«سي إن إن» تختار بييرز مورغان خليفة للاري كينغ

شخصية إعلامية عالمية و«رئيس تحرير بارز».. ويبدأ بث البرنامج مطلع العام المقبل

لاري كينغ (يمين) وخليفته بييرز مورغان («واشنطن بوست»)
TT

أخيرا أنهت محطة الكيبل الإخبارية المتعطشة دوما للتعرف على تقييم المشاهدين لأدائها شهورا من التكهنات، حيث أعلنت «سي إن إن» أن الصحافي البريطاني بييرز مورغان، الذي اشتهر داخل الولايات المتحدة باضطلاعه بدور الحكم في برنامج «أميركاز غوت تالنت» (أميركا تملك الموهبة) على قناة «إن بي سي»، سيحل محل لاري كينغ في برنامجه الذي كان يقدمه التاسعة مساء، وذلك بدءا من يناير (كانون الثاني) المقبل.

الملاحظ أن «سي إن إن» ركزت على كون مورغان «شخصية إعلامية عالمية» و«رئيس تحرير بارزا» خلال الإعلان الذي أصدرته، الأربعاء الماضي.

إلا أن هذه التأكيدات لم تترك أصداء واسعة في أوساط المراسلين المعنيين بتغطية الأنباء التلفزيونية الذين أبدوا غضبهم عبر مؤتمر عقد عبر الهاتف مع مورغان وجون كلين، رئيس «سي إن إن» داخل الولايات المتحدة، لاختيار الشبكة مقدم برنامج لاكتشاف المواهب لملء المساحة الزمنية التي شغلها لسنوات الأسطورة كينغ - وهو مقدم يرفض أن يتولى مساعده التنفيذي إعداده قبل خوض مقابلات لعشقه المفاجآت.

من المقرر أن يبدأ بث البرنامج الذي سيتولى مورغان تقديمه والذي لم يعلن عن اسمه بعد في مطلع العام المقبل - أي بعد رحيل كينغ بأسابيع قلائل. وفي الوقت الذي ستجري إذاعة برنامج مورغان عبر قناة «سي إن إن إنترناشونال» في أكثر من 200 دولة، فإن الأمل الأكبر ينعقد على أن يتمكن أسلوب مورغان الجريء من رفع معدلات الإقبال على مشاهدة شبكة الكيبل الإخبارية على الصعيد المحلي، التي تراجعت بنسبة 50% خلال فترة الذروة في أغسطس (آب) الماضي مقارنة بالعام السابق.

وينقلنا هذا إلى خطاب مورغان الرسمي بقبول تعيينه الذي أوردته وسائل الإعلام الأربعاء: «كصحافي شاب في بريطانيا، شاهدت التغطية الحية المذهلة التي قدمتها (سي إن إن) لحرب الخليج عام 1991، وافتتنت بشجاعة وذكاء صحافييها المشاركين في التغطية».

وأضاف: «بعد سنوات، شاهدت تقارير أندرسون كوبر العميقة من نيو أورليانز في أعقاب إعصار كاترينا، وشعرت بافتتان مشابه تجاه بحثه المحموم والدؤوب وراء الحقيقة. كما شاهدت (لاري كينغ لايف) على امتداد الجزء الأكبر من الأعوام الـ25 الماضية، وراودني حلم أن أحل في يوم من الأيام محل هذا الرجل الأسطوري الذي أعتبره أعظم مقدم برامج تلفزيونية على الإطلاق».

واعترفت «سي إن إن» من ناحيتها بأن مورغان يشتهر في بلاده بدور الحكم الذي قام به في برنامج «أميركاز غوت تالنت» على قناة «إن بي سي»، وسارعت الشبكة بالإشارة إلى أن البرنامج جاء في المرتبة الأولى من حيث معدلات إقبال المشاهدين.

خلال المؤتمر الذي عقد عبر الهاتف بين حشد من الصحافيين ومورغان وكلين، تساءل أحد الصحافيين كيف كانت تفكر «سي إن إن» باختيارها شخصا «غير صحافي» لتولي هذه الوظيفة.

وهنا، تدخل مورغان قائلا: «تمهل قليلا! لا يمكنك أن تنعتني بغير الصحافي. لقد عملت صحافيا لمدة 25 عاما في فليت ستريت». وحاول الصحافي تعديل التساؤل وسأل ما إذا كان مورغان سيواجه مشكلات في اجتذاب المشاهدين باعتباره شخصا «غير معروف» كصحافي داخل الولايات المتحدة. وهنا، أجاب مورغان: «سأواجه صعوبة بالفعل إذا أخبر صحافيون بارزون مثلك قراءهم أنني لست صحافيا». وبعد ذلك، لمح مورغان إلى أنه من الأفضل أن ينوه الصحافيون بخلفيته قبل الشروع في الكتابة عن منصبه الجديد.

واستفسر المراسلون من كلين حول معدلات المشاهدة التي يعتقد أن على البرنامج اجتذابها والفترة الزمنية التي ينبغي أن يستغرقها البرنامج للوصول إليها، بحيث يتمكنون من تقدير مدى نجاح اختيار مورغان.

جدير بالذكر أنه إلى جانب عمله مذيعا ببرنامج «أميركاز غوت تالنت»، كان مورغان أيضا الفائز في النسخة الأولى من برنامج «سيليبرتي أبرانتايس» على قناة «إن بي سي».

إلا أن «سي إن إن» عمدت في إعلانها الذي من الواضح أن الصحافيين لم يقرأوه على التأكيد على أن مورغان «يتميز بحياة مهنية طويلة بالحقل الصحافي في المملكة المتحدة كرئيس تحرير صحيفة، ومؤخرا كمذيع لبرنامج مقابلات شهير بعنوان (بييرز مورغانز لايف ستوريز)».

وأشار الإعلان إلى أن مورغان «سينقل أسلوبه المتميز في إجراء المقابلات وموهبته في سبر أغوار الضيوف على نحو مفصل مثير للدهشة إلى التلفزيون الأميركي ومشاهدي (سي إن إن) بمختلف أرجاء العالم».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»