مجلة «نيويوركر» على جهاز الـ«آي باد»

انشغلت «آبل» بجذب الناشرين للمساعدة في أن يصبح الجهاز أكثر قبولا لدى المستهلكين

TT

جلس ديفيد ريمنيك، رئيس تحرير مجلة «نيويوركر»، في غرفة اجتماعات بالطابق الحادي عشر في مقر دار نشر «كوندي ناست» مع روبرت ساوربيرغ، رئيس دار نشر «كوندي ناست» وإدي كيو، نائب رئيس خدمات الإنترنت بشركة «آبل». كان آخر عدد من الصحيفة الذي كان يحمل غلافه صورة ممحاة لبن لادن على طاولة لا تبعد كثيرا عن شقيقتها الرقمية وهو تطبيق جديد لجهاز الـ«آي باد» لمجلة «نيويوركر» الذي طرح للاشتراك يوم الاثنين الماضي.

وقال مشيرا إلى المجلة: «سواء كنت هنا أو هناك، فهو سيكلفك دولارا في إطار هذه الخطة. إنها لا تتجاوز سعر أغنية. لقد اشترك الكثيرون. إنك تحصل على عمل إبداعي وتحريري واستقصائي وتحرير للطبع بأعلى مستوى أسبوعيا مقابل سعر أغنية؟ تبدو صفقة جيدة بالنسبة لي».

وانشغلت شركة «آبل»، التي طرحت تطبيق المجلة على الـ«آي باد» في مارس (آذار) الماضي، بجذب الناشرين للمساعدة في أن يصبح الجهاز أكثر قبولا لدى المستهلكين. أعلنت دار نشر «هيرست ماغازينز» الأسبوع الماضي عروضا لاشتراكات بعض المجلات التي تنشرها على جهاز الـ«آي باد» التي سوف تدشن في يوليو (تموز) وقامت شركة «تايم إنكوربوريشين» بترتيبات حتى يحصل المشتركون على المجلة مجانا. لكن كانت «كوندي ناست» أول دار نشر كبرى تبدأ خطة الاشتراك على الـ«آي باد» لإحدى مجلاتها، التي كان على قرائها تنزيل كل عدد منها في السابق.

إن عرض اشتراك «آي باد» هائل، وهو 5.99 دولار شهريا مقابل أربعة أعداد و59.99 دولار مقابل الحصول على أعداد المجلة طوال العام. لكن الأكثر إثارة للعجب هو توافر اشتراكات في النسخ الورقية والرقمية معا من المجلة مقابل 6.99 دولار شهريا أو 69.99 دولار سنويا. فيمكن للمشترك في النسخة الورقية من المجلة أن يسجل اسمه للحصول على نسخة من المجلة على الـ«آي باد» دون أي رسوم إضافية.

وطرحت الاشتراكات في نسخة مجلة «نيويوركور» على الـ«آي باد» يوم الاثنين الماضي وستطرح الاشتراكات في مجلات أخرى تنشرها «كوندي ناست» منها «فانيتي فير» و«غلامور» و«غولف دايجيست» و«وايرد» و«سيلف» و«جيه كيو» خلال الأسابيع المقبلة. تم الإعلان عن الصفقة بين «كوندي ناست» و«آبل» في صحيفة «نيويورك بوست» الأسبوع الماضي. وقال كيو: «لقد طرحنا هذه التطبيقات بالفعل في متجرنا وكان أول انطباع من الزبائن هو رغبتهم في الاشتراك».

وفرت دار نشر «كوندي ناست» مجلاتها للقراء بثمن زهيد أملا في تأسيس قاعدة عريضة من القراء حتى تتمكن من بيع مساحات إعلانية. وتتسق الصفقة مع «آبل» مع النهج الذي يضع الإعلانات في المقام الأول. وبمرور الوقت، يمكن أن يصبح المشتركون في التطبيق الجديد أمرا جيدا بالنسبة للإعلانات، حيث أصدر مكتب تدقيق التوزيع قرارا بإمكانية حساب عدد المشتركين في النسخ الرقمية ضمن قاعدة القراء. يمكن للاشتراكات المترابطة أن تساعد في حماية الصحف التقليدية من خلال إعطاء دفعة للاشتراكات في النسخة الورقية، بينما يتم بيع عدد أكبر من النسخ الرقمية، حيث الشباب هم المستهدفون حول العالم.

يقول ساوربيرغ: «من حيث السعر فنحن نبحث طوال الوقت عما سيجدي نفعا وتوصلنا إلى أننا نريد تقديم عرض مبدئي جذاب إلى أقصى درجة ممكنة».

سيأتي ذلك على حساب السعر. ورغم أن «كوندي ناست» يمكنها بيع اشتراكات في النسخ الرقمية على موقعها الإلكتروني، سيتم تقديم أغلب العروض في متجر «آبل» مما يجعل شركة «آبل» تحصل على ثلث الأرباح، لكن لم يتم الكشف عن تفاصيل الاتفاق بعد. فضلا عن ذلك، بيانات المستهلك التي يتم الحصول عليها من خلال مبيعات المتجر من التطبيق سوف تذهب إلى شركة «آبل» ويتم تقاسمها على النحو الذي تراه الشركة مناسبا، رغم أن كيو قال: «سيعرف ناشرو المجلات الكثير عن مشتركي الـ«آي باد» أكثر مما كانوا يعرفون عن المشتركين في النسخ الورقية».

تستطيع دار نشر «كوندي ناست» وناشرون آخرون الدخول على قاعدة بيانات تحتوي على 200 من حاملي بطاقات ائتمانية والتعرف على المبيعات التي تشمل مليارات الأغاني وملايين التطبيقات من خلال التعاون مع شركة «آبل». لكن يجب الاستفادة من درس صناعة الموسيقى في مجال النشر، حيث ربما استطاعت شركة «آبل» «إنقاذ» صناعة الموسيقى، لكنه مجال أصغر ويمكن السيطرة على الأسعار فيه.

يقول كيو: «بالطبع هناك آراء مختلفة حول هذا الموضوع. لم نقلص مجال الموسيقى، فقد كان بالفعل متقلصا ومحدودا في الوقت الذي تدخلنا فيه. لقد أثبتنا أن الناس ترغب في دفع المال مقابل الحصول على محتوى وهو ما لم يكن يصدق الناس أنه يمكن أن يحدث، بل ما زال البعض لا يصدق حتى هذه اللحظة».

اتخذت دار نشر «كوندي ناست» - التي كثيرا ما تكون حريصة فيما يتعلق بالعالم الرقمي، حيث لم يكن هناك أي موقع إلكتروني لأي من المجلات التي تنشرها حتى وقت قريب - خطوات سريعة حتى أصبحت أول الموجودين في سوق اشتراكات الـ«آي باد».

ويقول ريمنيك: إذا كنت تسعى إلى جذب آلاف القراء الجدد أو مئات الآلاف من القراء، سيكون من الحماقة أن تشكو إذا قدمت شيئا يرونه إجباريا على الـ«آي باد». إنها فرصة بالنسبة إلى مجلة مثل «نيويوركر» للعثور على جمهور جديد من القراء.

*خدمة «نيويورك تايمز»