فلسفة مصممي الديكور تدخل إلى مجلات الإنترنت

«لوني» حازت إعجاب دوائر المصممين والمعلنين والناشرين بعد إصدارها العدد الأول

TT

يقضي مصممو الديكور ساعات يتصفحون المجلات الفخمة، ينقبون الصفحات بحثا عن وسادة أو لون قد يفيدهم في تنفيذ تصميمات قادمة. ولكن ماذا سيفعل هؤلاء المصممون إذا توقفت المجلات المطبوعة؟

كان هذا الموضوع مثار حديث ميشيل آدامز، 27 عاما، مساعدة تسويق سابقة في مجلة دومينو، وباتريك كلاين، 34 عاما، مصور، في مايو (أيار) من عام 2007 بعد أن أوقفت مؤسسة «كوندي ناست» مجلة «دومينو»، أفضل مجلة تصاميم منزلية على لائحتها. وعلى مائدة العشاء في مطعم تشيليز أبدى الزميلان حزنا شديدا على مجلات الديكور مثل «غاردن»، ودار بينهما حديث باسم حول فكرة بدت حلما بإنشاء مجلة خاصة بهما.

وتقول آدامز، التي تعمل أيضا مصممة ملابس: «الناس تحن إلى كل المجلات التي توقفت، وقد كان أمرا مثيرا للإحباط حقا ألا تظهر مجلة جديدة».

أنشأ الشريكان مجلة «لوني»، على الإنترنت، والتي أصدرت عددها الأول في شهر أكتوبر (تشرين الأول) والتي حازت إعجابا كبيرا من دوائر المصممين والمعلنين والناشرين.

تشبه «لوني» في شكلها وعملها أي مجلة مطبوعة لا كموقع أو مدونة على الإنترنت، ففيها صفحات يمكن طيها وقائمة محتويات وصفحات إعلانية كاملة. لكنها تقدم فوائد الإنترنت أيضا مثل خاصية التكبير والتصغير للصور وإمكانية النقر على الصور لذا يمكن للقارئ تفحص مصباح معروض في صورة لغرفة نوم شخص ما والضغط عليه لشرائه.

ربما لا يزال العديد من القراء يميلون إلى الطريقة القديمة في القراءة من التمدد على الأريكة وتصفح المجلات ذات الأوراق المصقولة والصور الأنيقة، لكن توقف المجلات بنفس الصورة التي توقف بها «دومينو» و«غورمنت»، أجبر القراء على اللجوء إلى أماكن أخرى. بيد أن مواقع المجلات مثل «لاكي» و«بون أبيتيت» و«أركيتشرال دايجست» على الإنترنت إما أنها تفتقر إلى التطوير أو تختلف بصورة كبيرة عن نظيراتها المطبوعة.

عدد قراء مجلة «لوني» لا يزال صغيرا إلى حد ما، فمنذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي زار موقع المجلة 600000 شخص، لكن التشويق الذي أحدثته المجلة منخفضة التكاليف بين الناشرين والمعلنين يحمل توقعات بإصدار مطبوعات غنية بالصور تغطي الموضة والسياحة والطعام. وهذا صحيح نوعا ما، خاصة مع الآفاق التي تفتحها أجهزة جديدة مثل «آي باد» التي تجعل القراءة على الإنترنت تجربة أشبه بقراءة المجلات المطبوعة.

وقد أعلنت المجلة يوم الاثنين الماضي أنها تلقت مبلغا لم يكشف عنه من كريستوف ماك، المصرفي الذي يعمل في مجال الاستثمار وشركات الإنترنت الصغيرة وشركة «ركيستوفر بورش»، المستثمر المغامر ومؤسس علامة «توري بورش» للأزياء.

وقال ماك: «مجال تصميم الديكور الداخلي مشوش إلى حد بعيد، فهناك مبالغ ضخمة من المال تنفق فيه وهي غير مربحة على الإطلاق لذا بدا من الأفضل استخدام التكنولوجيا عالية الجودة».

تصدر «لوني» شهريا مستخدمة موقع Issuu كمنصة على الإنترنت مقابل 19 دولارا شهريا. وبمقدور أي شخص تحميل ملفات «بي دي إف» وإنشاء مجلة على الموقع تبدو أشبه بالمطبوعة.

ويقول أستريد ساندوفال، المسؤول التجاري لموقع Issuu: «الموقع متواصل ودائم التغير، حيث تنطلق عليه العديد من المطبوعات ثم تغلق، لكننا نريد أن نعيد تأسيس أفضل تجارب القراء المطبوعة، حيث يتوقع أن يقضي الأفراد ثلاث ساعات كاملة في القراءة ويعززونها بالعالم الرقمي».

في العدد الأول من المجلة، طلبت آدمز وكلاين من المصممين ورؤساء تحرير مجلات الديكور الذين التقياهم في السابق السماح لهما بتصوير منازلهم، وهو ما تطلب منهما إنفاق 1000 دولار واستعارة سيارة والدي آدامز للتنقل إلى أماكن التصوير، وقايضا معالجة الصور والأدوات بالإعلانات المجانية.

اعتقدت آدامز وكلاين أن «لوني» لن ترقى إلى أكثر من مجرد هواية إلى جانب أعمالهما اليومية واتجها إلى باريس من أجل قضاء العطلة والتقاط المزيد من الصور. وعندما عادا من عطلتهما اكتشفا أن صندوق بريدهما مليء برسائل من المعلنين الراغبين في شراء أماكن للإعلان في العدد الثاني. وقاما باستئجار وكلاء إعلانات دون الالتقاء بهم شخصيا في اليوم ذاته.

«بالارد ديزاينز»، شركة الأثاث المنزلي، كانت أولى الشركات التي طلبت الإعلان على موقع المجلة، ووضعت إعلان مشابها للذي تضعه في الصفحات المطبوعة لكنهم عرضوا 15 في المائة تخفيضا لمن يطلب شراء منتجات الشركة عبر الإنترنت.

ويقول جيمس بوب، مدير تطوير الأعمال والتوزيع في بالارد: «وجدنا أن الإعلان على الإنترنت لم يكن فاعلا بالنسبة لنا لكن فكرة الطلب عبر النقر على الصورة وشكل الإعلان أدهشنا بنجاحه الكبير».

كما قامت شركات أخرى مثل «كيت سبيد»، شركة صناعة الحقائب الجلدية وتصميمات الديكور، وشركة «ميتشل غولد»، شركة أثاث، وموقع «وان كنغز لان»، لمبيعات ديكورات المنازل، بالإعلان على موقع «لوني» أيضا.

إدارة وتشغيل «لوني» منخفضة التكاليف أذهلت العاملين في الصناعة، حيث تقوم آدامز بالتحرير والتنسيق، فيما يقوم كلاين بالتصوير، وقد استأجرا مساعدة تقوم بحضور التصوير والتقاط صور خاصة بها حتى تتمكن من معرفة مصادر قطع مثل الأرائك وقطع الأثاث الأخرى لنشرها في المجلة. أضافت المجلة مقاطع فيديو تعليمية لكيفية البحث على موقعها حتى يتمكن القراء من البحث عن كل غرف النوم الموجودة على الموقع، والسماح للأفراد بإنشاء سجل قصاصات، في القسم الخاص بمحبي التصميم.

في أحد الأعداد قاموا بتصوير منزل إيدي روس، الذي يدير شركة تصميم والذي عمل في السابق مدير تحرير الموضة في «مارثا ستيوارت ليفنغ».

يقول روس: «يتطلب التصوير المثالي لمجلة (مارثا ستيوارت) وجود سبعة مصورين واجتماعات حول الألوان واجتماعات بشأن الاجتماعات. كان الأمر مثيرا للجنون فقد تضطر إلى تركيب غرفة بها أثاث بقيمة 300000 دولار، وتحوي طاولة قهوة يبلغ ثمنها 40000 دولار».

تعرض «لوني» الديكورات الخاصة بالأفراد بدلا من الاستعانة بقطع من شركات الأثاث لإعادة تنفيذ ديكورات المنازل كما تفعل العديد من المجلات. وفي حال منزل روس، لم يستخدموا سوى مصابيح وجدوها في متاجر «غودويل».

هذا التكنيك زود المجلة بالقابلية التي اشتهرت بها دومينو. فيقول كلاين: لم تكن جامدة، إذ نعمد إلى ترك المصابيح والحيوانات في اللقطات. ليوم تصوير كامل من أجل المجلات المطبوعة يلزم كلاين الحصول على أربع صور، بينما في «لوني» يحتاج إلى 27 صورة.

وقال آدم بينبيرغ، أستاذ الصحافة في جامعة نيويورك: لا أحد في الصناعة يقول إن المجلات التي تسير على نفس منوال «لوني» ستنقذ صناعة النشر لكنها تفتح طريقا أما أجهزة القراءة الإلكترونية مثل «آي باد». ودائما ما تحاول المطبوعات تقليد ما نشر من قبل.

لكنه أضاف: سنعرف أن صيغة إخبارية ظهرت عندما تضطر إلى قراءة خبر خاص على جهاز «آي باد» لتفهم محتواه بصدق، وعندما تحاول قراءته عبر أي وسيط آخر لن يفلح.

* خدمة «نيويورك تايمز»