استقالة محرر في «رويترز» بسبب انتهاك قواعد السلوك

أخفى مصالح مالية عن شركات غطى أخبارها

TT

كشفت وحدة «رويترز بريكينغ فيوز»، المختصة في الأخبار والتحليلات المالية، الاثنين الماضي عن استقالة صحافي في حين يخضع صحافيون آخرون لمراجعة داخلية على خلفية إخفاء بعض المصالح المالية في شركات قاموا بتغطية أخبارها.

وعلى الرغم من عدم كشف «رويترز» عن أدلة بشأن ما إذا كان أحد موظفيها استفاد من عمليات تداول غير صحيحة في أسهم شركات قاموا بتغطية أخبارها، فإن عدم إفصاحهم مسبقا عن تضارب المصالح المالية يعد في حد ذاته خرقا لقواعد السلوك داخل «رويترز». وقد لفتت «رويترز» نظر قرائها إلى هذا الأمر في تعليق نشرته على «بريكينغ فيوز».

وأفادت الخدمة الإخبارية أنه تم تحديد 53 مقالا كانت مصلحة الكاتب المالية بارزة فيها بدرجة تبرر الكشف عن ذلك. ووضعت «رويترز» تنويها على المقالات الموجودة في أرشيفها لتلفت نظر قرائها إلى احتمال وجود هذا التضارب. وتنشر ملاحق الاقتصاد في «نيويورك تايمز» وطبعتها الدولية و«إنترناشيونال هيرالد تربيون» تحليلات إخبارية من وحدة «رويترز بريكينغ فيوز». كما تظهر روابط توجه إلى «بريكينغ فيوز» من على موقع «نيويورك تايمز».

وأفاد محررون في «نيويورك تايمز» بأن المراجعة الأولية أظهرت وجود ثلاثة مقالات تابعة لوحدة «بريكينغ فيوز» نشرت في الصحيفة العام الماضي حول موضوعات ربما كان للكاتب مصلحة مالية فيها. وأضاف المحررون أنهم كانوا يعملون مع «رويترز بريكينغ فيوز» على مواد في «نيويورك تايمز» أو «هيرالد تريبيون» وربما اشتملت على هذا التضارب.

وكانت أخطر الحالات التي تم رصدها حتى الآن من قبل «بريكينغ فيوز» حالة الكاتب البريطاني الشهير نيل كولينز الذي اشترى أسهما داخل شركة «بي بي» قبل وبعد كتابته عن الشركة.

ويوجد حاليا في مقال كتبه كولينز عن شركة «بي بي» تنويه يقول: «كان نيل كولينز يمتلك أسهما في شركة (بي بي) عندما كتب هذا المقال، واشترى أسهما قبيل كتابته وكذا بعد أن كتبه بوقت قصيـر».

وقالت متـحدثة باسـم «رويتـرز» إن وكالة الأنباء وجدت 39 مقالا كتبها كولينز كانت مصالحه المالية واضحة فيها وكان من الواجب الكشف عن ذلك للقراء.

وقال ديفيد شليسنجر، رئيس تحرير «رويترز»، في تنويه للعاملين: «على الرغم من عدم وجود دليل على أن الصحافي أساء استخدام منصبه من أجل تحقيق مكاسب مالية، فإننا نتعامل مع مثل هذه الانتهاكات بجدية بالغة، وقد تقدم هذا الصحافي باستقالة فورية أثناء التحقيق»، وأضاف شليسنجر: «كشفت التحقيقات التالية التي خضع لها العاملون في (رويترز بريكينغ فيوز) كثيرا من الحالات الأخرى كان من المفترض أو من الواجب الإفصاح عنها للقراء أو المديرين».

وفى رسالة وجهها إلى محرر «بريكينغ فيوز» ونشرها الموقع الإلكتروني لصحيفة «الغارديان» البريطانية، أكد كولينز أنه ملتزم بالتغطية الأمينة. وأضاف: «أرى في ذلك خرقا خطيرا للقواعد، ولكنه خرق فني. ولا أري أني أسأت استخدام موقعي في (رويترز) في أي مرحلة من المراحل».

وقالت «رويترز» إنها تدرس ما إذا كانت ستشرع مستقبلا في الإفصاح عن كل حيازات الأوراق المالية ذات الصلة التي يمتلكها المحررون، أسفل كل مقال.

* خدمة «نيويورك تايمز»