زلات تنفيذيي شبكة «إن بي سي» المتكررة تحول فترة ذروة البث إلى خاسرة

حولت برامجها المسائية إلى سيرك إعلامي يهدد بفشل برنامج «تونايت شو»

كانون اوبريان (يسار) مع ضيف برنامجه «تونايت شو» خلال تسجيل إحدى الحلقات في لوس انجليس («نيويورك تايمز»)
TT

في ذروة نجاحها كانت شبكة «إن بي سي» قد أصبحت نموذجا لما يجب أن تكون عليه شبكات التلفزيون، فمن خلال البرامج الناجحة التي قدمتها، التي كانت تحقق معدلات مشاهدة مرتفعة بالإضافة إلى النجاح المادي منقطع النظير، رسمت شبكة «إن بي سي» البسمة على وجوه الجماهير من خلال «كوسبي شو» و«سنفيلد»، و«فريندز».

ولكن في الوقت الراهن لم يعد هناك مجال للبسمات، حيث تواجه الشبكة في الوقت الرهن مشكلات كبرى، ليس فقط في ظل التحديات التي تواجه الشبكات التلفزيونية - تفرق الجماهير على وسائل إعلامية مختلفة، وانعكاسات الأزمة الاقتصادية على الإعلانات - ولكن في ظل الزلات المتكررة لتنفيذييها التي تسببت في أن تحول فترة ذروة البث إلى فترة خاسرة، بل وحولت برامجها المسائية إلى سيرك إعلامي يهدد بفشل برنامج «تونايت شو» الذي يأتي بالعائدات.

فمن جهته يقول جيف زوكر المدير التنفيذي لـ«إن بي سي يونيفرسال» في حوار أجري معه في مكتبه بـ30 روكفيلر بلازا بنيويورك يوم الجمعة: «لقد أصبحنا نعيش في عالم يميل إلى الدراما، فقبل ثلاثة أشهر كان الأمر يتعلق بدايفيد ليترمان، ومنذ ستة أسابيع أصبح الأمر يتعلق بمشكلة تايغر وودز، والآن يتعلق الأمر بشبكة إن بي سي».

ومن جهة أخرى فإن الشركة تمر بتلك الأزمة في ظل مرورها بفترة انتقالية، حيث كانت في انتظار قرار المنظمين بواشنطن بشأن الموافقة على بيع شركة «جنرال إلكتريك» لجزء كبير من حصتها في «إن بي سي يونيفرسال» لشركة «كومكاست»، كبرى الشركات التي تقدم خدمة الكيبل، وبعدما قررت شركة «جنرال إلكتريك» التخلي عن «إن بي سي» في أواخر العام الماضي، تراجعت أهمية الشبكة بالنسبة لـ«كومكاست» التي أصبحت أكثر اهتماما بأجزاء أخرى من الشركة، حيث إن «كومكاست» كانت تحاول الاستحواذ على الشبكة حتى تتمكن من الاستحواذ على القنوات الكبلية المدرة للأرباح، مثل «يو إس إيه»، «برافو»، «سايفاي».

وعلى الرغم من أن قطاع الأخبار بشبكة «إن بي سي» ما زال مربحا للغاية، تعاني الموارد المالية للشبكة بشكل عام، ووفقا لبوب رايت الرئيس التنفيذي السابق لـ«إن بي سي يونيفرسال» فإن «إن بي سي» كانت تدر نحو مليار دولار للشركة الأم «جنرال إلكتريك».

ومن المتوقع أن تخسر الشبكة خلال العام الجاري أكثر من 100 مليون دولار نظرا لارتفاع التكلفة المرتبطة ببث الأولمبياد الشتوية خلال الشهر الجاري، وفقا لأحد المطلعين على الموارد المالية للشبكة، والذي أصر على عدم ذكر اسمه. وكانت الشبكة قد حققت في عام 2009 عدة مئات من الدولارات وقدمت نحو 10 في المائة من إجمالي أرباح «إن بي سي يونيفرسال».

وبالطبع تعاني كل الشبكات من ضغوط اقتصادية، ولكن الشبكات المنافسة لـ«إن بي سي» تمكنت من إدارة الأزمة على نحو أفضل، بل وتحقيق مكاسب رغم انخفاض الأرباح.

كيف ساءت الأمور في «إن بي سي»؟ على الرغم من أن انعكاسات عدم جذب الشبكة للأضواء، خصوصا خلال فترة ذروة البث التلفزيوني كانت تتراكم على مدار العقد الماضي، فإنها طفت على سطح الجدل العام مؤخرا بعد تغيير ميعاد عرض برنامج غاي لينو الحواري من العاشرة مساء، رغم أنه كان يحقق أعلى معدلات مشاهدة، إلى 11:35 مساء. وهو التغيير الذي سينهي بلا شك عمل كانون أو برايان الذي يعمل بالشبكة منذ سبعة أشهر فقط كمقدم لبرنامج «تونايت شو»، حيث إنه يرفض تغيير ميعاد برنامجه إلى 12:05 صباحا.

وقد فتح ذلك الجدال الباب لانتقادات واسعة للشبكة، حتى أصبحت كل الفقرات الكوميدية تتناول شبكة «إن بي سي»، والسيد لينو، والسيد زوكر، وكافة عناصر تلك الأزمة.

فمن جهته يقول فريد سيلفرمان، الشخص الوحيد الذي أشرف على تقديم البرامج في ثلاث شبكات هي «إن بي سي»، و«سي بي إس»، و«إيه بي سي»: «لقد أصبح وضعهم حرجا للغاية، فأنا لم أرَ شيئا مثل هذا من قبل. فمقدمو البرامج يوجهون الاتهامات لشبكة (إن بي سي) ولزوكر، وكلاهما غاضب من الآخر. لقد أصبح الموقف محرجا للغاية». كما وصف السيد سيلفرمان فكرة تغيير ميعاد برنامج السيد لينو إلى 11:35 مساء بـ «خطة ميكي ماوس»، فيما أعرب عن تأييده للفكرة الأساسية بتغيير ميعاد برنامج السيد لينو إلى العاشرة مساء.

وبالنسبة لشبكة «إن بي سي»، لم يكن المشهد ملائما على الإطلاق لشركة كانت دائما تتباهي بثقافة التعاون الهادئة التي تسودها، كما كان الأمر نتاج المغامرة الكارثية التي اتخذها السيد زوكر خلال العام الماضي بتغيير ميعاد عرض السيد لينو إلى العاشرة مساء، ومنح برنامج «تونايت شو» إلى المذيع الأصغر سنا السيد أو برايان، وتوفير الأموال التي كان يمكن أن تنفقها الشبكة على سيناريوهات الدراما التي تقدم في العاشرة مساء.

ولكن معدلات المشاهدة انخفضت، وثارت الشركات التابعة التي كانت تعتمد على توزيع البرنامج الذي يتم بثه في العاشرة مساء. ولم يحقق برنامج «تونايت شو» الذي يقدمه السيد أو برايان نسب مشاهدة مرتفعة، متراجعا أمام برنامج «ليت شو» الذي يقدمه دايفيد ليترمان على شبكة «سي بي إس» لأول مرة منذ 15 عاما.

يقول السيد زوكر: «في النهاية لم ينجح غاي في ميعاد العاشرة مساء، وأتحمل مسؤولية ذلك»، مضيفا أنه علم خلال الأسبوع الأول من يناير (كانون الثاني) من خلال مكالمة هاتفية مع جيف غاسبن رئيس قسم الترفيه بشبكة «إن بي سي يونيفرسال» أن الشركات التابعة للشبكة تهدد باستبدال برنامج السيد لينو. فيقول السيد زوكر: «لقد أصبح من الصعب التعامل مع الأمر، فقد ازدادت الضغوط التي تمارسها الشركات التابعة».

وكان السيد غاسبن يرى أنه يجب تغيير ميعاد برنامج السيد أو برايان إلى 12:05 صباحا ومنح السيد لينو نصف وقت العرض بدءا من 11:35 مساء. ويضيف السيد زوكر: «إن ذلك هو ما كان يريده السيد غاسبن، وقد قلت له حسنا فلنجرب»، ولكن التجربة انقلبت عليهما.

فقد كانت المشكلة التي تواجهها الشبكة في ما يتعلق بوقت البث الرئيسي هي عدم قدرة «إن بي سي» على تحقيق نسب مشاهدة مرتفعة تضاهي المعدلات التي كانت تحققها في سنوات مجدها في أواخر التسعينات، خصوصا عندما كانت تعرض «سينفيلد»، و«فريندز»، و«إي آر». وكانت فترة توهج الشبكة قد تزامنت مع ترؤس السيد زوكر لها والذي تم ترقيته في عام 2000 من المنتج المنفذ لبرنامج «توداي» إلى رئيس قسم الترفيه للشبكة بأكملها. وعلى الرغم من أن البرامج التي عرضتها الشبكة مؤخرا مثل «أوفيس»، و«30 روك» حققت نجاحا لا بأس به، فإنها لم تستقطب سوى قطاع صغير من الجماهير.

ولكن السيد سيلفرمان يؤكد أن معدلات المشاهدة لبرامج فترة ذروة البث كانت قد بدأت بالفعل في التراجع قبل تولي السيد زوكر لمنصبه، «ولكن لم يكن الأمر يحتاج إلى الكثير من الحيل لإصلاح الموقف»، في إشارة إلى بعض الإجراءات التي اتخذها السيد زوكر مثل مد مدة عرض «فريندز» إلى نحو 40 دقيقة. ويضيف السيد سيلفرمان: «كان من الممكن رفع المعدلات مرة أخرى من خلال برنامجين ناجحين».

ولم يكن الانخفاض في العائدات ومعدلات المشاهدة ظاهرا للعيان في ظل المناخ العام للشركة، حيث سمحت العائدات الضخمة التي كانت تحققها الشركات الكبلية الشقيقة لشبكة «إن بي سي» للسيد زوكر بأن يدعي تحقيق النجاح في الوقت الذي كانت فيه الشبكة تواجه صعوبات، وبالتالي فإن تغيير مواعيد بث البرامج الأخير ألقى الضوء فقط على الأزمة التي كانت تعاني منها المؤسسة بالفعل. (قال جون ستيوارت في برنامج «دايلي شو» مؤخرا: «على الأقل لم نعد مضطرين للتعامل مع جيف زوكر. فزوكر هو تشيني التلفزيون، حيث إنه قادر على إثارة الجدل أينما حل).

ومن جهة أخرى يقول السيد زوكر: «أعتقد أن السبب في رد الفعل القوي هو أننا تحدثنا حول التغيير والمخاطرة، وهما الصفتان التي طالما عُرفت بهما، حيث إنني لم أخشَ قط المغامرة».

وفي نهاية اللقاء الذي أجري في مكتب السيد زوكر، تحدث السيد ستيف كابوس رئيس «إن بي سي» الإخبارية بقوة نيابة عن رئيسه، قائلا إن وسائل الإعلام قد ضخمت قضية البرامج المسائية في الشبكة بما يفوق حجم الموضوع، خصوصا في ضوء وجود قضايا أكثر أهمية مثل المأساة التي وقعت في هايتي. مضيفا: «إنه يدفع ثمنا يفوق ما يحدث هنا بالفعل».

جدير بالذكر، أن السيد دايفيد سارنوف، مؤسس شبكة «إن بي سي» التي كانت في ذلك الوقت جزءا من «راديو كوربوريشين أوف أميركا»، وقف في معرض نيويورك العالمي في عام 1939 في متنزه فلاشينغ ميكوز لكي يقدم التلفزيون إلى العالم قائلا: «أشعر بالتواضع في هذه اللحظة التي جئت فيها لكي أعلن ميلاد فن جديد قد يكون له انعكاسات خطيرة تؤثر على المجتمع بأسره. إنه فن له سحر وكأنه مشعل ينشر الأمل في ذلك العالم الذي يعج بالأزمات. إنه قوة إبداعية يجب أن نتعلم استغلالها لصالح البشرية».

وفي تلك اللحظة لم يكن السيد سارنوف يعلن فقط عن تلك الوسيلة الجديدة للتواصل الجماهيري، ولكنه كان يعلن كذلك عن أول شبكة بث وهي «إن بي سي» التي سوف تصبح بعد ذلك قوى ثقافية عظمى في أميركا. وفي نفس المعرض شاهد الأميركيون أول لقطات لرئيسهم فرانكلين روزفلت، وفي أواخر ذلك العام كانت شبكة «إن بي سي» تبث أول دوري للبيسبول. وكان بناء «آر سي إيه» واستوديوهات «إن بي سي» الواقعة به هو محور مركز روكفيلر بنيويورك، حيث كانت الشبكة تقع في مركز السلطة والمركز المالي لأميركا.

ومنذ ذلك الوقت كانت الشبكة تقدم دائما تجارب ثقافية جديدة مثل البرامج الكوميدية المتنوعة التي قدمتها الشبكة، والتي مهدت الطريق أمام نجوم مثل ميلتون بيرل، ديان مارتين، وبوب هوب. وقد بدأ قسمها الإخباري تقديم برنامج «توداي» في عام 1952 كأول برنامج إخباري صباحي تقدمه الشبكة، كما بدأ برنامج «ميت ذا بريس» في عام 1947 كأطول برنامج طويل في التلفزيون.

وبالنسبة للأشخاص الذين ترعرعوا في الخمسينات والستينات، كانت شبكات «إن بي سي»، و«إيه بي سي»، و«سي بي إس» هي القوى المحركة للطريقة التي ينظرون بها إلى العالم. فيقول تون ولزين الذي كان يعمل بشبكة «إن بي سي» في الفترة من 1976 إلى 1991 والذي يعمل حاليا كمستشار إعلامي:« لقد كان ذلك هو المكان الذي تتوق للعمل فيه، فإذا كنت من الأطفال الذين نشأوا في الستينات وترغب في العمل الإعلامي فأنت ترغب حتما في العمل في شبكة (إن بي سي) أو (سي بي إس). حيث لم يكن لدينا سوى خيارات ثلاثة، وتلك الخيارات هي التي كانت تحدد شكل بلادنا».

وخلال الثمانينات والتسعينات كانت الشبكة تنتج عددا كبيرا من البرامج الرئيسية التي لها قوة ثقافية، مثل «كوسبي شو» الذي ظهر لأول مرة في عام 1984 وساعد على رفع معدلات مشاهدة الشبكة، تلاه البرامج الكوميدية مثل «سينفيلد»، و«فريندز» والمسلسلات الدرامية مثل «إي آر».

أما الآن فإن قائمة مواعيد البث الرئيسية ببرامج تلفزيون الواقع قليلة التكلفة، حيث إن أكثر البرامج التي تحقق معدلات مشاهدة مرتفعة حاليا بشبكة «إن بي سي» وهو برنامج «أكبر الخاسرين» الذي يدور حول فقدان المتسابقين لأوزانهم، يثير حنق الكثير من الناس الذين يرغبون أن تعود الشركة لإنتاج البرامج التي تحمل قيما اجتماعية. فعلى سبيل المثال، كان مسلسل «كوسبي شو» يلقى إعجاب النقاد والأكاديميين لأنه يتجاوز التوجهات العرقية من خلال عرضه لسيرة حياة أسرة سعيدة من السود من أعالي الطبقة الوسطى، بل إن بعض النقاد - مثل كارل روف، الخبير الاستراتيجي السابق بإدارة جورج بوش - غالى في ذلك قائلا إن ذلك البرنامج عمل على تغيير الأنماط العرقية التقليدية بما يكفي لتأهيل المناخ لوصول باراك أوباما إلى الرئاسة.

ومع ذلك يقول السيد كوسبي من خلال مكالمة هاتفية أجريت معه إن ذلك المسلسل «لم يكن ليعرض في وقتنا الراهن، فكان سيتم رفضه، وأي فكرة على غراره كانت سترفض». مضيفا أنه على الرغم من أنه كان يواجه شكوكا في الثمانينات أيضا حول مستقبل ذلك النوع من المسلسلات الكوميدية، فإن الأمر لا يضاهي الحكمة الشهيرة التي تسود حاليا والتي تعلن موت المسلسلات الكوميدية.

وجاءت النجاحات التي شهدتها شبكة «إن بي سي» في نهاية الثمانينات والتسعينات في بداية انحدار طويل للشبكات التلفزيونية بشكل عام، حيث انخفضت معدلات المشاهدة في ظل نشأة القنوات الكبلية، وتفرق الجماهير على خيارات ترفيهية متعددة مثل ألعاب الفيديو وشبكة الإنترنت، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة البرامج الدرامية التي تنتجها الشبكة. وفي موسم 1952 - 53 كان 30 في المائة من المنازل الأميركية تشاهد شبكة «إن بي سي» خلال ذروة البث، وفقا لنيلسن، وهي الأرقام التي لا تكاد تصل إلى 5 في المائة في الوقت الراهن.

وأصبح نموذج الشبكات التلفزيونية – الذي كان يجذب ملايين الدولارات من الإعلانات لدعم التكلفة المرتفعة للبرامج التلفزيونية التي تنتجها الشبكة، والتي تصل حاليا إلى 3 ملايين دولار في الساعة - يبدو فاشلا. وفي نفس الوقت كانت الشبكات الكبلية تشهد ازدهارا لأنها كانت تعتمد على اتجاهين رئيسيين للعائدات: الإعلانات وأجور الاشتراك من الشركات الكبلية.

وعلى الرغم من أن كافة الشبكات الكبرى الأخرى - «سي بي إس» و«إيه بي سي» و«فوكس» - قد عانت من انخفاض العائدات خلال السنوات الماضية في ظل انخفاض معدلات المشاهدة، فإن أيا منها لم تتعرض لمثل ذلك القدر من التهاوي الذي تعاني منه «إن بي سي»، حيث تمكنت شبكة «سي بي إس» من النجاح من خلال برامج مثل «سي إس آي»، و«إن سي آي إس». واستمرت «إيه بي سي» في بذل جهود حثيثة لم تكلل أي منها بالنجاح، بينما استفادت «فوكس» من برنامج «أميركان أيدول» الناجح.

ولكي تتغلب على أزمة وقت ذروة البث، تخطط شبكة «إن بي سي» تحت قيادة غاسبن لإنفاق المزيد من الأموال على عمليات التطوير. فقد عقدت صفقات مع منتجين مثل جي جي أبراماز، وجيري بروكهيمير، وبرايان غرازر، وقدمت 11 نموذجا لمسلسلات جديدة خلال العام الماضي، ومن المقرر أن يصل العدد إلى 20 خلال العام الجاري. فيقول السيد غاسبن: «لن أعمل على إحياء البرامج الموجودة بالفعل، فأنا أحاول إصلاح الأسس».

وقد لحقت شبكة «إن بي سي» بعالم الشبكات الكبلية من خلال الاندماج الذي تم في عام 2004 مع «فيفندي يونيفرسال» والتي منحت «إن بي سي» كذلك استوديو ضخما لتصوير الأفلام. وكان السيد رايت وراء تلك الصفقة، فبعدما وصل إلى منصبه كرئيس في عام 1986 بدأ على الفور يفكر في كيفية دمج شبكة «إن بي سي» وتلك الشبكة الكبلية الناشئة في ذلك الوقت.

وفي أول اجتماعاته كرئيس للشبكة مع رؤساء الأقسام سألهم، وفقا لأحد حضور الاجتماع: «ماذا يحدث إذا ما أصبحت تلك الشبكة كبلية؟» فساد الذهول القاعة. ويقول ذلك الشخص الذي كان حاضرا للاجتماع: «لقد كان الناس يسخرون من شبكة (سي إن إن) ويقولون إنها لن تنجح».

وفي لقاء مع السيد رايت قال: «أنا سعيد للغاية بالعمل مع (إن بي سي يونيفرسال) والقنوات الكبلية، فذلك هو نتاج جهدي وجهد الآخرين كذلك».

وبعدما اشترت شركة «جنرال إلكتريك» شبكة «إن بي سي»، شهدت الشبكة نجاحا ماليا ونجاحا على مستوى معدلات المشاهدة، كما شهدت بعض التوسعات على المستوى الدولي وعلى مستوى القنوات الكبلية. فيقول توم روجرز الرئيس التنفيذي لشركة «تيفو»، والذي كان يعمل بشبكة «إن بي سي» في الفترة من 1986 إلى 1999 حيث كان يشرف على الجزء المالي للقنوات الكبلية للشبكة: «لقد كان الوقت ملائما لحدوث تغير في (إن بي سي) لأنه عندما استحوذت (جنرال إلكتريك) عليها كانت هناك الشبكة وخمس محطات». وأضاف السيد رايت: «أشعر بالإحباط لأنهم يخسرون كانون، وهو شخص موهوب للغاية. كما أن إخراجه بتلك الطريقة أمر صعب للغاية. كان من الممكن عمل نفس الشيء بطريقة أخرى».

وقد أثارت المشكلات المتعلقة بفترة العرض المسائية جدالا آخر في هوليوود حول السيد زوكر. وسيصبح على السيد زوكر بعد انتهاء صفقة «كومكاست» الرجوع إلى ستفين بورك الرئيس التنفيذي السابق لديزني و«إيه بي سي»، والذي يعمل حاليا كرئيس لـ«كومكاست». وعلى الرغم من أن السيد زوكر كان قد وقع عقدا بتوليه لمنصبه لمدة ثلاث سنوات إضافية فإن الشائعات تقول إنه قد يغادر فور إتمام صفقة «كومكاست». (رفض السيد زوكر التعليق على مستقبله) كما رفضت «كومكاست» الحديث حول المشكلات الأخيرة بشبكة «إن بي سي».

ويقول السيد رايت، الذي كان الرئيس التنفيذي السابق لـ«إن بي سي يونيفرسال» في عام 2007، إنه كان يشاهد مصير الشركة بأسى. مضيفا: «لقد تهاوت سمعة الشبكة ومبيعاتها، وهو أمر يحزنني للغاية. ولم يعد أمام الشركة الآن سوي صفقة «كومكاست».

* شارك في كتابة الموضوع كل من بروكس بارنز وبيل كارتر وإدوارد يات.

* خدمة «نيويورك تايمز»