالية دفعت الكثيرين إلى المطالبة بزيادة تدخل الحكومات كي تقدم الدعم لوسائل الإعلام الخاص، في حين لا يحبذ آخرون هذا التدخل من باب الخوف على حرية الإعلام، ما رأيك في ذلك؟

ـ لا يختلف اثنان في أن الإعلام يظل حرا ما دام بعيدا عن أي سيطرة حكومية، وأؤمن بأن الإعلام الخاص الناجح هو الذي يتمكن وبجدارة من جذب الجمهور عندما سيصمد في سوق الإعلام، ولن يحتاج إلى أي دعم حكومي.

* كيف ترى الحركة الإعلامية في المملكة العربية السعودية؟

ـ بالنسبة إليّ لا أمتلك حقيقة تصورا واضحا عن سير الحركة الإعلامية في السعودية غير التي أتابعها من خلال مراسلينا هناك، وبالمناسبة فقد عملنا على زيادة العدد من 2 إلى 4 مراسلين. ما أريد تأكيده لك هو أننا حريصون على النقل الدقيق لحقيقة التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي تشهده السعودية.

* كثير من وسائل الإعلام المقروءة والمرئية في منطقة الشرق الأوسط قام بتأسيس فضائيات ومطبوعات ناطقة باللغة الإنجليزية، كيف ترى مدى إيجابية ذلك في تحقيق التواصل مع غير الناطقين بالعربية؟

ـ هذه مسألة مهمة للغاية بالنسبة إلينا، ونحن في وكالتنا على استعداد دوما لتقديم الدعم بكل إمكاناتنا كشركاء أو كمورّدين.

* بأي نهج تنصح القائمين على وسائل الإعلام العربي كي يصمدوا في وجه الأزمة الحالية؟

ـ أعتقد أن منطق الأمور يجب أن يفرض على الإعلاميين المحليين امتلاك معرفة عميقة بمتطلبات السوق المحلية وما يحتاج الجمهور إلى معرفته والاطلاع عليه، فأي إنسان يعمل في مجال الصحافة ويرغب بأن يكون إعلاميا ناجحا يعرف كيف يروي عطش جمهوره لمعرفة الخبر بالطريقة المثلى.

* أخيرا تضمنت مسيرتك المهنية العمل في العديد من الأماكن حول العالم، فما محطتك الخاصة؟

بابتسامة رصينة يجيب: الصين بلد قريب جدا إليّ، فقد درست الصينية وأقمت في منطقة شرق آسيا ثلاثة عشر عاما.