روسيا اليوم: تضاريس خريطة الإعلام.. والثمن «حسب الاتفاق»

الدولة تفرض قبضتها الحديدية في قفاز حريري على الجزء الأعظم منها

TT

تضاريس خريطة الإعلام الروسي.. صحافة مكتوبة كانت أو مرئية وثالثة مسموعة ورابعة إلكترونية.. أشكال تتعدد لكن يظل الجوهر متقاربا. فالدولة تفرض قبضتها الحديدية في قفاز «حريري» على الجزء الأعظم منها فيدرالية كانت أو إقليمية، لتبدو جميعها وقد اتسقت توجهاتها وانتظمت أفكارها ولم يشذ عن السياق سوى الجموح منها وهو قليل نادر ندرة المطر في صيف قائظ. وكانت هذه الصحافة حتى الأمس القريب مقصد الكثيرين من الطامحين إلى السلطة عبر ثرواتهم التي تراكمت في غفلة من الزمن ومن خلال قوانين سيئة الصيت نجحوا جميعا في صياغتها مع أول أيام ما بعد انهيار السلطة السوفياتية في مطلع تسعينات القرن الماضي. ويذكر الكثيرون بعضا من تاريخ الأيام الخوالي التي شهدت سطوع نجوم الصحف الخاصة التي سارعوا إلى تسميتها «المستقلة» وهي ليست في واقع الحال «مستقلة»، تمييزا لها عن الصحف الحزبية التي كانت في نفس الوقت صحفا حكومية أو بقول آخر تابعة مباشرة إلى السلطة. وكان الرئيس السابق ميخائيل غورباتشوف أطلق قبل ذلك الزمن بقليل صيحته المعروفة تحت اسم «الجلاسنوست» (الشفافية أو العلانية) مرادفا لسياسات البيرسترويكا (إعادة البناء) لتترامى أصداؤها في مختلف أرجاء البلاد معلنة عن مولد الكثير من الجبهات الشعبية والحركات الانفصالية التي سرعان ما استغلت حرية الكلمة سلاحا راحت تشهره في وجه كل من يناصبها العداء. ومن هنا فقد حرص أثرياء روسيا الجدد وكانوا في غالبيتهم من أولاد العم، على الاستحواذ على عقول ومشاعر بسطاء المواطنين من خلال أبواق إمبراطورياتهم الإعلامية الجديدة. وكان لفلاديمير جوسينسكي أول رئيس للمؤتمر اليهودي الروسي قصب السبق من خلال إمبراطورية «ميديا موست» التي نجحت في السيطرة ليس فقط على الشارع الروسي بل وعلى رموزه الحاكمة في الكرملين وفي البيت الأبيض مقر الحكومة الروسية على ضفاف نهر موسكو بمساندة صريحة ودعم مباشر من جانب عمدة موسكو يوري لوجكوف. وكانت قناته التلفزيونية (إن تي في) امتدادا لصحافته المكتوبة التي بدأها بصحيفة «سيفودنيا» ومجلة «إيتوجي» التي عاد وأصدرها بالتعاون مع «نيوزويك» الأميركية بعد إعلانه عن افتتاح إذاعة «صدى موسكو» عام 1990 إلى جانب الكثير من المجلات والإصدارات الأخرى. وكانت جميعها السبيل إلى تولي الرئيس الأسبق بوريس يلتسين لمقاليد ولايته الثانية في الكرملين عام 1996 وما تبع ذلك من امتيازات خاصة لهذه الوسائل الإعلامية البالغة التأثير والهائلة النفوذ. أما قرينه الملياردير اليهودي بوريس بيريزوفسكي فقد سار على نفس الدرب من خلال صحيفة «نيزافيسيمايا» (المستقلة) التي ظهرت في 1990 وتلاها بقنوات تلفزيونية وإن لم تحظ بنفس انتشار مثيلاتها التابعة لجوسينسكي حتى حانت الساعة متمثلة في ظهور فلاديمير بوتين رئيسا اشرأبت إليه الأعناق طمعا في الخلاص من براثن هذا الأخطبوط الإعلامي المتعدد الأشكال. ولذا كان من الطبيعي أن يستهل بوتين تصفية حسابات الماضي بتوجيه ضرباته إلى إمبراطورية جوسينسكي استنادا إلى ما تضمنه ملفها من جرائم اقتصادية وأخلاقية لتتهاوى أركانها سريعة كبيت من رمال وليلوذ صاحبها بالفرار إلى إسرائيل وهو مصير مشابه لقرينه بيريزوفسكي الذي استقر لاجئا سياسيا اليوم في بريطانيا. وكان من الطبيعي أن يتوقف الكثيرون وفي مقدمتهم السلطة الرسمية أمام الواقع الجديد في محاولة لاستيضاح كنهه وتلمس السبل المناسبة لاقتسام التركة التي تركها أصحابه غير الشرعيين فريسة لأول عابر طريق. وإذا كانت السلطة ركزت اهتمامها على استعادة القنوات التلفزيونية بوصفها أقصر الطرق إلى عقل المشاهد، فقد تفرقت دماء هذه الصحف والمجلات على القبائل وإن كان الاندثار والنهاية مصير غالبيتها لتبقى إذاعة «صدى موسكو» التي تحتفل هذا العام بالذكرى العشرين لميلادها بعد أن تحولت ملكية القسط الأكبر من أسهمها إلى مؤسسة «غاز بروم» شبه الحكومية. ورغم الملكية شبه الرسمية لهذه الإذاعة فإن سياستها التحريرية تقف على يمين الكرملين الذي تركها عن طيب خاطر لتناصب بعض سياساته العداء حرصا على توفير «شكل الديمقراطية والمعارضة» في الوقت الذي تظل فيه وثيقة الصلة بالأوساط اليهودية في إسرائيل، وفيما يواصل جوسينسكي شخصيا الإشراف على مشروعها المشترك مع التلفزيون الإسرائيلي وما بقي من إمبراطوريته الإعلامية هناك.

ومن الصحف المؤثرة التي فقدت مالكها الأول في روسيا اليوم تقف صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» (الصحيفة المستقلة) التي آلت ملكيتها إلى مجموعة من المساهمين ممن لا يملكون تأثير الأمس في الوقت الذي انفض عنها رموزها وفي مقدمتهم مؤسسها فيتالي تريتياكوف الذي انتقل للعمل في مؤسسات السلطة قريبا من الكرملين، وإن ظلت الصحيفة تحظى ببعض وقار الماضي وتوزع اليوم نحو 50 ألف نسخة. وتتصدر خريطة الصحافة المكتوبة اليوم عدد من الصحف ذات التاريخ العريق مثل «ازفيستيا» إحدى أقدم الصحف في الساحة الروسية وكانت حتى الأمس القريب الصحيفة الرسمية الثانية للاتحاد السوفياتي السابق بوصفها ناطقة باسم مجلس السوفيات الأعلى (برلمان ذلك الزمان) تحولت إلى أحد مقتنيات مؤسسة «لوك أويل» النفطية التي عادت وباعتها إلى مؤسسة «غاز بروم» الحكومية وتوزع اليوم 263 ألف نسخة يوميا. وقد اهتزت صورة «ازفيستيا» بعد انفراط عقد أبرز محرريها الذين انشق بعضهم عنها برئاسة رئيس التحرير الأسبق جولومبيوفسكي الذي كان أعلن مع عدد من محرريها عن تأسيس صحيفتهم الخاصة وهي «نوفيه ازفيستيا» أي «ازفيستيا الجديدة»، ويرأس تحريرها اليوم فاليري ياكوف أحد أبرز مراسليها إبان الحرب الشيشانية الأولى في 1994 - 1996 وتوزع ما يزيد قليلا على 107 آلاف نسخة. أما الصحيفة الرسمية الأولى إبان سنوات الاتحاد السوفياتي السابق التي كان توزيعها يبلغ 20 مليون نسخة هم عدد أعضاء الحزب الشيوعي السوفياتي وهي صحيفة «البرافدا» فقد اندثرت بعد رحلة من الهوان تراجع خلالها توزيعها وتأثيرها بعد أن طرحها أصحابها على «كل من هب ودب»، وحتى آلت إلى ثري يوناني دخل في خلاف مع بعض كتابها ومحرريها السابقين، ومنهم فيكتور لينيك الذي حاول إصدارها اعتمادا على قواه الذاتية. وقد ظهرت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» (الجريدة الروسية) الرسمية لتشغل المكانة التي كانت تحتلها «البرافدا» لسان حال الحزب الشيوعي السوفياتي السابق بعد أن اختارتها الحكومة الروسية ناطقا رسميا باسمها. وتوزع هذه «الصحيفة الروسية» التي تصدر يومية 431569 نسخة بعد أن عهدت الحكومة إليها نشر كل بياناتها ووثائقها وقراراتها الرسمية التي لا تصبح سارية المفعول إلا بعد نشرها في هذه الصحيفة.

وتتصدر قائمة الصحف الأكثر رواجا في روسيا صحيفة «كوميرسانت ديلي» اليومية التي يرتبط محررها الأشهر الكاتب والصحافي أندريه كوليسنيكوف بعلاقة خاصة مع فلاديمير بوتين منذ بزوغ نجمه في نهاية 1999. وتظل هذه الصحيفة التي تأسست عام 1909 وانقطعت عن الصدور مع انطلاقة ثورة أكتوبر (تشرين الأول) الشيوعية عام 1917 لتعود إلى الصدور ثانية عام 1992 هي الأقرب إلى بوتين رغم حرصها على إبراز استقلاليتها عن السلطة الرسمية ضمن عدد من المطبوعات تصدر عن دار النشر التي تحمل اسم «كوميرسانت». ومن الصحف التي تلقى رواجا اليوم أيضا عدد من الصحف السوفياتية القديمة التي تواصل الصدور باسمها السابق مثل «كومسومولسكايا برافدا» الشبابية. ويقول ناشروها إنها توزع اليوم في روسيا وبلدان الكومنولث نحو 27 مليون نسخة، وهو رقم مشكوك فيه بسبب انحسار هواية القراءة لدى الكثيرين، وعلى ضوء اعتراف آخر صدر عن أحد مواقعها يقول بأن عدد قرائها يناهز المليوني قارئ يوميا!! ومن اللافت أن هذه الصحيفة تبدو الأقرب في بعض ما تنشره إلى الكرملين. ومن الصحف التي احتفظت باسمها السوفياتي أيضا صحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس» نسبة إلى عضو الشبيبة أو الكومسومول في موسكو، وهي صحيفة تبدو في طبعتها وطبيعتها أقرب إلى التابلويد فيما تجنح في بعض أخبارها إلى أساليب الصحافة الصفراء التي تهتم بتداول الشائعات، وتبدو في خلاف حاد مع فلاديمير بوتين، ويرأس تحريرها بافيل جوسيف منذ مطلع تسعينات القرن الماضي. ونواصل لنشير إلى صحيفة «ارجومينتي إي فاكتي» (براهين ووقائع) الأسبوعية، وهي إحدى الصحف الأكثر توزيعا في روسيا لتي كانت تصدر عن جمعية «المعرفة» السوفياتية القديمة، وانتقلت ملكيتها منذ نهاية الثمانينات إلى مجموعة من المساهمين. وقد كانت هذه الصحيفة الأوسع انتشارا في العالم مع أولى سنوات البيريسترويكا والجلاسنوست بنسبة توزيع بلغت 33.5 مليون نسخة سجلتها موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية العالمية عام 1990. لكن هذه النسبة تراجعت اليوم حتى 7 ملايين قارئ، حسبما يقول ناشروها.

وتشمل خريطة الصحافة الروسية عددا من الصحف ذات النزعات القريبة من الغرب ومنها صحيفة «فيدومستي» الاقتصادية التي تصدر بالتعاون مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية و«وول ستريت جورنال» الأميركية، وصحيفة «نوفايا غازيتا» (الصحيفة الجديدة) الأسبوعية المعارضة التي تصدر منذ 13 عاما ويساهم في ملكيتها الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف وضابط الـ«كي جي بي» السابق أيضا وعضو الدوما ألكسندر ليبيديف وتصدر بالتعاون مع «واشنطن بوست» الأميركية وتقول حسب إفادة موقعها الإلكتروني إنها تصدر في 172 ألف نسخة في موسكو و535 ألف نسخة في روسيا والأقاليم المجاورة. ومن الصحف التي تحظى باهتمام خاص من جانب السفارات العربية والأوساط ذات الصلة مع العالم العربي وإيران صحيفة «فريميا نوفوستي» التي تترأس فيها المستعربة المعروفة يلينا سوبونينا قسم الشؤون الخارجية وتتمتع بعلاقات متميزة مع دوائر صناعة القرار بحكم وجودها ضمن «مجموعة الصحافيين» الذين يرافقون كبار قيادات الدولة والحكومة في رحلاتهم الخارجية والداخلية واستنادا إلى علاقاتها الواسعة مع الكثيرين في منطقة الشرق الأوسط والبلدان العربية. وتصدر هذه الصحيفة منذ عام 2000 في 51 ألف نسخة يوميا. وإذا كانت الخريطة الصحافية الروسية تحفل بالكثير من الأسماء والمسميات التي تشير إلى شتى المجالات والتوجهات ويُقدر عددها بالمئات إن لم يكن بالألوف فإنها تظل في مجملها أدنى تأثيرا وأقل رواجا بين مواطني هذا البلد المترامي الأطراف والمتعدد القوميات. ومن الطريف في هذا الصدد أن كل هذه الصحف والمطبوعات تتصدرها عبارة قلما تجدها في أي من مثيلاتها في أي من بلدان العالم وهي أن «ثمن الصحيفة حسب الاتفاق»!!! بما يعني أن ذات الصحيفة يمكن أن تباع وتشترى بأثمان مختلفة تختلف باختلاف ليس فقط المكان بل والزمان.

وكانت السلطة الروسية استندت إلى ضيق الساحة ومحدودية انتشار الصحف وندرة قرائها حين تركت الباب مواربا أمام بعض أصوات المعارضة التي تجد لها في هذه الصحف منفذا بعد أن أوصدت أمامها الطرق إلى شاشات القنوات التلفزيونية المركزية أو الإقليمية التي تعددت أشكالها وتوجهاتها وبرامجها وإن ظلت في معظمها خاضعة لتعليمات وتوجيهات الكرملين والحكومة بما في ذلك «القناة الثالثة» الموالية لمُمولها عمدة مدينة موسكو يوري لوجكوف وقناة «Ren.TV» التي استطاعت السلطة ترويضها إلا في القليل النادر. وكانت الدولة تحولت أيضا إلى القنوات التلفزيونية الموجهة بغية تحسين صورتها في العالم الخارجي إحياء لتقليد الإذاعات السوفياتية الموجهة بمبادرة من فلاديمير بوتين رئيس روسيا السابق واللاحق على ما يبدو، وصاحب فكرة إطلاق «Russia to day» الناطقة بالإنجليزية التي تبعها بـ«روسيا اليوم» الناطقة بالعربية وحرص على افتتاحها من خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس حسني مبارك كشف خلالها عن أن موسكو حرصت على تحديد موعد افتتاح القناة في الرابع من مايو (أيار) كي يكون مواكبا لذكرى ميلاد الرئيس المصري. وبغض النظر عن أبعاد وأهداف الفكرة نقول إن قناة «روسيا اليوم» كانت تدرك منذ البداية خصوصيتها كقناة إخبارية ناطقة بالعربية وليست قناة عربية. وإذا كانت القناة أدركت أهمية التميز بما تقدمه من برامج بعيدا عن السقوط في شرك الإعلان خصما من رصيد الإعلام ودون التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية، فإنها وحين اختارت الابتعاد عن الصخب الإعلاني والإعلامي للقنوات العربية بدت أقرب إلى القنوات الرسمية الحكومية ما سلبها عنصر الإثارة الإيجابية الذي طالما استقطب المشاهد أينما كان. أما عن سبب إطلاق هذه القناة فقد أوجزته مارغريتا سيمونيان في حديثها إلى مجلة «فزجلياد» حيث سبق واعتذرت عن لقائنا أكثر من مرة بحجة انشغالها وسفرياتها الدائمة: «إنني أريد نقل المعلومات عن روسيا التي أراها وتراها هيئة التحرير. فالمعلومات التي تصل عنها إلى الخارج ليست التي تعكس عنها صورة حقيقية. إننا نصطدم دائما بتشوه تصورات الأجانب عن بلادنا وهو ما يتناقض مع ما يرونه حين يزورونها لأول مرة ليؤكدوا أن تصوراتهم كانت على النقيض من الواقع». إذن المهمة تتلخص في تحسين صورة روسيا ونقل صورة صادقة من وجهة نظر سيمونيان و«مجلس التحرير» لمفردات واقعها الحقيقي بعيدا عن الصورة المشوهة التي نجح خصومها وإلى حد كبير في نشرها عن هذه الدولة التي قل من ينكر الكثير من مواقفها وسياساتها المؤيدة للحق العربي مع ما يشوب هذه الصورة بسبب ما تبذله إسرائيل من محاولات لتشويهها بدعم مباشر من المهاجرين إليها من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق وعلى رأسهم أفيغدور ليبرمان وناتان شارانسكي ومن ينوب عنهما ممن تستضيفهم «روسيا اليوم». غير أن القناة وللأسف الشديد تجنح اليوم إلى شرك «الاستسهال» و«التسطيح» والاستخفاف بعقل المشاهد وذاكرته في عدد من برامجها التي كانت حتى الأمس القريب ذات مضمون وهدف. ولعله من نافلة القول أن نشير إلى أن القناة تظل قناة دعائية إعلانية وإن كان يمكن اعتبارها مصدرا للأخبار المترجمة إلى العربية عن النشرات الرسمية الصادرة في موسكو. وفي هذا الصدد نشير إلى القدرات المتميزة لقنوات «حكومية» متميزة ومنها «روسيا 24» الإخبارية الفضائية و«الثقافة» التي تعنى بالقضايا الفنية والأدبية على الاضطلاع بمهامها الإعلامية على أحسن وجه في إطار الاعتراف بكل ما لا يزال يعتري التجربة الديمقراطية الروسية من قصور وتشوهات يعود معظمها إلى أن عمرها لم يتعد بعد العشرين عاما حسب تعبير الرئيس ديمتري ميدفيديف. ونقول ذلك تحسبا لاتهامات أخالها تدور في أذهان المتربصين بما نكتبه عن «روسيا اليوم» التي هناك من يتصور - وفي بعض التصور غفلة - أنها تستعصي على النقد بعد أن توهم البعض أنها بلغت شأوا ومكانة عاليين لا ترقى إليهما قنوات كثيرة حسبما روجوا في احتفالهم الأخير بذكرى مولدها.