القناة السعودية الثانية: 3 عقود من العمل لتصحيح الأفكار عن العرب والمسلمين

TT

على مدار 3 عقود ماضية، لعبت القناة السعودية الثانية التي تبث باللغة الإنجليزية دورا هاما وبارزا في تصحيح الأفكار وتوضيح الحقائق وتغيير الصورة النمطية عن العرب والمسلمين إضافة إلى نشر القيم والمفاهيم الإسلامية السامية في الأوساط الأجنبية.

القناة التي بدأ بثها مطلع عام 1982م، وتحمل حزمة من الأهداف الدينية والاجتماعية والسياسية، حققت بنجاح معظم أهدافها، وهنا يلخص سليمان الحمود مدير عام القناة الثانية في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أبرز أهدافها التي تصبو لتحقيقها قائلا «إن القناة تهدف إلى أن تكون في نظر الكثيرين الرسالة الحقيقية والأسرع لإيصال الصورة المحلية والموروث الثقافي والسياسي والاقتصادي وفي جميع المجالات من خلال برامجها المتنوعة والتقارير واللقاءات والبرامج المباشرة والحوارية، وأصبحت تبث على مدار الساعة، وبدأت تقديم أخبار تفصيلية وموجزة».

وتحمل القناة همّا اجتماعيا ودينيا كبيرا يوضحه الحمود بتأكيده أن من بين الأهداف «تصحيح الأفكار الخاطئة عن المجتمع السعودي والإسلام، وخلق رابط مشترك بين المجتمعات والمجتمع السعودي يكون نقطة وفاق من خلال إبراز النقاط المشتركة التي تجمعهم، وأهمها أن المجتمع الإسلامي السعودي محب ويسعى لكل ما يحافظ على الإنسان، وإبراز دور المملكة في الثقافة العالمية وجهودها في دعم الاستقرار والأمن العالمي».

ففي عام 1982 قدمت السعودية قناتها التلفزيونية الثانية والناطقة باللغة الإنجليزية كقناة بمعدل 10 ساعات يوميا موجهة للمقيمين في المملكة لوجود شريحة كبيرة منهم مقيمين داخل المجتمع السعودي، وجاءت القناة كنوع من الترفيه لهم، ومبرزة للموروث الثقافي والاقتصادي للبلاد، ولكون البث في ذلك الوقت يعتمد على البث الأرضي، كان المقيمون هم الجمهور المستهدف للقناة بالدرجة الأولى.

وكانت القناة في ذلك الوقت تقدم نشرات الأخبار باللغتين الإنجليزية والفرنسية، وبعض البرامج والتوعية المترجمة إضافة إلى بعض البرامج الرياضية وبرامج الأطفال باللغة الإنجليزية، كما كانت تقوم في كثير من الأوقات بدور المساند للقناة الأولى في نقل الأحداث المتزامنة على الهواء مباشرة كمباريات كرة القدم في ذلك الوقت.

بالعودة للحمود يشير إلى ما تهدف إليه القناة بالقول «كما لا نغفل تثقيف الجاليات الموجودة في الداخل حول الأنظمة، وكذلك الراغبون في القدوم للمملكة حول ما يتعلق بالإجراءات والأنظمة التي يتوجب عليهم الالتزام بها والرد على الأخبار المغلوطة وتصحيحها حال ظهورها والحفاظ على الأفكار السليمة».

وأوجدت القناة شبكة من المراسلين بشكل كبير في أنحاء العالم، كما استعانت بعدد من المذيعين والمقدمين أصحاب الخبرة، خصوصا بعد دخولها منتصف عام 2007 مرحلة البث لدول أوروبا وأميركا الشمالية بعد أن كانت في وقت سابق موجهة للأجانب داخل السعودية وقت تأسيسها.

وهنا يؤكد الحمود الخطوة الأبرز التي بدأت القناة الثانية تطبيقها من خلال إنتاجها 75 في المائة من البرامج التي تبث على شاشتها، وهو ما اعتبره مدير القناة نسبة عالية مقارنة بالقنوات المماثلة، حيث التنوع، وتشمل البرامج الحوارية التي تهدف لتغيير الأفكار الخاطئة مع الالتزام بالقيم الإسلامية والعادات والتقاليد إضافة إلى البرامج المنوعة والتعليمية والترفيهية والثقافية والدينية وإيصال جميع المعلومات الرسمية فيما يخص الأنظمة والقوانين، والبرامج الاقتصادية والتعريف بالمناطق ذات الجذب الاستثماري وإيضاح محفزات الاستثمار السعودي.

وأشار الحمود إلى اهتمام القناة ببرامج الشباب والبرامج الرياضية ونقل الأحداث العالمية وعرض المسلسلات المحلية والخليجية مدبلجة إلى اللغة الإنجليزية، من خلال الاستعانة ببعض الشركات والمؤسسات المتخصصة بهذا الجانب.

وتعود نشأة التلفزيون السعودي إلى عام 1962م حين ألقى الأمير فيصل بن عبد العزيز (ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء في ذلك الوقت)، بيانا وزاريا أعلن فيه عزم حكومة المملكة على إدخال البث التلفزيوني إلى البلاد، على أثر ذلك، وفي عام 1963، أقر مجلس الوزراء مشروعا بإنشاء التلفزيون في المملكة على مرحلتين؛ الأولى بناء محطتين مؤقتتين في الرياض وجدة، والثانية إنشاء نظام تلفزيوني متكامل على أسس أكثر تطورا.

وفي السابع من يوليو (تموز) 1965، بدأ البث الرسمي من محطتي الرياض وجدة بالأبيض والأسود عندما خرجت أول إشارة بث من محطتي مرناة تلفزيون الرياض وجدة، وكان الإرسال على قناة واحدة. وكانت القناة هي قناة المملكة العربية السعودية، وكانت تغلق في الساعة الثامنة مساء. وفي سنوات لاحقة تم إيصال البث التلفزيوني إلى مكة المكرمة والطائف من محطة جدة عام 1967، ثم محطة المدينة المنورة ثم القصيم والدمام بعدها بعام فالباحة وحائل وعسير حتى وصل البث كافة المناطق تباعا. ثم بدأ البث الرسمي الملون لأول مرة في جدة ومكة 1974 ثم مدينة الرياض عام 1976 وبدأ التلفزيون السعودي في التقاط عرض الأحداث الخارجية بعد ساعات من وقوعها، وفي أواخر عام 1974 حين جرى نقل مناسك الحج إلى العالم أجمع عبر شبكات الأقمار الصناعية، وكان ذلك من الإنجازات العظيمة، نال التلفزيون السعودي من خلالها ثناء وتقدير 700 مليون مسلم حسبما جاء في الإحصائيات التي أجريت حول الموضوع.

ويبث التلفزيون السعودي في الوقت الحالي 8 قنوات هي الأولى والثانية إضافة إلى 5 قنوات متخصصة رياضية وأخرى إخبارية وقناة اقتصادية وقناة للأطفال إضافة إلى قناتي القرآن الكريم والسنة النبوية.