أعلنت مؤسستا «تايم وارنر» و«نيوز كورب»، أقوى شركتين إعلاميتين في العالم، عن تحقيقهما أرباحا قوية خلال الربع الثاني من العام الحالي وأعربتا عن ثقتهما في عودة الصناعة إلى الاستقرار بعد بضع سنوات من الاضطراب.
وقالت «تايم وارنر» إن أرباحها خلال الربع الثاني من العام الذي انتهي في 30 يونيو (حزيران) الماضي بلغت 562 مليون دولار، مقارنة بـ524 مليون دولار عن نفس الفترة العام السابق.
من ناحيته وصف جيفري إل بيويكس، الرئيس التنفيذي للشركة، في مؤتمر عبر الهاتف الأرباح التي حققتها الشركة بالقول «كان ذلك ربعا قويا لنهاية النصف الأول من العام».
في مساء اليوم ذاته، أرجع روبرت ميردوخ رئيس مجلس إدارة شركة «نيوز كوربورشن» في مقابلة معه عبر الهاتف، ارتفاع حصيلة دخل الشركة نتيجة لانتعاش سوق الإعلان. وتشير التقارير إلى حصول الشركة على مكاسب تقدر بـ875 مليون دولار في الربع الأخير بعد خسارة 203 ماليين دولار خلال العام الماضي، نتيجة بيع محطة تلفزيون «يوربيان» وإعادة هيكلة النفقات التي دفعتها الشركة العام الماضي.
وقال ميردوخ: «أنا واثق تمام الثقة في قدرتنا على تحقيق المزيد من الأرباح خلال الشهور الستة القادمة، لكنه حذر من أنه لا تزال هناك بعض الهشاشة في الاقتصاد العالمي والتي ينبغي أن تحول بيننا وبين الإفراط في الثقة».
كانت وحدات الشركة الكابلية والتلفزيونية الأكثر تحقيقا للأرباح والأسرع نمو في مؤسسة «نيوز كورب». فقد حققت وحدة التلفزيون التي تضم محطات «فوكس» الأرضية، 113 مليون دولار مقارنة بـ100 مليون دولار في الربع السابق وأسهمت بنسبة 29 في المائة من الزيادة في دخل الإعلان المحلي.
في الوقت ذاته، واصل قسم القنوات الكابلية، تميزه في تحقيق الأرباح حيث حققت قنوات «فوكس نيوز» و«ناشيونال جيوغرافيك» والقنوات الأخرى 563 مليون دولار، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. وفي المحطات التلفزيونية المحلية زادت نسبة الدخل من الإعلانات بنسبة 11 في المائة خلال الربع الثاني وزادت نسبة الإعلان على القنوات الدولية بنسبة 35 في المائة. وأوردت «نيوز كوربورشن» عن وصول إجمالي دخلها إلى 8.1 مليار دولار وأن أسهمها حققت ارتفاعا بلغ 33 سنتا على عكس توقعات المحللين الذين توقعوا 20 سنتا للسهم. وقد أعلنت الشركة أنها تمكنت من تحقيق الربع الأخير، الذي ينهي العام المالي للشركة، عن أرباح خلال العام بلغت 2.5 مليار دولار أو 97 سنتا للسهم نهاية العام المالي.
وعلى غرار «نيوز كوربورشن» شهدت شركة «تايم وارنر» مكاسب واضحة في قسم التلفزيون، وتمكنت شبكاتها الكابلية مثل «إتش بي أو»، وقنوات «تيرنر برودكاستنغ تي إن تي»، و«تي بي إس» من رفع دخلها بنسبة 11 في المائة.
وقال بيويكس إنه يتوقع مواصلة القنوات الكابلية أداءها الجيد خلال الربعين القادمين يساعدها في ذلك مسلسل «ذا كلوزر» الذي يعرض على شبكة «تي إن تي» الذي يواصل حصد نسب مشاهدة عالية، وتقديم كونان أوبراين لبرنامج جديد على قناة «تي بي إس».
ارتفع حجم دخل الإعلانات في «تايم وارنر» خلال الربع الثاني من العام بنسبة 14 في المائة ليصل إلى 126 مليون دولار. وحصدت الشركة 153 مليون دولار من الاشتراكات بزيادة بلغت نسبة 9 في المائة بسبب ارتفاع التصنيفات.
وزاد دخل «وارنر براذرز»، شركة إنتاج الأفلام في «تايم وارنر» بنسبة 8 في المائة.
كان قسم الأفلام التابع لشركة «نيوز كورب» واحدا من أقل الأقسام نجاحا حيث تراجعت عائداته إلى 137 مليون دولار مقارنة بـ203 ملايين دولار عن نفس الفترة من العام الماضي.
وتحدثت «نيوز كورب» أيضا عن عائدات قوية على وحدة الصحف فيها التي تضم «وول ستريت جورنال» و«ذا نيويورك بوست» والعديد من الصحف في أوروبا، وقالت الشركة إن عائدات الإعلان في «داو جونز»، المجموعة التي تدير صحيفة «ذا جورنال»، ارتفعت بنسبة 14 في المائة.
على النقيض من «نيوز كورب» لا تزال عائدات وحدة النشر في «تايم وارنر»، التي تصدر مجلتي «بيبول» و«تايم» ضعيفة على الرغم من زيادة بنسبة 4 في المائة في الإعلانات.
وقال بيويكس إن الشركة كانت تأمل في أن تقدم للمشتركين في مجلاتها المطبوعة خدمة الوصول إلى نسخ من المطبوعات لقراءتها على الحاسبات اللوحية مثل آي باد، لكن هذا النوع من الاشتراكات لم تعتمده المجلات بعد.
ويقول ميردوخ إنه يتوقع أن تكون الحاسبات اللوحية عامل التغيير القادم في تقديم الأنباء فهناك مئات ومئات الملايين من أجهزة آي باد والأجهزة الأخرى التي تباع حول العالم».
وقد شهدت أسهم «تايم وارنر» ارتفاعا طفيفا يوم الأربعاء الماضي قارب الدولار ليغلق سعر السهم على 32.47 دولار، فيما أصدرت «نيوز كورب» تقريرها بعد إغلاق السوق حيث حصدت أسهمها 3.5 في المائة ليصل سعر السهم في آخر جلسة التداول 14.34 دولار.
وبحسب القرار التنظيمي فستقوم شركة «نيوز كورب» بربط رواتب مديريها التنفيذيين بأداء الشركة المالي، ويقول تشيس كاري، رئيس الشركة، إن هذه الخطوة كانت السبيل الأمثل للقيام بذلك. حتى إن ميردوخ انتقد برنامج «أميركان أيدول» الذي يذاع على قناة «فوكس»، قائلا إن الشبكة كانت على وشك الاستعانة بمحكمين جدد من أجل البرنامج. وعندما سئل عن التغيرات التي سيشهدها الموسم القادم قال: «من المؤكد أن الموسيقى ستكون أفضل».
* «خدمة نيويورك تايمز»