العبيد أحمد مروح: هناك خطوط حمراء حيال إثارة الفتنة أو المساس بأخلاقيات وقيم المجتمع

أمين عام المجلس القومي للصحافة لـ «الشرق الأوسط»: قلق جراء تدني المهنية في الصحافة السودانية

TT

المجلس القومي للصحافة السوداني هو الجهاز المعني بالحفاظ على رسالة الصحافة والاضطلاع بدورها الإيجابي في المجتمع وإرساء قيم ومبادئ المهنة، والإسهام في وضع خطط تدريب وتأهيل الكوادر الصحافية الشابة على كافة المستويات، ولديه أجهزة رصد للكادر الصحافي إلى جانب القيام بمبادرات منها الملتقى الحواري بين قيادة مفوضية الانتخابات والرموز الصحافية والإعلامية وذلك قبل إجراء الانتخابات في أبريل (نيسان) الماضي.

وكشف الأمين العام للمجلس القومي للصحافة العبيد أحمد مروح في حواره لـ«الشرق الأوسط» عن 50 صحيفة سياسية واجتماعية ورياضية تصدر يوميا في الخرطوم، وتطبع نحو 500 ألف نسخة، ويباع منها 350 ألف نسخة منها 80 في المائة في العاصمة و20 في المائة في الأقاليم. وعزا تواضع التوزيع للصحف السودانية إلى الافتقار للمادة الصحافية الجاذبة وأنه أمر يثير قلق المجلس. وقال إن الخطوط الحمراء للصحافة تتمثل في عدم نشر معلومات متعلقة بالأمن القومي وعدم إثارة الفتن والنعرات العنصرية أو الدعوة للحرب أو العنف واحترام قيم المجتمع وصون الأعراض والأسرار الخاصة.

ونفى مروح أن يكون المجلس القومي للصحافة قد لجأ إلى إيقاف أي صحيفة بسبب رأي أو تعليق أو خبر سياسي، وأن إيقاف جريدة «رأي الشعب» الناطقة باسم حزب المؤتمر الشعبي برئاسة الدكتور حسن الترابي جاء من قبل جهات أمنية. وكشف مروح عن شكاوى كثيرة ضد صحف اجتماعية ورياضية تجاوزت الحدود الحمراء وبالغت في الإثارة وخدش الحياء العام، ولذلك لجأ المجلس إلى تعليق أو إيقاف صحف في مرات محدودة، قال إن جهات حكومية ورسمية قدمت شكاوى للمجلس ضد صحف، وأنها تلقت نصيحة المجلس بإعمال مبدأ التصويب والتصحيح في الصحيفة، فإذا امتنعت ينظر في الشكوى ضدها، وقال إن المجلس لا يبرئ الساحة الصحافية من أجندة سياسية تحاول استغلال المنابر الصحافية بدليل ما ينشر من كتابات سالبة، وإن مسؤولية اتحاد الصحافيين كبح جماح هذا النوع من السلوكيات غير المهنية. وإلى نص الحوار:

* كم يبلغ عدد الصحف في السودان؟

- يوجد لدينا 50 صحيفة، سياسية واجتماعية ورياضية، كما أن لدينا 4000 صحافي مسجل.

* كيف يتم رصد ومتابعة ما يكتب في هذا الكم الكبير من الصحف؟

- لدينا إدارة خاصة للرصد والمتابعة والتقييم وتضم خبراء وأساتذة إعلام وصحافيين يضعون تقريرا عن الأداء المهني للصحافة، ويبدون ملاحظاتهم وتقديراتهم السالب منها والإيجابي في النشر، ويسهم التقرير في معالجة القضايا المهنية، إلى جانب التشجيع والتحفيز في الأداء المهني.

* هل لدى المجلس القومي خطوط حمراء للصحافة يتعين عدم تخطيها أو تجاوزها؟

- المجلس معني بترقية مهنة الصحافة، والحفاظ على القيم وسلامة المجتمع، وقانون الصحافة يضع حدودا وحصانات وواجبات، منها عدم نشر معلومات متعلقة بالأمن القومي وعدم إثارة الفتن والنعرات والعنصرية أو الدعوة للحرب أو العنف واحترام قيم المجتمع والأخلاق العامة والقيم الدينية وكريم المعتقدات، وصون الأعراض والأسرار الخاصة وحرمات الأفراد وعدم المبالغة والإثارة في عرض ونشر الجريمة، وهذه تعتبر معايير مهنية وأخلاقية وضوابط حيوية أكثر من كونها خطوطا حمراء.

* وماذا يحدث في حالة وقوع مخالفات أو تجاوزات لهذه المعايير أو الخطوط الحمراء؟

- لدى مجلس الصحافة سلطة اتخاذ جزاءات في حالة وقوع مخالفات أو تجاوزات، تتمثل في الإلزام بحق التصحيح والاعتذار والإنذار والتأنيب المنشور، وفي حالات التجاوزات الحادة فإن القانون ينص على إيقاف الصحيفة لمدة لا تتجاوز الـ3 أيام.

* هل توجد إدارة أو جهة بالمجلس تتلقى الشكاوى من الجمهور ضد الصحافة؟

- لدى المجلس لجنة للشكاوى، وتتلقى شكاوى من أمانة الرصد من المتضررين من أفراد أو منظمات المجتمع وتخضع الشكاوى للدراسة قبل استدعاء رئيس تحرير الصحيفة المعنية.

* هل هناك حصانة يوفرها القانون للصحافي لأداء مهامه؟

- نعم يوفر القانون حقوقا وحصانات، منها عدم تعريضه لأي فعل بغرض التأثير على أدائه أو نزاهته أو واجباته المهنية وحقه في حماية مصادر معلوماته الصحافية، كما لا يجوز اعتقال الصحافي بشأن أي تهمة تتصل بالممارسة المهنية إلا بعد إخطار الاتحاد العام للصحافيين السودانيين كتابة، كما لا يجوز فصله إلا بعد إخطار اتحاد الصحافيين.

* هل أقدم المجلس على توقيع عقوبة ضد صحيفة بسبب رأي أو موقف سياسي؟

- المجلس لم يلجأ إلى إيقاف أي صحيفة بسبب رأي أو خبر سياسي.

* ماذا عن إيقاف صحيفة «رأي الشعب» الناطقة باسم المؤتمر الشعبي برئاسة الدكتور حسن الترابي؟

- قرار إيقاف صحيفة «رأي الشعب»، المجلس القومي للصحافة ليس طرفا فيه، فقد أوقفت من قبل جهات أمنية استنادا لتقديرات ومعلومات أمنية، وكانت للمجلس ملاحظات على الأداء المهني للصحيفة واستدعي رئيس التحرير أو وقعنا عليهم جزاءات وإلزاما بالاعتذار، أما الإيقاف أو التعطيل فلا علاقة للمجلس به.

* هل يلجأ المجلس القومي إلى تعليق صدور أو إيقاف صحف لتجاوزها الخطوط الحمراء؟

- لجأنا لمثل هذا القرار في مرات محدودة لتجاوز الخطوط الحمراء الخاصة بقيم وأخلاقيات المجتمع، وهي صحف اجتماعية بالغت في الإثارة وخدش الحياء العام وإثارة الغرائز، كما طبقت عقوبات على صحيفتين استخدمتا تعبيرات جارحة وخارجة على حدود آداب وأخلاقيات المهنة.

* أيهما أعلى معدلا في الشكاوى المرفوعة للمجلس - الصحف السياسية أم الاجتماعية؟

- أغلب الشكاوى ضد ما ينشر في الصحف الاجتماعية والرياضية، والمخالفات تمس الحق العام، أو خدش الحياء أو انتهاك الخصوصية الشخصية، وهي بشكل عام ليست كثيرة ربما 3 أو 4 شكاوى في الأسبوع.

* هل ترد شكاوى من مؤسسات وجهات حكومية ضد ما ينشر عنها أو ضدها؟

- نعم تأتي شكاوى وتأخذ طريقها للجنة الشكاوى، التي عادة ما تنصح أو توجه بإعمال القانون في ممارسة التصويب والتصحيح وحق الرد والنشر في ذات المكان ويجب أن أذكر أن جميع القرارات أو الجزاءات الصادرة من المجلس خاضعة لرقابة القضاء فبمقدور المتضرر اللجوء للقضاء وقد يبطل القضاء قرارا صدر من المجلس.

* كم يبلغ توزيع الصحف السياسية والاجتماعية والرياضية يوميا؟

- مجموع ما يطبع من صحف يومية 500 ألف نسخة، ومتوسط التوزيع 350 ألف نسخة منها 80 في المائة في العاصمة و20 في المائة في الأقاليم، وهذا يعكس ضعفا وضمورا في التوزيع والإقبال والاطلاع.

* هل يرجع الأمر إلى عزوف القارئ أم إلى المادة الصحافية؟

- إدارة الرصد والمتابعة في المجلس القومي للصحافة ترصد كل الجوانب، ولكن في تقديري أن تدني التوزيع يعود إلى المادة المنشورة من جانب الصحف فهي غير جاذبة.

* ألا يعتبر هذا ضعفا وترديا في الأداء المهني؟

- الواقع أن ضعف الأداء المهني في غالبية الصحف السودانية يسبب قلقا بالغا للمجلس القومي للصحافة، ولذلك يأتي التركيز على تنمية القدرات والمهارات المهنية عبر برامج تدريبية وورش عمل ومحاضرات وابتعاث صحافيين لدورات صحافية في الخارج إلى دول (عربية أو أوروبية).

* ما مدى صحة تقارير أفادت بوجود ظاهرة كتابات صحافية تمهد الأجواء لخيار الانفصال للجنوب؟

- يصعب تبرئة الساحة الصحافية من أجندة سياسية تحاول استخدام منابر صحافية لتحقيق أهداف سياسية وليست مهنية، مما يسفر عن تجاوزات، وهي مواد تنشر، وهي مجهولة المصادر، وتستند على أقاويل وصناعة تفتقر للذكاء، والذين تنسب إليهم هذه الكتابات غير مسجلين في السجل الصحافي، بالنسبة للمجلس القومي للصحافة فهو يستشعر مسؤوليته في مرحلة التحول الديمقراطي، ويفترض أن اتحاد الصحافيين هو المعني بميثاق الشرف وكبح التجاوزات منعا للأضرار السالبة، وأشير إلى أن اتفاقية السلام نصت على حق تقرير المصير وجعلت خيار الوحدة هو المفضل لدى الشريكين (المؤتمر الوطني والحركة الشعبية) وقد دعا المجلس القومي للصحافة الشريكين إلى عدم الوقوف مكتوفي الأيدي تجاه الأداء السالب والتعاون في خلق مناخ جاذب للوحدة، ودعم السلام والتعايش السلمي.

* العبيد مروح.. سيرة إعلامية

* مارس العمل الصحافي والكتابة في الصحف السودانية منذ عام 1985.

* راسل عددا من الصحف والمجلات العربية.

* عمل مستشارا إعلاميا للسودان في دولة الإمارات العربية.

* عمل مديرا للإعلام الخارجي.

* عمل مديرا للأخبار والبرامج السياسية بالتلفزيون السوداني.

* عمل مستشارا بوزارة الإعلام والاتصالات.

* شغل منصب أمين عام المجلس القومي للصحافة والمطبوعات على دورتين (2000 - 2002) و(2010).