رحيل جاك غريفين الرئيس التنفيذي لـ«تايم إنك» عن الشركة

بسبب أسلوب إدارته الفظ غير المتلائم مع الثقافة التجارية السائدة

TT

من المنتظر أن يترك الرئيس التنفيذي لشركة «تايم إنك»، جاك غريفين، الشركة بعد أقل من ستة أشهر على بقائه في وظيفته - مضطرا بسبب ما قال مسؤولون تنفيذيون في الشركة إنه كان شعورا واسعا بأن أسلوب إدارته كان فظا ولا يتلاءم مع الثقافة التجارية السائدة هناك.

وحاز غريفين، البالغ من العمر 50 عاما، على توبيخ علني غير معتاد من جيفري إل بيوكيس، الرئيس التنفيذي لشركة «تايم وارنر»، الشركة الأم لشركة «تايم إنك»، والذي قال في بريد إلكتروني موجه إلى الموظفين مساء يوم الخميس الماضي بأن الوضع كان قد أصبح غير قابل للعمل.

وكتب بيوكيس يقول: «رغم أن جاك مسؤول تنفيذي بارع جدا، فقد خلصت إلى أن أسلوبه وطريقته في القيادة لم تنسجم مع أسلوب وطريقة شركتي (تايم إنك) و(تايم وارنر)».

وأدهش اختيار غريفين، كرئيس لشركة «تايم إنك»، أكبر ناشر للمجلات في العالم، عددا كبيرا من العاملين في هذه المهنة عندما تم الإعلان عن تعيينه في شهر أغسطس (آب) الماضي. وكان غريفين رئيسا لقسم المجلات في شركة «ميرديث»، الشركة الناشرة لمجلات مثل «بيتر هومز» و«غاردنز» و«فاميلي سيركيل» و«ليديز هوم جورنال» والتي تتخذ من مدينة «دي موايان» مقرا لها.

وكان غريفين أول رئيس تنفيذي في تاريخ شركة «تايم إنك» يأتي من خارج الشركة، لكي يحل محل آن إس مور، التي عملت مع الشركة لمدة 30 عاما.

وقوبل وصوله إلى الشركة بتوقعات عالية، ولكن اتضح بشكل سريع للعديد من المديرين البارزين، والذين تحدث البعض منهم عن علاقاتهم مع غريفين بشرط عدم ذكر أسمائهم من أجل كشف مسائل داخلية، أن الرئيس التنفيذي الجديد كان يمثل الاختيار الخاطئ.

وقد امتنع غريفين عن التعليق. ولكن شخصا مقربا منه تحدث شريطة عدم ذكر اسمه بسبب الطبيعة السرية لمناقشات غريفين مع شركة «تايم إنك» قال يوم الخميس الماضي إن سبب رحيله عن الشركة لم يكن يتعلق بطريقته في القيادة.

وقال هذا الشخص: «خروج جاك لم يكن له علاقة بطريقته في الإدارة وأي شيء يتعلق بمسألة ما إذا كانت شركة (تايم) قابلة للإدارة طالما أن المصالح الثابتة تقاوم بشراسة التغيير الضروري لتحديد وضع المؤسسة في المستقبل. ومن حسن الحظ أن الفريق الذي يخلفه جاك وراءه على أعلى درجة من الكفاءة، وهو يتمنى لهم كل النجاح».

وقال بيوكيس إن شركة «تايم إنك» سوف يتم قيادتها بواسطة لجنة إدارة مؤقتة، مكونة من هوارد أفيريل، الرئيس المالي للشركة، وماوريس إديلسون، نائب الرئيس والمستشار العام للشركة وجون هوي، رئيس التحرير.

وعندما تم تعيين غريفين، «أثنى عليه المسؤولون التنفيذيون لشركتي (تايم إنك) و(تايم وارنر) واصفين إياه بأنه مدير ومخطط استراتيجي تجاري موهوب وسع من شركة ميرديث بشكل كبير، وبعد ذلك ساعد في الحفاظ على سلامة الشركة في الوقت الذي أجبر فيه الكساد ناشري مجلات آخرين على إلغاء الآلاف من الوظائف وإغلاق المنشورات».

واتخذ غريفين خطوات سريعة وشاملة من أجل إعادة تنظيم شركة «تايم إنك» بأسلوب لم يتوافق جيدا مع مدراء الشركة أو المسؤولين التنفيذيين في شركة «تايم وارنر»، حسبما ذكر هؤلاء المسؤولون التنفيذيون. وعلى سبيل المثال، جلب غريفين مستشارين من أجل تنفيذ عناصره لإعادة التنظيم، وهي خطوة نظر إليها بعض الموظفين على أنها تمثل إهانة لهم، لأنهم اعتقدوا أن هذه الخطوة مثلت إشارة على أن غريفين كان يشعر بأنهم لم يكونوا أهلا لهذه الوظيفة.

وقد أكد المسؤولون التنفيذيون في شركة «تايم إنك» و«تايم وارنر» أن الخطوات التنظيمية لم تكن هي الأسباب التي أدت إلى أن يفقد بيوكيس ثقته في غريفين. وتم النظر إلى بعض من هذه التغيرات على أنها ضرورية وعلى أنها حققت قفزات في اتجاه تحسين الكفاءات. وكان غريفين قد فصل المجموعة الرياضية الرائحة عن المجلات الإخبارية والتجارية. وشغل أيضا الدور التحريري الثاني الذي كان شاغرا لفترة طويلة، والذي منح أحد الأشخاص إشرافا على مجلات الأزياء والترفيه والموضة.

وفي نظام شعر عدد كبير من موظفي الشركة بأنه كان يمثل استخداما غير ضروري للموارد، أصر غريفين على أن تصدر كل المجلات التابعة لشركة «تايم إنك» التي تضم مجلة «إيلاستريتد» الرياضية ومجلة «بيبول» ومجلة «إنترتينمنت ويكلي وفورتشين» قوائم إدارية، تدرج أسماء كل الموظفين في المجلة مع وضع اسمه في بداية القائمة. وفي الماضي، كان القرار دائما ما يتعلق بالمطبوعات الفردية، وكانت أسماء المحررين توضع بشكل نموذجي في البداية.

وساهم غريفين، وهو مسيحي من طائفة الروم الكاثوليك، في شعور بعض العاملين في الشركة بالقلق عندما أشار إلى عقيدته في الاجتماعات والتفاعلات مع أتباعه، حسبما ذكر اثنان من المسؤولين التنفيذيين في الشركة. وفي مناسبة واحدة على الأقل، عقد غريفين مقارنة بين شركة «تايم إنك» و«الفاتيكان» كطريقة لتوضيح هيبتها وقوتها، حسبما ذكر هذان الشخصان. وقتها تدخل بيوكيس بشكل شخصي، وطلب من غريفين تخفيف الإشارات الدينية.

وقال مسؤولون تنفيذيون بارزون في الشركة إنهم كانوا يخشون من رحيل كبار المديرين في الشركة إذا استمر غريفين لفترة أطول. وكان عدد كبير منهم قد ترك الشركة بالفعل - بعضهم بإرادته الخاصة، والبعض الآخر تركوها مجبرين - خلال فترة إدارته القصيرة للشركة. وفقدت الشركة أبرز مسؤول تنفيذي أميركي من أصل أفريقي فيها، وهو كيرك ماكدونالد، رئيس وحدة المبيعات الرقمية في شركة «تايم إنك»، واثنتين من أبرز النساء العاملات في الشركة، بالإضافة إلى دون بريدغيز، النائب الأول لرئيس الشركة لشؤون الاتصالات، وكيري بيسي، نائب الرئيس التنفيذي للموارد البشرية.

وأصدر غريفين أيضا ما اعتبره بعض المسؤولين التنفيذيين ملاحظات غير حكيمة. وفي اجتماع عام، كان يمثل واحدا من أوائل تفاعلاته مع موظفي شركة «تايم إنك»، أخبرهم وفقا لأحد المسؤولين التنفيذيين الموجودين هناك، بأنه أصبح يعمل في النهاية بشركة «يمكنه فيها أن يقرأ المجلات بالفعل»، وهي إشارة واضحة لحقيقة أن ميرديث تنشر مجلات نسائية.

ويقال إن غريفين كان يشعر بالذهول إزاء الخبر عندما أخبره بيوكيس يوم الخميس الماضي بأنه سوف يكون مضطرا للتنحي. وقال الأشخاص المقربون من بيوكيس إنه كان على دراية بالحاجة للتعامل مع مسألة عدم شعبية غريفين قبل أن تكلف الشركة موظفين قيمين.

وقال مسؤولون تنفيذيون إنهم لم يعلموا بأي حادثة فردية عجلت من رحيل غريفين.

* خدمة «نيويورك تايمز»