إيقاظ «ناشونال جورنال» من خمولها

تستعد المجلة الشهيرة إلى عمل سيحولها ثقافيا

TT

على مر السنين كانت «ناشونال جورنال» راضية تماما بكونها مرشدا للتعرف على واشنطن من الداخل، فهي مجلة أسبوعية خاملة تعنى في المقام الأول بجماعات الضغط وأعضاء الكونغرس ولا تهتم برأي الآخرين فيها. ويقول مالكها ديفيد برادلي إنه كان دائما ما يجد «ناشونال جورنال» مجلة «لا تعاني مشكلات ولا تسبب مشكلات لي».

لكن برادلي يعلم أن المجلة الخاملة لم يعد لها مكان في دائرة الأخبار المتسارعة. لذلك يستعد لعمل تحول ثقافي لهذه المجلة التي هي جزء من شركته العالمية «أتلانتيك ميديا».

وقد بدأ برادلي ذلك من خلال طرح كامل فريق العمل بالمجلة للاستحواذ. وكان لديه ما يقرب من 30 عرض شراء، وهو ما سمح له في الاستمرار بتعيين محررين جدد. ولديه الآن 4 أشخاص يعملون بدوام كامل لتصفية أكثر من 700 سيرة ذاتية، بحثا عما وصفه «بالموهبة الفذة».

وفي أوضح دليل على نوع التغيير الذي يريده للمجلة وموقعها على الإنترنت، NationalJournal.com، عين برادلي الرئيس السابق لمكتب وكالة «أسوشييتد برس» في واشنطن، رون فورنييه، والذي يعتبر نشاطه الصحافي بعيدا كل البعد عن الخمول، رئيس تحرير للمجلة. وسيقوم فورنييه من خلال هذا الموقع بالإشراف على إجراء إصلاح كامل لمجموعة «ناشونال جورنال»، والتي سوف تشمل إعادة تصميم المجلة وموقعها على شبكة الإنترنت ليوفر خدمة الأخبار العاجلة والتحليلات المجانية. لكن الكثير من المحتوى المتاح حاليا للمشتركين فقط لن يتم إتاحته مجانا في المستقبل.

ومن المتوقع أيضا أن تعلن شركة «أتلانتيك ميديا» عن نقل مدير الشؤون السياسية السابق بالمجموعة، رونالد بروناشتين، وهو كاتب العمود السابق في صحيفة «لوس أنجليس» والذي رشح مرتين لجائزة «بوليتزر»، ليكون مدير التحرير في المجموعة وسيتمثل الجزء الرئيسي من مهمته في التركيز على تطوير استراتيجية طويلة الأمد لجعل مقالات المجلة وكتابها جزءا منتظما من المحادثات السياسية اليومية.

ويعلق بروناشتين على ذلك قائلا: «نعتقد أننا نستطيع بناء علاقة أقوى مع القراء ولا يجب أن تكون علاقة من طرف واحد. إننا نحاول أن نخلق الأسباب التي تجعل القراء يتحولون إلينا قائلين «نريد أن نعرف كيف تناولت (ناشونال جورنال) هذا الموضوع».

في واشنطن هناك بالتأكيد كثير من وجهات النظر الخاصة بالأخبار اليومية. لكن ما يقوله برادلي هو أنه يأمل أن يعطي مستوى وأسماء الكتاب في المجلة مكانة حقيقية بعيدا عن المنافسة. وعلى الرغم من أن محرري «ناشونال جورنال» لم يعلنوا عن أسماء من قاموا بتعيينهم، فإنهم قد عينوا بالفعل صحافيين من مؤسسات صحافية كبيرة مثل «وول ستريت جورنال»، وما زالوا يبحثون عن صحافيين متميزين آخرين في جميع أرجاء البلاد.

وأوضح برادلي أنه يأمل في تكرار عملية الإصلاح والتطوير التي تمت في مجلة «أتلانتيك»، والتي بدأت بموقع جديد على الإنترنت ثم التوسع في توزيع نسختها المطبوعة. وأشار رؤساء تنفيذيون إلى أن المجموعة على الطريق الصحيح لتحقيق أرباح سنوية لأول مرة منذ أن اشتراها برادلي من مورتيمر بي زوكيرمان في عام 1999. وقال برادلي في تعليق على عملية التطوير: «لا أعتقد أنني كنت سأقدم على ذلك لو لم تحقق عملية مشابهة نجاحا مع مجلة (أتلانتيك)».

* خدمة «نيويورك تايمز»