الرئيس الجديد في «إيه بي سي نيوز» في مواجه «المعادلة الصعبة»

«والت ديزني» الشركة الأم تبحث عن مسؤول تنفيذي قادر على تطوير القطاع الإخباري

دافيد بيستن الرئيس السابق لمحطة «إيه بي سي» (نيويورك تايمز)
TT

جاء بحث «إيه بي سي» عن رئيس جديد للقطاع الإخباري بها في الوقت الذي جعل فيه الإنترنت وتلفزيون الكيبل هذه الوظيفة مختلفة وأكثر تعقيدا مما كانت عليه عندما تولاها الرئيس السابق ديفيد ويستين قبل ما يقرب من 14 عاما.

عاد الموظفون في «إيه بي سي نيوز» من عطلة نهاية الأسبوع ليعلموا أن ويستين سيتنحى عن منصبه في نهاية العام الحالي. وتحتاج «شركة والت ديزني»، الشركة الأم لـ«إيه بي سي»، إلى العثور على مسؤول تنفيذي يقدر القيم الإخبارية التقليدية، لكنه يستطيع تطوير القطاع الإخباري في الوقت الذي يمتلك فيه الأفراد الكثير من الوسائل للعثور على الأخبار غير التلفزيون الإذاعي.

وقد ورث ويستين هذه الوظيفة من الأسطورة التلفزيونية روني أرليدج، الذي خلق مجموعة من النجوم في «إيه بي سي نيوز». وفي الآونة الأخيرة، اضطر مناخ الأعمال الشبكة إلى تقليص النفقات. وقامت شبكة «إيه بي سي نيوز» بالتخلي عن ربع طاقم العاملين بها على مدار الأعوام القليلة الماضية.

وفي السابق، كانت وظيفة رئيس «إيه بي سي» أو «سي بي إس» أو «إن بي سي» تشبه تقريبا وظيفة القاضي في المحكمة العليا: وكانت وظيفتهم تتمثل في التمسك بالمعايير الإخبارية وتأدية خدمة عامة، حسبما ذكر أندرو هيورد، الرئيس السابق لقطاع الأخبار في «سي بي إس» لمدة عشرة أعوام انتهت عام 2005. ولم يكن تحقيق الأرباح قضية كبرى.

وقال هيورد: «لقد كانوا يحظون بقدر مريح من احتكار القلة. وكانوا يتنافسون بين بعضهم البعض، لكنهم بكل تأكيد لم ينافسوا مئات ومئات الشركات التي تقدم خدمات إخبارية الآن. كان هناك بيئة تنافسية أكثر بساطة».

ولم يكن الإنترنت قد تطور ليصبح أحد مصادر الأخبار عندما بدأ ويستين وظيفته. وظهرت قناة «فوكس نيوز» و«إم إس إن بي سي»، لكنها لم تغلق لتحدد الطريقة التي تتنافس بها بفاعلية مع «سي إن إن»، حيث إن لديها الآن برامج تروق للجماهير الحزبية.

وعلى الرغم من ذلك، انتشرت خلال العقد الماضي الأخبار على الإنترنت وتطور تلفزيون الكيبل ليستحوذ على مكانة مسيطرة في غرفة المعيشة.

وقد نمت الشركات التابعة لشركة «ديزني» التي تعمل في مجال تلفزيون الكيبل وتقدم هوامش ربح جيدة، في حين توقفت «إيه بي سي». وحققت الشبكة إيرادات بلغت نحو 3.3 مليار دولار العام الماضي، وبعد خصم التكاليف بلغت الأرباح 7 ملايين دولار، وفقا للبيانات القادمة من «إس إن إل كاغان». وعلى النقيض من ذلك، حققت قناة «إي إس بي إن»، التابعة لشركة «ديزني»، إيرادات بلغت 6.3 مليار دولار، أو نحو 1.5 مليار دولار بعد خصم التكاليف.

وقال ريتشارد وولد، رئيس جامعة كولومبيا والمسؤول التنفيذي السابق في «إي بي سي»، إنه نظرا للمنافسة بين تلفزيون الكيبل والإنترنت، وانهيار سوق الإعلانات، واجه ويستين «سلسلة متعاقبة من الصعوبات واجهت الجميع في النشاط الإخباري».

وعلى الرغم من أن «إيه بي سي» ظلت في المرتبة الثانية بعد «إن بي سي» في تقييمات النشرات الإخبارية، فإن «إن بي سي» لديها ميزة تمويلية ضخمة في كونها قادرة على اقتسام التكاليف مع قناة الكيبل الشقيقة «إم إس إن بي سي». ولا تمتلك «إيه بي سي» ولا «سي بي إس» أي قنوات كيبل إخبارية.

وفي سن 58 عاما، وفي ظل ضغوط مالية متواصلة وخفض التكاليف في المستقبل، رأى ويستين أن الوقت قد حان لترك وظيفته. ولم يكن ويستين متاحا للتعليق يوم الأربعاء، حسبما ذكر ذلك متحدث باسمه. ويعتزم مواصلة عمله حتى نهاية العام من أجل المساعدة في عملية نقل مهام الوظيفة.

وسيكون رؤساؤه المباشرون في «إيه بي سي» و«ديزني»، آن سويني وبوب إيغر، مسؤولين عن اختيار من يخلفه. ولن يكون هناك نقص في المرشحين من رؤساء القطاعات الإخبارية: كان جون بانر المخرج التنفيذي لبرنامج «أخبار العالم» لفترة طويلة؛ وجيم مورفي المخرج التنفيذي لبرنامج «صباح الخير يا أميركا»، وقاد أيضا نشرة الأخبار المسائية في «سي بي إس»؛ وأدار بول سلافين العمليات الرقمية في «إيه بي سي نيوز».

واستعانت «ديزني» في بعض الأحيان بمسؤولين تنفيذيين من قطاعات أخرى داخل الشركة نفسها. فعلى سبيل المثال، حل بول لي، رئيس «إيه بي سي فاميلي»، محل ستيف ماكفيرسون كرئيس للبرامج الترفيهية في شبكة «إيه بي سي» الإذاعية.

وفي ما يتعلق بالتحديات المتمثلة في مهمة تطوير القطاع والمهارات المتعددة اللازمة، تنبأ هيورد بأن «ديزني» ستختار شخصا يعمل حاليا في «إيه بي سي نيوز».

وأضاف هيورد: «لقد جرى إنشاء هذه المنظمات (الإخبارية) لخوض حرب مختلفة، يقال إنها حرب الأمس، التي كان فيها تجميع الأخبار وتسجيلها وتحريرها وبثها مهمة صعبة. والآن هذه الأمور سهلة. لذا، يجب تغيير البنية التحتية. ويجب تغيير المنتج».

* خدمة «نيويورك تايمز»