«إسلاميك أرتس ماغازين» مجلة إلكترونية للفن الإسلامي تجمع بين الشرق والغرب

رئيس تحريرها لـ «الشرق الأوسط»: معظم قرائنا من أوروبا ونتمنى أن نصل لأكبر عدد في الدول العربية

كنعان سركوفيتش مؤسس ورئيس تحرير «مجلة الفنون الإسلامية» (إسلاميك أرتس ماغازين)
TT

الفن الإسلامي له بريق لا ينطفئ أبدا، فهو نجم المعرض ومركز الاهتمام في المتاحف العالمية، ولهذا الفن محبوه في جميع أنحاء العالم وليس فقط في العالم الإسلامي. ولهذا عندما تصدر مجلة تهتم بهذا الفن فمن المؤكد أنها ستجد جمهورا يتابع ويهتم. المجلات المختصة بهذا الفن أصبحت متعددة، ولكن الجديد في هذا المجال هو وجود مجلة إلكترونية متخصصة بالفن الإسلامي فقط وتقدم نفسها عبر واجهة إلكترونية أنيقة وشيقة تجمع ماضي الفن الإسلامي وحاضره. «الشرق الأوسط» التقت كنعان سركوفيتش مؤسس ورئيس تحرير «مجلة الفنون الإسلامية» (إسلاميك أرتس ماغازين) في لندن للحديث حول بدايات المجلة ودورها في عالم الفن المعاصر. فإلى نص الحوار..

* متى كانت البداية؟

- بدأنا في نشر «مجلة الفنون الإسلامية» في عام 2009 حيث صدر عددنا التجريبي الأول، ونحن الآن نحضر للعدد رقم 6.

* لماذا اخترتم الفنون الإسلامية كمحور رئيسي لمجلتكم؟

- النظرة العامة للفنون الإسلامية أنها جمالية فقط تعتمد على الزخرفة ولهذا تضعها معظم المتاحف والغاليرهات في المركز الثاني من حيث الأهمية الفنية. وفي بعض الأحيان يتم النظر إليها على أنها فنون مكانها الماضي، فهي نبعت من ذلك التاريخ البعيد وتنتمي إليه. ونحاول من خلال المجلة إثبات أن الفنون الإسلامية مثل المعمار والمنمنمات والتصميم والفخار والمخطوطات، كلها مهمة بنفس القدر الآن مثلما كانت في الماضي، وخاصة أن الفنانين المسلمين الآن يقدمون فنا معاصرا يستمد جذوره من كل هذه الفنون التي سادت في الماضي. فعندما أطلقنا هذه المجلة من سراييفو وهي المدينة التي تحتضن نحو 120 مسجدا معظمها يعود تاريخه لأكثر من 400 عام وتتمتع بالحماية باعتبارها كنوزا قومية. وتتمتع المجلة بدعم كبير من الفنانين المحليين وترى فيها جسرا للتعريف بأعمالهم.

* حين نتصفح موقعكم الإلكتروني نستطيع رؤية تعدد الأعمال الفنية المقدمة وتنوعها من الفنون التراثية التقليدية إلى الفنون المعاصرة وهو ما يقودنا إلى تساؤل حول المفهوم الذي تطرحه المجلة للفن الإسلامي؟

- أرى أننا نقدم مجلة إلكترونية عالية الجودة للفن المرئي وذلك من أجل إيقاظ حب الفنون الإسلامية، سواء كانت الفنون التراثية بأشكالها المعروفة من الخط العربي والمنمنمات أو الفنون التي تحمل روح العصر، فهذا التزاوج مهم جدا بالنسبة لنا حيث إنه يعكس استمرارية وعالمية الفن الإسلامي. وإذا أردنا إطلاق تعريف للفن الإسلامي نستطيع القول إنها كل الفنون التي تبدع من أجل الخالق سبحانه وتعالى وتتبع القواعد الإسلامية في تعبيرها عن موضوعاتها. ونحاول أيضا أن نقدم من خلال المجلة الفنانين المسلمين وغير المسلمين الذين تأثروا بالفن الإسلامي، وفي حين أن أعمالهم قد لا تكون إسلامية المنشأ ولكننا نرى أنها قد تكون ملهمة لقرائنا.

* بالنسبة لتركيبة فريق العمل في المجلة، كم عدد المحررين الذين يعملون على إصدار المجلة؟

- فريقنا عالمي يضم 12 محررا من البوسنة والهرسك وتركيا وكندا وأستراليا وسنغافورة منهم الكتاب والمترجمون والمصممون والمصورون.

* هل تعتمدون بشكل كبير على المتعاونين للكتابة معكم وهل لديكم كتاب دائمون؟

- لدينا ثلاثة كتاب دائمين هم فاليري بيهيري من كندا ونيسا تيرزي من أستراليا وأنا من البوسنة، كما نتعامل مع المتعاونين بشكل مستمر.

* كيف تختارون الكتاب والمتعاونين معكم؟

- الأساس في الاختيار هو الخبرة ومعرفتهم بالفن الإسلامي ونحرص على أن تكون المقالات واضحة وسلسة ومفهومة للقارئ العادي.

* بالنسبة لتمويل المجلة هل تعتمدون على الاشتراكات فقط أم لديكم أيضا داعمون ورعاة؟

- نعتمد على الاشتراكات وبيع المساحات الإعلانية ولكننا حاليا نحاول الحصول على دعم لهذا المشروع خاصة أننا نغطي معظم التكاليف بأنفسنا.

* ما هي ردود فعل القراء على مجلتكم وهل هناك تجاوب من القراء في العالم العربي؟

- قراؤنا سعيدون بالقيمة العالية لمحتوى المجلة وقد قارننا البعض من حيث النوعية بمجلة «ناشيونال جيوغرافيك» وهو ما أسعدنا للغاية. ولدينا قراء في مصر وإيران وباكستان ونتمنى أن تصل مجلتنا لعدد أكبر من الدول العربية.

* هل لديكم فكرة عن جنسيات قرائكم أو من أي أجزاء العالم؟

- أعتقد أن معظم قرائنا يأتون من أوروبا (بريطانيا وألمانيا والبوسنة والهرسك وفرنسا وسلوفينيا) والولايات المتحدة الأميركية وكندا وسنغافورة وباكستان وإيران ومصر وتونس وأيضا الصين.

* يوجد عدد كبير من المجلات الورقية التي تتخذ من الفنون الإسلامية موضوعا لها، وهذا يدفعنا للتساؤل عن السبب وراء ترككم مجال الطباعة الورقية إلى الصيغة الإلكترونية، فهل الإنترنت تناسبكم أكثر؟

- قررنا الاتجاه إلى الإنترنت وإنشاء مجلة إلكترونية يمكنك تقليب صفحاتها بالنقر على الفأرة فكل شيء يتغير بسرعة فالشباب الآن لا يقرأون الكتب أو المجلات الورقية ويقضون جل وقتهم في تصفح الإنترنت. وقد قررنا استغلال ذلك للتواصل بشكل أسرع وأسهل مع بقية العالم.

* هل هذه المجلة الإلكترونية الأولى في مجال الفنون الإسلامية؟

- نعم، هي المجلة الأولى الإلكترونية في مجال الفنون المرئية الإسلامية، كانت هناك بعض المحاولات السابقة في المجال ولكنها لم تكن ناجحة. ونحن نتمنى أن تمثل مجلتنا إلهاما للمشروعات القادمة الخاصة بالفن الإسلامي.

* هل ترى أن المجلة تلعب دورا في الربط بين محبي الفنون الإسلامية من مختلف بلاد العالم، خاصة أن كتابكم والمتعاونين معكم ينتمون إلى أجزاء مختلفة من العالم؟

- «مجلة الفنون الإسلامية» هي بالتأكيد تمثل جسرا بين محبي الفنون في العالم ونحن على أتم استعداد للتواصل مع الفنانين والمتاحف والغاليرهات والكتاب من جميع أنحاء العالم. فالفنانون تتاح لهم الفرصة لكي تتابع الغاليرهات أعمالهم ويستطيعون أيضا التواصل مع غيرهم من المبدعين.

* ما هي طموحاتك وخططك المستقبلية للمجلة؟

- هدفنا أن نصبح أكبر وأكثر المصادر تنوعا فيما يخص الفن الإسلامي وهذا بالطبع سيتطلب استثمارات إضافية وهنا نتمنى أن يقتنع الرعاة والمتبرعون بأهمية هذا المشروع.

* المحتوى الصحافي للمجلة شديد التنوع فهو يشمل مقالات عن المعمار إلى السياحة ومراجعات الكتب بالإضافة إلى أخبار المعارض.. هل لك أن تلقي الضوء على ذلك؟

- نحاول أن يكون محتوى المجلة غنيا ومتنوعا. نغطي عددا من الموضوعات فهناك المعمار والخط العربي والمنمنمات والتصميم ومراجعات الكتب بالإضافة إلى مقابلات مع الفنانين والتاريخ والمتاحف والمجموعات الفنية وغيرها من الموضوعات.

* ماذا يحمل الموقع الإلكتروني إلى جانب المدونة والغاليري؟

- طورنا المدونة لتكون المكان الذي يمكن أن نضع فيه آخر الأخبار الفنية التي لا يمكنها الانتظار لموعد صدور عدد المجلة كما أن الغاليري هو استراحة للفنانين ليعرضوا أعمالهم.