زاهي وهبي: لست ممن يغيرون سياستهم بتغير مكان العمل

قال إنه يفضل أن يبدأ مع قناة جديدة من أن يكون رقما إضافيا بين عدد من الأسماء والنجوم

زاهي وهبي («الشرق الأوسط»)
TT

بعد عشرين عاما من العمل في قناة «المستقبل» قائدا لبرنامج «خليك بالبيت» بنجاحاته وإخفاقاته، على حدّ تعبيره، اختار الإعلامي اللبناني زاهي وهبي أن يغامر بخطوته التغييرية انطلاقا من رغبته في الانتقال إلى نوع آخر من العمل التلفزيوني الذي يقترب أكثر من الشأن الثقافي.

وبعد نحو ثلاثة أشهر من تقديم استقالته، ها هو اليوم يتحضّر للانطلاق من جديد ويطلّ على شاشتين عربيّتين جديدتين هما «الاتحاد الإخبارية» و«البيت بيتك» المصرية.

وعن هذه المرحلة المهنية الانتقالية التي رافقها الكثير من الشائعات يقول وهبي لـ«الشرق الأوسط»: «غادرت «المستقبل» بكلّ مودّة واحترام وتفاهم، واستقالتي كانت رغبة شخصية منّي من دون أي خلافات، لا سيّما أنّني كنت في هذه المحطّة التي سأظلّ اعتبرها كـ«بيت مهني»، أملك مساحة حريّة واسعة، ولو كان السبب سياسيا كما أشيع، لجاهرت بهذا الأمر، ومن يريد أن يغادر لسبب سياسي لا يكتشفه بعد 20 سنة».

ويؤكّد وهبي «لست مّمن يغيّرون سياستهم بتغيّر مكان العمل. سأبقى إعلاميا متوازنا يفتح برنامجه لجميع المبدعين بمعزل عن العقائد السياسية، وسأكون في الوقت عينه داعما للمقاومة في فلسطين ولبنان وسأظلّ صوتا للاعتدال والحوار والتلاقي على قاعدة الانتماء للوطن قبل الطائفة والمذهب ومناهضا لأي احتلال».

وعن اختياره لفضائية «الاتحاد» الإخبارية التي تنطلق تحت شعار «الوحدة العربية والمقاومة والقضية الفلسطينية»، وستبثّ من البحرين وسيكون لها مكاتب في بيروت وعواصم عربية أخرى، يقول «ربّما أحد أسباب اختياري لهذه المحطّة هي أنّها قناة جديدة، وأبرز ما جذبني إليها هو أنّها قناة إخبارية تسعى للدعوة إلى وحدة المجتمعات والأوطان بعيدا عن الشرخ المناطقي والطائفي، والأهمّ أنّها تخصّص حيّزا مهما لفلسطين والقضية العربية».

وفي ما يتعلّق ببرنامج «هنا بيروت» الذي سيكون أسبوعيا عبر القناة ابتداء من شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، يلفت وهبي إلى أنّ «الفكرة الأساسية ترتكز على استضافة شخصيات مبدعة ومثقّفة ورائدة في مجال الشعر والأدب والفن لمدّة ساعة، وسيكون مختلفا عن (خلّيك بالبيت) لجهة الشكل والمضمون، إذ لن أتطرّق إلى السيرة الذاتية للضيوف، بل سيكون التركيز على طرح القضايا الثقافية في العالم العربي مع كلّ من يستطيع التصدّي لها، من الأميّة إلى الحرية وما بينهما من مئات بل آلاف العناوين، لا سيّما في ظلّ التغيّرات والحراك العربي الذي يستدعي من الإعلام مقاربة جديدة للواقع، إذ لم يعد يتطلّب منه فقط الترفيه والإثارة، بل احترام عقل المشاهد ومخاطبته بما يليق به».

وفي موازاة ذلك، التحضير جار أيضا لإطلالة وهبي القريبة في شهر رمضان المبارك على شاشة قناة «البيت بيتك» المصرية التي وقّع معها عقدا لمدّة خمس سنوات، وذلك من خلال برنامج خاص يبدأ يوميا في الشهر الفضيل ثمّ يتحوّل إلى أسبوعي وسيكون مسجّلا في القاهرة، ويقول عن هذه التجربة «لم أستطع مقاومة إغراء مصر ولا سيّما بعد الثورة، هذه المرحلة الانتقالية التي بدأنا نتلمّس مستقبلها. وبالتأكيد ستكون تجربة مهمّة سأكتسب منها المزيد من الخبرة والمعرفة».

وفي ما يتعلّق بهذا الاختيار لا سيما أنّه أيضا مع محطّة جديدة، يجيب وهبي «أفضّل أن أبدأ مع قناة جديدة من أن أكون رقما إضافيا بين عدد من الأسماء والنجوم، من دون أن أنكر أن في الأمر شيئا من المغامرة، وأنّني أتوجّس وأفكّر ليلا ونهارا، لكن ما يخفّف من قلقي هو أنّني في (البيت بيتك) لن أكون المعدّ وستكون مسؤوليتي مقتصرة على تقديم البرنامج، رغم أنّني من الذين يفضّلون أن يكون المقدّم شريكا في الإعداد أو حتّى المعدّ الأساسي، لكن العمل سيكون بهذا الشكل بحكم عملي في عاصمتين كما أنّني لست مصريا ولست على دراية تامة كالمصريين بقضاياهم، من دون أن يعني ذلك عدم إبداء رأيي في هوية الضيوف. أما هويّة البرنامج فستكون ثقافية إنسانية أبطاله شخصيات مصرية للوقوف على آرائهم ونظرتهم حول قضايا محدّدة».

ورغم إبداء وهبي قلقه من المرحلة المقبلة في مسيرته المهنية الإعلامية، يلفت إلى أنّ التركيز سيكون في المرحلة الأولى على «ترتيب البيت المهني» من خلال تنظيم أوقات السفر والتصوير، ويقول «ما يخفّف عنّي نسبيا هو الشعر. في نهاية المطاف أنا شاعر، وتجربتي تتطوّر بحكم الخبرة وعملي في هذا المجال مستمرّ وذلك من خلال الإصدارات الدورية إضافة إلى الأمسيات الشعرية التي أحييها في بيروت وفي بعض العواصم العربية، وآخرها كانت في مصر». وتابع: «أخيرا أصدرت ديوان (رغبات منتصف العمر) في بيروت، وديواني (مختارات شعرية) و(تجري من تحتها الأنهار) في مصر عن دار (الشروق)، كذلك وفي المجال نفسه سيصدر لي قريبا (سي دي) شعري موسيقي بعنوان (أغنّي لها) من إنتاج (روتانا شعر) وقد ألّف موسيقاه رامي مارسيل خليفة، وسيكون مرفقا بكتيّب صغير يتضمّن القصائد».

وعن هذه التجربة الحديثة يقول وهبي: «رغم أنني من أنصار الكتاب الورقي وأؤمن أنّ الديوان يقرأ بالحواس الخمس، لكن علينا مخاطبة الجيل الجديد من خلال مجاراة متطلبات العصر والتقنيات التي فرضت علينا التعامل معها».