الإعلام الأخضر.. طريق المستقبل

بول بوليزوتو بدأ مشواره بـ15 ألف دولار ليصبح رائدا في مجال الإعلان البيئي يدعم مشاريع في المدن الأميركية بملايين الدولارات

بول بوليزوتو (تصوير: حاتم عويضة)
TT

لم يكن رجل الأعمال الأميركي بول بوليزوتو يحلم بأن الفكرة التي خطرت له عندما كان ينظف أسنانه في حمام منزله، ستقوده إلى نجاحات كبيرة في مجال الإعلام والإعلان، وستجعل شركته شريكا في عمليات تمويل بملايين الدولارات لمشروعات «خضراء» في عدد من المدن الأميركية. لكن بوليزوتو كان دائما صاحب أفكار مبتكرة، إذ أطلق أول مشاريعه عندما كان في السادسة والعشرين من العمر بمبلغ 15 ألف دولار فقط، من فكرة بسيطة أيضا خطرت له عندما كان يمارس هوايته في التزلج على الماء. وبعد بضع سنوات باع حصته بملايين الدولارات ليقتحم عالم الإعلام ويؤسس شركته «إيكو ميديا» ويصبح أحد الرواد في مجاله.

كانت الفكرة التي انطلق بها بوليزوتو تقوم على فكرة مبتكرة، وهي إقناع الشركات بالمساعدة في حماية البيئة من خلال تضمين إعلاناتها رسالة توعية بيئية قصيرة، وتخصص شركة «إيكو ميديا» 50 في المائة من العمولة الإعلانية التي تحصل عليها لتمويل مشاريع بيئية في المدارس ومقار البلديات والحدائق والساحات العامة. ومقابل البرامج التي تنفذها في المدن تحصل «إيكو ميديا» على مساحات إعلانية مجانية في الطرق والساحات تبيعها للشركات التي تريد الإعلان عن خدماتها. كما دخلت «إيكو ميديا» في شراكة مع مؤسسة «سي بي إس» الإعلامية بحيث تعرض الإعلانات التي تحصل عليها من شركات على القنوات التلفزيونية والإذاعية المحلية التابعة لـ«سي بي إس».

ويقول بوليزوتو إن المستقبل هو «للإعلام الأخضر»، ويشرح ذلك في المقابلة التالية التي أجرتها معه «الشرق الأوسط» وتحدث فيها عن بداياته ومشاريعه وما تحقق منها على صعيد «البرامج الخضراء».

* ما الذي قادك إلى الاهتمام بالبيئة، هل هو الوعي والعاطفة نحو البيئة أم التفكير التجاري؟

- الوعي والعاطفة هما اللذان قاداني في هذا الاتجاه، فقد نشأت في منطقة مانهاتن بيتش في كاليفورنيا، ومنذ صغري أحببت رياضة التزلج على الماء، وكنت أمارسها يوميا. لكن للأسف الشديد فإن المنطقة الساحلية كانت ملوثة بيئيا، وكنا كلما نمارس التزلج على المياه، وهي رياضة صحية جدا، نشعر بالإعياء ومشاكل في الآذان وفي التنفس بسبب تلوث المياه الناجم عن ضخ مياه مجاري لوس أنجليس في المنطقة الساحلية من المحيط.

كان حلمي دائما أن أفعل شيئا لمساعدة منطقة خليج سانتا مونيكا، وأدركت أن بعض شركات التنظيف تقوم بأشياء غير قانونية. ولأن والدي مهندس وشقيقي مهندس معماري ولأني لدي أيضا عقل مهتم بالهندسة، فقد كنت أرى أن مياه الصرف تصب في خليج سانتا مونيكا حيث كنا نمارس رياضة التزلج على الماء. لذلك بدأت أفكر في طريقة لتنقية مياه تنظيف السيارات وغسل الأرصفة والصرف الصحي من بعض موادها الكيماوية والتخلص منها بطريقة تتواءم مع الشروط القانونية والصحية. وهكذا ابتكرت طريقة جديدة لتنظيف مياه التصريف من مكوناتها الملوثة قبل أن تنساب إلى التصريف النهائي في المحيط الهادي. وأنشأت شركة تعمل في هذا المجال وأدرتها لمدة 13 عاما ثم بعتها قبل سبع سنوات.

في تلك الفترة امتدت اهتماماتي إلى دنيا الإعلام، وبالصدفة خطرت لي فكرة حولتها إلى مشروع تجاري. ففي تلك الفترة أصدرت كاليفورنيا قوانين متشددة للحفاظ على البيئة فرضت بمقتضاها على مدن الولاية القيام بتخفيض نسبة المواد الملوثة في المياه، مما أثار احتجاجات من سلطات المدن التي قالت إنها لا تملك الموارد الكافية لتطبيق تلك القوانين. خطرت لي فكرة تقوم على دعوة الشركات لتبني مناطق المياه تحت شعار «تبن موردا مائيا» ومقابل ذلك توضع إعلانات كل شركة في المكان الذي ترعاه ماليا كما تتم الإشارة إلى ذلك في المناسبات والبرامج المختلفة. وتستخدم أموال الرعاية التي تدفعها الشركات لتمويل مشاريع تنظيف المياه.

كانت الفكرة مقتبسة من برنامج آخر اسمه «تبن طريقا سريعا»، تدفع بمقتضاه الشركات الراعية مبالغ معينة مقابل وضع إعلاناتها على الطريق الذي «تتبناه»، وتستخدم السلطات الأموال المدفوعة لتنظيف الطرق وجمع الأوساخ منها.

من خلال فكرة «تبن موردا مائيا» وجدت نفسي أعمل في مجال إعلانات الطرق والساحات العامة.

* كم يكلف استئجار أو تبني «مورد مائي»؟

- تكلف اللوحات الإعلانية ضمن هذا البرنامج نحو 300 ألف دولار شهريا، يذهب نصفها إلى سلطات المدينة المعنية، وتخصص لعمليات تنقية مياه الصرف.

* هل تقومون بمراقبة صرف الأموال أم أن سلطات كل مدينة هي التي تتولى ذلك؟

- كل مدينة تشرف بنفسها على صرف ما تتلقاه من عائد هذه الإعلانات، إلا أننا نقوم بالتدقيق المالي في الحسابات لنتأكد من أن الأموال ذهبت للغرض المخصصة له، كما أن سلطات المدن تدقق أيضا في حساباتنا المتعلقة بهذه الحملات. هناك شفافية كاملة في العملية.

بعد فترة بدأت أفكر في توسيع الفكرة لمساعدة المدن في برامجها البيئية، إذ إن هناك نحو ألف مدينة في 33 ولاية في الولايات المتحدة تنفذ برامج عمل خاصة بها لحماية البيئة. فإلى جانب الجهود البيئية على المستوى الفيدرالي تقوم السلطات المحلية في الولايات والمدن بجهودها الخاصة لحماية البيئة في مناطقها. وتحتاج المدن إلى مساعدة لكي تنفذ هذه البرامج التي تلزمها بتخفيض التلوث بنسبة 20 في المائة بحلول عام 2020 و80 في المائة بحلول عام 2050، خصوصا في هذا الوقت الذي يمر فيه الاقتصاد الأميركي بأوقات صعبة. لذا أردت المساهمة بثلاثة أشياء، أولها إعداد برامج للتوعية على المستوى المحلي تشجع السكان على تغيير بعض عاداتهم أو أسلوب تبضعهم لمساعدة البيئة، وثانيها تمويل بعض برامج تحسين البيئة من خلال تخصيص نسبة من عائدات الإعلان التي تجنيها شركتنا لتمويل أشياء مثل تركيب صفائح توليد الطاقة الشمسية في أسطح مباني البلديات، أو تركيب لمبات إضاءة توفر استخدام الطاقة في المدارس والمباني الحكومية والمطارات، وزراعة الأشجار في الطرق والساحات العامة في المدن، واستحداث برامج إعلانية للشركات ترتبط بتخفيض في نسبة الانبعاث الحراري بمعنى أن الشركات تستطيع الوصول إلى المستهلك من خلال حملات إعلانية تسهم في تغيير نوعية حياة المستهلك في ما يتعلق بحماية البيئة.

إن شركتي التي سميناها «إيكو ميديا» (الإعلام البيئي) تقوم بعدة أمور في مجال الإعلان الداعم للبيئة، وذلك بإنتاج مواد إعلامية وإعلانات تحمل معها رسائل توعية بيئية، كما أننا نعد برنامجا تلفزيونيا خاصا يصور منازل نجوم يهتمون بالتصميمات الصديقة للبيئة وذلك بهدف توصيل رسالة للمشاهدين عن أشياء يمكن أن يطبقونها في بيوتهم يساعدون بها البيئة. ومقابل البرامج التي ننفذها في المدن نحصل منها على مساحات إعلانية مجانية في الطرق والساحات العامة نبيعها للشركات لكي تعلن فيها عن خدماتها أو منتجاتها. وبرامجنا البيئية التي ننفذها مع السلطات في المدن لا تكلف دافع الضرائب شيئا.

قمنا ببرامج من خلال شراكة مع مؤسسة «سي بي إس» الإعلامية، حيث نقدم البرامج البيئية التي تعدها شركتنا «إيكو ميديا» في القنوات التلفزيونية والإذاعية المحلية التابعة لمؤسسة «سي بي إس». من خلال هذه الشراكة نستطيع أن نعرض على المعلن تقديم إعلاناته في أكثر من قناة إعلامية سواء كانت تلفزيونية أو إذاعية أو لوحات في الطرق والساحات، ونخاطب سلطات المدن التي سنقدم لها خدماتنا البيئية مجانا لكي نحصل منها على تسهيلات أو مساحات إعلانية مجانية. ونحصل في المتوسط على نسبة (عمولة) تقدر بنحو 10 في المائة من صافي الإعلانات التي نقدمها من خلال شراكتنا مع مؤسسة «سي بي إس»، ثم نخصص جزءا مما نحصل عليه في شركتنا لصالح تمويل البرامج البيئية في المدن، ونراعي البرامج التي تساعد البيئة وتخلق وظائف محلية في الوقت ذاته، حيث ننفذ برامجنا في كل مدينة من خلال الشركات المحلية، كما أن برامجنا التي ننفذها لخفض استهلاك الكهرباء في البلديات مثلا توفر على السلطات المحلية أموالا يمكن أن توظفها في تمويل خدمات أخرى لدافع الضرائب. ولدينا برنامج مع أكبر شركة كهرباء في كاليفورنيا لتزويد البلديات والمدارس بلمبات إضاءة صديقة للبيئة.

* ما هي النسبة التي توجه لتمويل مشاريع بيئية من عائدات إعلاناتكم؟

- أدفع نسبة 50 في المائة مما أحصل عليه من عمولة عن الإعلانات التي نحصل عليها، ونقدمها عبر تلفزيونات وإذاعات «سي بي إس»، لتمويل مشاريع بيئية على المستويات المحلية.

لقد نما قطاع «الإعلان الأخضر» أو الإعلان الصديق للبيئة بشكل كبير جدا في الولايات المتحدة، إذ أشارت دراسة في عام 2006 إلى أن نسبة 2 في المائة من الإعلانات كانت تتضمن رسالة توعية بيئية، وهي نسبة ارتفعت إلى 10 في المائة في عام 2008. إن الإعلام لكي يكون «إعلاما أخضر» أو صديقا للبيئة لا يكفيه أن يكتب فقط عن أهمية البيئة، بل يجب أن يقوم بأكثر من ذلك بحيث يسهم بطريقة أو بأخرى في مشاريع بيئية حقيقية. من هنا فإن شركتنا «إيكو ميديا» بالتعاون مع مؤسسات إعلامية مثل «سي بي إس» تقوم بجهد حقيقي في تمويل مشروعات بيئية في المدن وهذا هو ما أسميه «الإعلام الأخضر».

هناك منتجات معينة يتضمن إعلانها رسالة تقول للمشاهد إنك بينما تشاهد هذا الإعلان فإننا نسهم في تمويل هذا المشروع أو ذاك لحماية البيئة في منطقتك. كما أن هناك إعلانات أخرى نختتمها برسالة قصيرة قد تكون مكتوبة أو مذاعة تقول إن نسبة من ريع هذا الإعلان تخصص لتمويل مشروعات بيئية في منطقتك.

إن الكثير من المؤسسات تقوم بجهود وبرامج صديقة للبيئة، مثل إعادة تدوير الورق أو حاويات حبر الطابعات، أو استخدام سيارات لا تدفع بكميات كبيرة من الغازات، وغيرها من الإجراءات. في شركتنا أردنا أن نضيف الإعلان الداعم للبيئة إلى هذه القائمة بحيث نقول للشركات إنكم يمكن أن تستخدموا «الإعلان الأخضر» وبذلك تقومون بخطوات ملموسة على الأرض لأن جزءا من عائدات إعلانكم سيذهب لتمويل برامج بيئية في منطقتكم. وبما أن الشركات ترصد ميزانيات ضخمة للإعلان فإن تخصيص جزء من هذه العائدات لبرامج بيئية يمكن أن يكون له تأثير هائل.

* هل توظف شركتك خبراء في البيئة أم عملاء بيع إعلانات؟

- كليهما. فنحن نوظف عملاء لجلب وبيع الإعلانات باعتبار أن هذا مجال عملنا الأساسي ومصدر دخلنا، لكننا في الوقت ذاته نتعاون مع جهات خبرة في مجال البيئة.

* ما هو حجم تعاونكم مع مؤسسة «سي بي إس»؟

- إنه تعاون نما العام الماضي من مشروع «المدارس الخضراء» كمرحلة تجريبية، حيث نظمنا مسابقات للمدارس في سان فرانسيسكو وشيكاغو وميامي، وسألنا الطلاب: ماذا يعني لكم التحول نحو الأخضر.. أو بمعنى آخر ماذا تعني لكم حماية البيئة؟ وإذا أردنا تحويل مدرستكم إلى «مدرسة خضراء»، فماذا تقترحون؟

تلقينا ردودا مثيرة للغاية أشعرتني شخصيا بأن الجيل المقبل لديه وعي أكبر من كل الأجيال السابقة بمسألة المناخ. ومن هناك انطلق وتطور تعاوننا مع «سي بي إس». ونجحت في جلب إعلانات جديدة من جهات لم تكن تمثل بالضرورة معلنين في «سي بي إس»، وهي جهات تريد ربط إعلاناتها برسالة توعية بيئية، أو برؤية برامج بيئية تنفذ في مشاريع محلية من خلال جزء من ريع الإعلانات. وقد ساهمت شركتنا «إيكو ميديا» بملايين الدولارات لتمويل برامج بيئية من خلال تخصيص نسبة من دخلها الإعلاني لهذا الهدف. والعائدات المتوقعة من تعاوننا مع «سي بي إس» تقدر بعشرات الملايين من الدولارات، كما أننا نتعاون مع شركات أخرى ضخمة للحصول على إعلانات منها.

في مجال الإعلام تقتصر شراكتنا في الوقت الحالي على مؤسسة «سي بي إس» لوجودها الواسع على الصعيد المحلي في ولايات ومدن أميركا حيث توجد لديها قنوات ووسائل إعلامية منتشرة في كل مكان.

* هل ترى «الإعلان الأخضر» توجها مستقبليا؟

- نعم بالتأكيد. فالمستهلك اليوم لديه وعي متزايد بقضايا البيئة، وبالتالي فإنه يتجاوب ويتفاعل مع الشركات التي تقدم منتجات أو خدمات تدعم البيئة بشكل أو بآخر.

ولأن مسائل المناخ لا تعترف بالحدود، فإنني جئت لزيارة بريطانيا، كما أعتزم زيارة دول أخرى لمعرفة إمكانية الوصول إلى سوقها الإعلانية ولو بالتوعية فقط لهذا الموضوع الحيوي.

* كيف كانت بدايتك بعد أن تخرجت في الجامعة، إذ إنك عملت لفترة في مجال التسويق، قبل أن تنشئ مع شريك آخر أول شركة لك «بروبرتي بريب» وهي الشركة التي عملت في مجال محاربة تلوث المياه. ما هو المبلغ الذي بدأت به رحلتك في مجال الأعمال؟

- بدأت بمبلغ 15 ألف دولار، وبعت حصتي في تلك الشركة الأولى بما يعادل ملايين الدولارات لكنني لن أفصح لك عن الرقم بالضبط. بعدها أنشأت «إيكو ميديا» واستثمرت فيها الملايين من مالي الخاص، بحيث أصبحت شركة ناجحة ورائدة في مجالها. ومستقبلنا ونمونا يعتمد على الشراكات التي سندخل فيها مع مؤسسات إعلامية. لقد دخلت مجال الاستثمار في البيئة منذ أن كان عمري 26 عاما، وعمري الآن 47 عاما، وأسست شركتين تخصصتا في مجال البيئة.

* قلت إن دخولك مجال الإعلام من بوابة الإعلان كان بالصدفة، كيف حدث ذلك؟

- لقد راودتني الفكرة لأول مرة بينما كنت أنظف أسناني في الحمام، ومنهمكا في التفكير. كانت لوس أنجليس وقتها مشغولة بقرار اتخذته السلطات المحلية يضع سقفا على كمية القاذورات التي يمكن ضخها في مياه المحيط. خطر ببالي أن مشروع تنقية مياه الصرف من المواد الملوثة سيساعد المدينة، إلا أنني كنت مدركا أن السلطات لن تضخ أموالا طائلة لتنقية مياه الصرف التي تصب في نهاية الأمر في المحيط. لمعت في ذهني فكرة «تبن موردا مائيا»، التي تعتمد على الوصول إلى شركات لإقناعها بدفع مبالغ معينة لوضع إعلاناتها على لوحات في الطرق والساحات، بحيث تذهب نسبة من عائدات الإعلانات لتمويل مشاريع تنقية مياه الصرف الصحي. وتحتوي الإعلانات على رسالة بيئية مثل «رجاء لا ترم القاذورات في مجاري المياه»، ومقابل ذلك نحصل من سلطات المدينة على مساحات إعلانية مجانية في الطرق والساحات، نستخدمها لوضع إعلانات الشركات المشاركة في المشروع.

لم تكن لدي أي خبرة آنذاك في مجال الإعلام، لكنني كنت أعرف أننا نحتاج إلى أكثر من وسيلة لإيصال رسالتنا البيئية إلى المستهلك، لذلك بادرت إلى الاتصال بمؤسسة «سي بي إس» التي تملك أذرعا إعلامية كثيرة ومحطات إذاعية وتلفزيونية في مختلف المدن.

لقد واجهنا صعوبات كثيرة في البداية لكي نخترق السوق الإعلانية ونقنع الشركات بقدرتنا على إيصال إعلانها إلى المستهلك محتويا رسالة توعية بيئية مقنعة.

* شركة «إيكو ميديا» من خلال الشراكة مع «سي بي إس» تعاونت مع عمدة مدينة ميامي في برنامج بيئي. بعدها بفترة اختيرت ميامي كأنظف مدينة كبيرة في الولايات المتحدة. كيف حققتم ذلك؟

- لا أريد أن أستحوذ على ذلك الإنجاز، فنحن كنا جزءا من برنامج نفذه عمدة ميامي الذي قام بإطلاق برامج كثيرة أسهمت كلها في جعل ميامي أنظف مدينة كبيرة في الولايات المتحدة.

شاركنا في حملات بأكثر من لغة في المدينة لتوعية الناس بمسألة البيئة ولتمويل مشروعات في ميامي. وعملنا مع العمدة لتمويل مشروع جعل مكاتب بلدية المدينة تعمل بالطاقة الشمسية بشكل كامل، كما زودنا مباني البلدية بلمبات إضاءة تستهلك طاقة أقل لكنها تقدم إضاءة أفضل.

كذلك أدخلنا شعار «مناطق بيئية» بحيث نمول مشروعات في منطقة معينة لجعلها صديقة للبيئة مثل تركيب إضاءة خاصة في المدارس لتوفير الطاقة أو توعية الطلاب بمسابقات في مجال حماية البيئة، وهو أمر يشجع الشركات المحلية على الإعلان معنا لأنها تعلم أن إعلاناتها ستحمل رسالة توعية بيئية، كما أن جزءا من عائدات تلك الإعلانات سيوجه لتمويل مشاريع محلية تسهم في حماية البيئة.

* هل تشعر بالإحباط أحيانا بسبب صعوبة إقناع الناس بمسألة حماية البيئة؟

- لقد وجهت كل طاقاتي للعمل في مجال حماية البيئة، وما أقوم به والتكريم الذي أحصل عليه يعطيني دائما حافزا إضافيا لمواصلة العمل في هذا المجال. لا أريد العمل في أي مجال آخر. أريد القيام بكل ما يمكنني من أن أسهم بشيء في هذا المجال.

المليونير الأخضر

* رجل الأعمال الأميركي بول بوليزوتو، يحق أن يوصف بـ«المليونير الأخضر» لأنه كوّن ثروته من خلال مشروعات وأفكار ترتبط مباشرة بحماية البيئة.

يبلغ من العمر 47 عاما ودخل مجال الأعمال عندما كان عمره 26 عاما بمبلغ 15 ألف دولار استثمرها مع شريك آخر في أولى شركاته في كاليفورنيا.

بعد 13 عاما باع حصته في الشركة الأولى بملايين الدولارات ليؤسس شركته الحالية «إيكو ميديا» التي جعلته أحد رواد «الإعلان الأخضر» واختير في عام 2008 ضمن أبرز 10 مستثمرين في مجال حماية البيئة. وفي عام 2009 منحه مؤتمر عمد المدن الأميركية جائزة التفوق في مجال الشراكة بين القطاعين الخاص والعام.

تنفذ شركته «إيكو ميديا» خلال العام الحالي بالشراكة مع مؤسسة «سي بي إس» الإعلامية الأميركية «مبادرة المدارس الخضراء» لتنفيذ مشروعات إنارة وتشجير صديقة للبيئة في مدارس سان فرانسيسكو وشيكاغو وميامي.

يعيش في كاليفورنيا مع زوجته وطفلتيه.