روبرتو سواريز.. العامل الكوبي الذي تحول إلى مؤسس صحيفة «ميامي هيرالد»

توفي في منزله بميامي عن عمر يناهز 82 عاما

روبرتو سواريز في مكتبه («نيويورك تايمز»)
TT

مات روبرتو سواريز، وهو لاجئ كوبي بدأ حياته العملية في مهنة الصحافة في وقت متأخر داخل غرفة البريد في صحيفة «ميامي هيرالد» قبل أن يترقى حتى أصبح رئيس شركة ومؤسس وناشر صحيفة إسبانية مستقلة شقيقة «إل نويفو هيرالد»، يوم الأربعاء قبل الماضي داخل منزله في ميامي عن 82 عاما.

وتقول ابنته إلينا إن السبب في وفاته مضاعفات مرض الزهايمر. وكان سواريز يعمل في القطاع المصرفي ومجال العقارات، وكان لديه 9 أولاد عندما غادر كوبا إبان حكم فيدل كاسترو عام 1961 ليلتحق بعدها بالعائلة التي كان أرسلها إلى ميامي في العام السابق. وتطور سريعا في الجانب التجاري داخل «ميامي هيرالد»، حيث كان عمله الأول عبارة عن وضع المطويات داخل الصحف ونقلها إلى الشاحنات.

وبدأ سواريز عمله عام 1972، وقضى 15 عاما في «تشارلوت أوبزيرفر»، ولكنه عاد إلى ميامي لمساعدة «ميامي هيرالد» على تحسين تغطيتها لشؤون الهسبانك (وهم المتحدرون من أميركا اللاتينية) بصورة عامة والشؤون الأميركية - الكوبية على وجه الخصوص. وخلال محاولة سابقة لجذب القراء الهسبانك، كانت «ميامي هيرالد» قد نشرت طبعة تتكون من عدد مختار من المقالات من «ميامي هيرالد» ويتم ترجمتها باللغة الإسبانية. وفشل ذلك، واستهزأ به الكثير من الهسبانك داخل ميامي، وقالوا إن فيه تنازلا. وأثار استياء من نوع خاص لدى المجتمع الأميركي - الكوبي الناشئ.

وأصبح لدورية سواريز الجديدة طاقم خاص بها، وقدمت مواد أصلية باللغة الإسبانية وأنتجت صحيفة كانت متساوقة بدرجة أكبر مع وجهات النظر المحافظة المضادة لكاسترو في ميامي الكوبية.

وقد كان سواريز عنصرا هاما في المساعدة على إقناع المقيمين اللاتينيين داخل المدينة بأن «إل نويفو هيرالد» تمثل صوتا شرعيا لهم، وليست مجرد امتداد لـ«ميامي هيرالد»، التي كان يرى الكثيرون أنها تمثل مصالح سكان ميامي البيض من غير الهسبانك.

وقد أثارت الصحيفة الجديدة خلافات داخل وخارج صالات التحرير. ولكن، تمكن سواريز، الذي أصبح في النهاية رئيس شركة «ميامي هيرالد للنشر» من القضاء على القلق بين صفوف فريق «ميامي هيرالد»، الذين شعروا بأن أهداف «إل نويفو هيرالد» تتشابك مع أهدافهم.

ويقول مارك سابيل، وهو مدير تحرير سابق داخل «ميامي هيرالد»، كان يقوم بعد ذلك بكتابة تقارير إلى سواريز كمدير للعمليات الخارجية بالشركة: «لقد كان إنسانا منفتحا وودودا جدا». ويضيف: «عندما كان يوجد خلاف في التغطية، لم أكن أشعر بأي ضغط من جانبه للقيام بشيء لم نقم به. وكان مستعدا لأن يعطيك الاستقلالية التامة للقيام بما تشعر أنك تحتاج إلى القيام به».

وكان سواريز يكتب عمودا يوم الأحد في «إل نويفو هيرالد»، وغالبا ما كان ذلك يتناول الشؤون الكوبية. ومن أجل مواجهة انتقادات شديدة بصورة مستمرة من جانب سكان هسبانك، كان يظهر بدرجة كبيرة على إذاعة بالإسبانية ليدافع عن الصحيفة، وفي الواقع كان يدافع عن كلا الصحيفتين.

وقال ماني غارشيا، وهو كوبي - أميركي والمحرر التنفيذي حاليا داخل «إل نويفو هيرالد»، في مقابلة أجريت معه: «لقد ساعد (ميامي هيرالد) بدرجة كبيرة وسط المجتمع الكوبي». ويضيف: «كان يظهر على الإذاعة الإسبانية، ويقول: (لقد ارتكبنا أخطاء، ولكني هنا الآن. أعطوا ميامي هيرالد فرصة. نحن نحاول القيام بالشيء الصواب)» وتقاعد سواريز عام 1995 وكان يحمل لقب رئيس متفرغ. ويبلغ توزيع «إل نويفو هيرالد» حاليا نحو 55,000 نسخة يوميا و78,000 نسخة لعدد يوم الأحد. كما أنها تتمتع بشريحة القراء الأكثر نموا على الشبكة وللنسخة الورقية بين الدوريات الإسبانية في الولايات، بحسب ما يفيد به مكتب مراجعة التوزيع.

وولد روبرتو جوزيه سواريز دو كاردنياس في 5 مارس (آذار) 1928 داخل هافانا، حيث كان والده يدير شركة عقارات. وذهب إلى مدرسة إعدادية يديرها يسوعيون في هافانا (وهناك كان يلعب في فريق كرة السلة مع فيديل كاسترو)، وجاء إلى الولايات المتحدة ليلتحق بالجامعة، ودراسة التمويل في جامعة فيلانوفا. ودرس أيضا في جامعة هافانا، وعمل لبعض الوقت مع والده في مجال العقارات. وتزوج بميريام كابوزانو، ابنة مدرب فريق السلة في عام 1950.

ونُفي سواريز، الذي انخرط في العمل السياسي ضد سلف كاسترو الديكتاتور فولجنسيو باتيستا، للمرة الأولى في الخمسينات، وقضى ستة أشهر يعيش مع عائلته في نيو روتشيل بنيويورك. وكان في البداية مؤيدا لثورة كاسترو، وعمل مصرفيا حكوميا قبل أن يشعر بالإحباط عام 1960، وأرسل امرأته الحامل وثمانية أطفال إلى ميامي، ولحق بهم في العام التالي. ومات اثنان من أبناء سواريز، توني وأرماندو، خلال أسابيع عام 1987.

وبالإضافة إلى زوجته، التي تعرف باسم بيتوشا، وابنته إلينا، وكلاهما من ميامي، بقي من أسرة سواريز تسعة أطفال آخرون: روبرتو الصغير وراؤول، الذي يعرف باسم كوكو، وتريزا وميريام سواريز كينغ وإسبرانزا سواريز كيلي، وجميعهم في ميامي. وهناك أيضا كونزالو وكارلوس وأنا سواريز فليمنغ، وجميعهم في تشارلوت داخل نورث كارولينا؛ بالإضافة إلى منيغل في ناساو بجزر البهاما. وبقي له شقيق، وهو ماريو في نيو روتشيل، وأخت تدعى مارغريت من غوزاليس داخل لوازيانا و10 أحفاد.

* خدمة «نيويورك تايمز»