3 مفاتيح تحقق للشباب السعودي شهرتهم عبر برامج يحتضنها «يوتيوب»

يتطرقون فيها إلى القضايا الاجتماعية بقالب «كوميدي»

باتت المقاطع الخاصة بالشباب السعودي على اليوتيوب تتصدر أحاديث المجالس لأنهم يتناولون فيها الكثير من المجالات في قالب كوميدي واسبوب شبابي خفيف
TT

خلفية بيضاء ومقعد وكاميرا، ثلاثة مفاتيح كانت سببا في اقتحام مجموعة من الشباب السعودي لعالم الشهرة من خلال مقاطع مصورة اختاروا لها قنوات موقع «يوتيوب» الشهير، لتصبح في ما بعد فنا ذاتيا يحمل اسم «البرامج اليوتيوبية»، باعتبارهم يحرصون على تصويرها ضمن حلقات لا تتجاوز مدة الواحدة منها الـ15 دقيقة، والتي يتناولون فيها الكثير من المجالات بقالب كوميدي وأسلوب شبابي خفيف.

وبما أن هذه البرامج خلقت على أيدي فئة شبابية بحتة، فإنه من المؤكد أن تحمل أسماء مستقاة من مصطلحات الشباب السعودي على اختلاف اللهجات، من ضمنها «إيش إلّي» و«لا يكثر» و«على الطاير».. وغيرها من البرامج الكوميدية التي أثبت من خلالها القائمون عليها قدرتهم في تقديم كوميديا راقية وهادفة في آن معا.

وتتميز «البرامج يوتيوبية» السعودية بكون حلقاتها ارتجالية بعيدة عن لغة الحوار المعقدة والتقليدية، بالإضافة إلى إنتاجها البسيط وتقديمها ضمن خطاب شبابي بلهجة عامية توصلها وبسهولة إلى أذهان المشاهدين.

بداية انطلاقة تلك البرامج كانت من خلال برنامج «نشرة أخبار التاسعة إلا ربع»، الذي تقوم فكرته على اختيار مجموعة من الأخبار الصحافية والإعلانات المبوبة في الصحف الورقية لانتقادها والتعليق عليها بأسلوب كوميدي ساخر، غير أن ما يميز هذا البرنامج، الذي يقدمه الشاب محمد بازيد، هو أنه شبيه بنشرات الأخبار التي تبث عبر القنوات الفضائية في قالب فكاهي ولغة عامية شبابية.

وبفكرة شبيهة له، انطلق برنامج «على الطاير» الذي يقدمه عمر الحسين، ليكون إخباريا ساخرا يتناول أبرز الأخبار ومن ثم انتقادها بأسلوب كوميدي، بعيدا عن التجريح الشخصي ودون ملامسة الخطوط الحمراء، مما يجعله يشكل الساحة الموجودة حاليا والمتمثلة في «تويتر» و«فيس بوك» والصحف بشكل مرئي.

وأوضح أحمد فتح الدين، أحد كتاب حلقات البرنامج، أن «على الطاير» يهتم بمناقشة القضايا الإيجابية والسلبية بقالب كوميدي يدفع الناس إلى التفكير بشكل صحيح، إلى جانب إظهار مواهب الشباب من خلاله.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن اختيار موقع (يوتيوب) لاحتضان تلك المقاطع لم يكن بهدف تحقيق الشهرة، وإنما من أجل إيصال رسالة معينة إلى أكبر شريحة ممكنة من المجتمع، خصوصا أن الكثير من الشباب لا يتابعون الأحداث من حولهم نتيجة عدم اهتمامهم بها، وهو ما جعلنا نلجأ إلى الطريقة الكوميدية في ذلك»، مشيرا إلى أنهم يطمحون لأن يكونوا مصدرا للأخبار في يوم من الأيام.

وذكر أن من أبرز الصعوبات التي يواجهونها عدم وجود دعم كاف، في ظل تكفلهم بكافة تكاليف البرنامج، مؤكدا في الوقت نفسه أن السبب الرئيسي وراء نجاحهم هو الجمهور المتابع لهم. وأضاف: «يتكون فريق العمل من 4 كتاب ومخرج، ومحررين اثنين أحدهما يعمل كمخرج مكرر، إلى جانب مثلهما من المنتجين، حيث إننا نعقد اجتماعات مستمرة في ما بيننا لإعداد الحلقة والالتقاء أيضا في اجتماع آخر من أجل كتابة الحلقة بالكامل».

وأفاد بأنه في بداية الحلقات تعمدوا إضافة تأثيرات صوتية على بعض النكات التي يستخدمها مقدم البرنامج أثناء انتقاده لقضية ما، وذلك تفاديا لعدم فهم المتلقي ما يقدمونه من كوميديا، غير أنه بعد ذلك جاءتهم ملاحظات من الجمهور لإزالة تلك المؤثرات كونهم يفهمون ما يريد البرنامج إيصاله، مضيفا: «إن جمهورنا ذكي جدا وواع، ونحن نحترمه بشكل كبير».

ويرى أحمد فتح الدين أن المنافسة الموجودة حاليا بين الشباب السعودي لتصوير «برامج يوتيوبية» تعتبر شريفة ونظيفة إلى أبعد الحدود، خصوصا أن هناك تواصلا مستمرا في ما بينهم، عدا عن التشجيع والدعم المعنوي الذي يمنحه بعضهم لبعض، موضحا أن القائمين على برنامج «أخبار التاسعة إلا ربع» كانوا من أول المشجعين لهم باعتبار أن «على الطاير» انطلق بعد انتهاء موسم البرنامج الأول.

واستطرد في القول: «إن برنامجنا يعد اجتماعيا من الدرجة الأولى، الذي ربما يطعم بشيء من السياسة، إلا أننا لا نسمح لأي شخص (تسييسه) بأي شكل من الأشكال، وإنما نعمل على نقل ما يحدث في الساحة لدعوة الناس إلى التفكير بشكل سليم».

العنصر النسائي أيضا لم يغب عن برنامج «على الطاير»، حيث إنه يحوي كاتبتين، إحداهما ديما إخوان والأخرى لمى صبري، حيث ترى ديما أن العمل النسائي على برنامج شبابي لا يواجهه أي إشكاليات، بل إن العلاقة في ما بينهم جيدة جدا كزملاء يجمعهم عمل واحد.

وقالت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «ما يميزنا هو امتلاك كل منا لوجهة نظر وخلفيات مختلفة، مما يعطي للبرنامج روحا متجددة تنبع من فكرة موحدة لكافة الأفكار الأخرى»، لافتة إلى أهمية وجود إعداد مسبق لحلقات البرنامج وعدم الاعتماد كليا على الارتجالية.

وحول ما أضافت لها تجربتها على موقع «يوتيوب»، ذكرت ديما إخوان أن هذا الموقع منحها فرصة التعبير عن نفسها دون قيود، ومواكبة الأحداث بشكل سريع، إلى جانب أن الكثير من الناس لم يعودوا يرغبون في البقاء لساعات طويلة أمام شاشات التلفزيون.

فهد البتيري، الذي يعيش في المنطقة الشرقية، تمكن هو الآخر من تحقيق شهرة واسعة عبر برنامجه «لا يكثر» الشبيه بأحاديث المجالس الشبابية مدعمة بمقاطع فيديو مصورة، حيث تقوم فكرته على مبدأ إثارة أي قضية في قالب كوميدي.

ويقول فهد خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «في بداية الأمر كان البرنامج يتحدث عن مواضيع عشوائية، إلا أننا ركزنا في اهتمامنا على القضايا الاجتماعية التي تعكس صوت الشارع السعودي، لا سيما أن السعوديين ليسوا سياسيين بقدر اهتمامهم بمعالجة وضعهم الاجتماعي»، مبينا أن لفظ «لا يكثر» كان بمثابة خطة دفاعية لهم وترسيخ لتلك المفردة المتداولة بين الأوساط الشبابية النجدية.

ويرى أن وجود «برامج يوتيوبية» أجنبية لاقت شعبية واسعة بين الأوساط الشبابية العربية والسعودية هو ما دفع به إلى تصوير مقاطع عربية، حيث إنه حاول في بداية الأمر تصوير مسلسل يحمل اسم «تقريبا»، الذي يختص بقضايا شباب منطقة الرياض، غير أنه لم يلق دعما كافيا.

ويضيف: «بعد فترة بدأت في كتابة أفكار مختلفة عن برنامج (لا يكثر)، ومن ثم التواصل مع مجموعة من الشباب من بينهم المخرج علي الكلثم، كونه كان متخصصا في إخراج (برامج يوتيوبية) ذات قالب كوميدي، عدا عن تواصلي مع صديقي عمر الحسين مقدم برنامج (على الطاير) لاستشارته في ما أرغب في تقديمه، وإخباره بأنني لا أعمل على تقليده».

ولفت إلى أنه استطاع تكوين فريق عمل صغير يحوي كاتبين اثنين، ومثلهما من المخرجين، والبدء في تصوير أول حلقتين، إلا أن الحلقة الثانية من برنامج «لا يكثر» ارتبطت بموسم معين، الأمر الذي علمهم ضرورة بث الحلقات بشكل مستمر ومواكبة الأحداث سريعا عبر موقع «يوتيوب».

هذا البرنامج الذي وصل عدد مشاهديه في البداية إلى أكثر من 100 ألف خلال أسبوع واحد، كان سببا في فتح بوابة «يوتيوب السعودية»، وهو ما جعل القائمين عليه يقيّمون من خلالها مستواهم عن طريق ردود فعل الجمهور السعودي.

وهنا، أفاد فهد البتيري بأن «لا يكثر» لن يتعدى قنوات موقع «يوتيوب» باعتبار أن قالب البرنامج يعتمد بشكل كبير على هذا الموقع، غير أنه من الممكن الانتقال به إلى مواقع إلكترونية أخرى شبيهة بـ«يوتيوب»، بالإضافة إلى وجود تحفظ على ما يتم عرضه عبر شاشات التلفاز من ناحية غياب التنوع في برامجها. وزاد: «حتى البرامج الكوميدية التي يتم عرضها في القنوات الفضائية باتت تكرر نفسها، رغم أن الشباب السعودي أصبح يميل إلى حد كبير نحو الكوميديا السوداء، وهو ما كان سببا في نجاح (البرامج اليوتيوبية) التي نقوم بها، خصوصا أنها يكمل بعضها بعضا من حيث تناولها مجالات مختلفة».

وجود جهة رسمية لدعم «البرامج اليوتيوبية» السعودية، هو جل ما يحتاجه القائمون عليها، لا سيما أن عدم امتلاكهم تصريحات رسمية من شأنه أن يعوق حركتهم إذا ما أرادوا تصوير مشاهد خارجية، وهو ما أكده صاحب برنامج «لا يكثر».

بدر صالح، معد ومقدم برنامج «إيش إلّي»، الذي كان يعاني من «فوبيا» الوقوف أمام الكاميرا، ذكر لـ«الشرق الأوسط» أنه في البداية كان يرغب في عمل برنامج مشترك مع عمر الحسين يحمل اسم «أبو نص»، الذي تقوم فكرته على مناقشة قضايا اجتماعية بشكل عام، إلا أن الظروف لم تسمح، مما دفع بالأخير إلى تصوير برنامج «على الطاير»، الذي حقق شهرة واسعة من خلاله.

وأكد بدر صالح أن نجاح صديقه كان بمثابة دافع له، حيث بث فيه حماسا جعله يبدأ في التواصل مع الشركة الداعمة لبرنامج «على الطاير»، غير أن القائمين عليها طلبوا منه تجسيد دور شخصية لبنانية لم يكن يتقن لهجتها، الأمر الذي جعله يؤديها باللغة العربية الفصحى ولم يقتنع بها منسوبو الشركة. وأضاف: «كان السبب في عدم قبولي هو طريقتي الكوميدية في تقديم النص باللغة العربية الفصحى، إلا أن أدائي لفت نظر المخرج إياد مغازل، الذي قام باختياري لتقديم برنامج (إيش إلي) كونه صاحب الفكرة فقط دون الاسم».

وأشار إلى أن إياد مغازل طرح عليه فكرة تحضير مقاطع مصورة من «يوتيوب» والإعداد لانتقادها وتقديمها ضمن مقاطع «يوتيوبية» أيضا، في حين يتولى المخرج مهمة التصوير والإخراج والتعديلات النهائية، لافتا إلى أنه بدأ في اختيار المقاطع شريطة الابتعاد عن الإباحيات والألفاظ البذيئة والعنصرية العرقية أو المذهبية أو الدينية، إلى جانب تفادي الخوض في السياسة.

وفي ما يتعلق بطريقة اختيار اسم البرنامج، علق بدر قائلا: «تلك المفردة متداولة بين أصدقائي، وكانت في بداية الأمر من اختراع صديقي نزار الجفري، الذي أخذت منه ذلك اللفظ دون أي استئذان، خصوصا أنها تتضمن رد فعل لأي أمر غريب أو عجيب أو خطأ فادح».

«إيش إلي» لم ينطلق على موقع «يوتيوب» لمجرد إضحاك الناس فقط، وإنما يحمل أهدافا أكثر بعدا من ذلك، وهو ما أوضحه بدر صالح، حيث أفاد بأنه يرغب وأصدقاؤه الآخرون في إطلاق الشباب السعودي لمواهبهم بأفكار مختلفة واتجاهات متنوعة تتضمن تناول القضايا الاجتماعية، إلى جانب دعمهم في الإنتاج وتبني مواهبهم مع ضرورة الابتعاد عن الكوميديا التي تسخر من الأشكال أو الجنسيات.

واستطرد في القول: «ينقسم الفن العربي بشكل عام إلى المصري والشامي والخليجي فقط، حيث إنه لم يعد لأهل منطقة الحجاز (غرب السعودية) أي دور بارز فيه، بالإضافة إلى أن الكوميديا العربية تحديدا انحصرت في ما بين مسلسلات رمضانية وسينما مصرية، التي تم اقتصارها أيضا على شخصيات محددة لا تسمح للآخرين بالظهور، مما دفع بي إلى السعي لتغيير سمعة المجتمع الحجازي في الوطن العربي بعد أن تم تصويره بشكل فارغ أو ساذج أو ممل».

وبين معد ومقدم برنامج «إيش إلي» أنه حريص جدا على أن يحبب الناس في اللهجة الحجازية، فضلا عن إثبات قدرة المجتمع الحجازي على تقديم كوميديا راقية، فضلا عن رغبته الملحة في «تطهير» موقع «يوتيوب» من المقاطع المصورة السخيفة التي لا تهدف إلا لإضحاك الناس بطرق خاطئة.

وحول رغبته في نقل برنامجه إلى القنوات الفضائية، بين أنه لا يفكر مطلقا في ذلك، لا سيما أن «إيش إلي» مختص بمقاطع الفيديو عبر موقع «يوتيوب»، إلى جانب أن شاشات التلفاز باتت تحصر الشخص في قناة معينة ووقت محدد، بينما يتيح «يوتيوب» المجال أمامه ليراه الناس في كل وقت ومن أي مكان، موضحا وجود فجوة كبيرة بين المشاهد والتلفزيون على عكس القنوات الـ«يوتيوبية» باعتبارها تعطي مساحة أكبر للتواصل مع الجمهور من خلال التعليقات المستمرة.

وزاد: «سأعمل على تقديم برنامج إذاعي عبر إحدى القنوات الإذاعية، غير أنه بعيد كل البعد عن (إيش إلي)، ولن أخلط مطلقا بينهما كون لكل منهما طابعه الخاص»، منوها بأن موقع «يوتيوب» حقق له شهرة تضاهي تلك التي من الممكن تحقيقها عبر شاشات التلفزيون.

واعتبر بدر صالح القنوات الـ«يوتيوبية» وسيلة لإيصال الشخص إلى أمور كثيرة من ضمنها الظهور واكتشاف المواهب، خصوصا أن برنامج «إيش إلي» لا يحتمل حلا وسطا، باعتبار أن جمهوره منقسم إلى نوعين، محبين أو كارهين، فضلا عن أن تلك القنوات متركزة على الشباب حيث يرغب فعلا في استهدافهم من خلال برنامجه.

وكشهرة واسعة حققها هؤلاء الشباب، فإنهم أصبحوا يشعرون ببدء انعدام خصوصيتهم الشخصية، التي إن حاولوا المحافظة عليها طالتهم اتهامات بـ«الغرور»، في حين يرى الآخرون ضرورة انعزالهم عن العالم كونهم مشاهير.

وبالعودة إلى فهد البتيري، الذي تمكن من تصوير نحو 7 حلقات حتى الآن، فقد ذكر أنه يصور كل شهر حلقة واحدة في ظل اضطراره للنزول من المنطقة الشرقية إلى الرياض بغرض التصوير مع أفراد فريق عمله الذين يرتبطون هم أيضا بمواعيد عملهم ووظائفهم.

ويقول: «لدينا الكثير من المواهب التي من الممكن إظهارها في حال وجدنا دعما من جهة رسمية، بالإضافة إلى أننا في كل مرة ننشر بها مقاطعنا عبر موقع (يوتيوب) ينتابنا خوف من عدم وجود أنظمة واضحة لما ينبغي الابتعاد عن نشره»، مشيرا إلى أن ما يميز برامجهم هو التصوير الكامل داخل السعودية وطاقم العمل السعودي، الأمر الذي يمكنهم من إيصال صوت الشارع المحلي بشكل جيد وسلس.

ردود فعل الشباب السعودي تجاه ما يشاهدونه من تلك البرامج السعودية الكوميدية جاءت في مجملها ضمن إطار التأييد، حيث إن القائمين عليها تعمدوا اختيار لغة الخطاب الشبابية التي يفضلها الآخرون، إلى جانب أن مشاهدتها لا ترتبط بزمن معين أو مكان محدد.

عصام بن أحمد الحاني، أحد المتابعين بشدة لهذه البرامج، أكد أن مواهب الشباب القائمين عليها ممتازة، مما جعله يفضل متابعتها بشكل أكبر من تلك التي يتم عرضها عبر القنوات الفضائية، خصوصا أن «البرامج اليوتيوبية» تحاكي الواقع بشكل مستمر وبأسلوب متجدد وإخراج خفيف بعيد عن التكلف.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «تتطرق مثل هذه البرامج لأخبار قد لا نعرفها إلا من خلالها، فضلا عن تناولها لأحداث سياسية أحرص على البحث عنها بعد مشاهدتها في أحد (البرامج اليوتيوبية) الصادرة من شباب شبيه بنا من حيث الأسلوب ولغة الحوار، مما يجعلها قريبة منا كثيرا»، مشيرا إلى أنه يقضي يوميا قرابة الساعتين من وقته لمتابعتها.

وبين أن تلك المقاطع متداولة بشكل كبير في ما بينهم إلى درجة أنها باتت تتصدر أحاديث مجالسهم، بالإضافة إلى أن أسماءها أصبحت دارجة كمصطلحات شبابية بينهم، مضيفا أن «جميع مواقع التواصل الاجتماعي الإلكترونية تعد وسيلة لتحقيق شهرة تفوق ما يتم تحقيقه عبر القنوات التلفزيونية».

بينما أرجع الشاب سعيد المزهر سبب اهتمامه بـ«البرامج اليوتيوبية» السعودية إلى محاكاتها للقضايا السعودية التي قد لا يعرفها الآخرون، عدا عن إبداع الشباب في الأسلوب والإخراج والتصوير، رغم أنها لا تتعدى الجهود الفردية، لافتا إلى أنهم استطاعوا توضيح وجهات نظر صحيحة بقالب كوميدي يتقبله الناس بشكل أكبر من طرحه ضمن إطار جدي.

وقال في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»: «هؤلاء الشباب يمتلكون القدرة على كيفية إيصال المعلومة للمشاهد بطريقة سلسة، إلا أنني أفضل عرضها عبر القنوات التلفزيونية حرصا على معرفة مواعيدها بدقة، خصوصا أن بثها عن طريق موقع (يوتيوب) يتطلب مني الكثير من الاستفسارات لمعرفة وقت نزولها».

ولكنه استدرك قائلا: « ربما يؤدي انتقالها للقنوات الفضائية إلى تقييد القائمين عليها وعدم قدرتهم على التحدث في أمور كثيرة نتيجة خضوعهم لأنظمة وقوانين البث الفضائي»، مؤكدا في الوقت نفسه أن تلك البرامج وضحت له أمورا كثيرة.

وأضاف: «هم على طبيعتهم في لغة الخطاب، وهو ما يجعلها تصل إلى قلوبنا بشكل سريع، ومن ثم تداولها ونشرها بشكل أكبر، كونها متداولة بكثرة بين طلاب الجامعة، بالإضافة إلى أنها أصبحت محور حديث في ما بيننا»، مشددا على ضرورة إيجاد دعم لهم من قبل الجهات المتخصصة في الإنتاج بهدف إتاحة مجال أكبر لهؤلاء الشباب في التعبير عن مواهبهم.