«غراي» تختار قائدا جديدا لها

بسبب تعرضها منذ فترة لانتقادات نتيجة أدائها الإبداعي الباهت

TT

وقع اختيار شركة «غراي»، التي تتعرض لانتقادات منذ فترة بعيدة بسبب أدائها الإبداعي الباهت، على تور ميهرين، المسؤول التنفيذي المبدع، ليتولى قيادة مكتبها في نيويورك، وهو أكبر المكاتب التابعة للشركة، التي تتولى تنظيم حملات تسويقية لصالح شركات مثل «كانون» و«ديريك تي في» و«إي تريد» و«غلاكسو سميث كلاين» و«بفيزر» و«بروكتر آند غامبل». جدير بالذكر أن ميهرين عمل نائبا تنفيذيا للرئيس، بجانب كونه رئيسا للشؤون الإبداعية لدى «غراي نيويورك» منذ سبتمبر (أيلول) 2007. وتمت ترقيته مؤخرا لمنصب الرئيس. ومن المقرر أن يستمر في عمله كرئيس للشؤون الإبداعية. ومن المقرر إعلان هذا الخبر أمام موظفي «غراي نيويورك» البالغ عددهم 600 موظف، الجمعة.

جدير بالذكر أن منصب رئيس «غراي نيويورك» ظل خاليا منذ رحيل ستيف هاردويك عن الشركة في مارس (آذار) 2009، وقيام «دبليو بي بي» بشراء «غراي غروب»، الشركة الأم. وتزيد الترقية الأخيرة من مسؤولية ميهرين، 38 عاما، وهي المرة الأولى التي يترأس فيها مسؤول تنفيذي بمجال الإبداع فرع الشركة في نيويورك.

ويأتي قرار الترقية في أعقاب ما وصفه جيمس آر. هيكين، الرئيس والرئيس التنفيذي لـ«غراي غروب»، بأفضل سنوات الشركة على الإطلاق منذ إنشاء «غراي نيويورك» عام 1917.

ونسب هيكين جزءا كبيرا من الفضل وراء هذه النتائج إلى قدرات ميهرين الإبداعية و«قدرته على استشعار أذواق المستهلكين المعاصرين واستلهامه الإيحاء من الثقافة الشعبية». وأشار هيكين إلى أن الشركة فازت بعقود تجارية جديدة بقيمة إجمالية بلغت 672 مليون دولار.

وقال هيكين: «عندما قمت بتعيين تور، انطوى هذا القرار على مخاطر مرتفعة. وكان قرارا شديد الحساسية».

وأضاف: «علي أن أعترف بأنني حينها لم يرد بخاطري أنني بهذا القرار أوظف الرئيس القادم لـ(غراي نيويورك)»، مستطردا بأن ميهرين أثبت منذ ذلك الحين «أنه جعل من نفسه قائدا. وقد تنامت منزلته بصورة هائلة وأصبح الناس يلجأون إليه». وتوحي المسؤوليات الجديدة التي ألقيت على عاتق ميهرين، الذي انتقل إلى «غراي نيويورك» قادما من «ليو برنيت»، بالأهمية المتزايدة للجانب الإبداعي للنشاط التجاري للشركة مع مطالبة العملاء على نحو متزايد بإقرار سبل جديدة للوصول إلى العملاء المتقلبين المشتتين الذين تخالجهم كثير من الشكوك. من ناحيته، قال ميهرين: «يجب أن يمثل الإبداع لب عمل هذه الشركة، على نحو لم تشهده من قبل».

وأضاف: «من الضروري لـ(غراي)، وهذا أمر ضروري بالنسبة للصناعة، لأن عملاءنا يطلبون منا وكذلك جميع الوكالات الخاصة بهم توفير خدمات إبداعية أفضل». وقد تأكد هذا الأمر في الأسابيع الأخيرة مع تغيير الكثير من الوكالات، بينها «بي بي دي أو» و«يورو آر إس سي جي» و«مكان إريكسون» و«مولن» و«هيل هوليداي كونورز كوزموبولوس»، في كبار مسؤوليها المعنيين بشؤون الإبداع داخل المكاتب الكبرى أو بمختلف جنبات الوكالات.

عن ذلك، قال نيك أوتون، المسؤول الأول عن شؤون التسويق لدى «إي تريد فايننشيال»: «تتطلع الوكالات نحو موهبة إبداعية رفيعة المستوى ويجب أن يأتي تور على رأس قوائم الجميع».

وقد استعانت «إي تريد» بـ«غراي نيويورك»، باعتبارها الوكالة الإبداعية العاملة لحسابها في نوفمبر (تشرين الثاني) 2007، أي بعد شهرين من تعيين ميهرين بها. وقال أوتون عنه إنه «اضطلع بدور محوري في إقناعنا بالاستعانة بالوكالة». وبعد ثلاثة أشهر، ظهرت إعلانات «إي تريد»، التي تضم الطفل المتحدث الشهير خلال بطولة «سوبر باول إكس إل آي آي». وقال أوتون ضاحكا: «نطلق عليه والد الطفل». وأوضح أوتون أن نجاح الحملة الإعلانية التي اعتمدت على الطفل المتحدث والتي من المقرر أن تعاود الظهور في فبراير (شباط)، تعد «شهادة كبرى» لميهرين.

واستطرد قائلا: «إنه مفكر استراتيجي ومبدع، وهو مفكر استراتيجي على مستوى رفيع. وهو توازن دقيق». ووجد هذا الثناء أصداء لدى مارك والر، كبير المسؤولين التسويقيين لدى «الاتحاد الوطني لكرة القدم»، الذي استعان بـ«غراي نيويورك» باعتبارها الوكالة الإبداعية العاملة لحسابه العام الماضي. ومن بين العملاء الجدد الذين استعانوا بالشركة عام 2009 «تي. جيه. ماكس» و«سارغنتو فودز»، وقناة الكيبل «ترو تي في».

وقال والر: «عندما اتصلت بي (غراي) قدم مسؤولوها أنفسهم باعتبارهم شركة جديدة. وقطعا كان هذا هو الشعور الذي خالجنا عندما رأيناهم، وتجلى ذلك في الأفكار التي طرحوها، ومنذ ذلك الحين أثبتوا أنهم على هذا المستوى عبر ما قدموه لنا». وعن ميهرين، قال والر: «إن آراءه الإبداعية مذهلة. ومن بين جميع المسؤولين الإبداعيين الذين تعاملت معهم، يعد ميهرين شخصا ينصت ويبدع في الوقت ذاته. إنه يجلب معه توازنا مثيرا. وفي النهاية، عليك الحكم على الشركة من خلال جودة العمل وأسلوب خدمتها لعملائها. أشعر بالسعادة من أجل ميهرين، فهو جدير بهذه الترقية».

من جهته، أشار هيكين إلى أنه سأل ميهرين منذ قرابة عام حول ما إذا كان يرغب في أن يصل لمنصب رئيس «غراي نيويورك»، لكن ميهرين أجاب بالنفي.

وأضاف: «بعد ذلك أتى إلى منذ ثمانية أسابيع تقريبا، وقال: لقد فكرت في المحادثة التي جرت بيننا لمدة عام، ثم سلمني خطة مكتوبة». وبالفعل، صدق ميهرين على هذه الرواية، مشيرا إلى أنه رأى أنه بات مستعدا للاضطلاع بالتحديات التي يحملها المنصب الجديد.

وقال: «لقد أصبحنا شركة رائعة للغاية، والتساؤل الذي يتعين علينا طرحه على أنفسنا كيف يمكننا الوصول لمرتبة عظيمة بالفعل؟». وعن قدرة «غراي نيويورك» على تحقيق هذه القفزة، ذكر ميهرين: «العمل الضخم ليس سيئا، لكن العمل البطيء سيء، خاصة في هذه البيئة». وأضاف: «السبيل الوحيد للبقاء في عالمنا الحاضر أن نتميز بالفطنة والتحرك بسرعة تتوافق مع سرعة الثقافة. وعندما أفكر في الإبداع، لا أفكر بقسم شؤون الإبداع، وإنما الإبداع في حقيقته يتعلق بعمل الجميع».

* خدمة «نيويورك تايمز»