جدل أميركي حول أخطاء برامج المسابقات

متسابقا «إسقاط مبلغ مليون دولار» يخسران 800 ألف دولار رغم إجابتهما الصحيحة

الثنائي أوكويي وبريتاني مايتي وخسارة 800 ألف دولار رغم الاجابة الصحيحة («نيويورك تايمز»)
TT

ما هو المنتج الذي بيع في المتاجر أولا: دفاتر تدوين الملاحظات أم جهاز التسجيل المحمول من «سوني»؟

كان غابي أوكويي متأكدا من أنه يعلم الإجابة.

وكان أوكويي، البالغ من العمر 25 عاما، وصديقته بريتاني مايتي، 23 عاما، المتنافسين في الحلقة الأولى من برنامج «إسقاط مبلغ مليون دولار» وهو برنامج ألعاب يعرض على قناة «فوكس» جرى عرض أول حلقة منه يوم الاثنين الماضي. وكان أوكويي واثقا من أن الإجابة هي دفاتر تدوين الملاحظات – بدرجة جعلته يقنع مايتي بالاتفاق معه على هذه الإجابة. وراهن الاثنان معا على مبلغ 800.000 دولار من أصل مبلغ 880.000 دولار كانا قد جمعاه، من إجمالي مبلغ المليون دولار الذي كان منتجو البرنامج قد تحدوهما للحفاظ عليه في بداية البرنامج.

وقالت قناة «فوكس» إنهما كانا خاطئين. وبالتوافق مع عنوان البرنامج، سقطت رزم من العملات الورقية فئة المائة دولار على الطاولة محدثة صوتا عاليا. وشهق المشاهدون في الاستوديو بصوت عال، ووضع أوكويي يديه على رأسه، وانحنى كما لو كان قد تعرض لضربة في البطن.

وقالت مايتي له: «لا بأس يا حبيبي، ما زال لدينا المزيد من الأموال». وبعد دقائق قليلة، خسر الاثنان مبلغ الـ80.000 دولار المتبقية وعادا إلى المنزل خاليي الوفاض فقط، ولكنهما كانا «مدمرين» حسبما قالت مايتي عن خسارة هذا القدر الكبير من المال.

وفكر أوكويي مع نفسه وقال: «يتعين علي أن أواصل تقدمي في البرنامج لكي أقدم لها هدية بقيمة مليون دولار».

ولكنه كان محقا بشأن دفاتر تدوين الملاحظات.

وبشكل محرج، اعترف منتجو البرنامج يوم الثلاثاء الماضي بأنهم كان لديهم «معلومات غير كاملة» عن تاريخ دفاتر تدوين الملاحظات، وقدموا الدعوة لأوكويي ومايتي للمحاولة مجددا. ولكنهم لم يعيدوا مبلغ الـ800.000 دولار.

وقال الزوجان إنهما لا يحملان أي ضغينة تجاه «فوكس»، وإنهما لم يقررا ما إذا كانا سوف يقبلان الدعوة من عدمه. وقال أوكويي خلال مقابلة هاتفية ليلة الثلاثاء: «إننا نمر بهذه التجربة مجددا - وربما نتعرض للخسارة مجددا - لكن هذا الأمر ينطوي على قدر كبير من التوتر».

وحتى الوصول إلى السؤال عن دفاتر تدوين الملاحظات، كان الزوجان قد حققا سلسلة من النجاحات. وكان هناك سؤالان فقط متبقيان. وقالت مايتي: «ليس هناك أي تفكير في تكرار نفس الوضع الذي تعرضنا له، والتعرض لارتفاع جديد في مستوى هرمون الأدرينالين لدينا».

وللاستفادة من موسم العطلات، جدولت قناة «فوكس» برنامج «إسقاط مبلغ مليون دولار» لمدة 4 ليال متتالية هذا الأسبوع. ومن المقرر أن يعود للعرض لعدة ليال قليلة خلال شهر يناير (كانون الثاني) المقبل.

وبرنامج «إسقاط المال» الذي تقوم فكرته على مسلسل بريطاني هي فكرة معكوسة لمعظم برامج ألعاب المسابقات، حيث تمنح اللاعبين مبلغ مليون دولار في بداية البرنامج وتتحداهم للاحتفاظ به عبر الإجابة عن 7 أسئلة متتالية بشكل صحيح. وهي فكرة مثيرة.

وقال أوكويي: «أحيانا يمكن للناس أن يفهموا حقيقة امتلاك هذا القدر الكبير من المال. ولكن بمجرد وضع هذا المبلغ أمامك - وعندما تتمكن من لمسه وشمه - يصبح هذا الأمر حقيقيا بشكل أكبر».

وفي تاريخ أخطاء برامج ألعاب المسابقات، يمكن تصنيف خطأ يوم الاثنين بشكل متساو مع حلقة برنامج «من سيربح المليون» التي أذيعت على قناة «إيه بي سي» عام 1999 والتي أكدت بشكل خاطئ أن بحيرة ميتشيغان كانت أكبر من بحيرة هورون. وعندما علم منتجو البرنامج أن إجابة المتسابق كانت صحيحة، وجهوا إليه الدعوة مجددا للمشاركة في البرنامج.

وكما في حالة برنامج «من سيربح المليون»، قرر منتجو برنامج «إسقاط مبلغ مليون دولار» مواجهة هذا الأمر بشكل مباشر، وهو ما حقق لهم بالتأكيد الكثير من الدعاية الإيجابية؛ حسبما قال تيم بروكس، وهو مؤرخ تلفزيوني، في رسالة بالبريد الإلكتروني.

وكان تقييم بروك هو: «رائع!».

ولكن الدعاية كانت سلبية بالكامل تقريبا في بداية الأسبوع الحالي عندما دخل المشاهدون في جدل حاد حول أسبقية طرح دفاتر تدوين الملاحظات مقارنة بأجهزة التسجيل المحمولة في الأسواق، وخصوصا عندما دافعت قناة «فوكس» عن الإجابة الخاطئة في البداية.

وكانت هناك زيادة مفاجئة في عمليات المرور على موقع «غوغل» للبحث عن مصطلح «مذكرة تدوين الملاحظات» بعد عرض الحلقة ليلة الاثنين، وبحلول يوم الثلاثاء، كانت مواضيع الرسائل التي تعرض أسفل الشاشة تركز على هذه النقطة، وحث المشاهدون المحققين التلفزيونيين على التحقيق في هذا الأمر.

وأكدت عمليات البحث على شبكة الإنترنت أن جهاز التسجيل المحمول وصل إلى أرفف المتاجر في عام 1979، ولكن كان هناك شك حول تاريخ طرح دفاتر تدوين الملاحظات. وكانت هذه الدفاتر قد اخترعت عام 1977، ولكنها لم تبع محليا حتى عام 1980. وقام أوكويي ببعض عمليات البحث أيضا، ولكنه قال: «لم أثق في موقع (ويكيبيديا)».

وأضاف: «فكرت فقط على هذا النحو: شاب صغير مثلي لا يمكن أن يكون على صواب في مواجهة شركة كبيرة مثل (فوكس). لقد كان هذا النوع من الشك».

وخلال يوم الأربعاء، ومع وصول الاهتمام الإلكتروني إلى الذروة، دعم جيف أبلوف، المنتج التنفيذي لبرنامج الألعاب، إجابة جهاز التسجيل المحمول. وفي بيان صحافي، قال أبلوف إن باحثي البرنامج قد تحدثوا «مباشرة» مع شركة «3M»، الشركة المصنعة لـ«دفاتر تدوين الملاحظات»، وذكر «أنهم أكدوا أنه على الرغم من توزيعهم لعينات مجانية في أسواق تجريبية خلال عامي 1977 و1978، لم تبع دفاتر تدوين الملاحظات قبل عام 1980 في المتاجر».

وأعلن أبلوف يوم الخميس أن المعلومات التي حصل عليها من شركة «3M» كانت «غير كاملة». وفي بيان صحافي جديد، قال أبلوف إن البرنامج قد علم بأن «المنتج تم طرحه في البداية للبيع بشكل تجريبي داخل 4 مدن تحت اسم Press (N Peel)» عام 1977، وبيع تحت اسم (Post - its) في عام 1979 عندما بدأ التقديم التمهيدي له وبيع في شتى أنحاء الولايات المتحدة عام 1980. وعبر أبلوف عن شكره للمشاهدين: «الذين لفتوا انتباهنا لهذا الأمر».

وأشار أبلوف في البيان الصحافي الصادر يوم الخميس إلى أن السؤال المتعلق بدفاتر تدوين الملاحظات «لم يكن السؤال الحاسم في لعبتنا». ولهذا السبب لن تدفع شركة «فوكس» أي مبلغ للزوجين.

ولم يتم تجديد برنامج «إسقاط مبلغ مليون دولار» لموسم ثان بعد، وهو ما يثير السؤال حول كيف سيتمكن الزوجان بالفعل من العودة إلى البرنامج. وقالت المتحدثة باسم قناة «فوكس»: «بغض النظر عن عرض البرنامج لموسم ثان، فسوف نعد شيئا لهما لكي يلعبا مجددا».

وفي نفس الوقت، ترك الزوجان اللذان صرحا خلال البرنامج أنهما كانا يتواعدان منذ عام تقريبا، وأنهما أرادا أن يوفرا أموالا من أجل الزفاف، للتفكير مليا فيما كان يمكن أن يحدث. وقال أوكويي: «منذ تصوير الحلقة خلال شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، ثارت أحاديث خرقاء عن العرض هنا وهناك». وضحكت مايتي عندما قلد طريقتها في الحديث بقوله: «حسنا، إذا لم يكن هذا لك، فسوف يتعين علينا أن...».

وهنا قاطعته مايتي بقولها: «أنا لم أقل ذلك!».

وقال أوكويي: «لقد تعاملت مايتي مع هذا الأمر بشكل أفضل مما كان يمكن أن يتناوله أي شخص آخر». وردت مايتي قائلة: «لقد جعلت هذه الواقعة علاقتنا أقوى بالفعل».

وفي حديثه عن الإجابة الصحيحة التي تحولت إلى خاطئة، قال أوكويي: «الآن، جعلني هذا الموقف أفكر، ما هو الشيء الآخر الخاطئ هناك؟».

* خدمة «نيويورك تايمز»