ميجور غاريت يترك محطة «فوكس نيوز» ويتجه إلى مجلة «ناشيونال جورنال»

العداء بين البيت الأبيض والشبكة التلفزيونية جعل مهمته أكثر صعوبة

سعي حميم وراء الأخبار في كواليس البيت الأبيض («واشنطن بوست»)
TT

عندما أتيحت له الفرصة ليكون في الصف الأمامي في قاعة المؤتمرات الصحافية في البيت الأبيض، قرر الصحافي ميجور غاريت ترك محطة «فوكس نيوز» التي يعمل بها والعودة للعمل بالصحافة المطبوعة.

غاريت، الصحافي المعروف على نطاق واسع باستقامته والذي أثر عليه الخلاف بين كبار مساعدي الرئيس أوباما وشبكة سيان هانيتي وجلين بيك، سينضم الآن إلى مجلة «ناشيونال جورنال» كمراسل في الكونغرس.

وقال غاريت إن العداء بين الإدارة ومحطة «فوكس»، «لم يجعلني أستسلم قط (ولكنه) بالطبع جعل مهمتي أكثر صعوبة، وسأكون كاذبا لو قلت غير ذلك». لكنه أضاف: «لقد كنت معارضا حذرا لتلك الحرب، ولم أخضها في يوم من الأيام».

ويقول السكرتير الصحافي للبيت الأبيض روبرت غيبس إن غاريت كان مثالا لشعار «فوكس» الذي يركز على العدالة والتوازن: «دائما كنت أرى أن غاريت واحد من أذكى الصحافيين الموجودين في قاعة المؤتمرات وأن شخصيته تتسم بالحسم وهو يتناسب بشدة مع شعار المحطة».

ويقول غاريت، مراسل شبكة «فوكس» لدى البيت الأبيض، إن السبب الرئيسي لمغادرته عمله هو كثافة الأخبار في محطات الكيبل: «أريد أن أتحدث قليلا وأفكر كثيرا وأنا أعتبر دائما أن عملي كمراسل تلفزيوني أمر عرضي».

وعندما أخبر غاريت رئيس شبكة «فوكس نيوز» روجر أليس بقرار مغادرته رد عليه قائلا: «أنت واحد من أولئك الصحافيين القلائل الذين لا يدمنون الظهور على التلفزيون».

وقال مايكل كليمنت، نائب رئيس «فوكس»، «إن غاريت مراسل من الدرجة الأولى، ولديه عقل فضولي وعودته إلى الصحافة المطبوعة ستسمح له بعمل ما يعرفه ويحبه أكثر». وستعيد محطة «فوكس» مراسلها في وزارة الدفاع (البنتاغون) مايك عمانوئيل إلى البيت الأبيض حيث سينضم إلى ونديل غولير ويتقاسمان مقعد الصف الأمامي الذي حصلت عليه الشبكة مؤخرا بعد استقالة الصحافية هيلين توماس على خلفية انتقاداتها لإسرائيل.

و«ناشيونال جورنال»، وهي جزء من مجموعة «أتلنتك ميديا»، تخضع لعملية إعادة اكتشاف نفسها تحت قيادة رئيس تحريرها الجديد رون فورنييه، الرئيس السابق لمكتب وكالة أسوشييتد برس في واشنطن. ويقول غاريت إن فورنييه طرح هذه الفكرة منذ عدة أسابيع على مائدة العشاء جمعتهم في مطعم «كينكيدز» الذي يقع على بعد عدة بنايات من البيت الأبيض. وقال فورنييه في بيان إن غاريت «معروف في مختلف أنحاء واشنطن باعتباره واحدة من أكثر الصحافيين جهدا وهو منافس شرس في مجال عمله، ورجل طيب ومحترم». وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، عينت مجلة «ناشيونال جورنال» ماثيو كوبر، مراسل مجلة «تايم» السابق الذي كان يعمل في لجنة التحقيق في الأزمة المالية، مدير تحرير لها. وفي سعيها لملء الوظائف الشاغرة لديها، نحو 30 وظيفة، تحاول المجلة الأسبوعية المعنية بشؤون السياسة العامة أيضا اجتذاب المستشار السياسي ماثيو دود، ومارك أمبيندير وصحافيين من صحيفة «وول ستريت جورنال» و«شيكاغو تريبيون» و«يو إس إيه تودي» وموقع «بوليتيكو».

وحتى الخريف الماضي، عندما هاجمت أنيتا دان، التي كانت مديرة الاتصالات في إدارة أوباما، «فوكس» باعتبارها «جناحا من أجنحة الحزب الجمهوري»، استثنت عمدا غاريت من لائحة الانتقاد. وبعد ما يرقى إلى مقاطعة إدارة أوباما لشبكة «فوكس»، تم منح غاريت أول مقابلة مع الرئيس خلال جولة خارجية في الخريف الماضي مع شبكة للصحافيين لبكين. غاريت، الذي بلغ الثمانية والأربعين من عمره أمس الثلاثاء، قال إنه سيفتقد وتيرة أخبار الكيبل والمنبر رفيع المستوى الذي تقدمه «فوكس»، ولكنه أضاف أنه تعلم في التلفزيون ضعف ما تعلمه في تقديم تقارير على الهواء مباشرة عشرين مرة. «تنشغل بالأمور اللوجستية مثل الفيديو الذي معك والاستوديو المتاح. وأريد العودة إلى مجال كتابة التقرير الذي يتكون من ورقة وقلم وهاتف. (وفضلا عن ذلك) أريد فقط أن أعطي لعقلي وروحي مساحة أكبر قليلا، وأن ألعب بالكلمات وأستمتع بها».

بدأ غاريت مشواره في الصحافة المطبوعة بالكتابة في «يو إس نيوز أند وورلد ريبورت» وصحيفة «واشنطن تايمز» وصحيفة «هيوستن بوست» وغيرها، وانضم لشبكة «فوكس» عام 2002 بعد أن عمل مراسلا لشبكة «سي إن إن» في البيت الأبيض.

* خدمة «واشنطن بوست» - خاص بـ«الشرق الأوسط»