صحافيو «واشنطن بوست».. أساتذة

مسؤولة البرنامج لـ «الشرق الأوسط»: نقوي الترابط بين القارئ وصالة الأخبار

TT

أطلقت صحيفة «واشنطن بوست» مشروعا طموحا جديدا هذا الشهر، إذ قرر القائمون على الصحيفة الأميركية المرموقة دمج عالم الصحافة بعالم التعليم والاستفادة من مهارات وخبرات صحافييهم لتقديم المزيد للقراء.

وبعد أكثر من عام من التحضير، أصبحت صالة الأخبار لدى الصحيفة الأميركية ومقرها العاصمة واشنطن صالة للتعليم أيضا، ولكن من خلال الإنترنت.

ويعتبر المشروع، الذي سمي «واشنطن بوست ماستر كلاس»، (دورة واشنطن بوست المتطورة)، الأول من نوعه، حيث تقدم الصحيفة 7 دورات مختصة عبر الإنترنت لمن يريد أن يزيد من معلوماته العامة أو من يهتم بقضية معينة ويريد أن يطور معرفته بمادة أبعد من المعرفة عبر قراءة صحيفة يومية.

وبتكلفة تتراوح بين 200 و400 دولار، يمكن لمن يرغب في الاستفادة من خبرة أفضل صحافيي «واشنطن بوست» أن يندرج في فصل دراسي عن طريق المراسلة الإلكترونية. وهناك 7 فصول مطروحة عبر الموقع الخاص بالمناهج الدراسية لـ«واشنطن بوست»، التي من بين ميزاتها أنها مخصصة لكل طالب وهي فردية وليست دروسا جماعية، مما يعني أن بإمكان الطالب أن يدرس كل منهج حسب الوقت الملائم له وخلال فترة هو يحددها. وشرحت القائمة على البرنامج، كاندي لي، لـ«الشرق الأوسط»، كيف تم وضع هذا البرنامج، قائلة: «نحن نؤمن بأن صحافيينا يحققون بكل القضايا التي يكتبون عنها ويعرفون الكثير من المعلومات حولها ولديهم خلفية لا تضاهى، فالسؤال كان، كيف يمكن توجيه تلك المعلومات وإعطاء القارئ فرصة الاستفادة منها».

وأضافت: «لقد بحثنا هذه الفكرة منذ زمن طويل وعملنا على معرفة آراء القراء ورغبتهم في مثل هذه البرامج». وبعد أن أجرت الصحيفة إحصاءات عدة بين قرائها، وخاصة المشتركين للحصول على الصحيفة، وجدت أن هناك رغبة من القراء في الحصول على المزيد من المعلومات الدقيقة والاستفادة من معلومات الصحافي التي عادة ما تكون أكثر من تلك التي توضع في مقال أو موضوع مختصر في الصحيفة. وبدأ القائمون على صحيفة «واشنطن بوست» في تطوير الفكرة منذ العام الماضي، بالتعاون مع مجموعة أساسية من الصحافيين وبناء على رغبات القراء عبر الإحصاءات المحددة. وقالت لي: «مزجنا بين المعلومات وطرق جديدة في التعليم، وخاصة عبر الإنترنت»، موضحة أن المناهج «تفاعلية ومبنية على علاقة مباشرة بين الطالب والصحافي المعين». وأضافت أن «كل منهج له صحافي مختص ومهتم بذلك الموضوع، وبنى واضعو البرنامج كل منهج بناء على ما نريد أن يتعلمه ويعيه الطالب». وتابعت: «الهدف الأول هو التعلم، ومنه طورنا عملية التعليم عبر الإنترنت بناء على الاستفادة من خبرات الصحيفة».

ولدى لي نظرية خاصة بالتعليم، وهي تبني الكثير من البرنامج الخاص بالتعليم بناء على تجربتها الخاصة. وشرحت: «لقد عدت إلى الدراسة وأنا طالبة ناضجة، حصلت على شهادة الدكتوراه بالتعليم ولكنني طول عمري عملت بالإعلام». عندما بدأت لي بالتفكير بالمزج بين خبرة الصحافيين وكثرة المعلومات بالإضافة إلى التواصل مع القراء عبر الإنترنت، كانت تشغل منصب نائب رئيسة التسويق لصحيفة «واشنطن بوست». ومن بين الأهداف البعيدة الأمد للصحيفة هي «تقوية الترابط والتفاعل بين القارئ وصالة الأخبار لدينا»، حيث كغيرها من الصحف المكتوبة، تبحث «واشنطن بوست» عن سبل لإبقاء الصحيفة اليومية كجزء أساسي من تجربة الناس بشكل عام، والمصدر الرئيسي للمعلومات وسط زحمة المعلومات عبر شاشات التلفزيون والإنترنت.

وتقدم «واشنطن بوست» 7 مناهج دراسية في المرحلة الأولى، وهي: «بناء الجماهير لقراءة المحتوى الإلكتروني» و«صور فوتوغرافية رقمية رائعة» و«كيف تضع الحكومة ميزانيتها» و«داخل الصين» و«مقدمة لفهم الاقتصاد» و«الجاسوسية: بين الواقع والخيال» و«نبيذ بوردو».

وتمزج المناهج الـ7 بين السياسة الخارجية، في برنامج «داخل الصين»، والخبرات الفعلية مثل التصوير الفوتوغرافي الذي يقوم اثنان من أفضل المصورين لدى «واشنطن بوست» بتعليم الطالب طريقة التقاط الصور الحرفية. وأوضحت لي أنه من الممكن أن تضاف مناهج جديدة بعد الفترة التجريبية الأولى، وحسب رد فعل الطلاب والقراء. وقد تعاملت «واشنطن بوست» مع شركة خاصة لتطوير المناهج بالإضافة إلى شركة أخرى لتطوير آلية وضع الدورات على الإنترنت. وخلال الأشهر الثمانية الماضية، عمل الصحافيون أنفسهم على محتوى المناهج وطوروها بناء على خبرتهم، وهناك الآن 8 صحافيين من صالة أخبار «واشنطن بوست» يشرفون على الدورات. ومن اللافت أن هؤلاء الصحافيين ما زالوا يقومون بعملهم اليومي في مجال الصحافة ولكن أضيف التعليم على مهامهم.

وردا على سؤال حول من هو الطالب المثالي والمستهدف من خلال هذا البرنامج، قالت لي: «نحن نفكر بقارئ صحيفتنا، الشخص المثقف الذي يهتم بعمق القضايا المحددة». وأضافت: «نعي أن الوقت ثمين لقرائنا، لذلك جعلنا الدورات فردية وبناء على وقت كل شخص، ولكن عادة تستمر الدورة نحو 6 أشهر». وعلى من يرغب في الاستفادة من أحد البرامج التدريسية تخصيص فترة ما بين 15 و25 ساعة لكل منهج. ويعتمد نجاح المنهج على استخدام جهاز كومبيوتر والولوج إلى الإنترنت ومعرفة جيدة باللغة الإنجليزية.

ولكن أكدت لي أن القارئ المستهدف الذي تتطلع «واشنطن بوست» إلى جذبه هو ليس فقط القارئ الأميركي بل القراء حول العالم، قائلة: «نتمنى أن يفكر قراء الشرق الأوسط بالاستفادة من هذه البرامج واستخدامها للاطلاع بشكل أفضل على الولايات المتحدة».

وبعد إطلاق الموقع وفتح مجال التسجيل والمشاركة في الدورات، قالت لي «الرد كان إيجابيا، ولكنه من المبكر معرفة أرقام محددة حول المشاركين في هذه المرحلة الأولية».

وأضافت: «نحن أول من قام بهذه التجربة، لذلك لا يوجد مقياس محدد نتبعه أو إحصاءات نقارن أنفسنا بها». وتابعت أن كون صحيفة «واشنطن بوست» أول من يقوم بهذه التجربة يجعلها فريدة، وفي الوقت نفسه تكون أرضا خصبة لتطوير الأفكار الجديدة.

1) كاثرين زلاسكي : المنتجة التنفيذية ورئيسة قسم منتجات الأخبار الرقمية، تدرس «بناء الجماهير لقراءة المحتوى الالكتروني».

2) ميشيل دو سيل: مساعد رئيس تحرير التنفيذي للتصوير ويدرس «صورا فوتوغرافية رقمية رائعة» 3) بوني جو ماونت: محررة الصور في الصحيفة، وتدرس «صورا فوتوغرافية رقمية رائعة».

4) لوري مونتغومري: محررة اقتصادية، تدرس «كيف تضع الحكومة ميزانيتها».

5) جون بومفريت: رئيس قسم ملحق «اوتلوك»، يدرس «داخل الصين». 6) ستيفن بيرلستاين: ابرز كتاب الرأي للاقتصاد والشؤون المالية، يدرس «مقدمة لفهم الاقتصاد».

7) ديفيد اغناتيوس: كاتب مقالات رأي وصحافي مخضرم، يدرس «الجاسوسية: بين الواقع والخيال». 8) جوزيف وارد: صحافي مختص بتاريخ وطعم المشروبات لدى شركة مطبوعات «كوندي ناست» وابرز المساهمين للصحيفة حول المشروبات، يدرس عن المشروبات.