بريان بولتر.. سوق لا تهدأ أثناء عمله على الهواء أو خارجه

نجم أخبار «فوكس 5» يتناول الأخبار ويفتتح مشروعا جديدا

بريان بولتر: على الشاشة يبدو وسيما ومتغطرسا ومتكلفا .. أما في الواقع فيبدو شخصا مختلفا تماما («واشنطن بوست»)
TT

من داخلها، تعد النشرة الإخبارية أشبه برحلة تزلج على الجليد وتدور حول مذيعين يعمدون إلى الظهور بمظهر شديد التحفظ وملابس شديدة الأناقة وتبادل منسق للمزحات. ومع بدء العمل، تنزلق كاميرات صندوقية الشكل وتبدو وكأنها تتراقص حول استوديو «فوكس 5»، مع وضع بريان بولتر الكثير من العلامات على باب الاستوديو الزلق.

ويقول بولتر موجها حديثه إلى مسؤول الكاميرا: «أبقها هنا. لقد بدأت نشرة أخبار فوكس 5 لتوها»، وهي النشرة التي تستحوذ على الانتباه عبر ضاحية كولومبيا وماريلاند وفيرجينيا.

وتنطفئ الأنوار الحمراء التي تشير إلى البث المباشر على الهواء، ليتحول القناع الموجود على وجه المذيع إلى تعبير عن ضيق عابر. ويجر بولتر قدميه على أرضية الاستوديو، كما لو كان يغازل كرة قدم. ويتحول اتجاه الكاميرات متابعة تحركاته، بينما يصعد باتجاه مكتبه. وبجانبه، تجلس زميلته المذيعة لورا إيفانز، وترش مادة كيمائية على شعرها. ويمسك بولتر في يديه مرآة متصدعة تقسم وجهه نصفين، ويشرع في تهذيب شعره بأطراف أصابعه قليلا. ويميل بولتر على إيفانز متحدثا إليها على انفراد، ويبدو في حديثه متحمسا حيال أمر ما، وبالكاد بدت بعض كلماته مسموعة بسبب الضوضاء الناشئة عن إذاعة الفقرة الإعلانية.

ومن بين عباراته المسموعة: «إنه الخمر المتألق الذي وضع نهاية الحرب الباردة.. وحتى اليوم يجري تقديمه خلال مأدبات العشاء الرئاسية.. وهو مصنوع من العنب الناضج ببطء.. إنه خمر يشبه بوردو.. لكن نكهته أشد قوة..».

عندما تعاود الأنوار الحمراء الإضاءة، يسترجع بولتر المظهر المميز للمذيعين، حيث تتخذ ذقنه وضع وسط، أسفلها رابطة عنق طراز «ويندسور»، بينما ينعقد حاجباه ليبدو على وجهه تعبير صارم ومتنبه. أما نبرة صوته فتعلو وتنخفض بينما تمضي عبر جمل وعبارات تتناول المحاكمة الدائرة حول مقتل تشاندرا ليفي، وفرار قرد من فصيلة الشمبانزي يصل وزنه إلى 300 باوند، وانطلاقه في مدينة كنساس سيتي بميسوري.

إلا أن شاشات التلفزيون تغفل الإشارة إلى الأناقة الشديدة لسوار القميص الذي يرتديه بولتر، والأزرار الفضية لأكمام القميص وتتخذ شكلا لولبيا.

بوجه عام، يمكن النظر إلى المذيع باعتباره التجسيد المعبر عن الشريحة المتابعة له من الجمهور. وهو القصاص الذي ينبغي أن يتنقل برشاقة ما بين حوادث القتل المروعة وأحدث الرقصات. وعليه أن يبدو وجها مألوفا لمشاهديه، ومع ذلك تبقى حوله هالة من الغموض.

أكمل بولتر، في وقت سابق هذا العام، عامه الـ40، ويبدو تجسيدا لسوق لا تهدأ سواء أثناء عمله على الهواء أو خارجه. داخل «فوكس 5»، يظهر بولتر بمفرده في «نيوزإيدج» المذاعة في الـ6 والـ11 مساء. خلال البرنامج، لا يجلس بولتر على مكتب ويطلق العنان لشهيته القوية تجاه الأخبار حيث يستعرض أحدث الأخبار المرتبطة بشبكة الإنترنت وموسيقى «البوب» وعدد من القصص ذائعة الصيت التي لا تتماشى بالضرورة مع الساعة الإخبارية لـ«فوكس 5» بدءا من الساعة العاشرة، التي تتسم بطابع أكثر تقليدية.

من ناحية أخرى، شرع بولتر، في هدوء، في مشروع جانبي داخل أنابوليس، حيث ينوي افتتاح حانة في مين ستريت، على بعد 6 بنايات من منزله.

على مدار عامين حتى الآن، قضى بولتر ساعات النهار في الاهتمام بمشروعه التجاري الخاص بالتعاون مع زوجته، ليزا، التي ستتولى إدارة الحانة عند افتتاحها في مايو (أيار). خاطر الزوجان بمدخراتهما في هذا المشروع الاستثماري بالمدينة التي يقطنانها، لكن الحانة تعد أيضا بمثابة خطة بديلة تحسبا لأي تطورات قد تحدث في المستقبل.

من ناحيته، قال بولتر، الذي يعمل في محطة «فوكس» منذ 11 عاما: «إنني أراهن كثيرا على الأخبار، وأضع ثقتي بأكملها في (فوكس 5)، وفي كوني مذيع الربط الأساسي في ما يخص حياتي على المدى البعيد، ويعد مشروع الحانة سبيلا للرهان على المجتمع الذي أعيش فيه، وضمان أننا لن نضطر يوما إلى الرحيل. إن التلفزيون يعج بحياة صاخبة، وأصبح يحمل قدرا غير عاديا من المنافسة، بينما تخرب شبكة الإنترنت نشاطنا التجاري. حتى الأفراد المتمتعين بوظائف على أعلى المستويات التلفزيونية يخالجهم شعور بالافتقار إلى الأمان.. ويرجع هذا كله إلى ظاهرة (الوظائف المتعددة)».

ويشير هذا المصطلح إلى رفض المرء الاقتصار على وظيفة واحدة، مثل بولتر الذي يعمل مذيعا إخباريا ومالكا لحانة في ذات الوقت. إنه عصر البقاء للأصلح. إنه عصر يكافح المرء لتحديث استوديو الأخبار، والنجاح تجاريا خارجه.

وقال بولتر: «إن كلا منا أمامه حياة واحدة ليعيشها. لذلك، يمكنك أن تركز كل جهودك على أمر واحد أو في ظل هذه الظروف الاقتصادية والفترات المضطربة التي نعيشها يمكنك استغلال الفرصة للانطلاق في اتجاهات مختلفة من حياتك للتعرف على الأشياء الأخرى التي تهتم بها».

ويتحدث بولتر بوجهه الذي تشع منه إضاءة زائدة بسبب مساحيق التجميل ونبرة جهورية. وعندما يظهر على شاشات التلفزيون، يتحول إلى هدف لأحكام وافتراضات المشاهدين القوية.

على الشاشة، يبدو وسيما ومتغطرسا ومتكلفا وجديرا بالثقة. أما في الواقع، فيبدو شخصا مختلفا تماما.

عندما ولد بولتر، كان والداه قد أتما العشرين من عمرهما بالكاد، ولا يزالان يحاولان تحديد ما يرغبان تحقيقه في الحياة. واعتمدا في أوقات على معونات غذائية حكومية وتنقلا في مختلف أرجاء البلاد عندما حصل والده على وظيفة طبيب نفسي في الجيش، حيث عمل في كاليفورنيا وتينيسي وفورت ميد في ماريلاند، ثم عادت الأسرة إلى كاليفورنيا. ونجح بولتر في تعليم نفسه قيادة الدراجات قبل أن يكمل الخامسة من عمره، طبقا لما ذكره والده، جون، وعلم نفسه القراءة بحلول الشهر الأول من عامه الأول في المدرسة الابتدائية.

وأوضح بولتر أنه «عندما تنشأ فقيرا، توجد بداخلك دائما رغبة في إثبات نفسك. وتشعر بالغضب من الماضي. ولا تشعر قط باستقرار كامل».

مع بلوغ بولتر العاشرة، استقرت الأسرة في مونتيري بكاليفورنيا. وفي مدرسته الثانوية، «سيسايد هاي سكول»، كان رئيس الفصل والصوت الذي يعلن البيانات الصباحية، وتميز بشخصية مرحة ومتمردة، علاوة على عشقه الكتابة، حسب ما ذكر صديقه أثناء الدراسة، سكوت لارسن. وكان يتولى توصيل 4 من أصدقائه في سيارته طراز «فولكس فاغن داشر»، وحرص دوما على الحفاظ على مظهر جيد. وبدا قادرا على الاضطلاع بمهن متعددة، واتسمت طموحاته بطابع نظري لم يركز على مهنة محددة.

وقال لارسن، الذي يملك شركة تصميم غرافيك في مونتيري: «بريان، مثل الخمر الرفيع، لا تدرك روعته من الوهلة الأولى. من المظهر، يبدو شديد الاعتداد والثقة بنفسه. وقد يخطئ البعض في تفسير هذه الثقة باعتبارها غرورا.. لقد اهتم بريان دوما بالانطباع الذي يتركه لدى الآخرين. لقد كان شخصية قيادية وكاتبا عظيما ذا خيال خصب. ومثلما هو واضح للجميع، لديه حس إعلامي حقيقي. وكان الإعلام أحد السبل التي يمكنه من خلالها الظهور وتوصيل صوته للآخرين. لقد كانت بداخله حاجة للظهور دوما في المقدمة».

في تروبيكا أيل داخل فرنش كورتر، عمل بولتر عامل إنقاذ للسابحين، وداخل حانة، أثناء دراسته الإعلان والإعلام في جامعة لويولا في نيو أورليانز. بعد ذلك، عاد إلى كاليفورنيا وتقدم للعمل لدى وكالات إعلانية في سان فرانسيسكو. وبعدما عجز عن العثور على وظيفة، عمل في مجال التصوير مقابل 4.50 دولار في الساعة لدى «كيه إم إس تي - تي في» (القناة 46) في مونتيري. وبدأ في متابعة عمل المراسلين، وراودته الرغبة في الالتحاق بهذه الوظيفة، حيث راق له سرد قصص عبر صور في إطار بيئة تنافسية تحميها مواعيد زمنية نهائية. وعليه، قضى كثيرا من الليالي وعطلات نهاية الأسبوع في تعديل أعمال التصوير الخام التي نفذها آخرون ودمجها في أخبار من تأليفه بهدف التدريب. وقام بتجميع مقاطع عن معارض الكلاب والماريوانا الطبية، وبعث بها إلى محطات في طول البلاد وعرضها، بعضها في مناطق بعيدة مثل ألاسكا وغوام.

وتلقى اتصالا هاتفيا من فورت سميث بأركنساس. وعليه، حزم أمتعته في سيارته في يناير (كانون الثاني) 1993 وشرع في أول وظيفة له أمام الكاميرا هناك. وبعد عام ونصف العام عمل خلالها مراسلا تناول أخبارا قليلة الأهمية، قفز بولتر إلى «كيه إيه آر كيه - تي في» في ليتل روك، التابعة لـ«إن بي سي»، حيث عمد إلى تعزيز طاقته التنافسية خلال تغطيته قضايا مثل فضيحة «وايتووتر»، ومحاكمة قتلة ويست ممفيس، والأعاصير التي تقع من حين لآخر.

وقال صديقه دالاس تشايلدرز، مصور عمل معه في «ليتل روك»: «لا أقول إنه وضعني في مواقف خطيرة، لكن لم يبدُ راضيا بتصوير إعصار من مسافة 5 أميال. في إحدى المرات التقطنا مشهدا وكنت راضيا عنه، لكنه لم يرض به، وكان لسان حاله يقول إن آخر سيسبقنا إلى الاقتراب من موقع الحدث، ولم تكن لديه رغبة في تقديم شيء يتوقعه الجمهور. لكن بالنسبة لما إذا كان ذلك القرار الصائب، فإن الحقيقة تبقى أن كل من كانوا في استوديو الأخبار أعجبهم المشهد المصور. لقد انطوى الأمر على مخاطرة، مثل مشروع الحانة الخاص به. لكنه أمر يرغب في القيام به».

ليس هناك من يبدو أكثر وضوحا في نشرة الأخبار من مذيع الربط. والمؤكد أن بولتر اتخذ خطوة محفوفة بالمخاطر بدخوله سوقا أصغر في كوينسي سعيا للحصول على دور بطولة. وكان أداؤه سيئا للغاية بادئ الأمر، حسب اعترافه نفسه، حيث لم يخالجه ارتياح تجاه دوره الجديد، وشعر بأنه يشوش على الأنباء بدلا من سردها. وعليه، لجأ إلى استشاري في مجال التدريب على الاتصالات في شيكاغو بغية تحسين مستوى أدائه. إلا أنه سرعان ما شعر بالتعرض للتقييد من قبل السوق الإخبارية الصغيرة، خصوصا أن الرغبة كانت تراوده في الانتقال إلى مسرح إخباري ضخم. وعليه؛ شرع في إرسال شرائط إلى محطات في المدن الأكبر مثل بالتيمور، حيث بهرت كاثرين غرين، مديرة شؤون الأخبار لدى محطة «دبليو بي إيه إل»، بملامحه المميزة وصوته الرنان وقدرته على السرد والقص.

وبالفعل، استعانت به غرين كمذيع ربط في عطلات نهاية الأسبوع في المحطة عام 1997، ثم نقلته إلى «فوكس 5» كمتعاون حر ومذيع بديل. وعن بولتر قالت إنه كان جيدا، لكن ليس «صادقا»، مضيفة أنه كان يأتي إلى استوديو الأخبار وهو متأنق ولم يتفاعل كثيرا مع فريق العمل عبر جهاز «المونيتور». وطلبت منه غرين الظهور على الهواء من دون تأنق، وسرعان ما بدا أنه ألف دوره الجديد.

وعلقت غرين، التي تعمل حاليا نائبة رئيس ومديرة عامة لـ«سي إن إن إنترناشيونال»، بقولها: «أعتقد أن ما يحدث مع المذيعين الشباب هو أنهم يحاولون أن يقوموا بدور المذيع على النحو الذي يتوقعه آخرون. بمجرد أن ظهر بريان على الهواء بوجهه الحقيقي، أصبح شديد الصدق. في النهاية، يرغب المشاهدون في مشاهدة شخص يصدقون أنه حقيقي، وليس مجرد مظهر خادع».

بعد ذلك، حصل بولتر على جائزتي «إيمي» و«إدوارد آر مورو»، ويتولى حاليا إذاعة ثلاث نشرات إخبارية مسائية في محطة «دبليو تي تي جي»، ويحرص على التفاعل مع المشاهدين بشأن الأخبار عبر موقعي «فيس بوك» و«تويتر».

وأعربت سو بالكا، مذيعة النشرة الجوية، التي عملت في «فوكس 5» طوال 15 عاما، عن اعتقادها بأن بولتر «أسهم بدرجة كبيرة في إطلاق الفكرة المميزة لـ(نيوزإيدج). إنه يعد نموذجا ممتازا للسرعة الكبيرة، التي تشير إلى حقيقة شخصيته. المؤكد أن نشرات الأخبار المحلية تبدلت كثيرا على مدار الـ4 أو الـ5 أعوام الماضية، في الوقت الذي يبدي بولتر قدرة كبيرة على التكيف. لقد بدأت كل الدوائر تضيق، وأصبحت موجهة حول أسلوب حياتنا. وأصبح المشاهدون متعددي الاهتمامات، بينما نرغب نحن في الاستحواذ على اهتمامهم. وقد نجح بولتر في الاضطلاع بهذا الأمر».

جاء برنامج «نيوزإيدج»، في السادسة والحادية عشرة، في المرتبة الأخيرة من حيث معدلات المشاهدة في أكتوبر (تشرين الأول) - تراوح متوسط أعداد المشاهدين بين 51.000 و71.000، ليأتي خلف منافسيه «دبليو جيه إل إيه» و«دبليو يو إس إيه» و«إن بي سي 4» - لكن ظل للبرنامج نفوذ قوي بين أفراد الفئة العمرية بين 18 و49 عاما، وهي الفئة التي تتركز عليها أنظار الإعلاميين. وتبدي هذه الفئة تحديدا ميلا أكبر نحو الاطلاع على مقتطفات إخبارية عبر شبكة الإنترنت بدلا من السماح لمذيع بقيادتهم عبر بحر الأنباء للوصول إلى ما يرغبون معرفته. هذا العام، خاض بولتر تجربة جديدة بالإدلاء بتعليقات جانبية لمدة 80 ثانية بعد عقد مقابلة.

وقال بولتر: «حاولت التظاهر واحتذاء حذو المذيع والتر كرونكتس، ولم أشعر بأنني على طبيعتي. لم أكن يوما قط مذيعا تقليديا يكتفي بسرد الأنباء. إن التلفزيون يعتمد بدرجة بالغة على بعدين، لذا من العسير التحرك من خلاله. وأشعر أنه منذ الفترة التي قضيتها في كوينسي عمدت إلى تعزيز مهاراتي في التعامل مع الكاميرا، وحاولت أن أتحلي بأداء ثلاثي الأبعاد في كيفية تقديم النشرات الإخبارية. ورغم أن البعض يروقهم هذا الأمر، تبقى هناك فجوة بين الأجيال. البعض يروق لهم أصحاب المظهر القوي - مثل جيم فينسز وغوردن بيترسونز - ويجعلون من هذه الشخصيات النمط المفضل لديهم. أما أنا فأنتمي إلى جيل من المذيعين يبدون انفعالاتهم وعواطفهم بدرجة أكبر».

منذ أربعة أعوام ونصف العام، كان بولتر واثقا من فوزه بوظيفة داخل «إم إس إن بي سي»، التي كانت لتصبح الخطوة الأولى باتجاه نيل منصب جديد في شبكة إعلامية. إلا أن هذا الأمر لم ينجح. وسرعان ما أصبح أبا، حيث رزق في البداية ابنه بيلي، يبلغ حاليا أربع سنوات ونصف السنة، ثم ابنته باريت، وتبلغ 20 شهرا.

كما سقط بولتر في حب الخمر بسبب زجاجة «كايموس كابرنيت» كان قد اشتراها له صديق وأحضرها لمنزله خارج أوشن سيتي. وسحر مذاق الشراب، والقصة وراءه، والصلة التي تجمع بين المرء وأصدقائه والخمر، خيال بولتر. وبدأ في قراءة كتب عن الخمر، وزيارة متاجر محلية لبيع الشراب، وحضور المهرجانات المرتبطة بالخمور، بل وخاض دورة تدريبية في كيفية التعامل مع الخمور والحفاظ عليها.

وربط ذهنه حب الخمر بعشق الأطفال. وقرر التوقف عن المطاردة والاستقرار في منزلته الحالية على السلم المهني، وترسيخ جذوره داخل منطقة واشنطن، وتوفير حياة مستقرة لأطفاله لم ينعم بها هو قط.

بوجه عام، هناك وجهان لبريان بولتر: الوجه الذي يظهر به على شاشات التلفزيون، وآخر يظهر به داخل منزله بين أسرته.

هنا داخل منزله في أنابوليس المؤلف من 3 غرف للنوم، يروق له ارتداء ملابس رياضية بسيطة، والاستماع لموسيقى «هيب هوب» وأغاني بريطانية في أوقات فراغه بساعات النهار. ويحرص بولتر على توصيل أطفاله إلى الحضانة وممارسة التزلج على الجليد والمشاركة في نشاط عبر موقع «تويتر».

من وجهة نظره، توفر الخمر المتعة التي يفتقر إليها التلفزيون، ذلك أن زجاجة الخمر لا تنفد في غضون 90 ثانية. كما أن المذاق الساحر لها الذي يغير طعم الحياة لا يمكن تعويضه بفقرة تلفزيونية موجزة.

وقال إن الخمر «تحدث نوعا من التسامي»، مضيفا: «أعتقد أن صلتها بالأرض جعلت منها كائنا حيا يعيش ويتنفس، فكل نوع من الخمور له مذاق مختلف، وكل زجاجة تختلف عن الأخرى، فالخمر تحمل دوما أمرا جديدا وشيئا يمكننا اكتشافه وتقود الكثيرين منا لما يرغبونه في حياتهم - التحلي بقدرة أفضل على الحوار وعقد روابط أعمق مع الآخرين».

يذكر أن بولتر وليزا، اللذين يعملان وفقا لجدولي عمل متناقضين ولا يتقابلان في الغالب سوى خلال عطلات نهاية الأسبوع، راودتهما فكرة افتتاح حانة لسنوات، لكن لم يشرعا في التنفيذ الفعلي سوى في يونيو (حزيران) من العام الماضي، عندما وقع بولتر عقدا آخرا مع «فوكس 5». يذكر أن المذيعين العاملين على الهواء تقلصت رواتبهم خلال العام الماضي، طبقا لما ذكره بعض العاملين، ويناضل استوديو الأخبار لبذل مزيد من الجهود بالاعتماد على تكاليف أقل. أما بولتر، فيحاول دوما تحقيق المزيد.

وقالت ليزا (34 عاما)، المتحدثة الرسمية باسم المراقب العام: «رغبت دوما في أن أكون رئيسة نفسي. من الرائع أن تكون المسؤل عن مصيرك. وكان بريان دوما الشخص الذي يقف إلى جانبي في الانتقال إلى الخطوة التالية. ولم يكن يرضى قط بالاكتفاء بالوضع القائم».

وبالتأكيد وضعه القائم هذا كان جيدا للغاية، فهو يحظى بوظيفة جيدة تمكنه من ترك انطباع لدى عاصمة البلاد. ومع ذلك لم يبد هذا كافيا بالنسبة له.

وقد حصل آل بولتر على قرض لتكميل مدخراتهم.

وإذا سارت الأحوال على ما يرام، من المقرر أن يفتتح «ريد ريد واين بار» في مايو (أيار) - ويضم 60 مقعدا ويقع على مساحة 2.400 قدم مربع.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»