لاري كينغ وخروج مشرف من «سي إن إن»

بعد مرور 25 عاما على بقائه في البرنامج نفسه على الشبكة نفسها

لاري كينغ («نيويورك تايمز»)
TT

في مطلع يونيو (حزيران)، احتفل لاري كينغ من «سي إن إن» بمرور 25 عاما على بقائه في البرنامج نفسه على الشبكة نفسها، ويُعد ذلك إنجازا بارزا في قطاع يتميز بالتقلب، وانضم إليه في برنامجه خلال أسبوع بيل غيتس وليبرون جيمس والرئيس الأميركي أوباما بسبب هذه المناسبة. ولا يُعد ذلك شيئا سيئا بالنسبة إلى معلق رياضي سابق لـ«شرفبورت ستيمر» بدوري كرة القدم الدولي.

ولا شك في أن الشيء الأكثر إثارة خلال الأسبوع يرتبط بنجمة البوب اللامعة والفنانة الاستعراضية لادي غاغا. وخلال مقابلته معها، حاول الشخص الذي يرتدي حمالات بنطال سوداء وقميصا أبيض العثور على رابط بين الأجيال، مع إظهار الجد والمرح.

كانت لادي غاغا هي التي ترتدي هذه الحمالات المميزة تكريما له (ووصفته بـ«الملك لاري»). وظهرت في بث عبر الأقمار الصناعية، لكن بدا وكأن كينغ يتصل من مجموعة شمسية بعيدة. ترك العديد من الإجابات المدهشة من دون متابعة، وتطرق إلى السؤال «هل هناك أي حدود لن تتخطيها؟» طرح عليها هذا السؤال بصورة رائعة، من دون أن يذكر أي سؤال حساس.

وبهذه المقابلة مع لادي غاغا، طرح كينغ موضوعا مهما. إذا كان لم يعد في استطاعته الوصول إلى المستوى المنشود، ألا يتعين على «سي إن إن» أن تفكر بجدية في الأمر؟

وكما أورد زميلي براين ستلتر الشهر الماضي، فقد تراجع جمهور كينغ بمقدار النصف منذ الانتخابات الرئاسية، ليصل إلى متوسط نحو 725000 مشاهد فقط في الليلة، وهو الرقم الذي جعله يأتي وراء سين هانتي من «فوكس نيوز» وراشيل مادوو على «إم إس إن بي سي»، وفي بعض الأحيان وراء «جوي بيهار شو» الجديد نسبيا على «إتش إل إن»، الشبكة الشقيقة لشبكة «سي إن إن».

ومن المقرر أن ينتهي تعاقد كينغ بعد عام من الآن، وعلى الرغم من أن «سي إن إن» لم تذكر تعليقا خاصا عمّن سيخلفه، ذكرت متحدثة باسم الشبكة أن كينغ لا يزال يمثل عنصر قوة داخل الشبكة بغض النظر عما تقوله التقييمات. وقالت المتحدثة كريستا روبنسون: «لم ير العالم مضيف برنامج حواري أفضل أو أكثر تأثيرا من لاري كينغ. وفي الوقت الذي تذكر فيه وسائل الإعلام تكهنات عن دوره، نجد لاري منشغلا ببرنامج تلفزيوني طويل ليلة الاثنين من أجل جمع الأموال للمساعدة على تنظيف الخليج على غرار 10 ملايين دولار تقريبا تمكن من جمعها لإغاثة المتضررين من زلزال هايتي قبل أشهر قليلة. ويعد هذا الأثر والتأثير نادرا بصورة استثنائية».

شيء رائع أن نجد الشبكة تدعم موهبة ساعدت على بناء هويتها، ولكن هل هذه هي الطريقة التي تريد «سي إن إن» للأمور أن تسير عليها؟ لم تأت فكرة أن حقبة كينغ تنتهي من فراغ، فدائما ما كانت لديه الرغبة، وقدم برامج جيدة بينما كان يشق طريقه من أجل الحصول على حقائق أفضل مستخدما منحى رائعه مع أفراد مشهورين يستحقون التغطية. ولم يعد ذلك مستمرا.

ويوم الخميس، تناول كينغ الشهادة الذي أدلي بها داخل الكونغرس حول شركة «بي بي» مع أربعة معلقين مسيّسين بدرجة كبيرة وفشل في ترويض الأسود. وكانت كل فقرة في البرنامج تنتهي بكلام جانبي لا يجب مشاهدته. وفي مطلع الأسبوع، تحدث عن الخليج عن طريق إجراء مقابلة مع سامي كيرشو، وهو مغن ومرشح لمنصب نائب حاكم لويزيانا، ولكن بدا بلا سيطرة على الأمور عندما تمكن كيرشو من اختطاف البرنامج وتلا فقرة إعلانية عن جوانب الروعة في الطعام البحري من الخليج من ملاحظات مكتوبة على ورقة.

وفي الأسبوع نفسه، مال برنامجه إلى الجانب الشعبي من الأخبار، وذلك عبر مقابلات مع عائلة امرأة قُتلت من بيرو، وهي جريمة القتل التي اتهم بارتكابها جوران فان در سلوت. ويُشتبه في أن فان در سلوت له علاقة في حادث اختفاء ناتالي هولواي من ألاباما في أوروبا.

وكانت المقابلة عبارة عن وقفات طويلة وتساؤلات حول أشياء غريبة - «إلى أي مدى كنت تعرف أخت الزوجة؟» - وكان ذلك غريبا بالنسبة لمؤسسة كابلية بارزة.

لن يحل أحد مكان كينغ. وكما يشير روبرت تومبسون، أستاذ التلفزيون والثقافة الشعبية في جامعة سيراكيوز، فإن كينغ يجمع ما بين مذيع من المدرسة القديمة وعارض مسرحي. ويقول ثومبسون: «عندما تشاهد لاري كينغ وهو يجري مقابلة مع لادي غاغا تجد أنه يبدو مثل فنان استعراضي يوضح الأشياء من دون الكثير من الكلام. ودائما ما كان يفسر الأمور، ولا تريده أن يصبح أضحوكة».

ولا ترتبط المشاكل في برنامج «لاري كينغ مباشر» بدرجة كبيرة بعمر مضيف البرنامج (76 عاما)، بل ترتبط بدرجة أكبر بالحاجات المستمرة الدائمة لبرنامج يومي يقدمه رجل واحد يحاول أن يجمع الأحداث الثقافية والحياتية. ويبلغ تشاري روز من العمر 68 عاما، ولكن لا يتعين عليه أن يسعى من أجل تحقيق شعبية، وهو غير مضطر لأن يقضي وقتا مع المتسابقة السابقة للحصول على لقب ملكة جمال أميركا كاري بريجين، إذا قامت بخلع قميصها.

وتكمن المشكلة الأكبر في أن «سي إن إن» لديها أكثر من مشكلة، فقد فشل برنامجها في الساعة 7 مساء مع جون كينغ في تحقيق نجاح وتنوي كامبل براون الاستقالة عن برنامجها الذي يعرض في الثامنة مساء بسبب ضعف الإقبال.

ويجري النظر في بعض عمليات الإصلاح. وقد جذب إليوت سبتزر الشبكة الإخبارية ومالكها المؤسسة، كخيار محتمل محفوف بالمخاطر للساعة الثامنة مساء. وذُكر بيرز مورغان، وهو حكم في «أميركاز غوت تالنت» كبديل محتمل لكينغ، وكذا مضيف «أميركان أيدول» ريان سيكريست.

وسينتهي تعاقد كاتي كوريك لصالح «النشرة الإخبارية المسائية على سي بي إس» في الفترة نفسها تقريبا التي ينتهي فيها تعاقد كينغ، ومن المحتمل أن يتناسب هذا القالب مع موهبتها في إجراء المقابلات. ولكن، على ضوء عدم الاستقرار في البنية، لا توجد فرصة في الوقت الحالي لأن تفكر في الدخول إلى هذه الفترة من بث الشبكة.

ويوجد خيار آخر بالنسبة لـ«سي إن إن». التفكير في الانتقال بين توم بروكاو وبريان وليامز – وهذا أمر جميل ومربح، مع صعود وليامز وسط التقييمات كوريث.

ولكن، لماذا لا يتم الإعلان عن أن كينغ سيختم عمله خلال عام؟ يمكن الاعتماد على أوباما وزوجته وكلينتون وزوجته وجورج بوش وزوجته ومارثا وجون ستيوارت، مع أشباه تايغر وأوبرا.

لقد أثبت أسبوع الذكرى الخامسة والعشرين أن كينغ لا يزال يحرك التقييمات، وفي هذه الأثناء يمكن أن تتفاوض «سي إن إن» مع كينغ كي يخلي بعض الليالي لإعداد مجموعة من الطامحين.

ويمكن أن يُثمر عاما من البدلاء خليفة مألوفا للمشاهدين. وفي الوقت الحالي، تسيطر على كينغ التقارير الشعبية، ويتراجع في التقييمات، ويخوض معركة يومية لاستضافة البرنامج على مدار خمسة أيام في الأسبوع. وكلما زادت موهبة الشخص، كانت النهاية حساسة. ولنفكر في خروج هيلين توماس، الذي لم يكن جيدا للجميع.

* خدمة «نيويورك تايمز»