شبكة «سي بي إس» تدخل في شراكة مع موقع «غلوبال بوست» الإخباري

لتوسعة تغطيتها العالمية بخدمات 70 مراسلا خارجيا في 50 دولة

شراكة بين (سي بي إس) و «غلوبال بوست» للاستفادة من المراسلين الخارجيين («نيويورك تايمز»)
TT

أعلنت شبكة (سي بي إس) الإخبارية الإعلان يوم الاثنين الماضي، عن تشكيلها شراكة مع موقع «غلوبال بوست»، موقع الأخبار الخارجية الذي سيقوم بتزويد الشبكة بتقارير من حوالي 70 مراسلا له في 50 دولة. وفي الوقت الذي تناضل فيه الكثير من المطبوعات الورقية والمحطات الإعلامية في البحث عن سبل لتغطية الأخبار الخارجية، ربما يشير هذا التحالف إلى توجه جديد في هذا الإطار. وقال فيليب بالبوني، مؤسس «غلوبال بوست»، إن مؤسسته كانت مهتمة بالشراكة مع شبكة إخبارية منذ بداية تدشين الموقع في يناير (كانون الثاني). وقد اتخذت المحادثات مسارا جديا بعد نجاح التعاون مع شبكة (سي بي إس) الذي تضمن التقرير الإخباري الذي بثته مراسلة «غلوبال بوست» جين ماك كنزي حول جهود طالبان في قتال القوات الأميركية في أفغانستان.

وقال بالبوني في مقابلة أجريت معه عبر الهاتف: «الحصول على شبكة إخبارية كشريك كان أولوية كبيرة بالنسبة لنا، وأن نرتبط بشبكة إعلامية كبيرة مثل (سي بي إس) فهذه مصداقية كبيرة بالنسبة لما نحاول بناءه. ونأمل في أن نصبح مصدرا هاما للأخبار العالمية للأميركيين، ولذا فإن الشراكة الجديدة خطوة هامة في هذا الاتجاه».

وسيقوم مراسلو غلوبال بوست في المراحل الأولى، على الأقل، بقديم المعلومات، وليس العمل على الهواء لكي يستخدمها مراسلو (سي بي إس) عبر استخراج تغطية للأخبار.

وقد أشارت شبكة (سي بي إس) إن الشراكة الجديد مع «غلوبال بوست»، التي ستقوم من خلالها الشبكة بدفع مبلغ مالي لم يتم الكشف عنه إلى الموقع، تمثل توسعة لجهود القسم الإخباري لتغطية بقية العالم.

ويقول بول فريدمان، نائب الرئيس التنفيذي لشبكة (سي بي إس) الإخبارية والذي أسهم في المفاوضات حول الاتفاق في تصريح له إن التعاون سيزيد من آثار الصحافة الرقمية. فقال: «نحن سعداء بزيادة مصادر الشبكة ومسرورون بالعمل مع شبكة «غلوبال بوست» المؤثرة عالميا لمجموعة من الصحافيين المتمرسين والموهوبين. ولدى دخول هذا الاتفاق حيز التنفيذ ستحظى الشبكة الإخبارية بالحصول على خدمات صحافيين من الدرجة الأولى ممن لهم الخبرة المعرفية بالدول التي يعيشون فيها ويغطون أهم الأحداث بها».

يذكر أن «غلوبال بوست» التي مقرها ولاية بوسطن، تأسست على يد بالبوني مؤسس شبكة «نيو إنجلاند كابل نيوز الإخبارية»، وتشارلز سينوت المراسل الخارجي في بوسطن غلوبال الذي يمتلك حصة مشاركة في الموقع، لكي يبعث بتقارير من كل مكان في العالم. ويشترك في امتلاك الموقع أيضا 20 مستثمرا من بينهم آموس هوستيتر صاحب شركة الاستثمارات الخاصة بيلوت هاوس، إضافة إلى بنجامين تايلور الناشر السابق لغلوب، وبول ساغان المدير التنفيذي لشركة أكامي للتكنولوجيا.

وتمثل خدمات الاشتراكات والمؤسسات الصحافية والخدمات الإعلانية مصادر الدخل الرئيسة للموقع. ولا توجد لدى الموقع أي مشكلات في جذب القراء حيث يقول بالبوني إن «الموقع يجتذب نحو 400,000 متصفح شهريا، لكن الاشتراكات في خدمتها «باسبورت سرفيس» التي تبلغ تكلفتها 100 دولار سنويا، كالتي لا يتجاوز عدد مشتركيها بضعة مئات. انت صعبة التسويق.

وقد كانت الإعلانات على الشبكة أقل نجاحا من المتوقع ربما يعود ذلك في جزء منه إلى المعاناة التي يعانيها سوق الإعلان ككل وكذلك لأن الوقت الحالي يمثل صعوبة بالنسبة للمواقع الإخبارية الجديدة نسبيا التي تقدم صحافة جادة في اختراق سوق الإعلان. بيد أن «غلوبال بوست» لاقت حظا طيبا في بيع مقالاتها في بيئة إعلامية إخبارية صعبة عير تعاقدها مع 25 عميلا من بينهم صحيفة «ذا ديلي نيوز أوف نيويورك» والتي تختار ما بين 70 إلى 80 مقالا ففما يقدمه الموقع.

وسوف يساعد التحالف الجديد مع شبكة (سي بي إس) الإخبارية في رفع اسم الموقع في الصناعة الإعلامية، وتشير إلى أن عمله الذي يأتي غالبيته من مراسلين أجانب اعتادوا العمل في وسائل الإعلام الرئيسة والذين يتمتعون بمصداقية.

وعبر بالبوني عن أمله في زيادة رواتب المراسلين العاملين مع الموقع مع توسع الموقع على الرغم من أن غالبية مراسلي الموقع يعملون بدوام جزئي. وقد عمل غالبية مراسلي الموقع مع صحف أميركية تخلت عن مكاتبها الخارجية ترشيدا للنفقات في وقت تتراجع فيه معدلات التوزيع ودخل الإعلانات. وقد أنتجت غلوبال بوست كميات كبيرة من المواد الإعلامية المصورة، لكن الفيديو في الموقع لا يتمتع بالحرفية الكبيرة التي تتمتع بها (سي بي إس). وحسب تصورات الشراكة الجديدة يواصل مراسلو «غلوبال بوست» تقديم التقارير في المناطق التي يعملون بها، وستقدم شبكة (سي بي إس) إلى مشاهديها إما عبر مذيعيها أو ربما ترسل أحد مراسليها ومصورين لتصوير الحدث لوضع بصمة الشبكة على التقارير.

* خدمة «نيويورك تايمز»