كبير محرري مكتب التحقيقات الاستقصائية: «المصادر» هي قوت الصحافي اليومي.. يهتم بها ولا يتخلى عنها

أنغوس ستيكلر لـ «الشرق الأوسط»: الصحافي الجيد لا يبحث عن النجومية بل يركز على حرفية تنفيذ المهمة الصحافية وكتابة قصته بحيادية

أنغوس ستيكلر («الشرق الأوسط»)
TT

الوظيفة الأساسية للصحافة الاستقصائية هي حراسة مصالح المجتمع، وتتمثل هذه الوظيفة في حماية المجتمع من الانحرافات والفساد وتحاول تقديم حلول لمشكلات المجتمع، ولأهمية هذه الوظيفة ظهر نوع من الصحافة يسمى الصحافة الميدانية، وهي تعتمد بشكل أساسي على التحقيقات الصحافية والمصادر المتعددة ويحاول الصحافي من خلالها الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات التي تحتاج لفترة طويلة وجهد كبير، والصحافة الاستقصائية أفضل طريقة للوصول إلى قلب الحقيقة، لأنها تكشف التجاوزات والممارسات الخاطئة، وتفعل مبدأ المحاسبة والمساءلة بما يؤدي مبدئيا إلى تصويب الأوضاع، بهدف كشف المستور وإحداث تغيير للمنفعة العامة.

هذا النوع من الصحافة يشكل جاذبية كبيرة للجمهور ومهم للمجتمع بشكل كبير، وهناك الكثير من الأمثلة التي كانت الصحافة فيها سببا من أسباب حماية المجتمعات ولعل أشهرها عندما قامت صحيفتا «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز» عام 1971 بنشر أوراق البنتاغون حول الدور الأميركي في فيتنام واكتشف الشعب الأميركي المأساة التي أحدثها الجيش الأميركي في فيتنام والأعداد الحقيقية للقتلى هناك، فقام الشعب الأميركي بمظاهرات لوقف الحرب، هذا الدور الذي قامت به الصحافة أنقذ الولايات المتحدة من حرب كادت أن تدمرها، لكن هذا الدور بدأ في التراجع الآن، فلم تستطع الصحافة الأميركية الكشف عن الحقائق في حرب العراق وعدد القتلى والمأساة التي تعرض لها الشعب العراقي.

ورغم ذلك فإن صحافة الاستقصاء تعاني الكثير من المشكلات، فهي تحتاج إلى قدر كبير من التفرغ، والجهد للبحث والوصول للحقيقة، وربما تكون هذه الأسباب هي التي دفعت إلى إنشاء «المكتب البريطاني لصحافة التحقيقات» من بنات أفكار ديفيد وإلين بوتر كجزء من مؤسسة «بوتر». وكان ديفيد بوتر قد جنى بعض المال من وراء شركة الحواسب الآلية التي يملكها، وكانت لديه قناعة هو وزوجته إلين، التي اعتادت العمل كصحافية لدى «صنداي تايمز»، بأن هناك حاجة لبذل كثير من الجهود لتحسين مستوى جودة العمل الصحافي وصحافة التحقيقات داخل المملكة المتحدة وعلى الصعيد الدولي، على حد قول أنغوس ستيكلر صحافي «بي بي سي» السابق.. كبير محرري مكتب التحقيقات الاستقصائية البريطاني، الذي التقته «الشرق الأوسط». وجاء معه الحوار على النحو التالي:

* ما أول شيء جذبك للصحافة؟

- بالتأكيد ليس المال.. أعتقد أن ما جذبني إلى الصحافة هو الأسباب نفسها التي تجذب أي شخص إليها كمجال للاحتراف. دون استخدام ألفاظ رنانة، كان هدفي هو الإمساك بالمسؤولين عن الظلم. أعتقد كذلك أنها مهنة تتيح لك التجول في أنحاء العالم والقيام بأعمال مزعجة والحصول على أجر مقابل ذلك.

* هل حصلت على شهادة في الصحافة أو الإعلام؟

- لا، فأنا للأسف لم أحصل على شهادة جامعية. رغم أنني تنقلت في وظائف مختلفة في صحف محلية ثم انتهى بي المطاف إلى «بي بي سي» التي عملت بها منذ 16 عاما. ثم انضممت إلى مكتب التحقيقات الاستقصائية في أبريل (نيسان) العام الماضي.

* ما سبب انجذابك إلى عمل التحقيقات بالتحديد؟

- أعتقد أن أساسه هو مساءلة الناس لا ذكر ما تراه. لقد فعلت الاثنين خلال عملي، فقد غطيت صراعات مثل تلك التي حدثت في كوسوفو والعراق من على الحدود التركية وبوروندي وإثيوبيا فضلا عن مجاعات وزلازل وكان هذا مرضيا للغاية فقد شهدت لحظات تاريخية. تتعلق التحقيقات الصحافية بكشف الظلم ومحاسبة المسؤولين عنه وكان هذا هو السبب الرئيسي الذي دفعني إلى العمل في مجال الصحافة والتحقيقات في المقام الأول.

* وقد قضيت 16 عاما في «بي بي سي»! - نعم. وكانت البداية برنامج «توداي» (اليوم) الذي كان يعد إخباريا، إضافة إلى عرضه لأفلام وثائقية.

* بعد انضمامك إلى مكتب الصحافة الاستقصائية هل ترى أنها خطوة صحيحة في الوقت المناسب؟

- لقد كان ترك قناة الـ«بي بي سي» قرارا صعبا فقد كنت محظوظا لعملي بها ورأى الكثيرون أن هذه الخطوة ضرب من الجنون وربما تبين صحة رأيهم، لكن العمل في هذا المكتب يعد فرصة لا تفوت فهي تهيئ لي طريقة جديدة للعمل والتعاون مع مؤسسات إعلامية مختلفة. وتجميع المصادر لأنها إشكالية.

* ما هو التحقيق الذي ترى أن تأثيره كان الأعظم؟

- بلا شك أرى أن التحقيق الذي كان له عظيم الأثر، وإن كان لا يعني بالضرورة أنه أكثر تحقيق أفخر به، هو الخاص بالانتهاكات التي تعرض لها الأطفال في الكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا وويلز. فقد كان موضوعا صعبا للغاية واستغرق مني أشهرا وكنا نغطي تفاصيله على مدار 5 سنوات وكان من الضروري الحصول على وثائق تثبت تعمد تعتيم الكنيسة على الأخبار المتعلقة بهذا الأمر. أعتقد أن النتيجة النهائية هي ما تدعو إلى اعتبار أن هذا التحقيق هو الأعظم أثرا. لقد كان التحقيق صرخة قومية غيرت طريقة تناول المزاعم الخاصة بالانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال. وهذا هو معنى الصحافة وهو أن تحاول إحداث تغيير.

* لقد قطع موقع «ويكيليكس» شوطا كبيرا باتجاه حرية التعبير وتداول المعلومات، لكن هل تعتقد أن المعلومات التي نشرت يمكن أن تمثل تهديدا للأمة أو لصحافة التحقيقات؟

- إذا نظرنا لتعاون مكتب الصحافة الاستقصائية مع موقع «ويكيليكس» في موضوع حرب العراق، الذي اشتمل على 391 ألف ملف عسكري أميركي سري، فسنجد أنه قد تم استهلاك الكثير من الوقت والجهد في مناقشة ما ينبغي وما لا ينبغي نشره وتم توجيه كل الجهد لطمس المواد حتى لا تعرض حياة أي شخص للخطر. لذلك أعتقد أن النتيجة النهائية كانت المبالغة في إخفاء الملفات. في رأيي لم تكن هذه ظاهرة جديدة من نوعها، بل قضية قديمة جدا ولها تأثير على أي صحافي وأي مؤسسة جديدة عند تناول معلومات حساسة أو سرية. إنك تحصل على المعلومات ثم عليك التحقق منها وبعد ذلك تنظر في العواقب المتوقعة، لكن القضية الأساسية هي التساؤل ما إذا كان نشر الموضوع سيخدم المصلحة العامة. في حالة محاولات موقع «ويكيليكس» الإلكتروني، ما من شك في أنها كانت للصالح العام وأنها سمحت لنا برؤية ما لم نعرفه عن الحرب وأتاحت لنا كشف النفاق والأخطاء وغض الطرف عن التعذيب، وجرائم الحرب ليست من جانب قوات التحالف فقط بل من جانب المتمردين كذلك. أعتقد أنه كان ينبغي التعامل مع أي معلومات تم تسريبها كما تقتضي كل حالة. هناك اتجاه يقول إنه ينبغي إتاحة المعلومات للجميع، لكني لا أعتقد في صحة هذا الاتجاه، فيتعين على المرء أن يتحلى بحس المسؤولية، فهناك أرواح بشر على المحك وأنا من الذين لا يريدون أن يلطخوا أيديهم بالدماء.

* كيف حققت نجاحا في مهنتك كصحافي شهير لامع؟ وهل مررت بلحظة حاسمة شعرت فيها بأنك قد اخترت المهنة الصحيحة حقا؟

- إنني أعمل بمجال الصحافة لفترة أطول مما كنت أتمنى. كان أول ما علي التعامل معه هو الشهرة. إنني لا أتمتع بالشهرة ولا أرغب فيها. إذا كان الدافع الذي يحركك هو الحصول على الشهرة لا الرؤية، فينبغي ألا تعمل في هذا المجال. يجب أن يكون الموضوع هو البطل لا الصحافي أو الرجل. لا يجب أن يصبح الصحافي أبدا الموضوع. ولهذا أجد أن هذه المقابلة صعبة. أكثر لحظة حاسمة مررت بها كانت عدم نجاحي في الدراسة الجامعية، لكني كنت أرغب بشدة في أن أصبح صحافيا وقد حالفني الحظ وحصلت على وظيفة في إحدى الصحف وبدأت تأسيس حياتي المهنية.

* إلى أي مدى تشعر بأهمية الحصول على شهادة جامعية، خاصة في ظل ارتفاع مصاريف الدراسة الذي من شأنه أن يحد من عدد أصحاب الشهادات العليا؟ وما هي الصفات الأخرى الهامة التي يجب أن تتوفر في الصحافي؟

- من الصعب علي الإجابة فيما يتعلق بالمصاريف، فأنا لا أحمل شهادة جامعية وبدأت هذه المهنة في وقت كان من الممكن للمرء أن يصبح صحافيا من خلال العمل في هذا المجال ويترقى به. وقد تغيرت الأمور حاليا ومن الصعب جدا الدخول إلى هذا المجال دون الحصول على شهادة جامعية. الدم الجديد الآن يأتي فقط من الأسر التي تنتمي للطبقة المتوسطة التي لديها قدرة على دعم أبنائها خلال المرحلة الأولى من المهنة وأعتقد أن هذا مؤسف لأنه يوجد الكثير من الشباب النابهين الذين من الممكن أن يصبحوا صحافيين لكن ينتمون إلى فئات محرومة. أعتقد أن على المهنة أن تكون مفتوحة للجميع.

* هل تعتقد أن الصحف والكتب الورقية معرضة للاندثار مع الاستخدام الواسع لشبكة الإنترنت؟ وما رأيك في القرار المقترح الخاص بتحديد رسوم للاطلاع على أي محتوى إخباري على شبكة الإنترنت بدلا من إتاحته مجانا؟

- تمر المهنة بأوقات عصيبة وتغيرات، والجميع يبحث عن طرق جديدة للنشر والحصول على المعلومات والعمل. وهذا من أسباب إقامة المكتب فهي بمثابة طريقة جديدة للعمل في هذا المجال. أعتقد أن الناس بدأوا يدركون أنهم إذا رغبوا في الحصول على معلومات تستند إلى حقائق، فعليهم اللجوء إلى مصادر موثوق فيها تستطيع الوصول إلى الحقيقة كما يتم استخلاص فصل الثمين عن الغث وهذا هو ما نفعله في مجال الصحافة. ورغم وجود طرق توصيل مختلفة مثل المطبوعات أو شبكة الإنترنت، فسيكون هناك دائما مساحة للصحافة القوية المحايدة. وسأشتري دوما صحيفتي القومية المفضلة لأنني أحب قراءتها وأنا في طريقي إلى العمل وأحب تأملها جيدا. لا أرغب في الجلوس أمام شاشة الكومبيوتر أو على جهاز الـ«آي باد».

* ما هي النصيحة التي تقدمها لأي صحافي شاب؟

- العمل في مجال الصحافة أمر في غاية الصعوبة، لكن الأمر منوط بك فلا تستسلم. هناك دائما جانب يتعلق بالحظ وجانب آخر بالقدرة. عليك أن تعمل بجد وإذا فعلت ذلك فستحدث الانفراجة. أكبر خطأ يمكن أن يرتكبه الصحافيون الشباب هو إصابتهم بالغرور والعجرفة عند حصولهم على أول وظيفة.

لن تحصل على المعلومات إلا إذا أحبك الناس، فاعمل على تنمية مصادر معلوماتك واعتن باتصالاتك، ولا تتخل عنهم وتتوقف عن الاتصال بهم بمجرد انتهائك من الموضوع، فهم كنز وعليك عدم التخلي عنه لأنه سيجعلك تستمر في الحصول على موضوعات ووظائف جديدة.

* ما أهم شيء تراه في المراسلة الصحافية؟

- لا توجد وظيفة أفضل من أخرى بالنسبة لي كمراسل، فقد كنت محظوظا للغاية لأنني رأيت أجزاء كثيرة من العالم لم يكن من الممكن أن أراها إذا كنت أعمل في مجال آخر. إنك تختبر التاريخ بطريقة مباشرة، فكل موضوع يختلف عن الآخر سواء كنت تتجول على ظهر سيارة أو تشاهد سياسيا يتلوى لمباغتته بسؤال لم يرغب فيه. كل يوم مختلف عن الآخر والتنوع هو ما يعطي للحياة طعما.

* ما مدى أهمية أحداث الشرق الأوسط من ناحية التغطية الصحافية؟

- إنها محورية بالتأكيد بالنسبة إلى ما يجري في العالم اليوم. أرى أنه لا توجد تغطية كافية وصحيحة وعميقة في الغرب لأنباء الشرق الأوسط، حيث لا يتم نقل ما يحدث على أرض الواقع. إن الأمر يزداد صعوبة خاصة بالنسبة إلى الصحافيين الغربيين العاملين في بعض الدول وهو أمر صادم لأنه من دون صحافيين لا يمكنك الحصول على تقرير حقيقي ودقيق لما يحدث. إن هذا في غاية الأهمية لأنه يواجه الجميع بالحقائق.

* هل تعتقد بأنه من المهم امتلاك صحافي متخصص لتغطية قصص إخبارية معينة مثل وجود متخصصين في الشؤون الأفغانية والعراقية أو الإرهاب؟

- هناك مدرستان فكريتان في هذا الأمر؛ الأولى تقول بضرورة امتلاك صحافي متخصص يعمل في الميدان لفترة طويلة ويعرف كافة تفاصيل وخبايا كل شيء. ولكنني أعتقد أنه فيما يتعلق بالتحقيقات الصحافية، فإن هذه مهارة مختلفة وهي المدرسة الثانية.

وفي بعض الأحيان، تكون هناك حاجة لمزيج من الاثنين، وهذا ما نفعله في المكتب، وهو جلب أشخاص يتمتعون بخبرة هائلة، ومن ثم دمج هذا الشخص مع فرد يمتلك خبرة في التحقيقات الصحافية، وهي أفضل طريقة تقدمية للحصول على عقدة القصة الخبرية بالفعل.

* كمحقق صحافي ميداني، هل شعرت من قبل بأنك تخضع لمراقبة من دائرة الاستخبارات البريطانية أثناء تغطية مناطق معينة؟

- رأيي عن هذا هو أنني سوف أشعر بالإطراء إذا كنت سأتعرض لمراقبة من قبل أجهزة الاستخبارات. وأتمنى أن يخضع أي جهاز أمني يستحق ثقله في أي دولة عدة صحافيين للمراقبة.

وأنا لم أغط فعلا من قبل الأحداث التي تجري في منطقة الشرق الأوسط على نطاق واسع، باستثناء أنني كنت محققا صحافيا خارج العراق مقيما في تركيا. وهذه هي المنطقة الوحيدة التي كنت أود أن أفعلها بشكل إضافي وكنت أنتظرها تماما في المستقبل. وقد فكرت أحيانا بأننا يمكن أن نكون تحت المراقبة.

وامتلكت إحساسا بذلك عندما كان المكتب يتعاون مع موقع «ويكيليكس» بخصوص وثائق حرب العراق. وسوف أتخيل بأننا كنا تحت مراقبة في ذلك الحين، وأنه كانت هناك أشياء غريبة تحدث في الهواتف والحاسبات الآلية. وقد تكون هذه المسألة نتاج مجرد جنون الشك لمحقق صحافي، ولكن الأمر كان غريبا تماما بكل تأكيد. وكانت هناك فترات أخرى في حياتي المهنية كنت أشعر خلالها بأنني أتعرض للمراقبة أيضا، ولكن لأسباب مختلفة.

* مع وجود فرد من بين كل 10 خريجين غير قادر على العثور على عمل داخل المملكة المتحدة، ما نوع الخبرة الضرورية للالتحاق بمكتب التحقيقات ومن يموله؟

- في الوقت الحالي، نحن نتلقى تمويلا من مؤسسة «بوتر». وفيما يتعلق بدخول الشبان إلى عالم الصحافة، يبدو هذا الأمر صعبا جدا. وأنا آمل بأنه إذا كان هناك شخص سمعنا بأنه كان يمتلك موهبة واعدة كصحافي، وأنه إذا سار إلى بابنا، وإذا ما اتصل بنا، فسوف نجلبه إلينا ونتحدث معه، وإذا شعرنا بأنه يمتلك موهبة واعدة، ونهما ودافعا للقيام بهذا العمل، فسوف نضمه إلينا سواء كان يمتلك شهادة أم لا.

* هل يقدم المكتب تدريبا؟

- نحن لا ندرب أي فرد بالفعل. والمكتب ليس مؤسسة ربحية، ولكنه مخصص بشكل أساسي للصحافيين. ونحن نستقبل بالفعل متدربين من جامعة سيتي، ولكن على العكس من المؤسسات الأخرى، يحصل هؤلاء المتدربون على مبلغ مالي هنا في المكتب.

* أنغوس ستيكلر في سطور

* عين مكتب الصحافة الاستقصائية «أنغوس ستيكلر» الصحافي في هيئة الإذاعة البريطانية كمحقق صحافي رئيسي للمكتب. وانضم ستيكلر إلى المكتب في أبريل الماضي بعد 16 سنة من العمل في هيئة الإذاعة البريطانية، حيث عمل في برنامج «توداي» (اليوم) لمدة 8 سنوات، كما عمل في برنامج «فايل أون 4» و«نيوز نايت».

وبعد قضائه لمدة 16 عاما في قطاع الأخبار، قال ستيكلر: «لقد كان هذا هو الوقت الصحيح بالنسبة لي للانتقال من أجل أداء تحقيقات أكثر طولا. وقد خضت حياة مهنية رائعة مع هيئة الإذاعة البريطانية، حيث أديت عملا جيدا من خلال التحقيقات، ولكن كان هناك دائما صراع بين أداء تحقيقات طويلة الأجل والقصص الإخبارية اليومية حيث يحتاج المحررون إلى شغل المساحة كل يوم.

وأضاف: «قيادة جهود التحقيقات الصحافية في المكتب تمثل فرصة رائعة وطريقة جديدة للتفكير عن كيفية أداء الصحافة الاستقصائية».

وكان المكتب الذي دشن رسميا يوم 26 أبريل الماضي قد تم إنشاؤه لدعم الصحافة الاستقصائية في المملكة المتحدة، وحصل على منحة بقيمة مليوني جنيه إسترليني من مؤسسة «بوتر» خلال العام الماضي. وتم تعيين «أيان أوفرتون» المنتج التنفيذي السابق لشركة «ITN» كمدير تحرير للمكتب في شهر سبتمبر (أيلول) وأعلن عن خطط لتعيين ما يقرب من 20 صحافيا خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني).

وسوف تعمل المبادرة غير الربحية بشكل مبدئي كدار إنتاج بالتعاون مع مجموعات إخبارية أخرى من أجل نشر وتوزيع تحقيقاتها. وهدفها طويل الأجل هو استكشاف طرق جديدة لإجراء وتمويل الصحافة الاستقصائية.