«هوليوود ريبورتر» تتحول إلى مجلة أسبوعية

دخلت مرحلة الموت البطيء منذ أكثر من عقد.. واختفى المعلنون وقل ارتباطها بالدائرة الإخبارية

ريتشارد بيكمان الرئيس التنفيذي لمجلة «هوليوود ريبورترز» يبحث مع مديرة التحرير التنفيذية خطط الأعداد المقبلة من المجلة (نيويورك تايمز)
TT

دخلت «هوليوود ريبورتر» مرحلة الموت البطيء منذ أكثر من عقد، وشهدت عمليات تسريح للموظفين، واختفى المعلنون داخلها، وقل ارتباطها بالدائرة الإخبارية، وباتت تسيطر عليها حاليا مدونات ترفيهية.

وقد اتفق مسؤولون تنفيذيون ومحررون بارزون فيها على إنقاذها، ولن يتحقق ذلك من مجرد إعادة التركيز على القالب التجاري، ولكنها في حاجة إلى إجراء تغييرات جوهرية.

وبدءا من الشهر المقبل ستقوم جانيس مين، التي أصبحت مديرة التحرير في يونيو (حزيران)، مع ريتشارد بيكام، الرئيس التنفيذي لشركة «e5 غلوبال ميديا» وهي الشركة الأم لـ«ريبورتر»، بإعادة طرح الدورية التي تصدر 5 مرات في الأسبوع كمجلة أسبوعية موسعة لامعة.

وسيأتي مع محتوى المجلة، الذي يضم مزيجا من التحقيقات والتحليلات والصور، تغطية على الشبكة الإلكترونية تتسم بالجرأة بعد إعادة تصميم الموقع، وسيتأتي ذلك من خلال الاعتماد على الأخبار العاجلة. وسيحل محل النسخة المطبوعة اليومية التي يتم توزيعها على المشتركين حاليا نسخة رقمية يومية تأتي في ملف «بي دي إف».

ورسالة «ريبورتر» إلى المنافسين: العمل الصحافي التجاري التقليدي داخل هوليوود في حاجة إلى تعديلات جوهرية منذ وقت طويل، وقد وصلنا في النهاية بهذه التعديلات.

وقال بيكام في مقابلة أجريت مؤخرا معه داخل مكتبه في مقر شركة «e5» في مانهاتن: «لقد كان إهمال منا – فالطريقة التي قدمنا بها محتوانا على مدار العامين الماضيين أتاحت فرصة إلى بعض المنافسين الضعفاء كي يظهروا. ولكننا سنصحح هذا الوضع في الوقت الحالي».

وتريد «ريبورتر» تغيير الطريقة التي تعمل بها، مع تغيير القالب الذي سمح لدوريات هوليوود الوجود لقرابة قرن من الزمان. وعلى ضوء اعتمادها الكبير على الإعلانات القادمة من قطاع الترفيه، تمكنت دوريات مثل «فاريتي» و«ريبورتر» من تقديم تغطية متميزة للأفلام والاستوديوهات التي تدفع لهم. ويسعى بيكام من أجل شريحة أكبر من سوق الإعلانات: الجمال، والموضة، والسلع الإلكترونية، والمشروبات الكحولية.

ويقول بيكام، وهو مسؤول تنفيذي سابق لدى «كوندا ناست» يعرف باسم «ماد دوغ»: «لن نكون منتجا يلاطف القطاع صراحة لأن القطاع لن يحترم ذلك».

ولم تهدر مين، التي أنهت فترة ناجحة داخل «إس ويكلي» العام الماضي، وقتا طويلا، بل سارعت إلى إجراء تغييرات داخل «ريبورتر» وفي 28 يوليو (تموز)، كتبت مقالا، قالت فيه مصادر، لم تسم، إن الاستقالة المفاجئة التي قام بها ستيفن ماك فارسون، رئيس قطاع الترفيه السابق داخل «إيه بي سي» كانت مرتبطة بـ«الكثير من شكاوى المضايقات».

وقد عين ماك فيرسون المحامي مارتي سينغر للمطالبة بتراجع عن ذلك، وهدد برفع دعوى قضائية. وقالت مين إنها أرسلت عبر الفاكس خطابا إلى سينغر تقول إن «ريبورتر» سوف تستمتع بفرصة الإطاحة بماك فيرسون ومطالعة البريد الإلكتروني المرتبط بالعمل.

وتطرق مقال بارز آخر إلى الإباحية، وهو عنوان تتجاهله عادة الدوريات العفيفة. ومؤخرا، تحول صحافيو مين إلى «تايم وارنر» عندما ذكروا أن الشركة قد استعانت بمسؤول توظيف تنفيذي لحل مشكلة خلاف داخل «وارنر براذرز». وعلى الفور شجب جيفري بيوكس، الرئيس التنفيذي لـ«تايم وارنر» الغاضب، هذا المقال. وأكد أنه يفتقر إلى الدقة، وذلك خلال مقابلة أجراها مع صحيفة «لوس أنجليس تايمز».

وقالت مين مؤخرا خلال تناولها وجبة غداء: «أعتقد أنه يهز المنظومة هنا أن دورية تتجرأ لذكر أخبار لم يتم التطرق إليها من قبل. حسنا، من الأفضل أن تعتاد الناس على ذلك».

ويعد إنتاج أعمال صحافية أكثر استفزازا وارتباطا بقطاع الترفيه مجرد نصف المعركة. وسيكون على «ريبورتر» إقناع قراء هوليوود المتراخين بأنهم سيكونون في حاجة إلى النظر إلى الموضوع بصورة أخرى.

ويقول لورينزا مونوز، وهو أستاذ الصحافة المساعد داخل جامعة كاليفورنيا الجنوبية وصحافي ترفيه داخل «لوس أنجليس تايمز»: «لا أعتقد أن (ريبورتر) فقدت الكثير من لمعانها. إنها لم تكن مستقرة بدرجة كبيرة. وعندما يحدث ذلك يفقد أي كيان هويته التي يشتهر بها. ويتوقف الناس عن القراءة، ومن الصعب إعادتهم إلى منتجك. ولكن، يمكنهم دفع الناس إلى قراءتها. وإذا قاموا بتغطية أخبار هوليوود بصورة مكثفة وتناولوا أخبارا عاجلة، فسيدفع ذلك الناس إلى قراءتها».

وتواجه «ريبورتر» ومنافستها القديمة «فاريتي» تراجع حاد في الإعلانات التي يدفعها القطاع. وتقلل شركات التلفزيون والسينما - التي تقوم بأفلام أقل وتواجه تراجعا حادا في مبيعات «دي في دي» - من الإعلانات. وفي العام الماضي أنفقت شركة «وارنر براذرز» – ذات الاستوديو التلفزيون والسينمائي الأكبر – نصف ما أنفقته على الإعلانات خلال العام الأسبق.

وفي الوقت نفسه، أصبحت المعلومات، التي جعلت من الصحف المتخصصة في أخبار هوليوود شيئا تتعين قراءته، متاحة على الإنترنت مجانا وفي كل مكان. ويعد موقع «IndieWire.com» مقصدا مفضلا من أجل الحصول على معلومات متخصصة عن الأفلام. وفي تحد لـ«فاريتي»، بدأ موقع «TheWrap.com» عقد مؤتمرات، بينما يورد موقع «Deadline.com» أخبارا عاجلة بصورة مستمرة، مما يجعلها تتفوق على الدوريات التقليدية، ومن بينها «ريبورتر».

ويقترب العائد السنوي داخل الصحيفة، بعد أن كان قد وصل إلى نحو 50 مليون دولار قبل أربعة أعوام، من 30 مليون دولار، ويعزز هذا العائد بصورة جزئية إعلانات المستهلكين.

وتسعى خطة بيكام إلى توسيع «ريبورتر» بكل صورة ممكنة. ويقول إن توزيعها سوف يرتفع إلى 60000 نسخة خلال الأشهر الأولى بعد العرض الأول لها، مع وجود مستهدف لمضاعفة التوزيع بمقدار أربعة أمثال خلال ثلاثة أعوام. ويبلغ معدل التوزيع حاليا، شامل التوزيع الدولي والنسخ المجانية التي يتم إرسالها على المشاهير وغيرهم من البارزين داخل القطاع، 47000 نسخة. (لن تذكر معدل التوزيع الإجمالي). وسيرتفع السعر إلى 5.99 دولار داخل أكشاك بيع الصحف (يبلغ حاليا 2.99 دولار للإصدار اليومي). ولكن سيتراجع سعر الاشتراك السنوي إلى 249 دولارا بالمقارنة مع نحو 300 دولار حاليا.

ولن يقول بيكام مقدار التكلفة التي سوف تتحملها شركة «e5» نظير هذه التعديلات، ولكن يقول إن الطاقم التحريري داخل «ريبورتر» سوف يرتفع بمقدار 50 في المائة ليصل إلى 70 شخصا، وإن الشركة أنفقت عدة ملايين من الدولارات من أجل قيام هيئة «رازور فيش» بإعادة تصميم الموقع الإلكتروني. ولم تأت مين لتأخذ مقابلا بسيطا، حيث كان راتبها السنوي في «يو إس ويكلي» في حدود مليوني دولار.

والسؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي سيعيد ما تم إنفاقه؟

بدرجة كبيرة، سيأتي ذلك من خلال الإعلانات التي تستهدف المستهلكين الأثرياء و«المؤثرين»، على حد تعبير بيكام. ويوضح أنه يجب أن لا تتوقف «ريبوتر» عند المسؤولين التنفيذيين داخل قطاع الترفيه. كما أنه يريد الوصول إلى أصحاب الآراء الذين يشكلون اتجاهات المستهلكين. وفي تحول عن القالب الدوري التقليدي، المعروف باسم «نشاط تجاري من أجل نشاط تجاري آخر»، يصف بيكام «ريبورتر» الجديدة بأنها سيكون لها «نشاط تجاري من أجل المؤثرين».

ويبدو أن المنافسين داخل وسائل الإعلام الترفيهية غير متأثرين بذلك. ويقول شارون واكسمان، محرر «TheWrap»: «لا أرى أي قوالب إعلامية تدعم ما يقومون به».

ويظهر النموذج الأولي من «ريبورتر» بعد إعادة تصميمها كيف أن بيكام يخطط مع مين من أجل الوصول إلى مختلف فئات الجمهور. ويتضمن ذلك الشعار الجديد الأكثر أناقة والمطبوع على ورق أثقل وأكثر لمعانا. واحتوى على قسم بعنوان «حول المدينة» ويتناول تغطية واسعة للحفلات والعروض الأولى للأعمال الفنية، بالإضافة إلى تحقيقات موضوعية. وجاء في أحد العناوين الرئيسية داخل العدد الأول «كيف ألهم (رجال مجانين) (بارادا)».

وتأتي التعديلات الجديدة لتتحدى ثقافة إخبارية تتسم بالخمول. فعندما وصلت مين إلى «ريبورتر» في 15 يونيو (حزيران)، صدمت لأنها اكتشفت أن الدورية لم تكن تعقد اجتماعات تحريرية يومية. وتقول: «أوضح ذلك الكثير عن السبب الذي جعل التغطية أقل وأصغر».

وتضيف: «كانت المؤسسة بالكامل لديها مشكلة جماعية مرتبطة بتقدير الذات، ولم تكن تعرض ما ترى أنها أخبار تستحق، ولكن تعرض ما نحضره من شبكة الإنترنت وما تريده الاستوديوهات والشبكات الكتابة عنه».

وعلى الرغم من أن البعض داخل هوليوود متشككون، لا يعوق ذلك بيكام، المعروف بثقته. ويقول: «كلام هؤلاء لي يجعلني أضحك».

* خدمة «نيويورك تايمز»