«أون» شبكة كابلية تعتمد على آراء أوبرا وينفري

بعد إنهائها لبرنامجها الحواري التلفزيوني الذي استمر 25 عاما

TT

لعدة عقود، اعتمدت القنوات الكابلية على اهتمامات خاصة مثل الأخبار والرياضة أو الأفلام الكلاسيكية. وبداية من نهاية الأسبوع الحالي، سوف يكون هناك شيء مختلف تماما: وهو قناة كابلية تتشكل حول شخصية وهي أوبرا وينفري.

وسوف تعتمد القناة التي تسمى «أون»، اختصارا لشبكة أوبرا وينفري، بشكل جزئي على دور وينفري القوي كصانعة لذوق الملايين من جماهيرها.

وعندما يبدأ عمل القناة، سوف تقدم الشبكة بشكل أساسي برامج تحمل علامة «أوبرا» بنفس الطريقة التي كانت تستخدمها أوبرا للتوصية بقراءة كتب معينة على برنامج «أوبرا وينفري شو». وقالت وينفري في مقابلة: «هذه الشبكة سوف تمثل غذاء العقل والقلب للناس».

وشبكتها هي أيضا التجربة الأكثر مشاهدة في صناعة التلفزيون. واتخذت وينفري مجازفة هائلة بإنهائها لبرنامجها الحواري التلفزيوني الذي استمر لمدة 25 عاما في عام 2011 وانتقالها للعمل في قناتها الكابلية، على أمل أن ينتقل المشاهدون معها. وسواء شاهد محبو وينفري قناتها أم لا، فسوف يدفعون مقابلا بالنسبة لها: فمن المتوقع أن تكسب قناة أون في النهاية 25 سنتا شهريا في شكل رسوم اشتراك من كل الأسر التي تخدمها والبالغ عددها 85 مليون أسرة.

وقناة «أون» ليست مجرد انتقال رمزي إلى القنوات الكابلية من القنوات التلفزيونية. إنها أيضا مراهنة من قبل وينفري وداعميها في شركة «ديسكفري» للاتصالات على أن الإعلام سوف يكون أكثر خصوصية في المستقبل - بداية من قناة قامت حول واحدة من أبرز الشخصيات في العالم.

وقال توم فريستون، الرئيس التنفيذي السابق لشركة «فياكوم»، والمستشار الحالي لشبكة وينفري: «(أون) هي أول شبكة، ربما بخلاف قناة (ديزني)، التي تقوم حقا حول رؤية شخص للعالم».

ويقول الرؤساء التنفيذيون لقناة «أون»، إن رؤية وينفري للعالم: «عش أفضل حياتك» سوف تتبناها عشرات البرامج التي سوف يبدأ عرضها خلال الشهور القليلة الأولى للقناة.

وتتضمن القائمة الأولية برنامج «أوبرا تقدم درسا رئيسيا»، الذي يعرض الدروس الحياتية للمشاهير؛ وبرنامج «في غرفة النوم مع لورا بيرمان» حول الحياة الجنسية للزوجين؛ وبرنامج «برنامجك الخاص: بحث أوبرا عن النجم التلفزيوني التالي»، وهو برنامج مسابقات.

وسوف تضيف كل من وينونا جود وشانيا توين وسارة فيرغسون قوة إضافية إلى جدول برامج القناة خلال فترة لاحقة من العام الحالي. ولكن ربما يكون أهم النجوم هم الأشخاص الذين ساعدت وينفري في رعايتهم على مدار العقد الماضي، مثل لورا بيرمان وغايل كينغ، اللائي سوف يتم تكييف برامجهم الإذاعية في الصباح لكي تذاع على التلفزيون؛ وفيل ماكغرو الذي سوف يتم عرض برنامجه الحواري التلفزيوني بشكل متكرر.

وقال غاري ليكو، الرئيس التنفيذي لشركة «كابل يو» التي تدرس صناعة القنوات الكابلية: «القناة تعتمد بشكل مزدوج على أوبرا وأصدقائها».

يقول فريستون والرئيسة التنفيذية للمشروع كريستينا نورمان، إن وينفري سوف تكون قيمة على المشاهدين. وإذا عملت، فسوف يتبعها الآخرون بالتأكيد، وهو ما يعزز من التوجه الشخصي.

وقالت نورمان: «أعتقد أن الكثير من الناس سوف يلعبون دورا مهما في مسيرة القناة. وفي هذا العالم متعدد القنوات، يحاول مشغلو القنوات الكابلية بشكل هائل التأثير على الشبكات التي تم تدشينها والتي لم تحصل على قوة دفع بالضرورة».

وبالفعل، هناك عقول - وربما مشاعر ذاتية - تنبض بفكرة إنشاء قناة خاصة. وخلال فصل الخريف الحالي، حصلت مارثا ستيورات على حصة كبيرة من قائمة برامج قناة «هولمارك»، وأجرت رايان سيكريست محادثات حول الدخول في شركة ترفيهية مع شركة «إيه إي جي»، مروجة الفعاليات ووكالة الفنانين المبدعين، وهي وكالة للموهوبين.

ويقول فريستون إن هذا الأمر منطقي بالنسبة لوينفري على الأقل؛ حيث يتعرض الناس لهجوم بفعل عدة أشياء، ويبحثون عن أشخاص موثوقين للقيام بأعمال التحرير ومساعدتهم، واستشهد بصعود مواقع تجميع الأخبار على شبكة الإنترنت.

وقد بدأ عمل أكثر من 100 قناة كابلية كبرى في عقد الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، وهو ما أدى إلى ظهور الشكوى الشهيرة بخصوص وجود «500 قناة ولا شيء يعرض عليها».

وقالت فريستون: «اعتدنا الجلوس في عام 2001، وطرح السؤال التالي: (ماذا تبقى؟)».

وقد بدأ عمل قنوات قليلة منذ ذلك الحين. وأثارت ممانعة الموزع لإضافة قنوات اهتماما بعمليات إعادة هيكلة القنوات الموجودة بالفعل، وهو السبب الذي جعل قناة «ديسكفري هوم» تتحول إلى «بلانيت غرين» وأن تتحول قناة «كورت تي في» إلى قناة «ترو تي في».

وهذا هو الشيء الذي تفعله قناة «أون» أيضا، ولكن بطريقة بارزة بشكل أكبر. وفي شركة مشتركة بنسبة 50 - 50 مع وينفري، تستثمر قناة «ديسكفري» نحو 200 مليون دولار في قناة «أون»، وسوف تسمح لها بأن تحل محل قناة «ديسكفري هيلث» الصحية التي تحظى بنسبة مشاهدة محدودة. وبين أرباح الإعلانات والزيادات في رسوم الاشتراك، يرى الرؤساء التنفيذيون لشركة «ديسكفري» أن قناة «أون» سوف تتحول إلى أصل ثابت تقدر قيمته بمليارات الدولارات مقارنة بقناة «إتش جي تي غي» أو شبكة «فود» التلفزيونية.

وقال ريتشارد غرينفيلد، محلل إعلامي في شركة «بي تي آي جي للأبحاث»: «إذا كان هناك تدشين لقناة يعتقد أي فرد أنها يمكن أن تكون ناجحة جدا، فسوف تكون هذه القناة هي (أون)». وأفاد غرينفيلد بأن أحد أكبر مزايا القناة هي القوة التسويقية لوينفري؛ حيث قال: «تمتلك وينفري القدرة لوضع القناة على الخريطة».

ولكن حتى مع لمسة وينفري السحرية، سوف تتعرض «أون» لوقت صعب في بدايتها. وسوف تظهر بشكل إضافي تشكيلة القنوات الكابلية لمعظم العملاء، وسوف تحصل على الاهتمام الكامل من وينفري حتى شهر سبتمبر (أيلول) المقبل على الأقل، عندما تتوقف وينفري عن تقديم برنامجها الحواري.

وقد بدأ فريستون ومديرون تنفيذيون آخرون في إدارة التوقعات، وذكروا للصحافيين والمحليين بأنه سوف يكون هناك إخفاقات في البداية. وتحدثوا بإسهاب أكبر عما تعنيه قناة «أون» لصناعة القنوات التلفزيونية الكابلية، التي تواجه منافسة متجددة على الإنترنت.

وقال بيتر ليغوري، رئيس عمليات التشغيل في قناة «ديسكفري»: «في كل شهر، لا بد أن يبرر مشغل أي قناة كابلية السعر على الفاتورة الكابلية. ويمكن أن تساعد قناة بارزة مثل (أون) على الاحتفاظ بالعملاء، الذين قد يفكر البعض منهم في التوقف عن تقديم الدعم المالي والاعتماد على عروض الفيديو منخفضة التكلفة التي تذاع على شبكة الإنترنت. وبالنسبة لمعظم الأجزاء، لن تكون برمجة قناة (أون) متاحة على شبكة الإنترنت من دون تكلفة».

ودأبت وينفري على التعرف بشكل وثيق على عمل القنوات الكابلية بتناول طعام العشاء مع أشخاص مثل مايكل وايت، رئيس والرئيس التنفيذي لخدمة «دايرك تي في»، وغلين بريت رئيسة والرئيسة التنفيذية لشبكة «تايم وارنر الكابلية». وتناولت وينفري طعام العشاء مع بريت خلال منتصف شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في منطقة «ديل بوستو» بمدينة مانهاتن، وانتهى لقاؤهما بعد منتصف الليل. وبعد ذلك، ذهبت وينفري إلى نادي «سوهو هاوس»، وهو ناد خاص قريب للقاء ديفيد زاسلاف، الرئيس التنفيذي لشركة «ديسكفري» للاتصالات.

وقال زاسلاف: «عبر جلب أوبرا إلى القنوات الكابلية، فإننا نجلب شخصية ذات قيمة كبيرة من القنوات التلفزيونية إلى صناعة القنوات الكابلية، وسوف تشترك صناعة القنوات الكابلية في مزايا هذه الخطوة».

وقالت وينفري إنها لم تكن تفكر في معنى انتقالها من القنوات التلفزيونية إلى القنوات الكابلية. وعلى الرغم من أنها تبدو متأثرة بفعل إنهاء برنامجها الحواري، قالت وينفري: «الحياة تمضي بالنسبة لكل فرد. لقد كان برنامجا تلفزيونيا، والبرامج التلفزيونية تأتي وتمضي. والأهم من ذلك هو التركيز على الخطوة التالية».

* خدمة «نيويورك تايمز»