تغييرات جذرية في برنامج «صباح الخير أميركا»

بعد تخلي ستيفانوبولوس عن «صانداي» وقبول عرض شبكة «إيه بي سي»

تغييرات جذرية في برنامج «صباح الخير أميركا» على شبكة «إيه بي سي»
TT

في الوقت الذي كان يدور بداخله صراع بشأن ما إذا كان يجب عليه التخلي عن برنامج «صانداي» وقبول عرض شبكة «إيه بي سي» بالمشاركة في تقديم «صباح الخير أميركا»، ظل جورج ستيفانوبولوس ملتزما بحقيقة أساسية، حيث قال «أنا وإلي والبنات نحب واشنطن»، مستدعيا عشرات المحادثات مع زوجته، الممثلة الكوميدية ألكسندرا وينتورث حول الانتقال إلى نيويورك «هذا ما جعل الأمر صعبا للغاية.. وهو ما جعل مغادرة واشنطن والتخلي عن زيس ويك أمرا صعبا للغاية بالنسبة لي».

وفيما يتعلق بما إذا كان ذلك المحلل القوي سوف يتكيف مع جو البرنامج الصباحي الخفيف، قال: «سوف أجد لنفسي طريقا به، رغم أنني متأكد من أنني سوف أرتكب بعض الأخطاء».

ونظرا لعزمه على إبقاء قدم في مهنته السابقة، أقنع ستيفانوبولوس (48 عاما)، الشبكة بأن تمنحه دورا آخر يمكنه من التعامل مع كافة برامج الشبكة: رئيس المراسلين السياسيين. فقال: «ذلك ما أعرفه. وما أحبه».

يذكر أن إعلان شبكة «إيه بي سي» يوم الخميس الماضي عن أن ستيفانوبولوس سوف يحل محل ديان سوير ـ التي سوف تنهي يوم الجمعة الفترة التي أوشكت على بلوغ العقد وقدمت خلالها النشرة الدولية ـ قد أثار جدالا حادا. ولكن روبن روبرتس، المقدمة الأخرى في برنامج «صباح الخير أميركا»، أعلنت عن ترحيبها بشريكها الجديد. وقالت: «بالفعل، كان يعمل في البيت الأبيض، وكان رجل سياسة وجميعنا نعرف ذلك. ولكننا لم نكن ندرك أنه رجل متعدد المهارات. فهو متزوج من إلى وينتورث، يا إلهي. يجب أن يكون الرجل متحليا بحس الدعابة».

وفي الوقت الذي ارتكزت فيه معظم المناقشات حول إذا ما كان برنامج «صباح الخير أميركا» سيتم تغيير شكله لملاءمة ستيفانوبولوس، أكد التنفيذيون بالشبكة أنهم كانوا بالفعل يعملون على زيادة مساحة الجزء الخبري في البرنامج على حساب الجانب الترفيهي. فيقول ديفيد ويستن رئيس «إيه بي سي الإخبارية»: «لا يتعلق الأمر بأن جورج انتزع مني التزاما بذلك». فاختيار ستيفانوبولوس «كان ميزة بالنسبة لي. وسنخبر جمهورنا بأن ذلك البرنامج مختلف.. وأنا لا أقول إننا لن نقدم فقرات الطهي في ذلك البرنامج. ولكن المسألة تتعلق بحجم فقرات الطهي وكيفية تقديمها».

ومن جهة أخرى، يقول المسؤول التنفيذي جيم مورفي «لن نغير شكل البرنامج التلفزيوني الصباحي تغييرا جذريا. فسوف نستمر في تقديم المواد المتعلقة بالتربية والقضايا الصحية، وسوف نتحدث من وقت لآخر حول أنظمة الحمية الغذائية. ولكننا سوف نقلل بعض الشيء من المواد الترفيهية، وهو ما أطلق عليه تقليل الدسم».

وقد تمكن كريس كومو، منافس ستيفانوبولوس، وكبير المراسلين القانونيين من المشاركة في تقديم برنامج (20/20) وهو ما قال عنه بأنه «حلمه الوظيفي».

وقد عرض ويستن على ستيفانوبولوس المشاركة في برنامج «صباح الخير أميركا» وقد قبل ستيفانوبولوس في نهاية الأسبوع الماضي من خلال رسالة إلكترونية أرسلها له. فيقول ويستن: «إنه حريص للغاية ومجتهد. فكان يريد أن يتأكد من أنه فكر في ذلك العرض مليا».

وسوف يستمر ستيفانوبولوس في تقديم برنامج «زيس ويك» لعدة أسابيع أخرى حتى تختار «إيه بي سي» خليفة له من كبار مراسلي البيت الأبيض مثل جيك تابر وتيري موران المذيع المشارك في تقديم «نايتلاين».

وكان ستيفانوبولوس يعتزم في البداية الاستمرار في تقديم البرنامجين معا ولكنه اكتشف لاحقا أن ذلك يصعب تحقيقه. فيقول: «ببساطة ليس من الممكن أن أقدم 11 ساعة من العمل التلفزيوني أسبوعيا في مدينتين مختلفتين. لقد كنت مترددا للغاية بذلك الشأن». وبالنسبة لشبكة «إيه بي سي»، فإن البرنامج الصباحي له أهمية أكبر كما أنه أكثر إدرارا للربح من برنامج الشؤون العامة الذي يتم بثه من واشنطن. وكما قال ستيفانوبولوس في أحد الاجتماعات، فإنه ذلك النوع من الأشخاص الذين ينامون مبكرا ويستيقظون في الرابعة صباحا.

لقد أصبح التلفزيون الصباحي هو العنصر الرئيسي الملهم بالنسبة للعديد من مقدمي البرامج في الشبكات التلفزيونية ويبدو أن ستيفانوبولوس كان يفكر في الانتقال إلى «وورلد نيوز» بعد تقاعد سوير. يذكر أن توم بروكو كان هو الشخص الأول الذي قام بتلك القفزة من النهار إلى الليل حيث كان يعمل في «توداي» قبل أن ينتقل إلى «إن بي سي نايتلي نيوز» في 1982. وخلال الأعوام الثلاثة الماضية، كان برنامج «صباح الخير أميركا» يمثل نقطة انطلاق بالنسبة لكل من سوير وشارلي غيبسون، بينما قضت كاتي كوريك نحو 15 عاما في «توداي» قبل انتقالها إلى «سي بي إس» وبرنامجها المسائي.

وقد أصبح ستيفانوبولوس مرموقا باعتباره عضوا في فريق الاستجابة السريعة لبيل كلينتون في 1992. وعلى الرغم من أن بعض المحافظين ما زالت لديهم تحفظات حول المستشار السابق للبيت الأبيض، يقول ستيفانوبولوس إنه في خلال الاثني عشر عاما التي قضاها في «إيه بي سي» «أثبتّ أنني أستطيع إجراء لقاءات قوية ومحايدة وتحليلات قاطعة دون أي انحياز حزبي». وكانت «إيه بي سي» تعده منذ سنوات لكي يصبح الرجل الحكيم بواشنطن؛ ولكنه أصبح يحتاج إلى دور أكبر في الوقت الراهن.

من جهته، يقول ستيف فريدمان الذي كان يدير البرامج الصباحية في «إن بي سي» و«سي بي إس»: «لقد انتهى عرض ديان وأصبح الآن عرض جورج».

وأضاف أنه بعدما أصبح برنامج «صباح الخير أميركا» في المرتبة التالية لبرنامج «توداي» ومتقدما على برنامج «إيرلي شو» في قائمة البرامج الأكثر مشاهدة، أصبح: «لديهم الوقت لبحث عوامل النجاح، حيث إن البرنامج يعتمد على شخصية المقدم أكثر من برنامج زيس ويك. ولطالما كان جورج يتمتع بحضور قوي. فالقضية تتعلق بأن تدع للآخرين مكانا في حياتك».

من جهة أخرى، يقول غيبسون الذي قضى 19 عاما في «صباح الخير أميركا» إن التحدي هو «أن تعرف متى عليك أن تستمتع وتسترخي. وجورج ذكي للغاية فقد تمكن من تطوير نفسه كمحاور وأصبح أكثر استرخاء على الطاولة المستديرة. وسرعان ما سيجد جورج لنفسه طريقا في صباح الخير أميركا، وسوف يكتشف الطريقة التي يجب عليه أن يتعامل بها مع روبن. وهذه من الأشياء التي لا يمكن حسابها على الورق. ولا يمكن القيام بها في البروفات».

ويؤكد روبرتس ذلك قائلا: «يحتاج الأمر بعض الوقت حتى تحدد أسلوبك الخاص وإيقاعك ولكنه رجل طيب القلب سريع التكيف».

عندما اتصل به ويستن في أغسطس (آب)، قال له: «سؤالي الأساسي: هل تعتقدون أنني سوف أخدم البرنامج بطريقة جيدة؟» وأطلق على الأمر «التزامن السعيد» حيث كانت الشبكة قد قررت بالفعل تغيير شكل برنامج «صباح الخير أميركا».

ولكن هل ستيفانوبولوس مستعد للطهي مع كبار الطهاة؟ يقول ضاحكا: «ليست قضية صعبة». ثم يضيف: «إنني بالفعل أحب الطهي».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»