محادثات بين «سي إن إن» و«سي بي إس» لجمع الأخبار معا

حديث عن صفقة تم التوصل إليها بقيمة 10.8 مليار دولار

كريستيان هانسن انتقلت إلى صحيفة «نيويورك تايمز» («نيويورك تايمز»)
TT

دخلت شبكتا «سي إن إن» و«سي بي إس»، وهما الزوجان اللذان بينهما تاريخ طويل من المغازلة، في محادثات مباشرة الأسبوع الماضي بشأن اندماجات واسعة النطاق بين مصادر الأخبار لديهما، وفقا لما ذكره عدد من المسؤولين التنفيذيين المطلعين على المناقشات.

واستقرت النشرة الإخبارية في «سي بي إس»، التي كان يقدمها في الماضي والتر كرونكايت، في المكان الأخير في السباق حول نشرة أخبار المساء لمدة 12 عاما. كما أن برنامجها الصباحي «إيرلي شو»، يلي على الدوام «إن بي سي» و«إيه بي سي». وقادت التكلفة العالية لجمع الأخبار الشبكات الثلاث (وآخرها «إيه بي سي») إلى القيام بخفض عدد العاملين لديها بصورة كبيرة. وعلى الجانب الآخر، واصلت «سي إن إن» تعيين موظفين جدد لديها. ومن المحتمل أن تكون «سي بي إس» أدركت التوفير الكبير في التكلفة إذا ما مكنت أي صفقة الشبكة من الاعتماد على مزيد من مصادر جمع الأخبار لدى «سي إن إن». وتتابع المباحثات الحالية، التي تم الحديث عنها يوم الثلاثاء على الموقع الإلكتروني لمجلة «نيويورك»، عن كثب صفقة تم التوصل إليها في الفترة الأخيرة بقيمة 10.8 مليار دولار بين «سي بي إس سبورتس» و«تورنر سبورتس»، وهي ذراع أخرى لشركة «تايم وارنر»، وهي الشركة الأم لـ«سي إن إن». وخلقت هذه الصفقة شراكة بهدف مشاركة الحقوق المستقبلية لأخبار بطولة كرة السلة التي تجريها الرابطة الوطنية للطلبة الرياضيين.

وفيما وصفه الكثير من المسؤولين التنفيذيين بأنه الاتصال المنطقي بين محادثات الرياضة والأخبار، يعد سيان ماكمانوس، وهو رئيس «سي بي إس سبورتس»، أيضا رئيس «سي بي إس نيوز».

ورفض كبار المسؤولين التنفيذيين في «سي بي إس»، بينهم ماكمانوس وليزلي مونفيز، رئيسة «سي بي إس»، التعليق حول أي محادثات جارية مع «سي إن إن». إلا أن أشخاصا آخرين مطلعين على الموقف قالوا إن المناقشات بين الشركتين حول تجميع المصادر الإخبارية استؤنفت مجددا في الأسابيع الأخيرة، لكنهم شددوا على أنه ليس هناك اتفاق وشيك. ورفض جميع هؤلاء الأفراد الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخول لهم مناقشة الاتفاق. علاوة على ذلك، واجهت «سي إن إن» الأرقام الخاصة بمستوى أدائها مؤخرا. ورغم استمرارها في تحقيق أرباح (حيث كشفت الأرقام تنامي عائداتها للعام السادس على التوالي) فإن الكثير من البرامج البارزة لديها عانت من تراجع مستمر في معدلات الإقبال على مشاهدتها العام الماضي.

في أبريل (نيسان)، من بين المشاهدين الذين تستهدفهم بالدرجة الأكبر جهات الإعلان في المحطات الإخبارية - وهم المنتمون للفئة العمرية بين 25 و45 عاما - جاءت «سي إن إن» في المرتبة الرابعة والأخيرة في القدرة على اجتذاب الجمهور خلال وقت الذروة بين الشبكات الإخبارية، بعد «فوكس نيوز» و«إم إس إن بي سي» وشقيقتها «إتش إل إن».

الملاحظ أيضا أن مستوى الإقبال على بعض ألمع الأسماء بين محاوري «سي إن إن»، بما في ذلك أندرسون كوبر ولاري كينغ، تراجع بنسبة تجاوزت 30 في المائة.

جدير بالذكر أن «سي بي إس» و«سي إن إن» لهما تاريخ من التعاون، حيث قدم مراسلا «سي إن إن»، كريستيان أمانبور وكوبر، تقارير من وقت لآخر لصالح برنامج «60 دقيقة» الشهير الخاص بـ«سي بي إس» (يوجد اسم كوبر بقائمة مراسلي البرنامج).

المعروف أن «سي بي إس» و«تايم وارنر» شريكان في الكثير من النشاطات التلفزيونية الأخرى. على سبيل المثال، يتشارك الجانبان في ملكية شبكة إذاعية تعمل لجزء من الوقت وتدعى «سي دبليو» (ترمز «سي» إلى «سي بي إس»، بينما ترمز «دبليو» إلى «وارنر»). ويمد استوديو تلفزيون «وارنر براذرز» بمجموعة من أفضل برامجه المخصصة لأوقات الذروة، بينها أفضل مسلسلين كوميديين «تو آند هالف مين» و«ذي بيغ بانغ ثري»، علاوة على مسلسلات درامية مثل «منتاليست». ولكن نبه مسؤولون تنفيذيون كثر إلى أنه سيكون من الصعب إتمام اندماج كامل بين «سي بي إس نيوز» و«سي إن إن» وذلك لأسباب عدة. أولا: ستظهر مشكلات تتضمن عقود نقابية، حيث إن شعبة الأخبار في «سي بي إس» نقابية، فيما شعبة الأخبار في «سي إن إن» غير نقابية. وربما تجري إعادة التفاوض بخصوص العقود الخاصة بالموظفين الذي يعملون على الهواء.

وسيتعين التعامل مع قضية أعاقت جهودا سابقة لـ«سي بي إس» و«إيه بي سي» للاتحاد مع «سي إن إن»، وهي: أي جانب سيكون له السيطرة التحريرية على البرامج الإخبارية؟

وفي أي اتحاد مستقبلي، من المتوقع أن مجلة «60 دقيقة» ستكون منفصلة، وستعمل كوحدة مستقلة، وذلك حسب ما يقوله الكثير من المسؤولين التنفيذيين. لكن، من المتوقع إجراء تعديلات أكبر على طريقة إدارة العاملين لتوفير فرص أفضل للتعاون بين المؤسستين. وفي مثال ذكره يوم الثلاثاء شخص ناقش احتمالية شراكة موسعة، يمكن أن تنتقل مذيعة «سي بي إس» كاتي كوريك من الشبكة إلى «سي إن إن» لتستمر في تغطيتها لقصة تتشكل.

وعلى سبيل المثال، بعد أن غطت كوريك تعليقات الرئيس أوباما بخصوص المشتبه في ضلوعه في محاولة التفجير بميدان تايمز لنحو خمس دقائق يوم الثلاثاء، يمكن أن تتحول إلى «سي إن إن» لاستكمال التغطية، وذلك حسب ما قاله أحد المسؤولين التنفيذيين. وربما يروق هذا الأمر إلى كوريك، التي ينتهي تعاقدها مع «سي بي إس» العام المقبل.

وخلال عرض تقديمي لأصحاب الإعلانات الشهر الماضي أثنى رئيس «سي إن إن» داخل الولايات المتحدة جوناثان كلين على قناته، وقال «سنستمر في تطوير طرق جمع الأخبار واتجاهات البرامج».

ومن المحتمل أن تطرح أسئلة كثيرة على «سي بي إس» بخصوص شراكة محتملة، عند نشر تقارير عن الأرباح ربع السنوية (الأربعاء).

* ساهم في التقرير براين ستيلتر

* خدمة «نيويورك تايمز»