أعمل على كافة الأصعدة.. الإذاعة والإنترنت وأكتب مدونتي

تيم مارشال مراسل «سكاي» للشؤون الخارجية في حوار مع : «الشرق الأوسط»

مراسل قناة «سكاي» الاخبارية للشؤون الخارجية تيم مارشال (تصوير: حاتم عويضة)
TT

كلما يلتقي مراسل قناة «سكاي» الإخبارية للشؤون الخارجية تيم مارشال عربيا، يسلم عليه بـ«السلام عليكم» ليلحقها بـ«كيف الحال؟». وبينما هذه الكلمات تبهج العربي عادة وتشعره بالدهشة بأن هذا البريطاني ذا الشعر الاشقر والعينين العسليتين يتحدث العربية فيرد عليه بالرد المطول والعميق، سرعان ما يشرح مارشال انها كلمات بسيطة لا يعرف سواها للتواصل مع الآخرين. ويستخدم مارشال المفردات العربية ليتقرب من الذي يلتقيه خاصة أن طبيعة عمله تحتم عليه كثيرا زيارة العالم العربي.

وعندما تنفذ المفردات العربية يعتمد مارشال على نقطة تواصل اخرى، وتحديدا مع الشباب العرب، وهي لغة كرة القدم، وبالطبع الانجليزية. فيقول مارشال ان اسم احد اللاعبين المشاهير في الاندية الانجليزية عادة ما يجلب ابتسامة على شفاه الشباب.

وتحدثت «الشرق الأوسط» مع مارشال لمعرفة أبرز التجارب التي عاشها خلال عشرين سنة من العمل لدى احدى اهم القنوات الاخبارية الفضائية الناطقة بالانجليزية. وعندما يتحدث مارشال عن تجربته في تغطية الحروب والاحداث الكبرى حول العالم، دائما ما يشير إلى التاريخ اولا لمعرفة خلفية الحدث، وثانيا لتقييم اهمية وقوعه، خاصة أن مارشال يهتم بالتاريخ وكثيرا ما يقرأ كتبا تاريخية. ويقول مارشال مبتسما: «هناك مقولة بأن الصحافة هي المسودة الاولى لكتابة التاريخ». وأضاف أن من بين الامور القليلة التي يشعر بالندم بسببها هو عدم تعلمه اللغة العربية بما فيه الكفاية موضحا ان «تحدث اللغة يساعدني في العمل إلى درجة كبيرة، وهناك عقبات في استخدام مفردات بسيطة، فبمجرد استخدام كلمة شكرا بمفردها تجعل الشخص المقابل يطيل بالاجابة بطريقة لا افهمها».

ويقول مارشال: «النطق بكلمة انسانية بسيطة مثل مرحبا وشكرا، وكيف الحال، في البلد الذي تعمل فيه، يساعد جدا ويظهر احتراما للآخر، خصوصا أنك تعلم بأنك زائر في بلد احيانا يمر في ظرف صعب جدا، فمثلما هناك واجبات على المضيف هناك واجبات على الضيف».

ويشدد مارشال على اهمية «كسر الجليد» مع من يلتقيهم، متذكرا «مرة كنت أعبر الصحراء الكبرى وبالاضافة إلى كلمة شكرا كنت اعرف كلمات مثل بوبي تشارلتون وجورج بست، في تلك الاوقات، كان بالامكان، في وقت مضى، ان تذهب إلى اية بقعة على الارض ولا تتحدث اية كلمة من اللغة في ذلك البلد ولكن اذا قلت اسم احد اللاعبين المشهورين من كرة القدم البريطانية، فورا يبتسم سائق التاكسي». ويضيف والابتسامة تعلو وجهه ان اليوم الوضع مختلف؛ شارحا «يمكن أن تفعل الشيء نفسه، ولكن اليوم تقول رونالدو بدلا من الاسماء القديمة. لكن وجدت انه في الشرق الأوسط اضافة إلى المساعدة التي تحققها لك المحادثة باللغة العربية فان الحديث عن كرة القدم يساعد كثيرا، خصوصا ان كرة القدم لغة دولية يفهمها الجميع». وعلى الرغم من ان مارشال غطى حرب العراق عام 2003 وحرب غزة نهاية عام 2008، فإنها ليست الاحداث الاكثر تأثيرا في نفسه عندما يتحدث عن الاحداث المهمة التي غطاها في مسيرته الصحافية التي بدأها عام 1983. فبعد صمت طويل، قال لـ«الشرق الأوسط» ان التغطية التي اثرت فيه، وكانت الابرز في مسيرته الصحافية «حرب كوسوفو عام 1999 لانني كنت في بلغراد عندما بدأ القصف وكانت تجربة نادرة ان اكون من البلد (بريطانيا) الذي يساهم في قصف البلد الذي اعمل فيه مراسلا».

ولم تكن تغطية مارشال لحرب كوسوفو سهلة، اذ كان من بين الصحافيين الاجانب الذين امرت السلطات الصربية بطردهم من بلغراد، الا انه ومجموعة من رفاقه قرروا البقاء فيها رغما عن قرار الطرد. ووصف البقاء قائلا: «كانت تجربة سريالية، فكنا فقط 12 صحافيا أجنبيا بقينا في فندق (حياة) الضخم حيث كنا نسمع القصف كل مساء، كما كان هناك رجال أمن يحاولون كسر أبواب غرفنا.. كان وضعا صعبا».

وبقى مارشال على هذه الحالة لحوالى 3 أشهر، لينتقل إلى كوسوفو وتحديدا منطقة برشتينا حيث وقعت أفظع الجرائم بحق سكانها. ويسترجع مارشال الذاكرة قائلا: «وصلت إلى برشتينا يوم مغادرة آخر الجنود الصرب منها، عندما تعرف تاريخ البلقان تعرف أن هذه اللحظة كانت تاريخية حقا، فلألف سنة كانت كوسوفو جزءا من صربيا وكان يوم مغادرتهم يوما تاريخيا.. وبقيت لأستقبل القوات البريطانية». ولم تكن تلك المرة هي الاخيرة التي استقبل فيها مارشال قوات بريطانية تدخل بلدا يعيش فترة حرب ودمار حيث كان في جنوب العراق عام 2003 عندما دخلت القوات البريطانية إلى هناك. وربط مارشال تجربته في كوسوفو بحرب العراق، معتبرا ان «التجربة الوحيدة التي تقترب من هذه التجربة من حيث معرفة اهمية ما تشاهده امام عينيك كانت حضور مراسم العاشوراء في كربلاء، فكانت اول عاشوراء يحتفل بها العراقيون وهم يتمتعون بحرية نسبية منذ 30 عاما اذ كان تمثال (الرئيس العراقي السابق صدام حسين) قد سقط قبلها بحوالى 3 أيام».

وبمرافقة القوات البريطانية إلى العراق عن طريق ميناء ام قصر ومن ثم إلى البصرة توجه مارشال وعدد من الصحافيين البريطانيين إلى كربلاء. وقال: «كنت أتوقع الآلاف ولكن بعد قليل بدأنا نرى حشودا من الناس يسيرون حفاة الاقدام وبعضهم يستقل الحمير والسيارات والشاحنات وفي النهاية لم نستطع وصول مركز المدينة من دون مرافقة الشرطة، وبعد ان وصلنا إلى المركز بدأنا البث مباشرة عبر الاقمار الصناعية حيث كان هناك اكثر من مليون شخص، وكانوا يقومون بطقوسهم وحينها قلت ان الشيعة في العراق وجدوا صوتهم.. وسيكون اعلى صوت بالعراق». مضيفا «كنت أشعر بأنها لحظة تاريخية».

ويوضح مارشال انه شعر في تجربتي كربلاء والبوسنة انه امام لحظتين تاريخيتين، الا انه يشير إلى أن هناك لحظات تاريخية لا يقدر الصحافي اهميتها على الفور مع انشغاله بعمله، وتوصيل المعلومة إلى المشاهد.

حيث يقول: «احيانا لا تعرف اهمية الحدث الا بعد فترة، فعندما وقعت هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 (في الولايات المتحدة) كنت في لندن ولم افكر بابعاد الهجمات حتى اليوم التالي، لان الاحداث تطورت بسرعة حقيقية». وعلى الرغم من ان مارشال وغيره من الصحافيين الذين يغطون الحروب والنزاعات المسلحة سرعان ما يعتادون على الاجراءات الامنية، الا ان مراسل قناة «سكاي» للشؤون الدولية يقول لـ«الشرق الأوسط» انه «كلما تكبر، تبدأ تفكر بالمخاطر الحقيقية».

موضحا ان «الخوف عامل جيد من حيث إنه يجعل الصحافي يتخذ الاجراءات الامنية الضرورية، فالحقيقة انه في كثير من الاوقات كلما تكون اصغر عمرا، وتجربتك اقل، كلما تشعر بخوف اقل، لأن الشباب يشعرون بأن لا شيء يمكن ان يهزمهم، ولكن مع الاسف الكثير من الحوادث تقع لدى الشباب وانا اعرف حوالى 12 شخصا قتلوا وهم في مهمات صحافية والكثير منهم كانوا من الشباب». مضيفا انه مع التقدم بالعمل والعمر «ترى اصدقاء يقتلون وتمر شخصيا بتجربة تقربك من الموت تشعر بأنك قد تكون انت الصحافي المقتول المقبل وهذا يجعلك تأخذ الاجراءات الامنية على محمل الجد اكثر». واعتبر مارشال ان حرب البوسنة كانت نقطة تحول من حيث الاجراءات الامنية، قائلا «هناك تغيرت حتى المصطلحات التي نستخدمها، فبدأنا نتحدث عن الجلد الناعم، والجلد القوي للسيارات، والمقصود بالجلد الناعم هو السيارات العادية، والجلد القوي يشير إلى السيارات المدرعة، كما بدأنا نرتدي سترات مضادة للرصاص». وشهدت حرب البوسنة تغييرا آخر، وهو تعاون قنوات التلفزيون البريطانية وحتى بعض الوكالات والقنوات الأميركية في نقل الاحداث، إذ يتفقون على ارسال فريق تصوير ومراسل واحد كل يوم ليجمع الاخبار ويقدمها للجميع وتقوم العملية على التناوب، ويقول مارشال «كانت المرة الاولى التي نتعاون مع بعضنا البعض بهذه الطريقة».

والعامل الامني يعتبر عاملا أساسيا في تحديد عمل الصحافيين الاجانب خاصة صحافيي التلفزيونات الذين يبرزون بسبب الكاميرات التي ترافقهم لتصوير الاحداث. ويؤكد مارشال ان هناك هاجسا امنيا مهما عند اجراء مقابلات صحافية مع أناس عاديين من الشعب خلال العمليات العسكرية لاستطلاع آرائهم حيث يقول «غالبية الناس غير عدائيين ويفرقون بين الدولة والشخص الذي يأتي منها، ولكن بالطبع هناك اناس اما محدودين أو عملاء، أو بسبب أمر ما حدث لهم من البلد الذي يحمل الصحافي هويته فهم يشعرون بالعداء، ويجب ان تكون في غاية الحذر في كيفية التقدم اليهم، واستخدام الكلمات المعينة معهم، بسبب دواع أمنية ولكن ايضا لمراعاة مشاعرهم». ويعتز مارشال كثيرا بعمله، والمهمات الصحافية التي قام، ويقوم بها، حيث يقول لـ«الشرق الأوسط» انه ليس هناك مهمة صحافية ندم عليها «ولا واحدة.. كل مهمة فيها فوائد بطريقة أو أخرى». لكن وبحس انساني يعترف ان هناك أمرا يندم عليه حيث يقول: «كنت في تارترستان (الجمهورية الروسية) ذات مرة، وتسللت إلى جسمي حشرة صغيرة، وعلى أثرها أدخلت المستشفى في موسكو، وبالطبع لم أندم على زيارة روسيا، بقدر ما أشعر بالندم على وجود هذه الجرثومة في داخلي حتى اليوم، خصوصا وانها تسبب لي متاعب أحيانا». الا ان التغطية الصحافية لمراسل الشؤون الخارجية في محطة «سكاي» لا تختصر فقط على التنقل حول العالم لتغطية الاحداث الساخنة، والوقوف امام الكاميرا، فهناك الكثير من العمل والجهد الذي على مارشال القيام به داخل مكتبه في محطة «سكاي» التلفزيونية، ويتلخص ذلك في متابعة الاحداث حول العالم لمعرفة النقطة الساخنة المقبلة التي تتطلب اهتمام قناته، إلى كتابة مدونته الالكترونية الخاصة التي اصبحت نقطة تواصل مع جمهوره، وتتعاظم اهميتها مع مرور الوقت.

ويقول مارشال: «لا يوجد يوم تقليدي في عملنا، التقليدي في عملنا هو الذهاب إلى العمل ولا تعرف ما ستفعله أو تغطيه بحلول نهاية النهار.. كل يوم هو يوم مختلف وبحسب الاحداث».

وللتكنولوجيا تأثير على مراسل الحروب، حيث يقول مارشال ان تقدم التكنولوجيا جعل المراسل يأخذ على عاتقه مسؤوليات جديدة، مثل كتابة مدونة الكترونية، وادخال المزيد من التحليل في التقارير لمواكبة الاخبار على مدار 24 ساعة، خصوصا مع تنوع مصادر الاخبار على المواقع الالكترونية والفضائيات التلفزيونية.

مضيفا ان المدونة الالكترونية «ليست عبئا، وهناك حوالى ألفي قارئ لما أكتبه، وهي عملية مفيدة لي شخصيا، لانها تجبرني على حصر افكاري ووضعها في 8 فقرات محددة». ويرى ان «المدونة تعطي حرية اعطاء رأي اكثر من عملي اليومي الذي يتطلب مني موضوعية إلى اكبر حد ممكن». ويرى مارشال ان التكنولوجيا الجديدة تعني «اننا لسنا فقط مراسلين للتلفزيون، ففي قناة «سكاي»، علينا القيام بتزويد اخبار للاذاعة والانترنت والمدونات، نحن نعمل على كافة الاصعدة».

ويرى مارشال أن كل هذه المتطلبات جعلت عمل المراسلين في القنوات الفضائية الرائدة في بريطانيا اكثر «ازدحاما، وأسرع وتيرة».

اما عن طبيعة سير العمل فيقول مراسل «سكاي»: «أسجل قصة للتلفزيون تتراوح مدتها عادة ما بين دقيقتين و3 دقائق، وبعدها اقوم باعادة كتابة قصة خاصة بالاذاعة، مدتها 45 ثانية فقط، ثم اشرع في كتابة الافكار الخاصة بالمدونة الالكترونية، واذا تبقى متسع من الوقت اقوم بتصوير الخبر لـ«بودكاست تسجيلي يبث عبر الانترنت».

ويوضح مارشال أن هذه الوسائل كلها تقوم على مهمة واحدة: رواية القصة. حيث يقول: «نريد ان نروي قصتنا، وكل الوسائل المتاحة مرحب بها، ولا خيار للتخلي عنها». مشيرا إلى انه على الرغم من التطورات التقنية، فإن قناة «سكاي» تحرص على ان يرافق الصحافيين مصور خاص، ولا تعتمد على حمهلم الكاميرات الصغيرة الجديدة: «هناك فقط صحافي واحد يعتمد ذلك في التغطية السرية ولكن اجهزة الكمبيوتر التي نستخدمها فيها تقنية التصوير في حال وجدت نفسي في حالة طارئة تجبرني على التصوير بمفردي».

مضيفا: «التطورات التقنية جعلتنا نقلل عدد الفريق المخصص لتغطية حدث من 5 اشخاص إلى شخصين، في السابق كان هناك منتج ومحرر للصور، الآن فقط شخصان للحالات العادية». ويرى مارشال ان قيام المراسل التلفزيوني بتصوير الاحداث وتغطيتها «خطوة زائدة إلى الامام لا يمكن الاعتماد عليها وتؤدي إلى تراجع مستوى المحتوى». وكانت بعض القنوات التلفزيونية قد جربت هذه الطريقة قبل عدة سنوات الا انها تراجعت عنها بسبب تدني مستوى الجودة في المحتوى. خصوصا ان عالم الصحافة، كغيره من القطاعات، يمر بمرحلة اقتصادية صعبة، تؤثر على عمل الصحافيين. وعن ذلك يقول مارشال: «الجميع يقتصد الآن، ونحن لسنا مستثنين، وهناك ميزانية محددة واحيانا هناك قصة كبيرة وتصرف الكثير من الاموال عليها، مما يدفعنا إلى التغاضي عن قصص اخرى».

مشيرا إلى ان «الاقتصاد والميزانية بالطبع تؤثران على اختيار القصص، هذا واقع الاعلام في كل مكان، ولكن في الوقت نفسه نحن محظوظون فلا نعتمد فقط على الاعلانات، حيث ان «سكاي» حازت عقدا مهما لتزويد كل القنوات الاذاعية التجارية في بريطانيا باخبار الاذاعة ونحن نوسع موقعنا الالكتروني ونفتح مكتبا اقليميا مهما في دبي.. نحن شركة تتوسع وتتهيأ لتحسن الاوضاع ولكن في الوقت الراهن الوضع صعب».

ولكن بعد كل هذا السرد لطبيعة عمل مراسل الشؤون الدولية يبقى السؤال الاهم وهو من يقوم باختيار وتحديد المهمات الصحافية التي يقوم بها المراسلون وتحديدا مارشال، خاصة اختيار المواقع التي تستوجب السفر، عن ذلك يقول مارشال: «رئيس الاخبار هو الشخص الذي يقوم بالخيار النهائي، ولكن علينا ان نكسر الابواب لنذهب، والمراسل الاكثر جدارة يثبت كفاءته، ويثبت أنه الشخص المناسب للقصة المعينة».

وعن أحد أبرز العوامل التي تحسم الاختيار يقول مارشال «حتى ان لم يكن المراسل الراغب بالذهاب هو الشخص المناسب للقصة، فإن طبيعته المتحمسة هي المطلوبة للعمل». مضيفا ان خبرة المراسل في بلد معين، أو اثبات الجدارة في «مناسبات تظهر التحدي» يساعد حظوظ المراسل، مؤكدا ان الاختيار في النهاية «مثل أي وظيفة، البحث يتم عن الشخص المناسب للوقت المناسب».

ويرى مارشال ان التحديات التي تواجه الصحافي التلفزيوني ليست فقط المسائل الامنية وتغطية الاحداث الاكثر اثارة، حيث يشير إلى المصاعب في معالجة غضب شخص يقابله لفترة طويلة ويستخدم من حديثه فقط جملة أو جملتين، مثلا.

ولشرح ذلك يقول مارشال «احيانا يتصل بي شخص غاضب بعد رؤية اقتباس، أو تسجيل، مقتضب لكلامه، واجيب بالاعتذار واشرح له بأنني لا أسيطر على ما يتم بثه، ولكن ما احاول فعله الآن هو بثه على الانترنت، وهذا امر جيد وجديد في عملنا اذ توجد لدينا وسائل اخرى لبث عملنا». ويرفض مارشال تحديد حادثة معينة لغضب شخصية مهمة، قائلا: «لن يحصل ذلك مع شخصية رفيعة المستوى، مما يعني أنني لا أذكرها».

اما عن الاسباب التي دفعته إلى ان يكون صحافيا فيقول «عندما كنت طفلا، اردت ان أغطي الحروب بعد الاستماع إلى الاذاعة تبث احداث نهاية الحرب العالمية الثانية، وعندما كبرت اصبحت محظوظا، وغير محظوظ، لتغطية عدد من النزاعات».

لكنه لا يكتفي بما تحقق له كاشفا ان من قائمة أمانيه «لطالما كان لدي امنية في ان اصبح مراسل المحطة في العاصمة الأميركية واشنطن، وهو امل كان يمكن ان يتحقق، وقد يتحقق مستقبلا، ولكن بسبب ارتباطات عائلية لم أحققه».

الا ان مارشال يعبر عن ارتياحه العام للعمل بالقول «انني أرى القصص المثيرة وأرويها للعالم، وفوق كل ذلك احصل على راتب في نهاية الشهر». مضيفا «اصعب شيء في عملنا هو الساعات الطويلة، والابتعاد عن الحياة اليومية العادية، فضغوط التكنولوجيا تجعلنا نعمل بوتيرة متسارعة».