«نور اللبنانية».. محطة اقتصادية في فضاء الإعلام العربي

تهدف إلى «أنسنة الاقتصاد» وتوعية المجتمع بواقع لا ينفصل عن الحياة اليومية

يجري التحضير لإنتاج برنامج يهدف إلى مساعدة أصحاب المشاريع الصغيرة للانطلاق بها أو تطويرها
TT

في خضم تداعيات الأزمة الاقتصادية والعقارية التي يعيشها العالم، تنطلق في 25 ديسمبر (كانون الأول) الحالي قناة «NBC»، المحطة الاقتصادية العربية الأولى، من لبنان، تحت شعار «أنسنة الاقتصاد وتوعية المجتمع» بواقع اقتصادي لا ينفصل عن حياتهم اليومية وتفاصيلها.

ولبنان الذي لم يتأثر بالأزمة الاقتصادية العالمية، لا يعني أنه بعيد عن الوضع الاقتصادي المتردي الذي يفتك بأبنائه، ولا سيما شبابه «نبض الحركة الاقتصادية اللبنانية»، على حد تعبير مدير عام المحطة أمين أبو يحيى، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «من لبنان حيث ضجر الناس السياسة والفن، سنكون الجسر الذي يصل بين الشباب اللبناني الذي يعاني من ظاهرة البطالة في مجتمع تتحكم فيه السياسة والأحزاب من جهة، وبين المستثمرين من جهة أخرى، والأهم هو إلقاء الضوء على الفرص الاستثمارية والسياحية والعقارية».

من يسأل عن قرار افتتاح المحطة في وقت تقفل فيه وسائل إعلامية أخرى، يجيب أبو يحيى عن ذلك قائلا: «نسير وفق خطة مدروسة مبنية على دراسة للسوق والمجتمع اللبنانيين. نملك رؤية واضحة ونعرف إلى من نتوجه وفي أي إطار نعمل، ورغم أن الميزانية المرصودة لبرامجنا ليست ضخمة كثيرا لكنها كافية بالتأكيد كي نحقق من خلالها أهدافنا المنشودة».

خمسة أسئلة ملحقة بإجاباتها تختصر أهداف «نور الاقتصادية» وتعرف بهذه القناة، حيث يلفت أبو يحيى إلى أنها تحمل شعار «الاقتصاد» ولكنها تقدمه في إطار اجتماعي بعيد عما تتسم به المواد الاقتصادية الجافة المتخصصة، وذلك لتقريبه من الناس من خلال استخدام لغة اقتصادية مبسطة وتقارير موجهة إلى كل الفئات الاجتماعية من دون استثناء واستخدام الإعلام التفاعلي لسماع آراء المشاهدين.

ويضيف: «قد يقال ما هو الجديد في هذا الإطار.. نؤكد أننا بالتأكيد لسنا الوحيدين لكننا الأوائل في توعية المشاهد بكل ما يتعلق بالعقارات وبالدورة الاقتصادية التي لها علاقة مباشرة بحياته اليومية وتفاصيلها. لماذا الآن.. لأن لبنان أصبح في أمس الحاجة إلى قناة متخصصة لمتابعة كل مجريات العملية الاقتصادية والمشاريع والتطورات الحاصلة في أسواق المال والأعمال كي يكون المشاهد المحلي على دراية شاملة بما يجري حوله من نشاطات مالية واقتصادية وعقارية واستهلاكية ولكي يبقى المشاهد المغترب مطلعا على ما يجري في وطنه من تحركات اقتصادية واستثمارية».

ويتابع: «أما الجمهور فهو كل لبناني مقيم ومغترب وكل مشاهد عربي يحب لبنان ويريد أن يتابع أخبار الدورة الاقتصادية والاستثمارية والعقارية وكل مشاهد أو مستثمر يريد أن ينطلق بمشروع وكل عائلة ترغب في مجموعة من البرامج الهادفة التي تحترم القيم والعادات اللبنانية».

وفي لبنان حيث السياسة «تسير الاقتصاد»، يؤكد أبو يحيى أن أهداف المحطة التي ترتكز على التوجه إلى المواطن اللبناني وإلقاء الضوء على المشكلات التي لا تقتصر على فئة دون أخرى، لن تدخل في «زواريب» السياسة اللبنانية وسياسييها المنقسمين، ويقول: «علاقتنا ستكون مع المسؤولين الذين يتولون وزارات خدماتية، كل بحسب موقعه بغض النظر عن انتمائه».

أما دورة البرامج فهي تندرج في إطار هذه الأهداف وتقدمها وجوه لبنانية جديدة لكنها تملك خبرة في مجال الإعلام. وفي حين كان قد بدأ البث التجريبي لـ«NOUR TV» على مدار «بدر سات» منذ أوائل شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، فها هي التحضيرات هنا في الاستوديو الخاص بالمحطة الواقع وسط بيروت، تجري على قدم وساق للانطلاقة الموعودة بعد نحو أسبوعين. ومن جهة أخرى، وتحقيقا للخطة الإعلامية الموضوعة، تنضوي شعارات برامج «NOUR TV» تحت «الهادفة» و«الشاملة» و«الخدماتية» و«البعيدة المدى». ففي حين تأتي «البورصة العقارية» المستمرة والأولى من نوعها التي تعنى بأسعار العقارات في لبنان لتشكل المرجع العقاري الأهم، لن يغيب الشريط الإخباري الاقتصادي عن شاشة المحطة. أما أبرز البرامج فهي برنامج «خارطة الطريق» الذي ارتأى أبو يحيى تقديمه بنفسه، ليستضيف وزراء ونوابا وخبراء في القطاع الاقتصادي والمالي لطرح المشكلات وبحث قضايا تهم اللبنانيين في الداخل والخارج، كذلك يأتي «ON CAMPUS» ليحمل هموم طلاب كل جامعة لبنانية على حدة، إضافة إلى إلقاء الضوء على طموحاتهم ومشكلاتهم الاقتصادية والاجتماعية.

ويختصر «راجع يتعمر»، البرنامج اليومي، عالم العقارات اللبناني باستضافته أصحاب شركات المقاولات والمشاريع السكنية والتجارية للتعرف على آخر المستجدات في بيروت والمناطق، بينما يطل البرنامج الشهري «مساحة وضوء» الذي يقدمه فادي بحسون، على العقارات، من زاوية الهندسة الداخلية والمعمارية، ليدخل إلى منازل فنانين لبنانيين للتعرف على الديكور والتحف والتنظيم الداخلي.

ولن تغيب نساء المجتمع اللبناني عن دورة برامج المحطة، فخصص لهن برنامج أسبوعي يحمل عنوان «نصف المجتمع» لاستضافة سيدات تركن بصمة في عالم الأعمال ليتحدثن عن تجاربهن في مجال القيادة والعمل، مع التركيز على الناحية العائلية والاجتماعية في حياتهن.

وتطبيقا لمبدأ «الاقتصاد الاجتماعي» الذي لا ينحصر في فئة دون أخرى، يجري التحضير لإنتاج برنامج جديد يهدف إلى مساعدة أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة للانطلاق بمشاريعهم أو تطويرها تحت إشراف متخصصين. كذلك فإنه في «الاقتصاد الثقافي» هذه المرة، سيكون البرنامج الخاص عن أفلام الطلاب القصيرة بداية الطريق للانتقال إلى الخطوة الثانية، وهي رعاية مهرجان لهذا النوع من الأعمال يهدف إلى تشجيع الشباب ودعمهم.

ولأن الواقع الاقتصادي الاجتماعي الجديد وهدف «أنسنته» الذي يعمل وفقه فريق عمل المحطة ومديرها ومالكها رجل الأعمال اللبناني محمد صالح، لا ينطبق فقط على الوضع اللبناني، فإن دائرة الإعلام الاقتصادي وشبكة «NBC» الاقتصادية ستتسع لتشمل عام 2012، الكويت وتركيا والسعودية والأردن، بعدما تم استئجار 13 قناة بالتعاون مع «نور سات» في البحرين.