تغيرات واسعة في مؤسسة «تايم»

تشمل فصل المجموعة الرياضية المربحة عن المجلات الإخبارية والخاصة بقطاع الأعمال

جاك غريفين الرئيس التنفيذي الجديد لشركة «تايم إنك» («نيويورك تايمز»)
TT

تقسم شركة «تايم إنك» مجموعة مجلاتها إلى قسمين ضمن الجزء الأخير من عملية إعادة هيكلة أكبر، يقوم بها جاك غريفين، الرئيس التنفيذي الجديد، من أجل إعادة تنظيم سلس لكثير من الوحدات المتناثرة والمختلفة داخل أكبر مؤسسة نشر مجلات في العالم. وأعلنت الشركة الأربعاء الماضي فصل المجموعة الرياضية المربحة التي تنشر مجلة «سبورتس إليستوريتيد» عن المجلات الإخبارية وتلك الخاصة بقطاع الأعمال، وهي «تايم» و«فورتشيون» و«ماني».

وتم جمع المجلات الرياضية والإخبارية عام 2008 كجزء من الجهود المبذولة لخفض التكاليف، لكن ثبت أن إدارة هذه العمليات المختلفة معا أمر بالغ التعقيد. وفي إشارة إلى إيمان غريفين بضرورة التحول عن هذا المسار الذي وضعته آن مور، التي تولت المنصب قبله، وصف غريفين التغييرات بأنها طريقة لتحسين كفاءة هيكل الشركة الإداري. وقال غريفين: «في الواقع لا ترتبط المجموعتان كثيرا. وأعتقد أن التنظيم على أساس قطاعات السوق، والجمهور هو الأسلوب الصحيح في عالم الإعلام اليوم. لذا يدعم هذا التوجه بشكل أساسي تأسيس مجموعة منفردة خاصة بالرياضة وأخرى خاصة بالأخبار».

كذلك تشير هذه التغيرات إلى الوضع الذي ترى شركة «تايم إنك» والشركة الأم «تايم وارنر» أنه سيحقق نموا كبيرا محتملا خلال الأعوام القليلة المقبلة، وهو إعلام الرياضة، وليس بالضرورة قطاع الأخبار الذي يواجه تحديات اقتصادية.

وقال جيفري بيوكس، الرئيس التنفيذي لشركة «تايم وارنر»، الأربعاء الماضي إن الرياضة كانت عنصرا أساسيا ومحوريا في عمل الشركة. وأوضح قائلا: «الوجود القوي في مجال الرياضة مهم لتعزيز قدرة شركة (تايم وارنر) التنافسية في الوقت الحاضر وفي المستقبل».

وتحقق مجلة «سبورتس إليستوريتيد» وحدها أرباحا سنوية تفوق أرباح مجلات «تايم» و«فورتشيون» و«ماني» معا. ومن خلال إدارة كل مجموعة على حدة، لن تتمتع كلتاهما بمدى أكبر من الاستقلال فحسب؛ بل ستتوافر فاعلية أكبر أيضا. ويقول روبين ستينبيرغ، مدير استثمار المطبوعات والتفعيل في شركة «ميديا فيست»: «لا يوجد تشابه كبير من جهة الديموغرافيا أو التسويق داخل هذه المجموعة بأكملها. ولا توجد أي مزايا للجمع بين المجموعتين إلا الحجم، الذي لا يعني بالضرورة أنه الحجم المناسب».

ومنذ تولي غريفين منصبه منذ ثلاثة أشهر، اتجه إلى المركزية وإعادة تنظيم إمبراطورية المجلة واسعة الانتشار. وقد قام غريفين بترقية عدة مسؤولين تنفيذيين في الشركة وقام بتعيين آخرين. وكلف خلال الشهر الحالي مارثا نيلسون، بصفتها المحرر الثانية الجديدة، بإدارة إصدارات الشركة الخاصة بنمط الحياة مثل «ريال سيمبيل» و«كوستال ليفينغ»، وهو مما يمثل إضافة إلى ملفها الذي يشمل إصدارات أخرى تتعلق بعالم نمط الحياة والترفيه، ومنها مجلتا «بيبول» و«إن ستايل».

واستحدث غريفين منصب الرئيس التنفيذي للقسم الرقمي. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يكون لدى الشركة مسؤول رفيع المستوى يراقب السياسة الرقمية للشركة. ونقل غريفين راندال روثينبيرغ من قسم الإعلان التفاعلي ليتولى مسؤولية هذا المنصب. وأعاد غريفين تنظيم مزيد من المناصب الإدارية التنفيذية ضمن التغييرات الأخيرة في شركة «تايم إنك»، حيث جعل مارك فورد، أحد المسؤولين الإداريين في الشركة، الذي تولى إدارة وحدة الأخبار والرياضة المشتركة على مدار العامين الماضيين، مسؤولا عن مراقبة القسم الرياضي الجديد الذي يضم مجلة «غولف مغازين» وإصدارات أخرى في إطار امتياز «سبورتس إليستوريتيد».

سينضم جون غريفين، نائب الرئيس التنفيذي لجمعية «ناشيونال جيوغرافيك» إلى فريق العمل في شركة «تايم إنك» من خلال تولي إدارة المجموعة الإخبارية، التي ستشمل، فضلا عن الأخبار والإصدارات الخاصة بقطاع الأعمال، الطبعات الدولية لمجلة «تايم». يذكر أنه لا توجد أي صلة بين جون غريفين وغريفين، الرئيس التنفيذي للشركة على حد قول شركة «تايم إنك».

ستحصل مجلات «تايم» و«سبورتس إليستوريتيد» و«ماني» على ناشرين جدد. وقال جاك غريفين إن التغييرات التي تم الإعلان عنها الأربعاء الماضي ستكون آخر فصل في التغييرات الكبيرة، حيث أوضح قائلا: «إنها الجزء الأخير».

ورغم أن من الدروس الواضحة المستفادة من إعادة التنظيم هي أن الرياضة ستصبح لاعبا رئيسيا في شركة «تايم» و«تايم وارنر»، فإن جاك غريفين قال إنه يعتقد أن التحديات في المجلة الإخبارية، خاصة ما يتعلق بالمجلات الأسبوعية المتقلصة، كانت ضخمة. وأضاف أن مجلة «تايم» سوف تظل حجر الزاوية في شركة «تايم إنك»: «نحن نجري كثيرا من الأبحاث حول مجلة «تايم» والمجلات الأسبوعية والبنية الإخبارية بأكملها. ليس الفكر العام بأن تحل دورة الأخبار اليومية محل هذا النوع سوى هراء، حيث يهتم قطاع كبير من الأميركيين بإصدار مثل مجلة (تايم)».

* خدمة «نيويورك تايمز»