جدل حول بث «تايم وارنر كيبل» للقنوات عبر أجهزة «آي باد»

انقسام داخل القطاع التلفزيوني منذ بدأت الشركة بث العشرات من القنوات التلفزيونية على أجهزة العملاء

TT

تشتري شركات مثل «تايم وارنر كيبل» و«كيبلفيجين» حقوق بث القنوات على تلفزيونات العملاء. ولكن هل تمتد هذه الحقوق إلى أجهزة «آي باد»؟

تسبب هذا التساؤل في حالة من الانقسام داخل القطاع التلفزيوني خلال الأسابيع الأخيرة منذ أن بدأت شركة «تايم وارنر كيبل» بث العشرات من القنوات التلفزيونية على أجهزة «آي باد» الخاصة بالعملاء. وعلى الفور قام أصحاب قنوات مثل «فياكوم» و«سكريبس نتويركس» بوصف هذه العملية بأنها انتهاك للتعاقد – ويرجع ذلك بصورة جزئية إلى الرغبة في جعل شركات الكيبل تدفع لهم مقدارا أكبر مقابل ميزة البث.

وكانت هناك تهديدات قانونية الأسبوع الماضي، وأصبح الخلاف علنيا يوم الاثنين عندما شنت «تايم وارنر كيبل» حملة على شبكة الإنترنت تروج إلى «مقدار أكبر من الحرية للمشاهدة على مقدار أكبر من الشاشات» وتساءلت: «لماذا تريد بعض شبكات التلفزيون أن توصلها إلى هذا المدى؟» وفي الواقع فإن قطاع التلفزيون ينضم إلى ناشري الكتب في نوع من الاضطراب بسبب جهاز «آي باد» وعصر الأجهزة اللوحية الجديدة. ويوجد مقدار قليل من الشك في أن أفرادا سيشاهدون القنوات بقدر أكبر على أجهزة الكومبيوتر الصغيرة في المستقبل. (تخيل ابنا يشاهد «SpongeBob SquarePants» على جهاز «آي باد» فيما يشاهد أبوه مباراة كرة سلة على شاشات التلفزيون الكبيرة).

ولم يتخذ قرار بعد فيما إذا كان الناس سيشاهدون عبر تطبيق تقدمه شركته الكابلية، تطبيق القناة الخاص بالشخص، أو عبر خدمات مدفوعة الأجر مثل «نتفليكس».

ومن أجل تشغيل برامج من «تايم وارنر كيبل»، يقوم العملاء بتحميل تطبيق «آي باد» من خلال متجر «آي تيونز» التابع لـ«أبل»، ويدخلون من أجل تأكيد الحساب ويختارون من مجموعة من القنوات المباشرة مثل «سي إن إن» و«كوميدي سنترال». ويعمل تطبيق «آي باد» داخل المنازل فقط، ومع العملاء الذين يستقبلون التلفزيون والإنترنت من خلال مقدم الخدمة.

ويقول مقدمون آخرون لخدمة قنوات الكيبل إنهم سيأتون بتطبيقات بث خاصة بهم قريبا. ويمكن أن يظهر التطبيق الخاص بـ«كيبلفيجين» خلال الأسبوع الجاري.

ولكن يقول بعض أصحاب القنوات إن شركات مثل «تايم وارنر كيبل» يمكن أن تتشاور معهم عن قرب أكبر قبل تقديم منتجات جديدة. ويقول مسؤول تنفيذي في إحدى الشركات الهامة المالكة للقنوات: «السهولة في العرض تختلف عن العرض»، مشيرا إلى أنه يجب أن يكون هناك أموال تدفع مقابل مشاهدة برنامج تلفزيوني من على السرير أو في الحمام. ويظهر في أحد الإعلانات الخاصة بتطبيق «تايم وارنر كيبل» بالفعل شخص يشاهد التلفزيون على جهاز لوحي أثناء الاستحمام.

وقال مسؤول تنفيذي إنه كان ينبغي أن تعالج قناة كابل «تايم وارنر» مشكلات العمل مع أصحاب القناة قبل بدء العمل بالبرنامج الخاص بالـ«آي باد». إن الأمر الرئيسي هو حساب عدد المشاهدين، حيث قال مسؤول تنفيذي آخر إن «عددا كبيرا» من أصحاب القناة طلبوا من شركة «نيلسين» وضع بث القناة عن طريق جهاز الـ«آي باد» في الحسبان في برامج التقييم.

ورفض المسؤولون التنفيذيون الكشف عن أسمائهم لرفض الشركة الأم التي يعملون بها التعليق على الخلاف. لكن صرحت مؤسسة «سكريبس» المالكة لـ«إتش جي تي في» و«فود نيتورك» في بداية الشهر الحالي أنها «لم تمنح حق بث القنوات على جهاز الـ(آي باد) إلى أي موزع وتتعامل مع أي سوء تفاهم يتعلق بهذا الأمر».

وقالت مليندا ويتمر، نائبة الرئيس التنفيذية في شركة «تايم وارنر كيبل» في مقابلة الأسبوع الماضي إنها تعتقد أن الخلاف الحالي «يتعلق أساسا بالمال والمزايا» لا لغة العقود. «فقد اشتريت هذه الحقوق بالفعل».

وشبهت مليندا شكاوى أصحاب القناة بشخص يلوح بمسدس وينتهي به الحال بإطلاق النار على قدمه. المنتجات الجديدة مثل تطبيقات «آي باد» بالنسبة إلى الموزعين الذين يعتمدون على اشتراكات العملاء الشهرية هي وسائل للحفاظ على تدفق الأموال وهذا العائد يتم تقاسمه بطبيعة الحال مع أصحاب القناة.

وقال بعض المسؤولين التنفيذيين إن «فياكوم» الشركة المالكة لقناة «إم تي في» و«في إتش 1» وقنوات أخرى تتخذ موقفا معاديا لتطبيقات البث على شبكة الإنترنت. من ضمن الشكاوى أن التطبيق تضمن عددا محدودا من القنوات المتاحة من خلال جهاز استقبال تقليدي. وتقدم شركة «تايم وارنر كيبل» 32 قناة تبث من خلال أجهزة «آي باد». من المتوقع أن تغير شركة «كيبلفيجين» هذا، حيث ستستخدم التطبيق الذي تقدمه كل قناة والمقاطع المصورة المطلوبة على جهاز الـ«آي باد» مما يحوله إلى جهاز تلفزيون. ورفضت الشركة التعليق على الأمر يوم الاثنين الماضي.

وصرحت شركتا «فيريزون» و«كومكاست» بأنهما تعملان على برامج بث قنوات خاصة بجهاز الـ«آي باد». لكن حتى هذه اللحظة، ربما تدفع المناوشات التي تقوم بها شركة «تايم وارنر كيبل» شركات أخرى أو موزعين آخرين إلى التفكير جيدا بشأن تحويل أجهزة الكومبيوتر الصغيرة إلى أجهزة تلفزيون. فعلى سبيل المثال لم تضف شركة «كومكاست» خدمة البث الحي على برنامجها الخاص بالـ«آي باد»، بل ركزت على إضافة البرمجة بحسب الطلب. وتعد شركة «كومكاست» أكبر شركات الكيبل، بينما تأتي شركة «تايم وارنر كيبل» في المرتبة الثانية. وقد بدأ موزعون لخدمة قنوات الكيبل يخطون خطواتهم الأولى في مجال من المرجح أن يثير المزيد من الصراعات مع أصحاب القنوات من أجل توفير خدمة مشاهدة القنوات خارج المنزل للعملاء.

لا يعارض كل أصحاب القنوات فكرة البث على الـ«آي باد». فقد أعجبت شركة «تايم وارنر» التي انفصلت عن «تايم وارنر كيبل» منذ عامين بفكرة التطبيق وتضمنت جولة إعادة المفاوضات مع «كومكاست» حقوق بث القنوات على أجهزة الكومبيوتر الصغيرة.

وقالت مليندا إنها تعتقد أن سبب رفض بعض أصحاب القنوات عدم فهم هذه التكنولوجيا. وأوضحت قائلة: «إنه لأمر مرهق بالنسبة إلى كل المسؤولين التنفيذيين في هذا المجال الذين يحاولون إدارة العمل الذي يمثل جزءا من النظام الكوني. فمن العسير مجاراة أمور تحدث بخطى سريعة».

* خدمة «نيويورك تايمز»