كان لافتا الأسبوع الماضي نشر «الشرق الأوسط» لتقارير موسمية عدة واكبت الحدث. الطائفة الأولى منها كانت تقارير الحج والتي قدمت مادة تثقيفية للقارئ مثل تقرير «كسوة الكعبة» التي تبلغ قيمتها 5.2 مليون دولار أميركي. ونجح هذا التقرير في تسليط الضوء على تاريخ الكسوة والصراعات السياسية بين الدول للظفر بشرف تكسية بيت الله جل جلاله. كان ينقص هذا التقرير صور عالية النقاوة تنشر على الموقع الإلكتروني، لتقديم مادة مصورة جميلة للقارئ عن خيوط الحرير والذهب المستخدمة. ومن التقارير اللافتة أيضا تقرير «قطار المشاعر»، الذي كان حديث الحجاج، إذ قطع مسافة 5 ساعات في أقل من ربع ساعة. وإن كان ينقصه نشر صور أكثر تنوعا من الصورة اليتيمة المنشورة. ولو أن صحافيا استقل هذا القطار وصور تجربته بكاميرا عالية النقاوة لكان تقريرا مميزا.
ولفت النظر أيضا تقرير نشر عن ضبط السلطات السعودية لـ22 ألف تصريح مزور وأنها أعادت 487 حاجا إلى بلدانهم لحملهم جوازات وتأشيرات سفر مزورة! هذا الموضوع كان يمكن أن يحظى بإبراز أكثر لو أنه كتب بطريقة الـFeature الاحترافية والشائقة، فكيف يقدم حجاج يؤدون الركن الأعظم في دينهم وهم يزورن وثائق رسمية! لا شك في أن هذا التقرير لو أعيدت صياغته، مع صورة مؤثرة، لكان لافتا للقراء العرب، الذي سيفكرون ألف مرة قبل الإقدام على هذه الخطيئة.
نود الإشارة إلى أن نشر صور إضافية في الموقع الإلكتروني يعزز قوة التقارير الموسمية، وهو بحد ذاته مكافأة للمصورين الذين ظفروا بمئات الصور، كالعادة، ولم يحالف الحظ سوى بضعة منهم. نشر الصور في الموقع الإلكتروني صارت تلجأ إليه كبريات الصحف العريقة مثل «التايمز» اللندنية و«نيويورك تايمز» وغيرهما. ويمكن الاستعانة بصور الوكالات، أو حتى القراء من خلال الإعلان المسبق لهم بأن أفضل الصور أو مقاطع الفيديو سوف يتم نشرها في الموقع وستحمل اسم صاحبها، إذا التزم بالوقت المحدد للتسليم. هكذا يمكن أن نكتشف مواهب جديدة من دون تكلفة.
ومن الحج إلى عالم الموضة، حيث أتحفتنا الصحيفة بتقرير موسمي جميل، بقلم الزميلة جميلة حلفيشي، إذ تطرق إلى صرعة جديدة في أزياء هذا الخريف والشتاء إذ ركزت دور الأزياء العالمية على الأجساد «الممتلئة» وليست النحيلة كما هو شائع عن عالم الأزياء! التقرير كتب بطريقة احترافية لا تقل مهنية عن ما تنشره «نيويورك تايمز» في تقريرها الشهير عن الموضة، حيث أخذتنا المحررة في نزهة تاريخية لطيفة في الصراع بين عمالقة دور الأزياء، وحيلهم، للفوز بتصاميم جاذبة في كل موسم.
من التقارير الأخرى الموسمية، كان تقرير «بادية السماوة جنوب العراق تستقبل هواة الصيد البري من الخليجيين». كان الموضوع لافتا بحق فهو جاء خلاف الانطباعات الشائعة من أن ذهاب الخليجي إلى العراق أمر محفوف بالمخاطر. لو أن هذا التقرير شمل أشخاصا أكثر وصورا منوعة لكان تقريرا لا تتوانى مجلة «ناشيونال جيوغرافيك» الشهيرة عن نشره! التقارير الموسمية إذا ما قدمت بطريقة إبداعية فإنها تضفي على الحدث الموسمي رونقا صحافيا جميلا يمتع القارئ ويفيده.