«نيوز وورلد» تطرح «واشنطن تايمز» للبيع

بسبب تراجع التمويل القادم من كنيسة التوحيد

تراجع التمويل يتسبب في عرض صحيفة «واشنطن تايمز» للبيع («نيويورك تايمز»)
TT

يُجري المديرون التنفيذيون لصحيفة «واشنطن تايمز» مفاوضات من أجل بيع الصحيفة بعد أن وقفت عائلة القس صن ميونغ مون الدعم السنوي الذي دأبت على تقديمه لها البالغ 35 مليون دولار الذي حافظ على استمرار الصحيفة التي تدعمها كنيسة التوحيد.

وقال نيكولاس شيايا، وهو عضو بمجلس إدارة الصحيفة المكون من فردين اثنين، ورئيس مؤسسة «يونايتد برس إنترناشيونال» التي تدعمها الكنيسة، في تصريح يوم الخميس الماضي، إن الشركة «دخلت أخيرا في نقاشات مع عدد من الأطراف المهتمة بشراء (واشنطن تايمز) أو الدخول في شراكة معها». وقال إن النقاشات «جزء من جهد استراتيجي من أجل ضمان استمرار الصحيفة». وأوضح عدد من مسؤولي الصحيفة الحاليين والسابقين أن من بين المتقدمين لشراء الصحيفة مدير تحريرها السابق جون سولومون الذي استقال من الصحيفة في نوفمبر (تشرين الثاني)، وأقنع في ما بعد مجموعة من المستثمرين لشراء الصحيفة أو تدشين صحيفة جديدة تحت اسم «واشنطن غارديان». وقال مسؤولو شركة «تايمز» إنهم دخلوا في مناقشات في مستثمرين محتملين آخرين.

وقد رفض سولومون الذي عمل صحافيا لدى «واشنطن بوست» قبل أن يعمل في وظيفة المحرر عام 2008، التعليق على الأنباء. وجاء الإعلان تتمة لسلسلة من التطورات داخل الصحيفة. وفي 25 أبريل (نيسان)، أعلن جوناثان سلفين، الناشر في الصحيفة، أن الشركة لن تمدد عقدا مدته ستة أشهر معه وينتهي يوم الجمعة.

وفي خطاب إلى فريق العمل، كتب سلفين أنه أصبح «من الصعب بدرجة كبيرة لي ولفريقي في القيادة أن نعمل مع مجلس إدارة (واشنطن تايمز)»، مشيرا إلى أنه يلعب «دورا تطفليا» وليس لديه خبرة في قطاع الصحف.

وقال إن المديرين «إما غير مهتمَّين بمساعينا وإما لا يعلمان شيئا عنها، وهو ما جعل الأمر أكثر صعوبة». يشار إلى أن مجلس الإدارة الآخر إلى جانب تشيايا هو ريتشارد ووجيسك.

وبدأ جزء كبير من اللغط داخل الصحيفة العام الماضي عندما حوّل مون، الذي يبلغ حاليا من العمر 90 عاما، إمبراطوريته إلى ابنته وأبنائه الثلاثة. وتبع ذلك خلاف داخلي، وأصبح القس هيونغ جين مون، وهو الابن الأصغر، زعيما دينيا داخل الكنيسة فيما أصبح أخوه الأكبر هيون جين مون رئيس «نيوز ورلد للاتصالات».

ومع تغير قيادة الشركة، تراجع جزء كبير من الدعم الذي تقدمه الكنيسة، وقامت الصحيفة بتقليل عدد العاملين بها إلى أقل من النصف وألغت بعض الأقسام.

جاستن مون الذي اختير من قِبل والده لإدارة الكثير من الشركات التابعة للكنيسة في آسيا قام بخفض الإعانة السنوية المقدمة للصحيفة، مما اضطر المسؤولين التنفيذيين للصحيفة، يقودهم الابن الأكبر لمون، بريستون، إلى البحث عن مصادر تمويل في مكان آخر. وفي غضون ذلك قلصت الصحيفة عدد العاملين في غرفة تحرير الأخبار بأكثر من النصف، من 225 في عام 2002 إلى نحو 70 شخصا، كما عمدت إلى رفع سعر الصحيفة، وقلصت بشكل متعمد تكلفة التوزيع لخفض التكاليف، كما قلصت من ملاحق الأخبار المحلية والرياض، وقاموا بفصل أو طرد عدد من المسؤولين التنفيذيين الكبار في الصحيفة، بما في ذلك ناشرها في وقت سابق من الأسبوع الماضي. وقال الكثير من الصحافيين إن معظم العاملين يسعون لمغادرة الصحيفة.

تعاني الصحيفة من ضيق الموارد المالية حتى إنها لم تتمكن من دفع بعض فواتيرها الخاصة بالصيانة الأساسية، مثل التعاقد مع إخصائي إبادة الحشرات للتعامل مع الفئران والثعابين التي تتسلل إلى داخل المبنى الكائن في جادة شارع في نيويورك شمال شرقي المدينة.

وقالت جوليا دوين مراسلة الشؤون الدينية في الصحيفة: «إن الجميع يشعرون أنهم يركبون سفينة بلا ربان. فلا أحد يعلم من الذي يديرها! أهو مجلس الإدارة؟ نحن لا نعرف. كان في قاعة المؤتمرات الرئيسية ثعبان طوله ثلاثة أقدام في قاعة المؤتمرات الرئيسية قبل فترة. وكان في غرفة تحرير الأخبار ثعابين أبعدها واحد من رجال الأمن بشجاعة».

وقد رفض رئيس تحرير الصحيفة سام ديلي التعليق، حيث أشار شيايا إلى إنه لن يتمكن من إجراء مقابلات قبل الأسبوع المقبل. فيما رفض مدير الصحيفة الآخر ريتشارد وتشيك الرد على المكالمة الهاتفية لاستطلاع رأيه. وقال تشيايا في بيان مكتوب إن «جهود بيع الصحيفة» جزء من جهد استراتيجي لضمان استمرار إصدار الصحيفة، مشيرا إلى أن لمعوقات التي تواجهها الصحيفة لا تختلف عن تلك التي تمر بها المؤسسات الإخبارية الأخرى وأن «التايمز» حسنت من موقفها مقارنة بموقفها في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2009، بنحو 50%. ويشير مديرون سابقون وحاليون طلبوا عدم ذكر أسمائهم خشية التعرض للملاحقة القضائية أو الانتقام من رؤسائهم، إلى أن الصحيفة تناضل لدفع ديونها التي تقدر بملايين الدولارات.

معدلات توزيع الصحيفة غير معروفة لأن الصحيفة توقفت عن إبلاغ مكتب إحصاء التوزيع في عام 2008، عندما كانت الصحيفة توزع 86.710 نسخ خلال أيام الأسبوع و37.259 نسخة خلال أيام الآحاد. وأشار شيايا إلى أن نسبة توزيع الصحيفة التي باتت تنشر خلال أيام الأسبوع فقط بلغت 50.000 نسخة لكن المديرين التنفيذيين للصحيفة قالوا إنها تبلغ نحو 42.000، كما انخفضت نسبة اشتراكات المنازل نحو 25.000.

وتحرك جوستين مون في يوليو (تموز) الماضي لخفض دعم الأسرة للصحيفة - ضخ القس مون نحو مليارَي دولار في الصحيفة منذ تأسيسها في عام 1982، وفقا للموظفين الحاليين والسابقين - كجزء من العداء بين أبناء مؤسس الكنيسة. وخلال العام الماضي، أصدر بريستون وشقيقه الأصغر شون القمر مذكرات تدّعي السلطة على أجزاء مختلفة من الإمبراطورية والدهما التجارية العالمية.

بعد حرمانها من مصدر التمويل الرئيس لها، أمر بريستون مون المديرين التنفيذيين لـ«التايمز»، الذين كان يقودهم في ذلك الوقت الناشر توماس ماكديفيت، بإجراء تخفيضات كبيرة في أعداد العاملين. وفي نوفمبر تم فصل ماكديفيت ومديرين تنفيذيين في الصحيفة.

ومنذ مغادرته لـ«التايمز» سعى سولومون، الذي أسهم في إصدار «إنرجي غارديان» (خدمة إخبارية تقدم تقارير حول قضايا البيئة والطاقة) لشراء «التايمز» أو بدء صحيفة خاصة به، بحسب مسؤولين في «التايمز».

وأشار مسؤول رفيع في الصحيفة إلى أن سولومون حاول بناء تحالف مع ماكديفيت ومجموعة من المستثمرين لشراء «التايمز»، لكن ذلك التحالف انهار. ووجد سولومون مجموعة أخرى من المستثمرين الذين تقدموا بعرض لشراء الصحيفة أواخر العام الماضي، لكن العرض رُفض لأنه غير ملائم. وقال بريستون لمساعديه إنه قد يقبل عرضا بين 10 و15 مليون دولار. وقد رفض المتحدث باسم كنيسة التوحيد التعليق على الأنباء.

يُذكر أنه بدأ نشر صحيفة «واشنطن تايمز» في 1982، وهي تصف نفسها بأنها قوة موازية فكريا لصحيفة «واشنطن بوست». وكانت «واشنطن تايمز» مفرخا للكثير من الصحافيين المحافظين الشباب، ومن بينهم توني بلانكلي والراحل توني سنو. وعلى الرغم من أنها لم تعد تورد أرقام توزيعها إلى مكتب مراجعة الدوريات، يُعتقد على نطاق واسع أنها تبيع أقل كثيرا من 100 ألف نسخة في أيام الأسبوع عدا العطلات.

* خدمة «نيويورك تايمز»

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»