مراسلة «سي بي إس» تتعرض للضرب والاعتداء بميدان التحرير

أثناء تغطيتها الاحتفالات بسقوط الرئيس المصري في القاهرة

لارا لوغان خلال تغطيتها أفراح المصريين بتنحي الرئيس مبارك («واشنطن بوست»)
TT

عادت لارا لوغان، كبيرة مراسلي شبكة «سي بي إس نيوز» للشؤون الخارجية، إلى الولايات المتحدة بعد تعرضها للضرب والاعتداء من قبل مجموعة من المتظاهرين في ميدان التحرير الأسبوع الماضي أثناء تغطيتها الاحتفالات بسقوط الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة، حسبما أعلنت الشبكة.

وأعلنت الشبكة في بيان لها أنه «في يوم الجمعة الموافق 11 فبراير (شباط)، وهو يوم إعلان تنحي الرئيس حسني مبارك عن الرئاسة... كانت لوغان تغطي الاحتفالات في ميدان التحرير لحساب برنامج (60 دقيقة) عندما أحاطت بها وبفريق العمل المعاون لها عناصر خطيرة في خضم الاحتفالات. كانت هذه العناصر مجموعة من الغوغاء يفوق عددها 200 شخص دخلوا في حمى من الجنون».

وأعلنت الشبكة أن لوغان توجد حاليا في مستشفى أميركي حيث تتلقى العلاج للإصابات التي ألمت بها، والتي لم يتم الكشف عن مدى خطورتها. ولم تكشف الشبكة كذلك عن اسم المستشفى، لكن مصدرا مطلعا أفاد بأن لوغان عادت إلى منزلها. وأضاف المصدر، الذي رفض كشف هويته لحساسية الموقف: «أشك في أن نتمكن من معرفة من هاجموها».

وقد شبه بعض العاملين في «سي بي إس نيوز» ما تعرضت له لوغان بنوبة «الجنون» التي وقعت في سنترال بارك في نيويورك عام 2000، عندما تعرضت سبع سيدات على الأقل لاعتداءات بدنية وبعضهن تعرض لاعتداءات جنسية من قبل مجموعة من الغوغاء التي مستها حالة من الجنون في خضم احتفالها بموكب استعراضي عام. عندما عادت لوغان إلى الولايات المتحدة، السبت، وصف المصدر حالتها بأنها كانت في حالة صدمة ولم تتحدث لأي شخص.

وذكرت «سي بي إس نيوز» في بيان مفصل لها على نحو استثنائي بعثت به عبر البريد الإلكتروني لوسائل الإعلام، مساء الثلاثاء، أن لوغان «انفصلت عن باقي فريق العمل تحت وطأة ضغوط الحشود، وأحاطت بها مجموعة من الغوغاء وعانت على أيديها لضرب واعتداء جنسي وحشي مستمر قبل أن تتمكن مجموعة من النساء ونحو 20 جنديا مصريا من إنقاذها». بعد الهجوم عادت لوغان للانضمام إلى فريق العمل الخاص بالشبكة وعادت إلى الفندق الذي تقيم به، ثم عادت إلى الوطن، حسبما أعلنت «سي بي إس نيوز».

يذكر أن لوغان، المنتمية في الأصل إلى جنوب أفريقيا، سبق أن عملت مراسلة بالكثير من الدول الأجنبية، منها العراق وأفغانستان. وقد خاطرت بحياتها باستمرار أثناء تتبعها للقوات الأميركية المقاتلة. وقد انضمت لوغان، 39 عاما، إلى «سي بي إس» عام 2002. والتقت بزوجها جو بوركيت، مقاول بمجال الدفاع، في بغداد أثناء تغطيتها أنباء الحرب. ويملك الزوجان منزلا في واشنطن.

يذكر أن مراسلين دوليين آخرين تعرضوا لهجمات أثناء تغطية المظاهرات الاحتجاجية بمصر من جانب عناصر يبدو أنها متحالفة مع نظام مبارك، لكن الهجمات انحسرت على ما يبدو مع رحيل مبارك عن السلطة، الجمعة.

من بين عشرات المراسلين الذين تعرضوا لمضايقات أو اعتداءات بدنية: كريستيان أمانبر، مذيعة الربط لدى «سي إن إن»، التي أحاطت مجموعة من الرجال بسيارتها وانتشرت شظايا الزجاج بها مع إلقاء قطعة حجر على الزجاج الأمامي للسيارة، وكاتي كوريك، من «سي بي إس نيوز» التي دخلت في مواجهة مع المتظاهرين وغادرت البلاد.

وتعرض صحافي مصري يدعى أحمد محمد محمود للقتل بطلق ناري في 28 يناير (كانون الثاني)، أثناء تصويره الصدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن. في 3 فبراير ذكرت مصادر صحافية أن لوغان وفريق العمل المعاون لها احتجزوا من قبل الشرطة المصرية خارج السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، وأنه تم نقلها للمطار في الصباح التالي حيث أجبرت على مغادرة البلاد. وجاء احتجازها في أعقاب بثها تقريرا حول تصعيد نظام مبارك جهوده للتضييق على الصحافيين الأجانب المعنيين بتغطية المظاهرات.

من ناحيتها رفضت «سي بي إس» التعليق آنذاك على احتجاز لوغان وترحيلها، معلنة أنها لن تعلق على نشاطات العاملين لديها أو أماكن وجودهم لدواعٍ أمنية.

في 11 فبراير، وهو ذات اليوم الذي تعرضت خلاله لوغان للضرب والاعتداء الجنسي، أخبرت مدونة مجلة «إسكواير» التي تحمل عنوان «بوليتيكس»، أنها عادت إلى القاهرة ذلك اليوم، بالتزامن مع رحيل مبارك من السلطة، طبقا لما أعلنته «سي بي إس». وذكرت «إسكواير» في 11 فبراير أن «لارا لوغان، كما ترون، لا يخالجها خوف».

وأخبرت لوغان المدونة ذلك اليوم بأنها «لا يساورني شك من أن الموقف الذي تعرضنا له من قبل سنلاقيه اليوم ثانية». وطرح عليها مسؤول المدونة سؤالا أخيرا قائلا: «هل وفرت (سي بي إس) ضمانا لهذا الأمر؟ هل أصابك الجنون؟». فأجابت لوغان بشجاعة: «كما تعلم، لا أقلق من مثل هذه الأمور».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»