محادثات فعالة لتفادي قطع بث قنوات الكابل

يعتبر المبلغ الذي ستدفعه الشركات لنقل محطات «سنكلير» هو العقبة الكبرى

خطوات حيثية لتفادي قطع بث القنوات الكابلية («نيويورك تايمز»)
TT

أعلنت مجموعة شركات «سنكلير برودكاست غروب»، وشركتا كابل، يوم الجمعة الماضي، عقد اتفاق لمد مهلة التعاقد حتى منتصف الليل من يوم 14 يناير (كانون الثاني) تحاشيا لقطع البث عن ملايين المشتركين في محطات الكابل. وقالت «سنكلير» وشركتا «وارنر كابل» و«برايت هاوس نت ووركس» في بيانات صحافية الجمعة الماضي: إن المحادثات الخاصة بالتعاقد مستمرة.

وقالت كارين مورينا، متحدثة باسم «تايم وارنر»: «لدينا مهلة» لمدة أسبوعين. وأوضحت: «يعني هذا عدم قطع البث عن عملائنا». وصرح ستيف ميرون، الرئيس التنفيذي لشركة «برايت هاوس نت ووركس» في بيان قائلا: «سنستمر في العمل باتجاه التوصل إلى صفقة عادلة لعملائنا».

وصرحت مجموعة «سنكلير»، ومقرها في هانت فالي بولاية ميريلاند، بأن مد المهلة يعني أن «تايم وارنر» و«برايت هاوس نت ووركس» ستستمران في بث برامجهما على 33 قناة من محطاتها التلفزيونية. وقال باري فيبر، النائب التنفيذي للرئيس والمستشار العام لـ«سنكلير»: «يسعدنا أن (تايم وارنر) و(برايت هاوس نت ووركس) أقرا بأهمية السماح لمشتركيهما بمشاهدة برامجهما الرائعة التي تتمتع بشعبية على محطات (سنكلير) التلفزيونية. نعتزم استكمال مفاوضاتنا التي يتوافر بها حسن النية خلال هذه الفترة، بغية إبرام عقد مدته أطول بسعر يتناسب مع التكلفة الأكبر للبث التي نتكبدها في الوقت الحاضر».

كانت العقبة التي تواجه المفاوضات هي المبلغ الذي ستدفعه شركات الكابل لنقل محطات «سنكلير» التلفزيونية في أنحاء البلاد. كانت محطات «سنكلير» المحلية التلفزيونية ستخرج، بما فيها «إن بي سي» و«إيه بي سي» و«سي بي إس» و«فوكس» التابعة لها، من الشبكات الكابلية التي تقدم الخدمة لنحو 4 ملايين مشترك بشركة «تايم وارنر» وعدد كبير من عملاء «برايت هاوس» بعد منتصف ليل الجمعة لولا مد المهلة.

وفي وقت مبكر من يوم الجمعة تعهدت شركة «تايم وارنر» بتوفير محطات الشبكة التلفزيونية من مدن أخرى لعملائها في حال فقدان حقوق البث من خلال الشبكات الكابلية لـ«سنكلير». وكان من المرجح أن يتم بث برامج الشبكة للمشتركين، بما فيها مباريات أوتباك باول بين فرق جامعة فلوريدا وفرق جامعة بنسلفانيا يوم السبت على قناة «إيه بي سي»، في حال سحب «سنكلير» إشاراتها بمجرد انتهاء المهلة المحددة. وكان ليفقد المشاهدون مشاهدة البرامج المحلية مثل الأخبار. وكان من الممكن أن يتم تغيير مواعيد بعض البرامج التي تبثها محطات محلية مثل مسلسل «سينفيلد».

وتهدد هذه الخطوة بإضعاف موقف شركات البث المحلي المنخرطة في هذا النوع من المفاوضات في المستقبل.

وقالت مورين هاف، متحدثة باسم شركة «تايم وارنر» في بداية يوم الجمعة: إنه في حالة استمرار الخلاف مع «سنكلير»، فإن عملاء «تايم وارنر» في المدن التي تدخل في نطاق شبكات «سنكلير» الكابلية سيشاهدون مباريات كرة القدم بين فرق الكليات. لم توضح شركة «تايم وارنر» المحطات التي سوف تبث عبر إشاراتها.

كانت «تايم وارنر» تقوم بذلك في شمال نيويورك نتيجة خلاف مماثل مع شركة «سميث ميديا». وفي هذه الحالة يشاهد المشتركون برامج الشبكة المسائية، لكنهم سيشاهدون نشرات أخبار محلية قديمة والبرامج المسموح ببثها.

كذلك صرحت «برايت هاوس» بأنها سوف تحصل على إشارات من مدن أخرى في حال عدم تسوية الخلاف مع «سنكلير».

ويعتبر تهديد شركات الكابل التلفزيونية بعمل مناورة مع «سنكلير» أحدث منعطف في صراع طويل بين شركات بث القنوات التلفزيونية من جهة وشركات الكابل وشركات القنوات الفضائية التي توصل إشاراتها إلى منازل المشتركين من جهة أخرى.

وطبقا لشروط العقد المبرم مع «سنكلير» لا يمكن لشركة «تايم وارنر» سوى إحلال إشارات بث من مدن أخرى محل محطات «سنكلير» حتى نهاية فبراير (شباط). لكن يمكن لصفقة أخرى مع شركة «نيوز كوربوريشين» المالكة لـ«فوكس» أن تسمح لـ«تايم وارنر» باستمرار العمل في الشبكة لمدة أطول. لكن سيكون سحب إشارات «سنكلير» لهذه المدة الطويلة مخاطرة كبيرة. وقطعت المحطات التلفزيونية وعودا للجهات المعلنة المحلية بأن تصل إعلاناتهم إلى عدد محدد من الجمهور، لكن هذا العدد سوف يتقلص بغياب مشتركي «تايم وارنر» و«برايت هاوس». على الجانب الآخر، الورقة التي تملكها «سنكلير» في التفاوض هي مشاهدة الأخبار المحلية والبرامج الأخرى.

قبل الإعلان عن مد العقد، قال فيبر: إن طريقة «تايم وارنر» سوف «تمنح عملاءها وقتا كافيا» للعثور على مزود خدمة بث تلفزيوني آخر مثل البث الفضائي.

كثيرا ما تحدث خلافات بين شركات البث من جانب، وشركات الكابل والقنوات الفضائية من جانب آخر. واعتادت شركات البث السماح لمزودي خدمة الكابل بنقل قنواتها مجانا، بينما تحقق هي أرباحا من خلال الإعلانات.. لكن بعض الجهات المعلنة اضطرت لخفض نفقاتها نتيجة الركود، وتحاول شركات البث تحميل شركات تشغيل الكابل رسوما أكبر مقابل بث قنواتها.

أحيانا كانت شركات الكابل تقاوم طلبات شركات البث وتترك المشتركين من دون خدمة. وحدثت أطول مدة لقطع البث عام 2005 عندما تم قطع بث قنوات «إن بي سي» و«إيه بي سي» عن 75 ألف مشترك في قنوات الكابل في تكساس وميسوري ولويزيانا لعام كامل نتيجة تجمد المفاوضات بين مجموعة شركات «نيكستار برودكاستينغ غروب» المالكة للمحطات وأنظمة الكابل.

وساد الاعتقاد لفترة طويلة بأن لشركات البث اليد العليا في مفاوضات تحديد الرسوم مع شركات الكابل والقنوات الفضائية نتيجة اتصال المشتركين الذين تم حرمانهم من الخدمة بشركة الكابل لتقديم الشكاوى. وطلبت شركات الكابل وشركات القنوات الفضائية المساعدة من المنظمين الفيدراليين.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) طلبت شركة «كابل فيجين كوربوريشين» من لجنة الاتصالات الفيدرالية إجبار قنوات «فوكس» على الاستمرار في البث، في حين سعى الجهاز إلى التحكيم لتسوية هذا الخلاف بشأن الرسوم المفروضة. لكن اللجنة رفضت التدخل وانتهى الحال بالشركة بقبول شروط «فوكس» بعد أن حرم مشتركوها من مشاهدة برامج «قناة فوكس» ومن ضمنها مباراتان من بطولة «وورلد سيريس» لمدة أسبوعين.

لكن يمكن للتدابير التي اتخذتها «تايم وارنر» مؤخرا أن تجعل مزودي خدمة الكابل أكثر نفوذا، بل ولهم اليد العليا. المخاطرة بالنسبة لشركات البث مثل «سنكلير» كبيرة؛ حيث ستتجه المزيد من دولارات الإعلانات إلى شبكة الإنترنت، وزيادة عدد من شبكات الكابل تعني زيادة التنافس على الأموال التي لا يزال التلفزيون يحصل عليها؛ لذا ترى المحطات المحلية أن الرسوم التي تدفعها «تايم وارنر» ومزودون آخرون لخدمة البث التلفزيوني ثاني أهم مصدر للدخل.

تمتلك مجموعة شركات «سنكلير» 33 محطة تنقلها شركة «تايم وارنر» في أنحاء البلاد، على الرغم من أن الكثير منها ليس تابعا للشبكة، بينما تنقل «برايت هاوس» محطات أخرى تابعة للمجموعة في الجنوب.

وأوضحت كمبيرلي ماكي، متحدثة باسم «برايت هاوس»، قبل الإعلان عن الاتفاق مساء الجمعة، أن الشركة قد خططت لتزويد عملائها بالبث من محطة «إيه بي سي» أخرى في فلوريدا باندال؛ بحيث يتمكنون من مشاهدة مباريات أوتباك باول، وقد قالت وقتها: «لقد غطيناها». أكثر محطات «سنكلير» التي تنقل على «برايت هاوس» على شبكات صغيرة. وأشارت كمبيرلي حينها إلى أنها تأمل في أن تستطيع الشركة مد مدة العقد الخاص بتلك القنوات مع «سنكلير» في حين تستمر المفاوضات.

قبل أن تصرح «تايم وارنر» و«برايت هاوس» بأنهما ستتجهان إلى الحصول على إشارات من المدن الأخرى، كان بعض مشجعي فريق فلوريدا لكرة القدم يفكرون في خطط بديلة في حال عدم تمكنهم من مشاهدة مباراة فريقهم المفضل في المنزل. وفي منطقة كانتونمينت بولاية فلوريدا، زينت جنيفر ستوكس سيارتها الـ«إس يو في» بلوحة أرقام أمامية مكتوب عليها «الفرق الرياضية لجامعة فلوريدا». وقالت جنيفر، وهي إحدى المشتركات في شركة «برايت هاوس»، إنها وعائلتها وأصدقاءها رفضوا التخلف عن مشاهدة أوتباك باول. وقالت: «سنذهب إلى مكان آخر لمشاهدته.. إنه أمر مهم». وقد تراجعت أسهم شركة «وارنر تايم» بمقدار 8 سنتات؛ حيث وصل سعر السهم عند الإغلاق إلى 3.66 دولار، بينما ارتفع سهم مجموعة شركات «سنكلير» البالغ سعره 18.8 دولار بمقدار 5 سنتات.

> شاركت في إعداد هذا التقرير ميليسا نيلسون بكانتونمينت

* وكالة «أسوشيتيد بريس»