ابنة الرباط فاطمة الضاوي.. تعثرت على الهواء وباتت حديثا للشارع العربي

درست إدارة الأعمال ولم تتوقع أن تعمل مذيعة

فاطمة الضاوي («الشرق الأوسط»)
TT

«تعثرت ذات يوم خلال تقديمها نشرة أسواق الخليج الاقتصادية على الهواء مباشرة، وباتت أشهر من نار على علم، وباتت وجها مألوفا ومحببا للكبار والصغار، في السعودية، ومنطقة الخليج بأسرها، وأصبحت شغلا شاغلا لرواد مواقع الشبكة العنكبوتية، ومواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) و(يوتيوب)، وربما كان ذاك التعثر خيرا لها، بل ومن الممكن أن تكون تلك الخطوة المتعثرة أمرا اختصر عليها ما ستجنيه خلال عملها وقتا أطول».

فاطمة الزهراء الضاوي، ابنة العاصمة المغربية الرباط، لم تفكر يوما أن تصبح إعلامية في إحدى القنوات الفضائية الهامة على مستوى الوطن العربي، فخريجة إدارة الأعمال التي اغتربت في عاصمة الضباب لندن لسنوات عدة خلال دراستها، وأصبحت مع الوقت نجمة من نجمات متابعة أسواق الأسهم في منطقة الخليج اللاتي ينشطن في قنوات ومحطات فضائية عدة.

تلك الشابة ذات الوجه الطفولي، التي تطالع مشاهديها يوميا، لوقت يزيد على 3 ساعات من الحديث وتحليل الأوضاع التي تطرأ على مؤشرات الأسهم الخليجية، بطبيعتها، لا تتحدث كثيرا، أي على عكس ما تخرج به بشكل يومي عند تحليلها لتلك المؤشرات مع بداية كل صباح، وعلى الرغم من قلة حديثها المنبثق من شخصيتها الهادئة جدا، كان سببا لتسليط الأضواء عليها، وهو ما أكسبها رونقا خاصا، لا تملكه سواها من بنات جنسها اللاتي يطالعن مشاهدي محطاتهن يوميا.

الفتاة المغربية، لها أصدقاء يعدّون على أصابع اليد الواحدة، وهذا كما تراه فاطمة الضاوي ليس عيبا، بل، لتصبح علاقاتها مركزة مع من تنتقيه من أصدقاء، خصوصا في الغربة التي تعيشها حاليا في دبي، وعاشتها خلال السنوات الماضية في لندن، إما لدراسة أو لعمل، فالغربة كما تروي الضاوي أمر معزز لدور العائلة، وهو الأمر الذي يقود أسرتها للسفر لدبي مقر عملها بشكل مستمر، للبقاء بجانب الابنة التي عاشت سنين من عمرها ليست ببسيطة بعيدة عن الأجواء الأسرية.

تقول فاطمة في حديث لها لـ«الشرق الأوسط» إن تفكيرها للجوء لمنطقة الخليج، للدخول في الإعلام بالمنطقة، كان من منطلق أن بلادها تهتم بالشأن الأوروبي بشكل أكبر من العالم العربي، أما المنطقة، أي منطقة الخليج، فاهتمامها منصب على الشأن العربي الصرف، على عكس اهتمام الإعلام المغربي، وهو ما كان محفزا لها للتفكير في وسيلة إعلام عربية تتناسب مع طموحها، على الرغم من عدم دراستها للإعلام، سواء الاقتصادي أو السياسي أو أذرعته الأخرى.

وبعد دخولها الشأن الاقتصادي كعاملة باتت محترفة، أصبحت ترى فاطمة الضاوي، أن بلادها باتت ذات شأن ليس كسابق عهدها، لاعتبارات، من بينها، الموقع الاستراتيجي الذي تحتله المملكة المغربية، فهي التي تقع على المحيط الأطلسي من جانب، وتطل على الحوض الأوروبي من جانب آخر، وهو الأمر الذي تراها جازمة أن يكون سببا لاتجاه مشاريع عربية بشكل عام، وخليجية بشكل خاص، فترى الضاوي «محللة الأسهم» من نظرتها الخاصة، أن شركات عربية وخليجية كبرى أصبحت تلمس أهمية المغرب.

وفي رأيها أيضا، تتطلع ابنة الرباط المدينة الهادئة على الخارطة المغربية، أن جيلا مقبلا في بلادها، خصوصا في الجوانب الاقتصادية التي يجب أن تتفهم كيفية استقطاب المشاريع والشركات للاستثمار على الأراضي المغربية، فالجيل الذي تستدعيه نظرتها، يجب أن يكون بعيدا عن النمطية، التي لا تؤدي إلى فوائد، حتى تتحول بلادها إلى مركز مالي واستراتيجي في المغرب العربي وأفريقيا على حد سواء.

وفي أعقاب الأضواء والشهرة التي طرأت على حياتها بعد دخولها عالم الإعلام الفضائي، اضطرت فاطمة للتعامل مع الشهرة والأضواء، والمعجبين من جانب آخر بشكل هادئ للغاية، وحرصت كما تروي على التواضع مع أي كان، ممن يبدي إعجابه بها سواء على الصعيد العملي أو الشخصي.

متابعو أسواق الأسهم، خصوصا ممن اقتصت سوق الأسهم السعودي جزءا من أموال سعوا وراء استثمارها، لا يخفون تفاؤلا في وجه فاطمة الضاوي، التي يراها البعض أصبحت خلال السنوات القليلة الماضية جزءا أساسيا من برنامجهم اليومي، يعززه ظهورها كل صباح على شاشة إحدى القنوات الفضائية المهمة بالسوق السعودية والخليجية بشكل عام.