المراقب الصحافي: الوزير الإيراني في «الشرق الأوسط»

TT

كان لافتا نشر صحيفة «الشرق الأوسط» لمقابلة قصيرة وخاصة أجرتها مع وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي. شخصيا لفتت نظري هذه المقابلة التي أجراها مراسل الصحيفة على هامش اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية في كازاخستان، لأسباب كثيرة منها أن هذه المقابلة تنشر في جريدة العرب الدولية وسط أجواء من التوتر بين إيران ودول المنطقة.

كما كان لافتا للنظر ما قاله صالحي بكل صراحة، وإن كان كلاما بنكهة دبلوماسية، لكنه يظل مهما في معايير الإعلام والسياسة، حيث قال «لو كنا نلتقي السعوديين لما حدث سوء الفهم». ونفى أن تكون «المناورات العسكرية التي تنفذها بلاده هذه الأيام موجهة ضد أي من دول المنطقة، لافتا إلى أنها تدريبات اعتيادية تجري من 3 إلى 4 مرات سنويا» حسبما ذكرت الصحيفة.

أهمية هذه المقابلة تكمن في كونها جاءت في التوقيت المناسب وسط خضم الأحداث السياسية المتسارعة، والتراشق بالتصريحات بين دول الخليج العربي وإيران. كما تنبع أهمية المقابلة من الناحية المهنية في أن الصحافي عادة ما تعترضه صعوبات بالغة في اقتناص فرص إجراء لقاء صحافي مع شخصيات مهمة في المؤتمرات الدولية، وهو الأمر الذي تجاوزه مراسل الصحيفة فقدم لنا هذه المادة الخاصة.

وبالطبع فمن المفترض ألا يكون هذا اللقاء الأخير مع المسؤولين الإيرانيين، وغيرهم، ممن لديهم مواقف مخالفة لمواقف دول الخليج. ونود التذكير بأن عصر التكتيم الإعلامي قد ولى من دون رجعة. فالخبر أو الشخصية التي تحاول الصحيفة - أي صحيفة - تهميشها سوف تجد عشرات الوسائل لتطل بها على القارئ العربي، ولذا تتميز المطبوعة في هذا العصر عن غيرها، إن هي عرضت كل وجهات النظر بمساحة تناسب المادة الصحافية، مثلما فعلت «الشرق الأوسط» بنشرها لصورتها الخاصة لمسؤول إيراني وهو يتحدث إلى وزير الخارجية البحريني على هامش الاجتماع الوزاري. ونشرت الصورة بحجم يفوق حجم نص المادة، وهو أمر مقصود في الصحافة لإبراز المادة الصحافية.

مقابلة الدول التي تعتبر دولة خصم لدول عربية كثيرة في مطبوعة العرب الدولية ليس أمرا سهلا، لكنه ليس مستحيلا، خصوصا أن «الشرق الأوسط» قدمت سابقا حوارات مستفيضة مع شخصيات برلمانية أو دينية أو سياسية بارزة في إيران أو غيرها، وهذا أمر مهم لنفهم عن كثب الطرف الآخر وكيفية تفكيره وربما تسهم تلك المقابلات في تقريب وجهات النظر. نقول هذا لأن النشر الصحافي لم يعد في عالم اليوم تلميعا إعلاميا أو ترويجا لأفكار، لأن الفضاء الإعلامي بكل وسائله صار مفتوحا للقاصي والداني.