منتج سينمائي يريد الاستحواذ على شركة «نيويورك تايمز»

مقربون من ديفيد غيفين: يريد أن يضمن أن تستمر «التايمز» في مهمتها الصحافية

رغبة صامته لشراء حصة في شركة «نيويورك تايمز» ( ا. ب)
TT

على الرغم من فشله في آخر محاولتين لأن يصبح لاعبا أساسيا في شركة «نيويورك تايمز»، إلا أن المنتج السينمائي ديفيد غيفين مستمر في الاهتمام ـ عن كثب ـ بشراء حصة كبيرة من الشركة، أو الاستحواذ عليها تماما، وفقا لأشخاص على معرفة بما يفكر فيه. ولكنه قلق من فعل أي شيء يعادي به عائلة سولزبيرغر المتحكمة في الشركة.

لقد رفض كل من غيفين وآرثر سولزبيرغر جونيور، رئيس مجلس إدارة الشركة وناشر صحيفة «التايمز» الرئيسية، الحديث حول الأمر علنا، ولكن أكد سولزبيرغر مرارا على أن العائلة لن تبيع الشركة.

ويقول أشخاص مقربون من غيفين إنه يريد أن يضمن أن تستمر «التايمز» في مهمتها الصحافية، ويفكر في أنه عندما تمتلكها مؤسسة لا تستهدف الربح ستحقق ذلك الهدف، ولكنه ليس مهتما بإدارة الشركة، أو الصحيفة بنفسه. ويقول هؤلاء الذين تابعوا مشوار عمله كأحد أقطاب الموسيقى والسينما، إنه من الصعب تخيل أن يكون غيفين مالكا سلبيا لأي شيء، وأن يجد متعة في استخدام نفوذه عندما يكون مسؤولا عن أهم مؤسسة صحافية في العالم.

يقول بيتر ديكوم، المحامي في هوليوود، وواحد من بين العديد من الأشخاص الذين قالوا إنهم يعتقدون أن اهتمام غيفين بالصحيفة يتسم بالجدية «إنه ليس من النوع الذي يمضي وقته بلا هدف».

ويرغب غيفين، الذي يبلغ من العمر 66 عاما، ونشأ في بروكلين، في امتلاك شركة «التايمز»، ولكنه «لم يحاول مطلقا أن يشتري الشركة كلها، وهي ليست للبيع». ولذلك، كما يضيف أحد المقربين منه، يعتقد أنه «لا توجد أهمية في الحديث عن الأمر». ووصف صديق آخر اهتمامه الشديد بـ«التايمز» بالعلاقة «الرومانسية».

وقال شخص مقرب منه «ذلك هو العالم الذي يحب أن يسكنه، السياسة والإعلام. كما أن شخصياته المفضلة هم الصحافيون السياسيون. وهو يفضل في الحقيقة أن يمضي وقته معهم، بدلا من مشاهير هوليوود».

ويقول أصدقاؤه إنه في الفترة الأخيرة، بدا غيفين مهتما بالفعل بالأزمة التي تواجه الصحف، حيث هبطت أرباح الصحف المطبوعة بعد التحول إلى نسخ إلكترونية أقل جذبا للإعلانات والقراء. وكان قد أعرب عن رغبته في شراء «لوس أنجليس تايمز» في عامي 2006 و2007.

ومنذ عدة أشهر، عرض غيفين إقراض شركة «نيويورك تايمز» 250 مليون دولار، وفقا لما ذكره مقربون منه، ولكن بدلا من ذلك.. عقدت الشركة صفقة مماثلة مع مستثمر مكسيكي، كارلوس سليم هيلو. وأشار أصدقاء غيفين إلى أن سولزبيرغر فضل أن يتعامل مع سليم، لأنه، على العكس من غيفين، تعهد بأنه لن يكون مهتما بالاستحواذ على الشركة، ولكن قال شخص مطلع على تعاملات الشركة «إنه على الرغم من وجود عروض أخرى، إلا أنها لم تصل إلا بعد أن أوشكت صفقة سليم على الانتهاء».

وبعد عدة أسابيع، وفقا لأشخاص مطلعين، جاء لغيفين وسطاء لشراء حصة بنسبة 20 في المائة من الشركة، يتملكها صندوق التحوط «هابرينغر كابيتال بارتنرز». وقالوا إنه اتصل بسولزبيرغر ليقول إنه لن يقدم العرض إذا عارضت العائلة، أو رأت أنه يمثل تهديدا، وأن سولزبيرغر لا يعارض، وهو ما أكد أحد المقربين من سولزبيرغر حدوثه.

وقالوا إن غيفين قدم عرضا بسعر السوق، يزيد على 150 مليون دولار، مقارنة بـ500 مليون دولار دفعها صندوق هاربينغر في بداية عام 2008. وطلب الوسطاء ثمنا مبالغ فيه، وهو ما رفض غيفين دفعه. ونشرت أخبار العرض ـ لأول مرة ـ على موقع «فورتشن» الإليكتروني يوم الاثنين.

ويمتلك صندوق عائلة سولزبيرغر نحو 90 في المائة من أسهم الشركة من الفئة ب، التي يختار مالكوها 10 من بين 15 مديرا في الشركة. ويختار ملاك أكبر عدد من الأسهم من الفئة أ، ومنهم هاربينغر، المديرين الخمسة الآخرين. لذا، يكون لهم صوت مسموع في مجلس الإدارة، ولكنهم لا يستطيعون السيطرة على الشركة.

وقد جمع غيفين ثروة قدرتها مجلة «فوربس» في العام الماضي بـ6.5 مليار دولار، ولكن لا توجد مشروعات يديرها في الوقت الحالي. وعلى مدار الأعوام، لم يكن في الغالب مستثمرا سلبيا، أو مديرا عاملا لمشروعاته، ولكنه كان يلعب دور المنتج الذي يجمع أجزاء المشروع أو الصفقة، ويصبح منشغلا بها بحماس عندما تسليه أو تزعجه، وينسحب عندما لا تقدم له ذلك.

وفي منتصف التسعينات، بالاشتراك مع ستيفن سبيلبيرغ، وجيفري كاتزنبيرغ، أقام دريمووركس «إس كيه جي»، وهو استوديو سينمائي طموح، باعوه إلى شركة «باراماونت بيكتشرز» المملوكة لشركة «فياكوم» منذ ثلاثة أعوام بمبلغ 1.6 مليار دولار.

وفي العام الماضي، سدد غيفين ضربة قوية لسبيلبيرغ، وكاتزينبيرغ بانفصاله عنهما على نحو مفاجئ. وقرر أنه لن ينضم إلى سبيلبيرغ في إعادة بناء مشروع «دريمووركس» لتكون شركة مستقلة، وقال لكاتزنبيرغ إنه يخطط لترك مجلس إدارة شركة «دريمووركس أنيميشن»، وهي شركة منفصلة.

وفي بداية التسعينات، كان غيفين، في ذلك الوقت أحد كبار حاملي أسهم شركة «إم سي إيه»، يمثل قوة أساسية في المحادثات التي أدت إلى تقاعد الرئيس التنفيذي للشركة ليو واسرمان، وبيعها إلى شركة الإليكترونيات اليابانية «ماتسوشيتا». وفي مرتين في خلال مشوار عمله، أسس غيفين، أو شارك في تأسيس، شركة توزيع موسيقي، وأدارها بنجاح، ثم باعها بأرباح هائلة.

ويقول روجر سميث، محلل في الصناعة الترفيهية، كان يعمل مديرا تنفيذيا في «ورانر براذرز» في الأعوام التي كان فيها غيفين مرتبطا بالاستوديو ونشاطه الموسيقي «يرى ديفيد أنه موهوب. وتفوق ما تحققه الموهبة في الناحية المالية القدرة على الإدارة أو الشراكة الاستثمارية».

* خدمة «نيويورك تايمز».