TT

حالة من الزخم والتنوع تشهدها الساحة الإعلامية الخاصة في مصر، استمدت حيويتها وإيقاعها من مناخ ثورة ?25 يناير، وتبلورت في ميلاد عدد من القنوات الفضائية الجديدة، خرجت أفكارها من عباءة الثورة، ? ?وتعتد بروح الشباب في البناء والنظر إلى المستقبل، بل إنها ترفع شعارات دعائية كتلك التي ظهرت في قلب «ميدان التحرير».

يساهم في هذا الإقبال على إنشاء قنوات جديدة قرار رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة الذي يقضي بإلغاء الاستعلام الأمني عن المصريين الراغبين في إنشاء القنوات الفضائية، وكذلك إلغاء قصر التراخيص للقنوات الفضائية على العمل كقنوات متخصصة، مما كان له مردود إيجابي يشجع على إقامة المزيد من القنوات الفضائية العامة والمتنوعة خلال الفترة المقبلة.

قناة «التحرير»، كانت أولى هذه القنوات، وبحسب القائمين عليها تهدف القناة للتعبير عن كل شباب الثورة والتأكيد على أن الثورة هي ملك لأبنائها، ? ?وتمثيل كل أطياف القوي الوطنية، حيث إنها قناة مستقلة غير منتمية لأي تيار سياسي أو رجال أعمال?، ? أما مضمونها ففكري وثقافي يهدف لتنمية الوعي الفكري والنقدي لدى المواطن المصري، من خلال الموضوعية في الفكر، والصراحة في الطرح، والحرية في الكلمة.

ترفع القناة شعار «الشعب يريد تحرير العقول»، المستوحى من الشعار الشهير «الشعب يريد إسقاط النظام»، في إشارة إلى أن تحرير الأوطان يبدأ من تحرير العقول، وأن الفرصة متاحة للجميع لنعيد بناء الإنسان في هذا الوطن، كما تحاول القناة التواصل مع المشاهدين بكافة الوسائل المتاحة عن طريق صفحة «فيس بوك» و«يوتيوب» ومن خلال البث الحي عبر موقع على الإنترنت، إلى جانب تسجيل البرامج ورفعها على موقع «يوتيوب» حتى يتمكن المشاهدون من متابعة كافة البرامج بالوسائل المتاحة. يرأس تحرير القناة الصحافي إبراهيم عيسى، فيما تضم القناة نخبة من الإعلاميين مثل محمود سعد وبلال فضل والصحافية نواره نجم وخالد كساب ودعاء سلطان وعمر طاهر ومحمد مراد وعز الدين شكري. وبحسب مسؤولي القناة فدورها هو الحفاظ على مكتسبات الثورة، من خلال معايير حرية الرأي والتعبير، واعدين بمحو مصطلح الخطوط الحمراء من قاموس الإعلام المصري، والسعي جاهدين للارتقاء بالموضوعات المطروحة واحترام عقلية المشاهد المتعطش للحرية في كل مكان، وطرح القضايا التي تهم المجتمع.

ثانية القنوات هي قناة? «?25» الفضائية، التي انطلقت ?للتعبير عن ثورة? ?25? ?يناير ومناصرة شبابها، والمتغيرات التي استطاعت الثورة فرضها على الساحة المصرية والعربية.

وبحسب رئيس القناة محمد يسري، فقناة 25 تهدف إلى صناعة إعلام جديد ومتجدد، من شأنه أن يعبر عن مبادئ ومطالب الثورة في إطار مهني موضوعي متحرر من قيود إعلام ما قبل 25 يناير حيث تسعى القناة إلى تعزيز مفهوم المواطنة التي تقوم على الحقوق والمسؤوليات ونبذ الطائفية والتعصب والتطرف، وتقديم إعلام مستقل وحيادي بعيدا عن أي خلفيات سياسية أو أيدلوجية وبعيدا عن سلطة رأس المال أو حسابات المصالح، وإظهار مطالب الثورة والتغيير الذي طالب به شباب مصر في إطار إعلامي احترافي ومحايد يدعو إلى الحوار البناء والمبادرات الإيجابية، والتواصل مع جميع الفئات والطوائف والمجموعات والمؤسسات التي تعمل على تحقيق النماء والاستقرار والتغيير الذي يطالب به شباب مصر، وتفعيل دورهم في بناء مستقبل المجتمع من خلال رفع الوعي السياسي والثقافي وتشجيع المشاركة السياسية والمدنية. لا تتوجه قناة «25» لشريحة معينة، فهي تحاول استلهام روح التغيير التي استمد منها الشباب إرادة الحرية، كما أنها موجهة لـ«صناع التغيير» على اختلاف أعمارهم وأفكارهم وتوجهاتهم.

واختارت القناة أن تبدأ بثها الرسمي في ذكرى إضراب 6 إبريل (نيسان) 2008، ومن مدينة المحلة التي خرجت منها حركة الاحتجاج العام للمطالبة بتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وهى الاحتجاجات التي انطلقت من المدينة الصناعية الأولى في مصر إلى مختلف إنحاء الجمهورية بشكل متصاعد حتى وصلت إلى ذروتها يوم 25 يناير (كانون الثاني) الماضي.

كما فتحت الثورة شهية بعض التيارات السياسية والدينية لإنشاء قنوات تتحدث باسمها وتطرح من خلالها رؤيتها خاصة بعد أن خفت حدة التضييق الأمني على إنشاء القنوات، من بين ذلك قناة? «?المصري?»، التي أطلقها حزب الوفد، ?والتي بدأت بثها التجريبي بكلمة مطولة للدكتور السيد البدوي رئيس الحزب تحدث فيها عن رؤية الحزب للمرحلة السياسية الحالية في مصر?، ? ?فضلا عن المخاطر التي تحيط بثورة? ?25 ?يناير والإجراءات السريعة والحاسمة المطلوب اتخاذها لحماية الثورة?، وأعلنت إدارة القناة تخصيص عدة ساعات من إرسالها تأييدا? ?للثورة الليبية والثورات العربية?. ? كذلك أعلنت جماعة الإخوان المسلمين عن نيتها إنشاء فضائية للجماعة لتوضيح صورتهم أمام الرأي العام، كأول قناة إعلامية شرعية تطلقها الجماعة منذ إنشائها. وبحسب د. عبد الرحمن البر، عضو مكتب إرشاد الإخوان المسلمين، فسوف يكون للقناة دور تنويري من خلال برامج سياسية واجتماعية ودينية، بالإضافة إلى برامج «التوك شو»، معتبرا أن إطلاق قناة فضائية للجماعة أمر طبيعي في ظل المتغيرات الحالية، حيث يحرص «الإخوان» على التواصل مع المجتمع وإعلان توجهاتهم السياسية على الملأ.

وتشمل القنوات الفضائية الجديدة التي تم تأسيسها أيضا بعد الثورة اتجاه القنوات الفضائية التي القائمة قبل الثورة إلى إنشاء قنوات ذات طابع سياسي لمواكبة طبيعة الفترة الحالية، منها قناة «مودرن حرية». يذكر أن رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة أسامة صالح قد أعلن الموافقة على إنشاء 16 قناة فضائية جديدة بينها 5 تابعة لشركات قائمة بالفعل بالإضافة إلى 11 قناة تابعة لشركات جديدة تم تأسيسها مؤخرا.