المراقب الصحفي: الملحق الصحي وشريحته المستهدفة

TT

يعد الملحق الصحي في صحيفة «الشرق الأوسط» واحدا من أهم الملاحق في هذه المطبوعة لأسباب كثيرة. فهذا الملحق يخاطب كل القراء لارتباط مادته بصحة الإنسان. وتنبع أهمية الملحق من أنه يقدم مادة عربية علمية لقراء يعانون من أمراض شتى. فبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن عددا من الدول العربية تحتل مراتب متقدمة في أمراض منتشرة في العالم مثل السمنة، والسكري، وضغط الدم، والسرطان وغيرها، الأمر الذي يجعل من هذا الملحق أهمية خاصة.

وما يلفت الانتباه حقيقة في هذا الملحق الجميل هو نشر القائمين عليه لدراسات علمية طبية حديثة، بين الحين والآخر، والتي تنشر أحيانا بالتزامن مع توقيت نشرها في العالم الغربي. ويعد التعاون مع جامعة هارفارد لنشر رسالتها الطبية إضافة مهمة للقارئ العربي، والتي نرجو ألا تتوقف بل تعزز بنشر رسائل وتقارير أخرى شبيهة من جامعات عالمية مشهود لها بالكفاءة والتميز في تخصصات محددة لتثري بها الصحيفة قراءها.

وعلى المستوى الشخصي، أحرص على قراءة محتويات الملحق الصحي لجمال أسلوب العرض في بعض تقاريره وأخباره، وتحديدا مقالات كتابه الذين يقدم بعضهم مادة علمية بقالب يسهل هضمه واستيعابه.

وهناك ملاحظة مهمة، وهي حسن انتقاء الملحق للموضوعات ومحاولة عدم تكرارها، وربما لاحظ البعض أنه إذا اقتضى الأمر تكرار الموضوعات فإنها تأتي من زاوية تناول مختلفة لا يلحظها القارئ العادي، وهو أمر مطلوب في الصحافة عامة، وفي الصفحات التخصصية خاصة.

وحبذا لو أكثر معدو الملحق الصحي من استضافة الأطباء العرب التخصصيين واللامعين في مجالاتهم للحديث عن الأمراض التي يعاني منها العرب من واقع تجاربهم وكيفية التغلب عليها أو التعايش مع المزمن منها. هذه الاستضافات أو المقابلات الصحافية يجدر أن تكون أسبوعية، وتشمل كل الأقطار العربية ليشعر القارئ أن أشهر الأطباء العرب بين يديه أسبوعيا.

أما بخصوص اختيار عناوين الملحق وتصاميمه فهي أيضا مميزة، وفيها مجهود صحافي مهني يشكر عليه المحررون. ولا أعلم ما هي الإمكانات الفنية المتاحة، لكني أتمنى أن تتاح الفرصة لطباعة الملحق الصحي في مجلة مصورة كما هو الحال في الطبعة السعودية، لكن يجدر دراسة هذه الخطوة جيدا قبل الإقدام عليها لأسباب صحافية معروفة.

الملحق الصحي مادة صحافية جميلة تضيف لقارئ «جريدة العرب الدولية» نكهة لذيذة، إلى جانب نكهات الملاحق الأخرى، ونرجو ألا تتقلص صفحاته بل تزيد وتتنوع لتتألق وتنافس بقوة كل الملاحق العربية الأخرى، ليستفيد القراء في نهاية المطاف.