حرب المجلات الرقمية

إطلاق مجلة رقمية على «آي باد» تشعل نيران المنافسة في مجال المطبوعات الإلكترونية

برانسون مرتديا سترة من أوراق الصحف يقف وسط عدد من الموديلات حاملا جهاز «آي باد» أمام المحل الرئيسي لشركة «آبل» في نيويورك (رويترز)
TT

أطلق الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون ما وصفه بـ«أول مجلة رقمية حقيقية» خاصة لجهاز الـ«آي باد» الذي تنتجه شركة «أبل» للكومبيوتر.

وقد أطلق على المجلة الجديدة، اسم «بروجيكت» أي «المشروع» باللغة الإنجليزية، وهي مجلة ثقافية ذات طابع شهري، ستباع عبر مخزن تطبيقات «أبل».

والـ«آي باد»، كما يشير بعض المتخصصين هو جهاز جيد طبقا للتطبيقات الموجودة بها، وهو أمر يعتبر تحديا للمطورين، فكيف يمكنك الاستفادة من إمكانات الجهاز.

وتجدر الإشارة إلى أن «المطبوعة»، إن جاز استخدام هذا التعبير، تأتي قبل الإطلاق المتوقع لصحيفة يومية رقمية للـ«آي باد» أطلق عليها اسم الـ«دايلي»، أي اليومية باللغة الإنجليزية. وهي من إصدار «نيوز كوربوريشن» التي يديرها الملياردير الأسترالي روبرت مردوخ. وتأتي كما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية في تقرير لها، في إطار الجهود التي يبذلها مردوخ للعثور على نموذج دائم لإمبراطوريته الصحافية، التي شاهدت منافسة متزايدة من المواقع ذات المحتويات المجانية على شبكة الإنترنت.

ففي شهر يوليو (تموز) الماضي، بدأت صحيفة الـ«تايمز» الإنجليزية التي تملكها إمبراطورية مردوخ فرض رسوم على الراغبين في الاطلاع على موقعها على الإنترنت، إلا أن ذلك القرار أدى إلى انخفاض عدد القراء بنسبة 87 في المائة.

وكان برانسون – في المؤتمر الصحافي – راغبا في إنهاء الاتهامات المتعلقة بوجود حرب إعلامية بينه وبين الملياردير الأسترالي مردوخ، فقد ذكر: «لقد اطلعت على الكثير في الأيام القليلة الماضية في ما يتعلق بمعركة أطلقتها مع شخص إعلامي معين. هذه ليست معركة، وليست حربا، هذا مستقبل النشر إذا ما رغب الناس في وصفها بالمعركة، فسنقبل ذلك باعتبارها معركة حول الجودة، وأعتقد أنك إذا ما شاهدت المنافسة فستقبل أن فريقنا سيفوز من دون أدنى شك. الأمر يتعلق بالاختيار، ولكن بعض المنافسة العادلة لا تضر».

وتضم المجلة تحقيقات فيديو ووصلات لدعم التحقيقات التي تجريها حول موضوعات من أفلام ومنتجات جديدة.

وقال أنتوني نوغورا، رئيس تحرير «بروجيكت»، في لقاء مع وكالة الصحافة الفرنسية: «ستوجد في كل صفحة وصلات لدعم الموضوع». وأشار إلى أن المجلة ستضم مائة صفحة ستتغير «يوميا بل كل ساعة».

ويصل ثمن العدد الواحد إلى 1.79 جنيه إسترليني (2.99 دولار). وأكد نوغورا أن الناس ستقبل على المجلة وستشتريها. أما جريدة الـ«دايلي» المنافسة، فسيصل ثمنها إلى 99 سنتا أميركيا في الأسبوع.

وأوضح: «هذه نوعية تحريرية ذات مستوى عال، ولذا يجب أن تدفع مقابلها، هذا منتج غال».

وأكد برانسون، مؤسس مجموعة «فيرجين»، في حفل إطلاق المجلة الرقمية في فندق كروسبي ستريت في حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية، «مستقبل النشر يتعلق بالتطبيقات وليس بالأرفف». في إشارة إلى أن المستقبل سيشهد رواج المجلات والصحف الرقمية على حساب تلك المطبوعة.

وتذكر برانسون أنه أطلق مجلة ثقافية شبابية مع زميل دراسة اسمها «ستيودنت»، أي الطالب بالإنجليزية عندما كان عمره 16 سنة.

وقال: «لقد تحرك العالم في مجالات كثيرة منذ أطلقت وجوني مجلة (ستيودنت)».

وقال الملياردير البريطاني في لقاء مع الصحافيين في مؤتمر صحافي إنه يأمل أن تصبح المجلة «أول مجلة رقمية حقيقية عن المبدعين ومن أجل المبدعين».

وفي ما يتعلق بالإعلانات أضاف برانسون: «يمكنك أن تجعل الإعلانات مجالا مسليا، ومن وجهة نظر المعلن ستجعل الإعلانات أكثر فاعلية عما كانت عليه في الماضي».

وطبقا للخبراء الذين استخدموا المجلة، يمكنك تحريك المؤشر إلى أسفل وأعلى لمشاهدة نفس الصفحة أو تحريكه يسارا ويمينا للانتقال بين الصفحات.. أما إذا نقرت علي الجزء الأسفل من الشاشة، فستعود إلى فهرس المجلة ومكتبة الإعداد السابقة. كما تظهر في كل صفحة مجموعة من وصلات الإنترنت وكليبات صوتية ومرئية متعلقة بالموضوع.

وتجدر الإشارة إلى أن وسائل الإعلام الغربية مغرمة بريتشارد برانسون، وهو الأمر الذي بدا واضحا في عدد الإذاعات المرئية والمسموعة والمصورين والصحافيين الذين حضروا المؤتمر الصحافي. ولقد أصبح الأمر يستحق النشر في مجلة «بروجيكت» نفسها.

المؤسسة الوحيدة المستفيدة استفادة كاملة من هذا الأمر هي شركة «أبل» منتجة جهاز الـ«آي باد»، التي تردد أنها تساعد كل من الـ«دايلي» و«بروجيكت» في مشروعيهما. فهما – باعتبارهما مطبوعتين رقميتين، من أول المشاريع الكبرى التي توضح إمكانات الـ«آي باد» كمنقذ لقطاع النشر. ولذا فإن ابل تريد، لأسباب واضحة، نجاح المشروعين، بل وترددت بعض الشائعات في أن ابل تملك نسبة في مشروع الـ«دايلي».

وأوضح برانسون في المؤتمر الصحافي أنه لا يعتقد «أن جوبز (ستيف جوبز الرئيس التنفيذي لـ«أبل») يستثمر في الـ(دايلي). ولكني ربما أكون مخطئا. كما أنه لا يشارك في هذا المشروع، ولكني أعتقد أن يدعم المشروعين».

ويؤكد ذلك وجود مايكل تكاو، نائب رئيس «أبل» لتسويق المنتجات، الذي بدأ عمله للمرة الثانية في شركة «أبل» في العام الماضي، بينما كانت جهود تطوير الـ«آي باد» تسير على قدم وساق، بين الحضور.

غير أن إقرار «أبل» للمشروع لا تضمن نجاحه، ولا سيما أن فريق مجلة «بروجيكت» أشار إلى أن مشاريع الكومبيوترات اللوحية الأخرى ستصبح جزءا من استراتيجيتهم، وهو الأمر الذي يضعف العلاقات الوثيقة مع شركة «أبل».