مراسل «نيويورك تايمز» في القاهرة لـ«الشرق الأوسط»: بروفايل السبت يميزنا عن الصحافة العالمية

من خلال «البروفايل» الذي كتبه تعرف الرئيس الأميركي على العالم المصري زاهي حواس

مايكل سلاكمان مع زاهي حواس في إحدى المقابر الفرعونية بمنطقة الأهرامات («الشرق الأوسط»)
TT

عندما هم الرئيس الأميركي باراك اوباما لمصافحة الرجل الذي سوف يرافقه، في جولته إلى اهرامات الجيزة، قال «اعرف عنك الكثير من خلال قراءتي لبروفايل نيويورك تايمز». ذلك الرجل هو العالم المصري الدكتور زاهي حواس امين عام هيئة الاثار المصرية.

وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» قد نشرت عنه بروفايل في زاويتها التي تنشر كل يوم سبت عن شخصية من العالم.

كاتب ذلك البروفايل هو مايكل سلاكمان، مراسل صحيفة «نيويورك تايمز» في القاهرة، الذي يتميز بعين صحافية تستطيع التقاط القصة «الجيدة»، كما أنه صحافي متمرس في هذا النوع من الكتابة.

«الشرق الأوسط» حاورت سلاكمان الذي تحدث عن فن كتابة البروفايل الذي تتميز به «نيويورك تايمز». فإلى نص الحوار:

* ماذا تعني كتابة السيرة الذاتية المختصرة في نيويورك تايمز؟

ـ تسمح لنا السيرة الذاتية المختصرة بتحقيق هدفين: الأول هو إخبار القراء عن شخص مميز. والثاني هو أن نكون قادرين على تقديم نظرة فاحصة لجانب أكبر من المجتمع من خلال الخبرات الشخصية للأفراد. وقد قمت بعمل سيرة ذاتية مختصرة ذات مرة لأحد الموردين في مصر، والتي سمحت لي باكتشاف الاقتصاد غير الرسمي في القاهرة على سبيل المثال.

* كيف تؤسس السيرة الذاتية المختصرة في جريدتك؟

ـ هناك أساليب عديدة لعمل السيرة الذاتية المختصرة. وفي كل يوم سبت فإن المكتب الأجنبي في نيويورك تايمز يقوم بنشر البروفايل الاسبوعي، حيث نلقي نظرة على بعض الأفراد من جميع أنحاء العالم. كما تميل مجلة نيويورك تايمز الاسبوعية (تصدر كل يوم احد مع الصحيفة) إلى نشر قصص مطولة، ومعمقة، حول شخصية واحدة في عددها.

* كيف تحدد الشخصية التي تقوم بعمل السيرة الذاتية المختصرة لها؟ ـ يعتمد الأمر على عدة أشياء. وبالطبع، نحن نكتب عن شخصيات هامة. ونكتب كذلك بروفايل مختصرا عن الملوك والأمراء والرؤساء الجدد، لكننا نحب كذلك التركيز على الأفراد الذين لا يظهرون غالبا في الأخبار. وقد قمت بعمل سيرة ذاتية مختصرة لشعراء وموردي عصير قصب السكر على سبيل المثال. والفكرة الأهم هي أنه من خلال الكتابة حول حياة شخص ما فإننا نسلط الضوء على قضية اكبر، وأكثر أهمية، فكتابة بروفايل عن شخص ما قد تسلط الضوء على المزاج العام في مصر على سبيل المثال.

* هل تحصل على موافقة رئيس التحرير قبل كتابة السيرة الذاتية المختصرة؟

ـ يشبه عمل الصحيفة عمل الفريق الرياضي، فهناك تعاون كبير. وأنا أناقش الأفكار غالبا مع المحررين المسؤولين في الصحيفة، وأتحرى الأفكار. ولكن ما لا شك فيه أنني أحصل على راتبي لانني اقدم قصصا صحافية تلقي الضوء على ما يحدث في المنطقة.

* هل تجد أنه من الأسهل كتابة البروفايل المختصر بالمقارنة بكتابة الخبر؟ ـ الكتابة ليست سهلة على الإطلاق، لا سيما عندما يثق فيك المواطنون العاديون ويسمحون لك بالدخول في حياتهم الخاصة. ولا سيما في منطقة يمكن أن يتعرض الأفراد فيها لمشاكل مع الجهات الأمنية بسبب ما تكتبه.

* ما أكثر ما تستمتع بكتابته؟ ـ يكمن جمال أن أكون مراسلا أجنبيا لنيويورك تايمز في أن لدي الفرصة لكتابة عدد كبير من الموضوعات، والقصص الإخبارية. وأنا أحب عمل ذلك كله.

* ما هي العناصر الأساسية لكتابة البروفايل؟ ـ هناك معلومات شخصية أساسية نحاول تضمينها في كل مقالة، ولكن بغض النظر عن ذلك فالأمر يعتمد تماما على الشخصية التي أكتب عنها وسياق العمل. فلا تستطيع الكتابة عن الدكتور حواس على سبيل المثال دون قضاء بعض الوقت معه في أحد المواقع الأثرية.

* كيف تستخدم الاقتباسات في كتابة البروفايل؟

ـ الاقتباسات جزء هام من السيرة الذاتية المختصرة لأنها تسمح للقارئ بسماع صوت الشخصية نفسها. وهذا أمر سهل للغاية مع شخص مثل الدكتور حواس الذي حصل على تعليم كبير ويتحدث بطلاقة. ولكن ربما يكون الأمر صعبا مع أفراد يتسمون بالخجل والهدوء.

* من وجهة نظرك، ما هي القصة الأفضل التي كتبتها من القاهرة حتى الآن؟ ـ لقد قضيت هنا سبع سنوات وأجد أنه من الصعب الإجابة على هذا السؤال.

* أثناء زيارة الرئيس أوباما الأخيرة إلى مصر تحدثت الصحيفة مع زاهي حواس، وقال ان اوباما عرفه من خلال البروفايل الذي قمت بكتابته في نيويورك تايمز. فكيف تشعر حيال ذلك الأمر؟ ـ ستكون والدتي فخورة بي.