تساؤل عن نجم «أوبرا وينفري» الأخير

بعد مرور 25 عاما على برنامج المذيعة الأشهر عالميا

زادت حدة الرغبة في الظهور في برنامج اوبرا وينفري منذ اعلانها أنها سوف تنهي حياتها المهنية
TT

في كل مرة تختتم فيها ستاسي آيغل اجتماعا مع طاقمها، تنهيه تقريبا بالطريقة نفسها: «حسنا، نراكم في برنامج أوبرا!».

وهناك فقط عقدة واحدة وهي أن آيغل، المؤسسة والمديرة المبتكرة لشركة «بوي ميتس غيرل»، وهي شركة ملابس في مانهاتن، لم توجه لها الدعوة للظهور في برنامج «ذا أوبرا وينفري شو».

وقالت آيغل في اليوم التالي: «ليس بعد، ولكنني أتحدث دائما عن أوبرا. وعلى مدار السنوات الماضية، رأيتها وهي تستضيف عددا كبيرا من مصممي الأزياء، مثل تروي بورش ومارك جاكوبز».

وتصمم آيغل، التي تتبنى شعار «العاطفة.. المحرك.. أوبرا» كتعويذة شخصية ومهنية لها، (وسوف تجد هذا الشعار على صفحة شركتها على موقع «فيس بوك») الملابس بشكل روتيني لأحد المنتجين في البرنامج، الذي كان زميلا لها في الجامعة.

وتفكر آيغل في جعل صهرها، الذي قالت عنه إنه يعيش في المبنى نفسه الذي يسكن فيه غايل كينغ، الصديق المقرب لأوبرا وينفري، يقدم بعضا من سلع شركة «بوي ميتس غيرل» إلى زوجة كينغ، على الرغم من أن الفكرة تجعلها تشعر بالقلق. وتقول آيغل: «هذا يمثل تعديا على خصوصية الآخرين بشكل محدود من وجهة نظري».

ولكن التعدي على خصوصية الآخرين، ربما تكون مضمونة، حيث يمضي الوقت سريعا بالنسبة للأشخاص الذين يتخيلون أنفسهم، مثل فيل ماكغرو، أو الدكتور محمد أوز أو راشيل راي، وكلهم نجوم أصبحوا أكثر لمعانا بشكل واضح من خلال تأييد وينفري المتحمس لهم على الهواء.

ومع بث الحلقة الأخيرة من برنامج «ذا أوبرا وينفري شو» في نهاية شهر مايو (أيار) من عام 2011 (التي يسميها البعض «أفول أوبرا»)، فإنه سيكون هناك عدد محدود فقط من فرص الظهور مع أوبرا يمكن انتزاعها بصعوبة.

وقالت سوزان هارو، وهي مدربة إعلامية مقيمة في ولاية كاليفورنيا تلقت لعقود طويلة الكثير من الطلبات الراغبة في الظهور مع «أوبرا» من كتاب ورجال أعمال وحتى من أحد أبناء رجال المافيا، لدرجة أنها قررت أن تكتب كتيبا بعنوان «الدليل الأساسي للظهور مع أوبرا»، يباع بمبلغ 99 دولارا أميركيا: «إنهم يزحفون».

وقد زادت حدة الرغبة بالظهور في برنامج «أوبرا»، الذي سوف يعاد عرضه خلال الفترة من شهر يونيو (حزيران)، وحتى 9 سبتمبر (أيلول) منذ إعلان وينفري في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2009، عن أنها سوف تنهي حياتها المهنية. وقالت هارو: إنها تسمع الكثير من الطلبات على النحو التالي: «هل يمكن أن تساعديني على الظهور مع أوبرا قبل أعياد الكريسماس؟».

وقد أصبح برنامج «ذا أوبرا وينفري شو» الذي بدأ أولى حلقاته في الولايات المتحدة خلال عام 1986، طريقا واضحا للحلم الأميركي، حيث ارتفعت مبيعات بعض الشركات التي كانت شهرتها محدودة في يوم من الأيام مثل شركة «سبانكس»، مصنعة الملابس الداخلية الماصة للعرق، التي أصبحت منتشرة الآن في كل مكان، كما ارتفعت مبيعات شركة «فيلوسوفي» لمنتجات العناية بالبشرة، بعدما ذكرت وينفري منتجات هاتين الشركتين في برنامجها، الذي يشاهده نحو 40 مليون شخص أسبوعيا في الولايات المتحدة.

وقد كانت أوبرا تمثل دائما عرابة خرافية للكتاب والمؤلفين على وجه الخصوص. وقال موقع «بابليشرز ويكلي» الذي يعنى بالأخبار المتعلقة بنشر وبيع الكتب: إن وينفري حولت 63 كتابا إلى قائمة «الكتب الأكثر مبيعا» وأن أحد المطلعين على أمور النشر قدر أن «اختيارات بمفردها أسهمت في تحقيق مبيعات بقيمة 500 مليون دولار أميركي لصناعة نشر وبيع الكتب».

ومن بين المستفيدين الآخرين بوب غرين، مدرب اللياقة البدنية، والمصمم كريس مادين، وبعض الطهاة مثل آرت سميث، وروزي ديلي، وخبراء تنظيميون مثل جولي مورغينستيرن وبيتر وولش وعدد لا حصر له من الكتاب والمفكرين مثل إيكهارت تولي. وأصبح الضيوف المنتظمون لبرنامج «أوبرا وينفري» مثل سوزي أورمان ومستر ماكغرو ومدام راي والدكتور أوز، ومؤخرا جدا مصمم الديكور نيت بيركوس، أكثر شهرة فقط. وقد أصبحوا أيضا يمثلون الجيل التالي من مضيفي البرامج الحوارية.

ولن تختفي وينفري، 56 عاما، نهائيا؛ حيث من المقرر أن يبدأ بث شبكة أوبرا وينفري التي تحمل اسم «OWN»، وهي قناة تلفزيونية أنشأتها وينفري مع شركة الإنتاج التابعة لها وشركة «ديسكفري» للاتصالات، يوم 1 يناير (كانون الثاني) المقبل. ولكن عندما يظلم مسرحها بعد 25 موسما، فسوف يحدث هذا أيضا بالنسبة للأضواء التي كانت متركزة بشكل قوي على رجال الأعمال والكتاب والقيادات العصامية الشهيرة، وسوف تختفي معها الطريقة التي استخدمتها عدة أجيال لتقييم النجاح المهني.

وقالت سيندي راتزلاف، رئيسة شركة «براند نيو براند يو» للتسويق ووضع الاستراتيجيات الإعلامية: «عندما توقف جوني كارسون عن تقديم برنامجه، أبدى كل الكوميديين المتابعين للبرنامج حزنا شديدا، لأن الظهور في برنامج كارسون كان يمثل حلما لعدد كبير جدا من الناس. والشيء نفسه ينطبق على برنامج وينفري. وأمنية الظهور مع أوبرا ولو للحظات معدودة كانت تشبه أمنية الكثير من الممثلين الكوميديين في الظهور مع جوني كارسون للحظات قليلة». ولم تبد أمنية الظهور للحظات مع أوبرا على الإطلاق بأنها واهمة وصعبة المنال بشكل إضافي.

ومثل معظم الكتاب والمفكرين، كانت ريبيكا دي كوستا، مؤلفة كتاب «حشرجة الحارس: التفكير في طريقنا لمواجهة خطر الانقراض» الصادر عن مطبعة «فانغيرد»، في شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2010، ترغب في وصول كتابها إلى أيدي وينفري. وحتى الآن، تلقت كوستا، عالمة الأحياء الاجتماعية في مدينة سان فرانسيسكو، شهادات جيدة من شخصيات مهمة أخرى من بينها دونالد جي ترامب وتريدي ستايلر، الممثلة وزوجة ستينغ وتينا براون، مؤسسة موقع «ذا ديلي بيست» والمحررة السابقة في عدة مجلات، من بينها مجلة «فانيتي فير» و«توك» والسيناتور السابق بيل برادلي والسير ريتشارد برانسون، الملياردير ومؤسس مجموعة «فيرغين غروب».

وقالت كوستا: «كان من الأسهل بالنسبة لي أن أصل إلى السير ريتشارد برانسون، مقارنة بإمكانية وضع كتابي أمام أوبرا. والآن، مثلما علمت، يقضي برانسون إجازة على إحدى بواخره في جزيرة واقعة على أحد الأماكن في البحر الكاريبي».

وتأمل كوستا (التي يستكشف كتابها لماذا فشلت الحضارات الكبرى وما يمكن فعله لمنع حدوث هذا الأمر مرة أخرى؟) في أن يلتقي السير برانسون مصادفة بأوبرا وينفري ويقول لها: «بالمناسبة، هل قرأتِ هذا الكتاب؟» ولكنها ليست متفائلة بشكل مفرط.

وبالنسبة للروائية تينا ماري فرولي، التي تعيش في مدينة ماونت بليزانت بولاية ساوث كارولينا، جاءت صيحة اليقظة في شهر نوفمبر عام 2009. وقالت فرولي، 29 عاما، التي كانت تواصل عملها بجد في كتابة رواية تاريخية منذ ست سنوات خلال فترة دراستها بالكلية وعملها مرتين بوظيفة نادلة: «تناثرت الأخبار عن أن أوبرا سوف تتوقف عن الظهور في برنامجها وبدأنا نشعر بذعر كامل». وتابعت حديثها: «قلت إنني أحتاج إلى الجلوس على الأريكة في معية أوبرا. وكان لدي في هذا التوقيت أكثر من عام فقط لتحقيق هذه الأمنية».

وكانت فرولي قد بدأت في تنظيم جهودها من أجل إنهاء روايتها بسرعة، التي حملت عنوانا مؤقتا «أميرة سكك حديد مترو الأنفاق» على مدونة باسم يلخص كل ما تريد قوله وهو: Oprahby2011.com.

ويأمل كاتب آخر اسمه تكيكايا ميسامو، وهو طفل مجند سابق كونغولي حصل على حق اللجوء السياسي إلى الولايات المتحدة في عام 1998، وأصبح جنديا من قوات المارينز الأميركية عام 2000 في الظهور على برنامج «ذا أوبرا وينفري شو» بمذكراته «في ظلال الحرية: رحلة بطولية إلى التحرير والرجولة والولايات المتحدة» (دار أتريا للنشر، أغسطس 2010). ومؤخرا ذكر ميسامو، الذي يعيش في مدينة سانتا كلاريتا بولاية كاليفورنيا مع زوجته وثلاثة أطفال، اسم وينفري على شبكة «سي إن إن».

ويمتلك ميسامو قاعة جيمانزيوم تعرف باسم «معسكر لياقة المحارب» في مدينة فالنسيا بولاية كاليفورنيا، ويقول إنه يعمل من أجل جلب الانتباه إلى الحاجة للتعليم في قارة أفريقيا.

وقال ميسامو: «أحتاج إلى أن تساعدني أوبرا في مساعدة الناس بالكونغو؛ لأنها شخصية محبوبة جدا لدى النساء في أفريقيا. إنها شخصية من الولايات المتحدة، من قارة مختلفة، وهي تستثمر الكثير من الوقت والعاطفة في قارة أفريقيا. وأنا هنا، ابن من أبناء أفريقيا، أحارب من أجل هذه الدولة التي تدعى أميركا، لأنني أؤمن بأن الحرية ليست منحة، ولكنها حق من حقوق الإنسان».

وللأسف، فقد تم حجز الكثير من اللقاءات المتاحة في برنامج «ذا أوبرا وينفري شو». وفي ظل وجود الضيوف الحاليين، مثل الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش، والمغني الشهير ريكي مارتين، ووالد مارتين جاكسون وأبنائه، فقد يبدو أن الأسماء الشهيرة تحتل أولوية مقارنة بالأسماء غير المعروفة.

ولكن أنغيلا دي بول، المتحدثة باسم شركة «هاربو»، وهي شركة الإنتاج لأوبرا وينفري قالت إن الأمل لا يزال موجودا، وسوف يصور البرنامج حلقات في الاستوديو بداية من شهر يناير وحتى شهر مايو من العام المقبل. وقد يعيد الأشخاص الذين تعرضوا للتجاهل طمأنة أنفسهم بأنه على الرغم من أن وينفري لديها القدرة على تحويل كل شيء تلمسه إلى ذهب، فإن كل ضيوفها لم يصبحوا مشهورين فجأة.

وقالت راتزلاف، الخبيرة الاستراتيجية الإعلامية التي عملت في الترويج لشركة «سايمون & شوستر» ومؤسسة «رودالي» للنشر: لقد رأيت عددا كبيرا من المؤلفين والكتب في برنامجها وواصل بعضهم إلى أن أصبح من المؤلفين الذين حققوا مبيعات رائجة هائلة، في حين لم يحقق البعض الآخر هذا النجاح. وعلى سبيل المثال، ليس من الضروري أن تكون تعليقات أوبرا مفيدة للمبيعات إذا كان المؤلف مجرد عضو في لجنة التحكيم. وسوف تحتاج أوبرا إلى رفع كتابك عاليا وأن تقول: «لقد غير هذا الكتاب حياتي، وأنا أوصي بقوة بقراءة هذا الكتاب».

ولم يصبح ديف ليفين ومايك فاينبيرغ، مؤسسا شبكة « KIPP»، وهي شبكة من المدارس التجريبية العامة المجانية التي تعد الطالب لمرحلة الجامعة من الأسماء المشهورة جدا عندما استضافتهما أوبرا في شهر أبريل (نيسان) عام 2006. ولكن تأثير هذه الاستضافة على شبكة « KIPP» كان مثيرا على الرغم من ذلك؛ حيث زار نحو 36 ألف شخص الموقع الإلكتروني لشبكة « KIPP» خلال الستة وثلاثين ساعة التي تلت عرضة هذه الحلقة، بينما كان العدد القياسي لزوار موقع شبكة « KIPP» خلال الفترة نفسها نحو ألفي زائر فقط.

وقال ليفين: «لقد كان تأثير الحلقة لا يصدق، حيث تعرف الناس على شبكة (KIPP) بطريقة لم تحدث مطلقا من قبل».

وفي شهر أبريل من عام 2005، وهي السنة التي أسست فيها مدام بورش، مصممة الأزياء التي أوردت اسمها آيغل، شركتها، وجهت الدعوة إلى مدام بورش للمشاركة في حلقة من برنامج «ذا أوبرا وينفري شو»، وفور انتهاء الحلقة، شهد موقعها دخول مليون زائر. وقالت مدام بورش: «من يوم إلى اليوم التالي، كانت القصة مختلفة جدا. وهذا يمكن أن يظهر لك قوة كيف ساعدتنا أوبرا فعلا في تدشين عملنا التجاري؟».

وليس ثمة خليفة واضحة لوينفري؛ وعلى الرغم من أن إلين دوغينيريز تبدو محبوبة، فإن نبرة صوتها تبدو أكثر سخرية. ويقول المشتغلون بهذه المهنة إن «تأثير أوبرا» لا مثيل له.

تقول روبين أوكرانت، وهي ممثلة ومدرسة يوغا، التي قادت مدونتها عن العيش وفقا لاقتراحات نمط حياة وينفري إلى تأليف كتاب يحمل اسم: «عيش حياة أوبرا: تجربتي التي استمرت عاما للسير على نهج ملكة الحوار» (دار سنتر ستريت للنشر، 2010): «لقد تحدثت مع بعض النساء اللائي بكين وهن يتحدثن عن انتهاء حلقات البرنامج». وفي شهر مارس (آذار) الماضي، أخبرت أوكرانت قراء موقع LivingOprah.com أنها كانت تأخذ أيضا صفحة أخرى من كتاب وينفري.

وكتبت أوكرانت تقول: «سوف تتوقف أوبرا عن تقديم برنامجها، لأن البرنامج قد سلك مساره الطبيعي حتى النهاية. وأعتقد أنني يجب أن أفعل ذلك أيضا».

ولكن إيمانويل لوبيز، 47 عاما، من مدينة تورونتو، الذي يكتب مدونة فيلم «أفلام محفزة» ويقود ندوات تعلم الناس كيفية اتباع عاطفتهم، لم يتخل عن حلمه بالظهور في برنامج وينفري. وكان لوبيز يمارس لسنوات طويلة «قانون الجاذبية»، وهو اعتقاد بأن الشخص لا بد أن يتصور أهدافها لكي يعرضها ويضعها في فيلم «ذا سيكريت» (الأول) الذي تم عرضه في عام 2006 (وكان موضوعا آخرا من المواضيع التي ناقشها برنامج «ذا أوبرا وينفري شو»).

وهذا يفسر سبب التقاطه لصور تلفزيونية للضيوف من برنامج «ذا أوبرا وينفري شو»، ثم لصق صورة لرأسه على أجسامهم. وفي عام 2006، لصق لوبيز وجهه على صورة الممثل الكوميدي جيم كاري. ولصقه خلال العام الماضي على صورة الممثل الأميركي الشهير براد بيت.

وقال لوبيز: «أكبر هدية بالنسبة لي هي الجلوس أمام أوبرا، وسرد قصة حياتي وجلوس والدتي في الصف الأمامي».

* خدمة «نيويورك تايمز»