رئيسة تحرير «فوغ» الفرنسية تترك منصبها في نهاية يناير

بعد أن رفعت معدل توزيع المجلة إلى 140 ألف نسخة هذا العام

كارين رويتفلد («نيويورك تايمز»)
TT

فاجأت كارين رويتفلد، مصممة الأزياء الشهيرة التي حولت النسخة الفرنسية من مجلة «فوغ» إلى كيان يحقق أرباحا كبيرة وعنصر جذب، عالم الأزياء يوم الجمعة الماضي عندما قالت إنها سوف تترك منصبها كرئيسة تحرير للمجلة.

وتشغل رويتفلد هذا المنصب منذ 10 أعوام، وتعد هذه فترة قصيرة داخل قطاع يميل فيه رؤساء التحرير إلى البقاء لفترات طويلة. ولكنها رأت أنه يكفي قضاء 10 أعوام داخل وظيفة ربما تكون في نهاية المطاف قد حدت من إبداعها.

وقالت رويتفلد في مكالمة تليفونية من باريس: «أعتقد أنه حان الوقت للقيام بشيء مختلف». وسوف ترحل عن المجلة في نهاية يناير (كانون الثاني) بعد إكمال عدد أبريل (نيسان). وقالت إنها لا تعرف على وجه التحديد ما الذي ستقوم به بعد ذلك، مؤكدة أنه «ليس لديها خطط على الإطلاق».

وقبل الذهاب إلى «فوغ» الفرنسية، كانت رويتفلد (55 عاما) لها تاريخ مهني ناجح في العمل كمصممة أزياء. وواجهت الاتجاه إلى التبسيط الذي ساد خلال التسعينات من القرن الماضي باتجاه أنثوي مثير كان مناسبا على وجه الخصوص لـ«غوتشي»، حيث عملت مع المصمم توم فورد. وعلى الرغم من أن فورد بدأ خطا خاصا به للنساء لموسم الربيع لعام 2011، سادت توقعات يوم الجمعة بأنها ربما تعمل معه من جديد.

ولم تشعر رويتفلد داخل «فوغ» الفرنسية بأنه يمكن العمل على راحتها في مشاريع أزياء خارجية. وخلال أعوامها الأولى في منصب رئيس التحرير، سعت إلى جلب طاقة جديدة إلى مجلة كان يعتقد أن لديها ثقلا ثقافيا ولكن يعوزها التأثير المرئي.

وحسب ما أفاد به رئيسها جوناثان نيوهاوس، الرئيس التنفيذي داخل «كوندي ناست إنترناشونال»، فقد تمكنت رويتفلد من رفع معدل توزيع المجلة خلال المدة التي قضتها من 100.000 نسخة فقط إلى أكثر من 140.000 نسخة خلال هذا العام، وهو نشاط بسيط بالمقارنة مع المجلات الأميركية التابعة لـ«كوندي ناست»، ومنها «فوغ» التي يصل توزيعها إلى 1.2 مليون نسخة.

ويقول نيوهاوس إن عوائد الإعلانات داخل المجلة كانت قوية. وبعد تراجع في عام 2009، فإن العوائد خلال 2010 سترتفع بنسبة نحو 20 في المائة، بحسب ما أضاف، مشيرا إلى أن «هذا هو العام الذي حققت فيه المجلة أعلى الأرباح».

وتقول نيوهاوس إن رويتفلد أعربت في البداية عن رغبة في الرحيل قبل عام. وأشار نيوهاوس إلى أن رويتفلد تعارض بصورة طبيعية فكرة البقاء داخل مكان واحد أو في عمل مؤسساتي واحد لفترة طويلة بصورة مبالغ فيها، ملمحا إلى نموذج هولي غوليتلي في رواية «إفطار في منزل تيفاني». وقال نيوهاوس: «ربما يوجد في كارين القليل من سمات هولي».

وقبل عامين كانت هناك توقعات بأن تحل رويتفلد مكان آن وينتور في «فوغ» الأميركية، ولكن أكد نيوهاوس على عدم صحة هذا الكلام، قائلا: «هذا نموذج على الطريقة التي تبدأ بها الشائعات المجنونة».

وتقول رويتفلد إنها كانت بالتأكيد حرة في «فوغ» الفرنسية، حيث كانت في بعض الأحيان تصدر أعدادا عن شخص بارز واحد مثل كاثرين دينوف، وكانت تستخدم أفضل المصورين. وقالت: «ليست لدي أي مشكلة مع جوناثان، وهو يفهمني جيدا»، مضيفة: «عندما يكون كل شيء على ما يرام، حينئذ ربما أفكر في أنه حان الوقت من أجل القيام بشيء آخر».

ويقول فابين بارون، الذي كان مدير الابتكار في «فوغ» الفرنسية حتى العام قبل الماضي، إنه يعتقد أن رويتفلد بذلت جهدا كبيرا من أجل الترويج للموضة الفرنسية. ومع ذلك، فإنه لم يفاجأ كثيرا بقرارها الاستقالة من منصبها.

وأضاف: «عندما تشعر أنها تقوم بشيء روتيني فهي تحاول التغيير، ولا أعتقد أنه هذا كان الحال بالنسبة لها. هي امرأة عطوف جدا يمكنها القيام بالكثير من الأشياء. ربما لم تكن المجلة كافية».

وقال بارون إنه ربما لن يندهش إذا قررت العمل في مجال الأزياء. وقال: «لديها معرفة كبيرة».

من جانبه، قال نيوهاوس إنه سيتم الإعلان عمن سيخلف كارين في مطلع 2011. ويرى بارون وآخرون أن المرشح القوي لهذا المنصب هي إيمانويل آلت، مديرة الموضة في المجلة.

* خدمة «نيويورك تايمز»